منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ابرار07

ابرار07

عضو نشيط
رقم العضوية :
806
البلد/ المدينة :
الجزائر
العَمَــــــــــلْ :
طالبة
المُسَــاهَمَـاتْ :
842
نقاط التميز :
810
التَـــسْجِيلْ :
24/07/2010
إن حياة الإنسان لا تقتصر على
التأثر بل تتعداها إلى
التأثير ويتم له ذلك بتعلمه
مجموعة من السلوكات بالتكرار وفي أقصر وقت ممكن
والتي تصبح فيما بعد عادات أو
هي كما يقول أرسطو طبيعة ثابتة وهي وليدة التكرار،إن
العادة تحتل جانبا كبيرا فيحياة
الفرد ولهذا فقد اختلف الفلاسفة في تفسير العادة
وأثرها،ومن هنا يتبادر
إلىأذهاننا التساؤل التالي:هل اكتساب العادات يجعل من الإنسان
مجرد آلة أم أنها تثري حياته؟،أو بالأحرى هل العادة مجرد ميل أعمى
أم أنها تمثل
سلوك إيجابي في حياةالفرد؟.
*يرى أصحاب الرأي الأول(جونجاك
روسو،بافلوف،كوندياك).أن للعادة
آثار سلبية على حياة
الأفراد،فهي تسبب الركودوتقضي على المبادرات الفردية والفاعلية
وتستبد بالإرادة فيصير الفرد عبدا لها فسائق السيارة الذي تعود على
السير في اليمين
يواجه صعوبة كبيرة إذا ما اضطر
إلى قيادة سيارته في اليسار ففي مثل هذه الحالة
تتعارض العادات القديمة مع العادات
الجديدة،كذلك أنها تضعف الحساسية وتقوي الفعالية العفوية
على حساب الفعالية الفكرية،فالطبيب
يتعود على ألا ينفعل لما يقوم به من
تسريحات والمعاينة المستديمة لمشهد
البؤس فيما يقول روسو(إن كثرة النظر إلى البؤس تقسي
القلوب)،وقد نبه الشاعر الفرنسي
سولي برودوم: (أن جميع الذين تستولي عليهم قوة
العادة يصبحون بوجوههم بشراب
حركاتهم آلات)ثم إن العادة تقضي على كل تفكير نقدي إنها
تقيم في وجه الإنسان
عقبةإبستيمولوجية خطيرة فالحقيقة التي أعلن عنها الطبيب هانري
حول الدورة الدموية فيا لإنسان ظل الأطباء يرفضونها نحو أربعين سنة
لأنهم اعتادوا
على فكرة غير هذه ولقدبين
برغسون بأن روتينات الأخلاق المشتركة ما هي سوى
المبادرات القديمة التي جاء
بهاالأبطال والقديسون.وللعادة خطر في المجال الاجتماعي حيث نرى
محافظة العقولالتقليدية على القديم و الخرافات مع وضوح البراهين
على
بطلانها إنها تمنع كل تحررمن
الأفكار البالية وكل ملاءمة مع الظروف الجديدة ،فالعادة
إنما هي رهينة بحدودهاالزمنية
والمكانية التي ترعرعت فيها وهذا ما جعل روسو
يقول(إن خير عادة للطفل هيألا
يعتاد شيئاً
).
لكن رغم
هذه الحججلا ينبغي أن نجعل من هذه المساوئ حججاً
للقضاء على قيمة العادة فهناك
قبل كل شيء مايدعو إلى التمييز بين نوعين من العادات
(العادات المنفعلة والعادات
الفاعلة).ففيالحالة الأولى الأمر يتعلق باكتساب
حالة أو بمجرد تلاؤم ينجم عن
ضعف تدريجي عنالفكر،وفي الحالة الأخرى يتعلق الأمر
بالمعنى الصحيح لقيمة للعادة في
الجوانبالفكرية والجسمية ولهذا فإن للعادة وجه
آخر تصنعهالإيجابيات.
على عكس
الرأي الأول فإذاكانت العادة طبيعة ثابتة تقل فيها
الفاعلية وتقوى فيها العفوية
والرتابة،إلا أن هذهالطبيعة المكتسبة ضرورية لتحقيق
التلاؤم والتكيف بين الإنسان
وبيئته فلا يمكن لأيشخص أن يعيش ويتكيف مع محيطه دون أن
يكتسب عادات معينة ثم أن
المجتمع ذاته لا يمكنأن يكون دون أن يفرض على أفراده مجموعة
من العادات التي ينبغي أن يكتسبوهاكلهم،ومثال ذلك أن يتعلم الضرب
أو العزف على آلة موسيقية
أخرى وقد بين*آلان*فيقولهإن
العادة تمنح الجسمالرشاقة والسيولة).وإن تعلم عادة معينة
يعني قدرتنا على القيام بها
بطريقة آلية لاشعورية وهذا ما يحرر شعورنا وفكرنا
للقيام بنشطات أخرى فحين نكتب
مثلاً لا ننتبهللكيفية التي نحرك بها أيدينا على
الورقة بل نركز جل اهتمامنا على
الأفكار،إذاً فإنعاداتنا أسلحة في أيدينا نستعملها
لمواجهة الصعوبات والظروف
الأخرى،وكذلك نجد منتعلم النظام والعمل المتقن والتفكير
العقلاني المنطقي لا يجد صعوبات
كبيرة في حياتهالمهنية على خلاف غيره من الأشخاص وكل
هذا يجعلنا نقر بإيجابيةالعادة.
بالرغم من
إيجابيات العادةإلا أنها تشكل خطراً عظيما في بعض
الأحيان،وهذا ما نبه إليه رجال
الأخلاق الذين لهمتجارب عدة في تبيين سلبيات العادة
فنبهوا مراراً على استبداد
العادة وطغيانها،فمنتعلم عادة أصبح عبدا لها،وعلى الرغم من
الفوائد التي تنطوي عليها فإن لها أخطارجسيمة.
إن العادة
تكون إيجابية أوسلبية وفقا لعلاقتها بالأنا،فإذا كانت
الأنا مسيطرة عليها فإن العادة
في هذه الحالةبمثابة الآلة التي نملكها ونستعملها
حينما نكون بحاجة إليها وقت ما
نريد،لكن العادةقد تستبد بالأنا(الإرادة) فتكون عندئذ
عائقا حقيقيا ومن ثم يكون
تأثيرها سلبيابالضرورة
.
وخلاصة
القول أن السلوكالإنساني مشروط بمجموعة من العوامل
الفطرية والمكتسبة و تشكل
العادة أهم جانب منالسلوك المكتسب،ولتحقيق التوافق بين
الشخص ومطالب حياته المادية و
المعنوية أو هيكما يقول شوفالي إن العادة هي
أداةالحياة أو الموت حسب استخدام الفكر لها) أو بتعبير أحسن أن يستخدمها الفكر لغاياتهأو أن يتركها لنفسها
 
nadjet

nadjet

عضو نشيط
رقم العضوية :
728
البلد/ المدينة :
زريبة الوادى
العَمَــــــــــلْ :
طالبة علم
المُسَــاهَمَـاتْ :
988
نقاط التميز :
855
التَـــسْجِيلْ :
11/07/2010
بـــارك الله فيك أختي ابرار
مقالة جدلية مفيدة جدا لطلاب البكالوريا
ربي يوفق الجميع
احترامي لك
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى