منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


avatar

ذات النطاقين

عضو مساهم
البلد/ المدينة :
الجزائر
العَمَــــــــــلْ :
مشرفة روضة قرآنية
المُسَــاهَمَـاتْ :
53
نقاط التميز :
104
التَـــسْجِيلْ :
09/11/2011
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:

قصة مليئة بالعبر


" يحكى أن رجلاً من هواة تسلق الجبال قرر تسلق أعلى جبال العالم وأخطرها وبعد أن هيأ نفسه لهذه المهمة الخطرة، بدأ في تسلق الجبل ومعه كل ما يلزمه لتحقيق حلمه .. ومرت الساعات سريعة ودون أن يشعر فــاجأه الليل بظلامه وكان قد وصل إلى منتصف المسافة، وكانت العودة أصعب بكثير من مواصلة الرحلة، ولم يعد أمام الرجل سوى مواصلة طريقه الذي ماعاد يراه وسط هذا الظلام الحالك وبرده القارس، ولا يعلم ما يخبأه له هذا الطريق المظلم من مفاجآت.
وبعد ساعات أخرى أكثر جهدًا وقبل وصوله إلى القمة إذا بالرجل يفقد اتزانه ويسقط من أعلى قمة الجبل بعد أن كان على بُعد لحظات من تحقيق انجازه الكبير أو ربما أقل من لحظات وكانت أهم أحداث حياته تمر بسرعة أمام عينيه وهو يرتطم بكل صخرة من صخور الجبل وفى أثناء سقوطه تمسك الرجل بالحبل الذي كان قد ربطه في وسطه منذ بداية الرحلة ولحسن الحظ كان خطاف الحبل معلق بقوة من الطرف الآخر بإحدى صخور الجبل.
فوجد الرجل نفسه يتأرجح في الهواء.. لا شئ تحت قدميه سوى فضاء لا حدود له ويديه المملوءة َ بالدم ممسكة بالحبل بكل ما تبقى له من عزم وإصرار وفي وسط هذا الليل وقسوته التقط الرجل أنفاسه كمن عادت له الروح يمسك بالحبل باحثــاً عن أي أملٍ في النجاة وفي يأس لا أمل فيه.
صرخ الرجل: إلهـي إلهـي أنقذني
فاخترق هذا الهدوء صوت يجيبـه من داخل عقله: ماذا تريـد من ربك ؟؟
قال الرجل بلهفة: أنقذني يا رب
فأجابه الصوت: أتــؤمن حقـاً أن ربك قادرٌ علي إنقاذك؟؟
أجابه الرجل: بكل تأكيد أؤمن يا إلهي ومن غيرك يقدر أن ينقذني؟
وكان الرد: إذن اترك الحبل الذي أنت ممسكٌ به
وبعد لحظة من التردد لم تطل تعلق الرجل بحبله أكثر فأكثر.
وفي اليوم التالي عثر فريق الإنقاذ على جثة رجل على ارتفاع متر واحد
من سطح الأرض ممسك بيده حبل وقد جمّده البرد تمامـًا
على ارتفاع متر واحد فقط من سطح الأرض!!
ماذا عنك ؟
هل تركت الحبل؟
هل مازلت تظن أن حبالك سوف تنقذك؟
إن كنت وسط آلامك ومشاكلك .. تتّكل على حكمتك وذكاءك ولا تؤمن بقدرة الله علي ان يدبر لك أمرك ويعينك و يرزقفك .. فتأكد من أنه ينقصك الكثير كي تعلم معنى الإيمــان ....
إذا كنت تظن أن مديرك هو الذي يملك حق ترقيتك فهذا حبل واه جديد تتعلق به
وإذا كنت تظن أن مالك أو منصبك أو أسرتك تغنيك عن الله فهذا أكثر ضلالا .
عليك بالثقة بالله، وصدق الايمان به و التوكل عليه هو أن تثق في الله وفيما عند الله فإنه أعظم وأبقى مما لديك في دنياك وأن تفوض أمرك الي الله ثقةً بحسن تدبيره

تلك القصة الرمزية قد لفتت نظرنا إلى أننا قد ننسى ونحن نسير نحو تحقيق حلمنا حقوق الله علينا ، وأن الطموح ببريقه قد يغشى أعيننا ، ويجعلنا مع طول المدة لا نرى إلا يدنا التي تفعل ، وقدمنا التي تسير، وذهننا الذي يفكر .
وتنسينا اليد العليا التي تقف خلف هذا كله ، ولا نذكر الله إلا وقت الأزمة والشدة .. والحاجة.
لكن المرء الذي لم يتعود على الثقة بأوامر الله ، لن يكون يقينه حياً صادقا .
وما الحبل في القصة السابقة سوى ( الأسباب) ، والتي برغم أهميتها وحاجتنا إليها ، إلا أنها ـ وحدها ـ إذا لم يكن معها إيمان وتقي ويقين حار ، ليست قادرة على نجدتنا ، بل ربما اغتررنا بها فأردتنا المهالك .
ووجدنا أنفسنا هلكى .. ولم يبق على طريق النجاة سوى خطوتين .. أو مترين !
 
ابو الحارث الاثري

ابو الحارث الاثري

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
22906
البلد/ المدينة :
الجزائر وهران
المُسَــاهَمَـاتْ :
26158
نقاط التميز :
24766
التَـــسْجِيلْ :
12/08/2011
والعبرة اختاه المحترمة
دات النطاقين
لمن يعتبر
شكرا على دالك
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى