شيء من التربية الصحيحة لبنائنا

علـى الأرض من هذا الكون ثَمَّ مخلوقـة ضعيفـة، تغلب عليهـا العاطفــة الحانيـة، والـرقـة، لهـا من الجهـود والفضائـل ما قد يتجاهلـه الكثيـر منـا، ممن لهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها، ولهم قلوب لا يفقهون بها، لها من قوة الجذب ومَلَكة الاستعطاف ما تأخذ به لبَّ الصبي ، وتحل منـه محـل العضـو من الجسد، بطنها له وعاء، وثديها له سِقاء، وحجرها مرتع يلعب فيـه تــارة و ينام فيــه تارة أخرى، إنـه ليملك فيهــا حق الرحمة والحنان، لكمالهـا ونضجهـا، وهي أضعف خلق الله إنساناً، إنها مخلوقة تسمـى الأم، وما أدراكم ما الأم الصالحـة ، التـي تغرس فينـا قيّمـًا راسخة .

هذه صورة عن أم و هي تحث بنيها عن بناء القصور و تعميرها بكنوز أقل ما نقول عنها أنها لا مثيل لها، فليتكَ أَيُهَا المربي و أيتُها المربية تدركانها ..فتدركا الخيـر جُلَّهُ .
هذه الصغيرة التي لم تكمل عامها الثالث.. تتلعثم بالحروف.. تقف خلف أمها تشد فستانها.. أمي أمي لم نبن اليوم قصرا في الجنة.. كررتهـا ثم وقف إخوتهـا إلـى جانبها وأخذوا يرددون ما قالته أختهم الصغيرة..
إبتسمت الأم قائلة حسنا سأبني وأبنائي قصرا في الجنة..

جلست الأم و أولادهـا حولهـا... أعمـارهم تتـراوح بين العـاشـرة إلـى السنة والنصف جلسوا جميعهم مستعدين ومتحمسين.
بدأت الأمُ وبَدؤُوا معها في قراءة سورة الإخلاص: { قل هو اللّه أحد اللّه الصّمد لم يلد ولم يُولد ولم يكن لّهُ كفوا أحد} ثم كرروها عشر مرات.. عندما إنتهوا صرخوا بصوت واحد فرحين.. الحمد لله بنينا بيتا في الجنة
سألتهم الأم وماذا تريدون أن تضعوا في هذا القصر.. رد الأطفال نريد كنوزا يا أمي فبدؤوا يرددون لا حول ولا قوة إلا بالله.. لا حول ولا قوة إلا بالله..
ثم عادت فسألتهم من منكم يريد أن يشرب من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم شربة لا يظمأ بعدها أبدا ويبلغه صلاتكم عليه.. فشرعوا جميعهم يقولون اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
تابعوا بعدها التسبيح والتكبير والتهليل.. ثم انفضوا كل إلى عمله.. فمنهم من تابع مراجعة دروسه ومنهم من عاد إلى مكعباته يعيد بنائها..
تركتها وأنا أفكر في بيوتنا المسلمة.. على أي من الكلام يجتمعون.. وماذا يقولون.. وهل هم يجتمعون؟.. وأي علاقة تلك التي تنشأ بين الأم وأبناءها عندما يجلسون يقرؤون القرآن ويذكرون..؟


خرجت من عندها وأنا أردد هذه الآية(وأن لّيس للا نسان الا ما سعى وأنّ سعيه سوف يرى ثمّ يجزاه الجزاء إلا وفى وأنّ إلى ربّك المنتهى)

بقلم : ضحوة آمال/ بسكرة - الجزائر

إن ما جاء في الموضوع لجدير بالإحترام و التقدير و الثناء

ما اجمل أن نربي ابناءنا على طاعة الله و رسوله و على سنة خير الأنام و سيرة الصحابة الكرام

فثمة مجدنا و عزتنا و كرامتنا

فالأطفال هم بناة المستقبل و جنوده و حماته

ما نزرعه فيهم اليوم نحصده غدا

فلنحسن الحرث و الزرع لكي ننعم بأحسن مردود

و لنحذر من تركهم للشبهات و الشهوات و الضياع

الى كل من رزقه الله نعمة الخلفة ( الأبناء و البنات) ....انها قرة اعينكم فحافظوا عليها ...و انها آمانة فردوا الآمانة لى صاحبها بالعمل الصالح و التربية السليمة يوم تسؤلون عن اعمالكم بماذا تُجيبون و بأي شيء من مشاغل الدنيا كنتم تلهون.. احسنوا تربيتهم احسن الله مقامكم يوم ترجعون....

والله لن يصلح شأن أبنائنا إلا بعودتنا إلى الإسلام الصحيح بقيمه ومناهجه

وعقيدته السليمة ليقيموا عليه كل أمور حياتهم

قالى تعالى يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة

وقال تعالى: (يُوصيكُمُ اللهُ في أولادِكُمْ)

وقد حذرنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم من عظم هذه المسؤولية بقوله

ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته

وبقوله صلى الله عليه وسلم

مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم فى المضاجع



اختي امال من اروع ما قرأت في السيرة النبوية بالتربية الصالحة للأبناء حديث امنا

عائشة رضي الله عنها قالت: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم

فقال: تقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم -:

((أوَ أملك لك أن نَزَعَ الله من قلبك الرحمة؟))؛ (رواه البخاري ومسلم).

نعم ان للحديث أصل كبير من أصول التربية الصحيحة المفترضة في المربي

وهو ضرورة الرحمة والشفقة في العمل التربوي



بارك الله فيك اختي امال وجزاك الله عنا كل خير على الموضوع

كما اشكرك شكر خاص على انضمامك معنا في المنتدى