منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ضو الجبين

ضو الجبين

عضو نشيط
رقم العضوية :
35793
العَمَــــــــــلْ :
فلاح و مربي مواشي
المُسَــاهَمَـاتْ :
511
نقاط التميز :
1107
التَـــسْجِيلْ :
21/02/2012


إن
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، ونصلي ونسلم على رسول الله
e ، فقد ترك أمته على المحجة البيضاء ليلها
كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك .. أما بعد :






فقد
أرشد الله عز وجل إلى تتبع المجرمين والنظر في أفعالهم وطرقهم في هدم الدين ، فقال
سبحانه وتعالى
[ وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَياتِ ولِتستَبِينَ
سَبِيلُ المُجرِمِين

]
.
وأمر الله عز وجل نبيه
e أن يجاهد المنافقين
فقال تعالى [
يا أيها النبي جاهد
الكفار والمنافقين واغلظ عليهم

]

. وجهاد المنافقين يعد من الأهمية بمكان ، لأن لهم حكم الإسلام ، فهم يتخفون ولا
يظهرون ما يعتقدون ، والتعرف على هذه الفئة وعلى أساليبها وطرقها في محاربة الأمة
ومحاولتها تقويض دعائم الإسلام وكذلك التعرف على أساليب من هم على شاكلتهم من يهود
ونصارى يُعد من الأهمية بمكان .



لهذا
كان لابد من دراسة أساليب أعداء الإسلام من يهود وعلمانيين وأصحاب شهوات في محاربة
الإسلام اليوم ولعل من أهم الأسباب التي تحتاج إلى معرفة ودراسة هي أساليبهم في
مسخ الأسرة المسلمة .



لماذا هذا الموضوع ؟



تم اختيار هذا الموضوع لأسباب ..


1- لمكانة المرأة
والتي هي الأم والأخت والزوجة ، والتي هي مستهدفة من أعداء الإسلام ، والتي
بصلاحها يصلح المجتمع وبفسادها يفسد المجتمع .



2- فضح وكشف مؤامرات
ومخططات أعداء المرأة والتي تسعى إلى إفسادها وتغريبها ومسخها من دينها ، والتي
يقوم بها العلمانيون والمنافقون والمستغربون تبعاً لأسيادهم من اليهود والنصارى .



3- معرفة مدى
تقصيرنا في حق ديننا وحق المرأة المسلمة ومقارنة الجهد الذي يقوم به الأعداء مع
جهودنا في إعداد المرأة المسلمة وتحصينها .



لماذا المرأة ؟


يتبادر إلى أذهان الجميع لماذا التركيز على
المرأة المسلمة من قبل الغرب ومن قبل أذنابه المستغربين العلمانيين ، والسر أن هؤلاء فطنوا لمكانة
المرأة الأساسية ودورها في صنع الأمة ، وتأثيرها على المجتمع ، لذا أيقنوا أنهم
متى ما أفسدوا المرأة ونجحوا في تغريبها وتضليلها ، فحين ذلك تهون عليهم حصون
الإسلام بل يدخلونها مستسلمة بدون أدنى مقاومة .



يقول أحد المبشرين: ( كأس وغانية تفعلان في
تحطيم الأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع ، فأغرقوها في حب المادة والشهوات )
.



ويقول اليهود في بروتوكلاتهم: ( علينا أن نكسب
المرأة ففي أي يوم مدت إلينا يدها ربحنا القضية ) .



ويقول د.مدروبيرغر: ( إن المرأة المسلمة هي
أقدر فئات المجتمع الإسلامي على جرّه إلى التحلل والفساد أو إلى حظيرة الدين من
جديد ) .



ويقول صاحب كتاب المرأة والحجاب: ( إنه
لم يبق حائل يحول دون هدم المجتمع الإسلامي في المشرق إلا أن يطرأ على المرأة
المسلمة التحويل ، بل الفساد الذي عم الرجال في المشرق ) .



ويقول لاسي: ( إن التربية المسيحية أو تربية الراهبات
لبنات المسلمين توجد للإسلام داخل حصنه المنيع – الأسرة – عدواً لدوداً وخصماً
قوياً لا يقوى الرجل على قهره لأن المسلمة التي تربيها يد مسيحية تعرف كيف تتغلب
على الرجل ، ومتى تغلبت عليه أصبح من السهل عليها أن تؤثر على عقيدة زوجها وحسّه
الإسلامي وتُربي أولادها على غير دين أبيهم ، في هذه الحالة نكون قد نجحنا في
غايتنا من أن تكون المرأة المسلمة نفسها هي هادمة للإسلام ) .



ويقول جان بوكارو في كتابه ((الإسلام في
الغرب)): ( إن التأثير الغربي الذي يظهر في كل المجالات ، ويقلب رأسا على عقب المجتمع
الإسلامي ، لا يبدو في جلاء مثل ما يبدو في تحرير المرأة ) .



مما سبق يظهر لنا أن أعداء الإسلام يعلمون أن
أقصر طريق يؤدي إلى حصن الأسرة في المجتمع الإسلامي وبالتالي أسهل وسيلة لنقل
الأفكار والفساد ، لأن فساد المرأة يترتب عليه فساد النشء والأسرة والمجتمع من
حولها .



أعداء المرأة المسلمة


يُنفذ مخططات إفساد المرأة المسلمة مجموعة من
الأعداء الذين يتربصون بها الدوائر وهم :



1- الصليبية الحاقدة وما تمتلكه من وسائل
الاستعمار والاستشراق والتنصير .



2- الصهيونية الماكرة وما تمتلكه من تخطيط
ماسوني وبروتوكولات ونوادي الروتاري .



3- الشيوعية ( الماركسية ) وما تعتمد عليه من
تيارات فكرية ملحدة .



4- المستغربون من تلاميذ الغرب ( العلمانيون )
.



5- أصحاب الشهوات .


( أولاً / الصليبية الحاقدة )


أ) الاستشراق :-


كان المنفذ الذي تسللت منه معاول الهدم (
الاستشراق ) إلى قلب وعقل المرأة المسلمة هو زعمهم أن الإسلام لم ينصف المرأة ولم
يضعها الموضع اللائق بها في حياة الرجل بل جعلها حقيرة مظلومة محل شهوة الرجل
وقضاء وطره فقط ، وكذلك سعوا في الجناية على الإسلام ووصموه بالتخلف والقسوة
والظلم ، وزعموا أنه يفتح الباب أمام تعدد الزوجات المطلق والطلاق وإقامة الحدود ،
بقطع يد السارق ورمي الزاني ، كل هذا بدون قيد أو ضوابط ، وبهذا وجدت المرأة
المسلمة المعاصرة نفسها منساقة بغير شعور ولا تفكير نحو الاستجابة لهذه المغريات
وتصديقها ، كما أن لهم جهود في إيجاد أذناب لهم من أبناء المسلمين يروّجون
لأفكارهم .







ب) التنصير ( التبشير ) :-


يهتم المنصرون خاصة بالمرأة لعلمهم بأنها مدار
الحياة الاجتماعية فالوصول إلى إفسادها فساد للأسرة كلها ، لذا يقول أحدهم:
( وبما أن الأثر الذي تُحدثه الأم في أطفالها ذكوراً وإناثاً بالغ الأهمية ، وبما
أن النساء هن العنصر المحافظ في الدفاع عن العقيدة ، فإننا نعتقد أن الهيئات
التبشيرية يجب أن تُؤكد جانب العمل بين النساء المسلمات على أنه وسيلة مهمة في
التعجيل بتنصير البلاد الإسلامية ) .



لذا فقد اهتموا بفتح المدارس وشجعوا المرأة على
الالتحاق بها فنادوا بضرورة التعليم ووضعوا لها برامج ومناهج تُبعدها عن دينها
وتزرع في قلبها الحقد على الإسلام وأهله .



ومن شدة حرصهم على إفساد المرأة يقول أحدهم
ويُدعى (جب)
: ( إن مدرسة البنات في بيروت هي بؤبؤ عيني .. لقد شعرت دائماً أن
مستقبل سوريا إنما هو بتعليم بناتها ونسائها ) . وكان اهتمامهم بالمدارس الداخلية
أشد لذا يقولون: (إن التبشير يكون أتم حبكاً في مدارس البنات الداخلية ، مما يكون
فيها من الأحوال المواتية والفرص السانحة ولأنها تجعل الصلة الشخصية بالطالبات
أوثق ولأنها تنـزعهن من نفوذ حياة بيتية غير مسيحية)



وتقول المنصرة أغا ميغليان: ( في صفوف
كلية البنات في القاهرة بنات آباؤهن باشوات وباكوات ، وليس ثمة مكان آخر يمكن أن
يجتمع فيه مثل هذا العدد من البنات المسلمات تحت النفوذ الأجنبي ، وليس ثمة طريق
إلى حصن الإسلام أقصر مسافة من هذه المدرسة ) .



كذلك وضعوا البرامج لها وأكثروا من الاستعانة
بالجمعيات النسائية في أمريكا .



وأعلن المؤتمر التنفيذي الذي عُقد في القاهرة
عام 1906م ( أنه لا سبيل إلا بجلب النساء المسلمات إلى المسيح إن عدد النساء
المسلمات عظيم جداً ، لا يقل عن مائة مليون .. نحن لا نقترح إيجاد منظمات جديدة ،
ولكن نطلب من كل هيئة تبشيرية أن تحمل فرعها النسائي على العمل ، واضعة نصب عينيها
هدفاً جديداً هو الوصول إلى نساء العالم كلهن من هذا الجيل ) .



وكان من جهود المنصرين إنشاء النوادي النسائية
ودفع الكتب الموجهة إلى المرأة المسلمة .



ج) الاستعمار :-


لقد كان للاستعمار تأثيره الشديد عل المرأة
المسلمة ويظهر ذلك في الآتي :



1- نشر الفسوق
والإباحية والانحلال الخلقي بتشجيع السفور والعري والاختلاط ودفع المرأة إلى
ميادين العمل .



2- أدخل إلى البلاد
التي استعمرها نماذج فاسدة للسلوك الأنثوي ، جعلت كل همها إفساد الرجال وتدمير
الأسرة المسلمة .



3- قامت بعض النساء
الغربيات في المستعمرات بتشجيع المرأة على السفور وذلك بالمشاركة في الجمعيات
النسائية والمؤتمرات وقامت بنصح المرأة بالخروج إلى العمل والاستغناء عن الزوج
وغرست في ذهنها فكرة الحرية والخروج عن الدين والتقليد .



4- شجعت الدوائر
الاستعمارية المرأة المسلمة على أن تكون موقع إعجاب الرجال ، فروجت ونشرت دور
الأزياء واللهو والمراقص والحانات ، فأصبحت المرأة ترتاد كل هذه الأماكن دون حياء
أو خجل أو رادع من خلق أو دين .



5- ظهرت المجلات (
المحلية والمستوردة ) التي تُعلم المرأة الخلاعة والمجون والأساليب الشيطانية التي
تُغري بها قلوب الرجال أمثال: ( الصياد – الشبكة – السنارة – الموعد – آخر الليل –
الاثنين – الأحد – البورد اليهودية ) .



( ثانياً / الصهيونية الماكرة )


الصهيونية هي الحركة اليهودية التي تسعى بكل
وسائلها إلى إعادة ملك بني إسرائيل وبناء هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى ومن
ثم السيطرة على العالم وحكمه من القدس على يد ملك اليهود .



والماسونية : وسيلة لنشر المبادئ الهدامة ، اتخذها اليهود
لهدم الأديان وقد جاء في السجلات الماسونية لعام 1904م ( تعتبر اليهود والماسون
معاً ، الأبناء الروحيين لبناء هيكل سليمان وأن الماسونية التي تُزيف الأديان
الأخرى تفتح الباب على مصراعيه لإعلاء اليهودية وانتصارها ) .



وقد خطط اليهود لذلك ووضعوا القرارات السرية
التي سُميت ( بروتوكولات حكماء صهيون ) والمطلع على قراراتهم ومخططاتهم يعلن أن
أول ما دعوا إليه نشر الانحلال الخلقي واتخذوا من المرأة أمضى سلاح في فساد الأخلاق
وسلب الأموال وانحراف الشباب وسخَّروا جميع الوسائل الإعلامية لذلك .



وقد اعتمدوا على تضليل الناس باسم النظريات
العلمية ، سواء في الاقتصاد أو التاريخ كالحتمية التاريخية أو باسم علم الاجتماع
وعلم النفس ، جاء في البروتوكول الثاني ( لا تتصوروا تصريحاتنا كلمات جوفاء
ولاحظوا من أن نجاح دارون وماركس ونيتشة قد رتبناه من قبل ومن هنا جاء فيلسوفهم
ماركس ليقول: إن قضية العفة إنما أخذت أهميتها من أنانية الرجل ، ثم وضع عليها وسم
الدين والأخلاق خدمة لأنانيته ) .



ويقول البروتوكول العاشر ( فإذا أوحينا
إلى عقل كل فرد فكرة أهميته الذاتية ، سوف تُدمر الحياة الأسرية من الأمميين
وتُفسد أهميتها ) .



وجاء في هذه البروتوكولات ( يجب أن نعمل لتنهار
الأخلاق في كل شاب فنستعمل سيطرتنا ، إن فرويد منا ، سيظل يعرض العلاقات الجنسية
في ضوء الشمس لكي لا يبقى في نظر الشباب شيء مقدس ويصبح همه الأكبر هو إرواء
غرائزه الجنسية وعندئذ تنهار الأخلاق ) .



ويستخدم اليهود في إفساد النساء الوسائل
الإعلامية التي يسيطرون عليها وكذلك دور الأزياء والموضة بالإضافة إلى المحافل
الماسونية المنتشرة في بلاد الإسلام وكذلك أندية الروتاري واللبونز وغيرها من
الأندية .







( ثالثاً / الشيوعية – الماركسية )


نسبة إلى كارل ماركس اليهودي ومذهبه ( المادية
) التي جعلها سُلماً يرقى عليه كي يتسنى له إنكار الدِّين والأخلاق والفكر .
والأسرة من وجهة النظر الماركسية نزعة فردية ورغبة في التملك والاشتراكية تأبى ذلك
، لأن الفرد ليس ملكاً لنفسه ولكنه ملك الجماعة وقد نتج عن ذلك :



- القضاء على الأسرة بمنع رباطها ألا وهو
الزواج .



- إقامته الحظائر لتربية أبناء الدولة .


- إطلاق المشايعة الجنسية بين الرجال والنساء .


وتبرر الماركسية موقفها تجاه الأسرة بقولها ((
إن الأسرة عاشت في عالم (مشايعة) جنسية في عصورها الأولى وأنها لم تعرف نظام
الأسرة إلا تحت الظروف الاقتصادية فالفوضوية الجنسية هي الأصل )) .



لذا فهي تدعو إلى الشهوات البهيمية وتُشجع
ممارسة العلاقات الجنسية بحرية تامة .



وقد كان لها أثراً فعالاً في بلاد المسلمين
وظهر هذا الأثر في صورة القصص الإباحية المنشورة في الصحف والمجلات والقصائد
الشعرية التي تدعو إلى الفاحشة بالإضافة إلى إعطاء الحرية التامة للنساء وإدخالهن
في المعسكرات الخاصة بهذه الدول وقد كانت الدول الشيوعية العربية والإسلامية أسبق
الدول في إدخال النساء إلى معسكرات الجيش
( الفتوه ) .



( رابعاً / المستغربون )


تعريف التغريب : هو تذويب الأمة المحمدية بحيث
تصبح أمة ممسوخة أي نسخة أخرى مكررة من الأمة الغربية الكافرة ، غير أن هناك فرق
فالأمة الغربية هي الأمة القائدة الحاكمة المتصرفة والأمم الأخرى من الأمم التابعة
الذليلة المنقادة لما يُملى عليها .



وتغريب المرأة المسلمة هو جزء من مخطط شامل
لتغريب الأمة في كل أمورها .



يقول الدكتور/ محمد محمد حسين – رحمه الله –
: ( وكانت برامج التغريب تقوم على قاعدتين أساسيتين – يعني عند المستعمرين الأولين – القاعدة
الأولى
: اتخاذ الأولياء والأصدقاء من المسلمين وتمكينهم من السلطة ، واستبعاد
الخصوم الذين يعارضون مشاريعهم ووضع العراقيل في طريقهم وصد الناس عنهم بمختلف
السبل . القاعدة الثانية : التسلط على برامج التعليم وأجهزة الإعلام
والثقافة عن طريق من نصبوه من الأولياء وتوجيه هذه البرامج بما يخدم أهدافهم ويدعم
صداقتهم .



وما المستغربون هؤلاء إلا أفراخ للاستعمار
والاستشراق شكَّلهم بالطريقة التي يُحبها فهم وُلدوا في بلادنا هذه ولكن عقولهم
وقلوبهم تربّت في الغرب ونمت أعوادهم مائلة إليه ، فهم أبداً تبع لما جاءوا به ،
وكانت هذه خطة المنصِّر زويمر الذي يقول: (إن الشجرة ينبغي أن يقطعها أحد أعضائها)
ويقول: ( إن خبرة الصيادين تعرف أن الفيلة لا يقودها إلى سجن الصياد الماكر إلا
فيل عميل أُتقن تدريبه ليتسلل بين القطيع فيألفه القطيع لأن جلده مثل جلدهم ويسمعون له لأن صوته يُشبه
صوتهم فيتمكن من التغرير بهم وسوقهم إلى حظيرة الصياد ) .



وكان من هؤلاء العملاء المأجورين ( طه حسين –
لطفي السيد – قاسم أمين – رفاعة الطهطاوي – علي عبدالرزاق – أحمد أمين – لويس عوض
– محمد التابعي – القصيبي … وغيرهم كثير .



وهؤلاء وممن على شاكلتهم هم كتائب الطابور
الخامس الذي يعمل داخل معسكرات المسلمين للإجهاز على الإسلام وهم الذين أشار إليهم
القس زويمر بقوله: ( لقد نشرنا مكامن التبشير المسيحي لدى شخصيات لا تجوز الإشارة
إليها ) وهم الكلاب الذين ينبحون ، كما عبّر عنهم أستاذهم ( سارتر ) بقوله: ( شرعت
الصفوة الغربية تضع فئة من السكان الأصليين أخذت تصطفي فتياناً مراهقين ، ترسم على
جباههم بالحديد الأحمر مبادئ الثقافة الأوروبية وتحشو أفواههم بشعارات رنّانه ثم
تردُّهم إلى ديارهم وقد زُيفوا ، إن مثل هؤلاء أكاذيب حية لا يملكون ما يقولون
لإخوانهم لأنهم يرجّعون ما يسمعون ، وكنا نحن المستعمرين الأوروبيين نقول لأنفسنا
سراً ، دعوهم يعووا فذلك يسري عنهم وإن الكلب الذي ينبح لا يعض ) .



هؤلاء هم أخطر على الإسلام من الأعداء السافرين
لأنه ينخدع بأي كلام يُلقيه هؤلاء الأذيال اعتماداً على أنهم من جنسنا ومن أبناء وطننا وديننا وقد
ساعدت وسائل الإعلام في إعطائهم هالة وصوّرتهم قمم فكرية وهم في الحقيقة لا يساوون
شيئاً .



نظرة تاريخية في بعض حركات التحرر من تعاليم الإسلام


أولاً / في البلاد الإسلامية :-


حركة التحرر في تركيا :


بدأت الدعوة إلى تحرر المرأة من تعاليم الإسلام
مع سقوط الخلافة الإسلامية عام 1924م وصدر قانون مدني على غرار القانون المدني
السويسري وقد حرّم تعدد الزوجات ومنع الحجاب وقيد الطلاق وأدخل التعليم المختلط ،
مما جعل المرأة التركية شبيه بالمرأة السويسرية ، وقد كان للدولة الكمالية أثر قوى
في فرض السفور على المرأة التركية وكانت هذه الدعوة أول الدعوات التحريرية التي
تأثرت بها الأقطار العربية والإسلامية فيما بعد حتى أصبحت المرأة التركية كما وصفها
جان رو
(( المرأة التركية عصرية تماماً هي ترتدي أثواب السهرات العارية
الكتفين والظهر كما لا تحجم عن ارتداء المايوه ولكنها تتحاشى التطرف في ذلك .. )).



ولم يكفي دعاة الفساد ما وصلت إليه المرأة التركية
المسلمة بل طالبوا بالمزيد فهذا أحمد رضا بك من زعماء أحرار تركيا يقول: (
مادام الرجل التركي لا يقدر أن يمشي علناً مع المرأة التركية وهي سافرة الوجه فلا
أعدّ في تركيا دستوراً ولا حرية .. ) .



وقال الكاتب رفقي بك:(مادامت الفتاة
التركية لا تقدر أن تتزوج بمن شاءت ولو كان من غير المسلمين ، بل مادامت لا تعقد
مقاولة مع رجل تعيش وإياه كما تريد مسلماً أو غير مسلم فإنه لا يعدُّ تركيا قد
بلغت رقياً .



وبالفعل نص القانون المدني التركي فيما بعد على
إباحة زواج النصراني من مسلمة ( مجلة الرسالة العدد 80 في 9/10/1353هـ ) .






تعليق لشكيب أرسلان ( المنار 1343هـ ) ..


يقول: ( فأنت ترى أن المسألة ليست منحصرة في
السفور ، ولا هي مجرد حرية المرأة المسلمة في الذهاب والمجيء كيفما شاءت ، بل هناك
سلسلة طويلة حلقاتها متصل بعضها ببعض .. ) .



وفي عام 1926م ألغي الزواج الشرعي وجعله مدنياً
وألزم توثيقه أمام موظفي الدولة وفي نفس العام أرسلت تركيا باخرة تجوب موانئ
أوروبا وبها خمساً وعشرين فتاة من فتيات تركيا الجديدة ، كلهن جميلات مقصوصات
الشعر لا يكاد يميزهُّن الرائي من فتيات باريس ولندن ، يُجدن التكلم بالإنجليزية
وقد صرخت إحداهن في بعض الموانئ الإنجليزية (إن المرأة التركية اليوم حرة .. فلن
تسير إلى الطرقات في ظلام ، وإننا نعيش اليوم مثل نسائكم الإنجليزيات نلبس أحدث
الأزياء الأوروبية والأمريكية ونرقص وندخن ونسافر وننتقل بغير أزواجنا ) .



وتقول أخرى: ( بأن معيشتهن على ظهر الباخرة
معيشة سرور وصفا لا يوصف ، فكلهن يرقص ، وبعد العشاء يبدأ الرقص من (تانجو) (فوكس
ثروت) وقد تعلمت ذلك في المدرسة ) نشر ذلك في صحيفة ( السياسة الأسبوعية ) عدد (
17 يوليو 1926م ) .



فيعلق مراسل الصحيفة على ذلك الوصف بقوله: ( إن
هذا من أظهر الآثار التي تدل على تقدم المرأة التركية ومجاراتها لأختها الغربية في
ميدان العمل والجهاد الفكري والاقتصادي ، ولا يسع كل محب لتركيا إلا أن يغبطها على
هذه الخطوات ) .



( طلب بعض النابغات منهن أن يسمح لهن بإلقاء
خطب في الجوامع كل أسبوع في تدبير المنـزل وما أشبهه من الموضوعات ) .



ثانياً / في البلاد العربية :-


حركة التحرر في مصـر :


إن جذور حركة الدعوة إلى تحرير المرأة في مصر
تمتد إلى عهد محمد علي باشا حينما بعث المبعوثين إلى فرنسا والذين رجعوا يحملون
تيارات فكرية دخيلة على دينهم ، بعد أن جهرهم العلم المادي واستعبدهم سلطان العقل
وكان من أعضاء الجيل الأول ( رفاعة الطهطاوي ) الذي أقام في باريس خمس سنوات من (
1826 – 1831م ) والذي كان قد رافق البعثة المصرية كواعظ وإمام . فبعد عودته بدأ
يبذر البذور الأولى للكثير من الدعوات الدخيلة ، وقد ألف كتابه ( تخليص الإبريز في
تلخيص باريز ) والذي أدعى فيه أن السفور والاختلاط بين الجنسين ليس داعياً للفساد
.



وقد دعى إلى إنشاء المسارح والمراقص مدعياً أن
( الرقص على الطريقة الأوروبية ليس من الفسق في شيء بل هو أناقة وفتوة ) .



وفي سنة 1894م أي بعد احتلال الإنجليز لمصر
بحوالي (12سنة ) ظهر أول كتاب في مصر أصدره صليبي من أولياء كرومر يُدعى ( مرقص
فهمي ) وكتابه هو ( المرأة في الشرق ) دعا فيه صراحة وللمرة الأولى في تاريخ
المرأة المسلمة إلى ..



1- القضاء على الحجاب الإسلامي .


2- إباحة اختلاط المرأة المسلمة بالأجانب منها
.



3- تقييد الطلاق وإيجاب وقوعه أمام القاضي .


4- منع الزواج بأكثر من واحدة .


5- إباحة الزواج بين المسلمات والأقباط .


وقد أحدث كتابه ضجة عنيفة ، وقد تلاه كتاب ألفه
( الدوق داركير ) باسم (( المصريين )) حمل فيه على نساء مصر وتعدى على الإسلام ،
ونال من الحجاب وقرار المرأة المسلمة في البيت ، وهاجم المثقفين المصريين بصفة
خاصة لسكوتهم وعدم تمردهم على الأوضاع .



تأثر ( قاسم أمين ) من داركير وتألم ، فألف
كتاباً باللغة الفرنسية يرد على هذا الكتاب وحاول أن يدافع عن الحجاب ويرفع شأنه
وإن كان رده قد اتسم بالخضوع والذلة ، وكان يطالب داركير أن يعتبر الإسلام في
مرتبة النصرانية والمجوسية ، وقد استنكر في كتابه هذا على خطة بعض السيدات
المصريات اللاتي يتشبهن الأوروبيات.



اقتنص خصوم قاسم أمين هذه الفرصة ووشوا به إلى
الأميرة نازلي زوجة الملك فؤاد والتي كان لها صالون يجتمع فيه كبار الشخصيات وعلى
رأسهم اللورد كرومر والشيخ محمد عبده وغيرهم ، وقالوا إن قاسماً يعنيك في كتابه ،
لذا غضبت الملكة وكلفت مجلة المقطم بتعقب آراء قاسم والرد عليها ، ولكن هذه الحملة
أوقفت بعد أن اقتنع قاسم بتصحيح خطئه واتفق مع سعد زغلول ومحمد عبده على أن ينشر
كتاباً يصحح فيه خطأه ، ويؤيد الدوق داركير والقبطي مرقص فهمي في آرائهما .



وهكذا خرج قاسم أمين بكتابه ( تحرير المرأة )
سنة 1899م ، ودعى إلى ما دعى إليه الصليبي مرقص بحذافيره ، إلا أنه لم يتعرض لزواج
المسلمات بالأقباط ، وانصرف جهده إلى ( إن
الحجاب بوضعه السائد ليس من الإسلام ، وأن الدعوة إلى السفور ليس فيها خروج على
الدين أو مخالفة لقواعده ) .



وقد ركّز في كتابه هذا على النصوص الشرعية
وفسرها بهواه . وقد كتب بعض فصول هذا الكتاب محمد عبده وذكر ذلك محمد عمارة عندما
عدد إنجازات محمد عبده فقال: ( ومن أبرز أعماله الفكرية في هذه المرحلة ..
الفصول التي شارك بها في كتاب تحرير المرأة لقاسم أمين ) .



قُوبلت هذه الدعوى الباطلة بردود فعل عارمة من
دعاة الحق في جميع بلاد المسلمين وكانت هذه الردود على شكل مقالات وكتب والتي
جاوزت مائة كتاب في الرد على قاسم أمين ، وكان من أهم الردود ألفه (محمد طلعت حرب ) والذي قال في رده ( إنه لم
يبق حائل يحول دون هدم المجتمع الإسلامي في الشرق كله لا في مصر وحدها إلا أن يطرأ
على المرأة المسلمة التحويل بل الفساد الذي عم الرجال في الشرق ) .



ونشر محمد فريد وجدي مقالات قال في بعضها ( إذا
أشرنا اليوم بوجوب كشف الوجه واليدين ، فإن سنة التدرج سوف تدفع المرأة إلى خلع
العذار للنهاية في الغد القريب ، كما فعلت المرأة الأوروبية التي بلغت حالة التبذل
درجة ضج منها الأوروبيون أنفسهم ) .



وقد وقفت الأحزاب الوطنية ضد قاسم أمين وعلى
رأسها الحزب الوطني الذي يتزعمه مصطفى كامل وأصدر صحيفة ( اللواء ) وفتح صدرها لكل
طاعن على قاسم أمين .



اهتم الإنجليز بكتاب قاسم أمين وترجموه إلى
اللغة الإنجليزية ونشروه في جوانب الهند .



وكان للشعر موقف إيجابي من هذه الدعوة ، وأُلفت
القصائد الطوال في جميع البلدان تفضح دعوى قاسم أمين وكان على رأس الشعراء ( أحمد
محرم ) الذي يقول :





أغرَّكِ يا أسماءُ ما ظن قاسمُ
تضيقين ذرعاً بالحجاب ومابه
سلام على الأخلاق في الشرق كله
لنا من بناء الأولين بقية
أُسائل نفسي إذ دَلَفْتَ تريدها
ولولا اللواتي أنت تبكي مُصَابُها
نبذت إلينا بالكتاب كأنما
ففي كل سطر منه حتفٌ مفاجيءٌ
0



أقيمي وراء الخِدر فالمرء واهمُ
سوى ما جنت تلك الرؤى والمزاعم
إذا ما استحلت في الخدور الكرائم
تلوذ بها أعرافنا والمحارمُ
أأنت من البانيين أم أنت هادمُ
لما قام للأخلاق في مِصرَ قائمُ
صحائفه مما حَمَلْتَ ملاحِمُ
وفي كل حرف منه جيشٌ مُهاجِمُ
0



ويقول الأزدي يخاطب بنت بغداد ويحذرها من ضلال
السفوريين في قصيدة قال منها :





نص الكتاب على الحجاب ولم يُبح
ماذا يُريبك من حجاب ساترٍ
ماذا يُريبك من إزار مانعٍ
ما في الحجاب سوى الحيا فهل من ؟
هل في مجالسة الفتاة سوى الهوى
0



للمسلمين تبرج العذراء
جيدَ المهاة وطلعة الذلفاء
وزر الفؤاد وضلة الأهواء
التهذيب أن يهتكن ستر حياء
لو أصدقتك ضمائر الجلساء
0



ثم لم يلبث مؤلف تحرير المرأة حين واجه هذه
المعارضة التي أحرجته كثيراً ، إلا أن أسفر عن وجهه الحقيقي وخلع ثوب الحياء وقناع
التدين وكشف في صراحة عن أهدافه المُغرضة في كتاب ظهر في العام التالي ، وهو كتاب
( المرأة الجديدة ) وبينما كان في كتابه الأول يحوم حول النصوص الإسلامية ، انقلب
في كتابه الثاني فهو يرى ترك حرية النساء للنساء حتى لو أدى الأمر إلى إلغاء نظام
الزواج حتى تكون العلاقات بين الرجل والمرأة حرة لا تخضع لنظام ولا يُحددها قانون
. والمرأة الجديدة التي يقصدها قاسم أمين هي المرأة الأوروبية التي أراد من
المصرية أن تتحول إليها وتتخذها مثلاً أعلى ، قال: ( هذا التحول هو كل ما نقصد ،
وغاية ما نسعى إليه أن
تصل
المرأة المصرية إلى هذا المقام الرفيع وأن تخطو هذه الخطوة على سلم الكمال ، وأن
تكون مثلها تحرراً ، فالبنات في سن
العشرين يتركن عائلاتهن ويُسافرن من أمريكا إلى أبعد مكان في الأرض وحدهن ،
ويقضين الشهور والأعوام متغيبات في
السياحة متنقلات من بلد إلى أخرى ، ولم يخطر على بال أحد من أقاربهن أن وحدتهن تعرضهن إلى خطر ما ، وكان من تحررها
أن يكون لها أصحاب غير أصحاب الزوج ، والزوج يرى أن زوجته لها أن تميل إلى ما يوافق ذوقها وعقلها
وإحساسها وأن تعيش بالطريقة التي تراها مستحسنة في نظرها ) .



وقد قُوبل كتابه الثاني بمعارضة شديدة في الصحف
وأُلفت كتب ترد عليه ، ومات قاسم أمين سنة 1908م ودعوته محصورة في أضيق الحدود ،
وعند موته قام مناصروه بعمل ( حفل تأبين ) له وأشادوا بدعوته إلى السفور وقد قابل
هذا أصحاب الحق بعمل احتفال كبير للدعوة إلى الحجاب وإبراز دور الإنجليز في فتنة
السفور .



ولما قامت الحرب العالمية وكانت الفرصة سانحة
لإخفات صوت الإسلاميين ، انتهز أنصار الحركة النسائية الفرصة وأصدروا مجلتهم (
السفور ) .



بعد موت قاسم قام بحمل الراية من بعده ( حزب
الأمة ) برئاسة سعد زغلول وكانت ثورة 1919م هي
بداية سعيه لتحرير المرأة فقد شاركت النساء في مظاهرة يوم 20مارس سنة 1919م
وكانت بمثابة جواز المرور الذي تجاوزت به المرأة الحائط القديم الذي قبعت خلفه طويلاً
وقمن بحرق الحجاب في ميدان رمسيس الذي سمي
بعد ذلك بميدان التحرير .



وكان أول نزع علني للحجاب قام به سعد زغلول عند
عودته من المنفى فقد دخل على النساء المحجبات في سرادقهن واستقبلته هدى شعراوي
بحجابها فمد يده فنـزع الحجاب عن وجهها تبعاً لخطة معينة وهو يضحك فصفقت هدى وصفقت
النساء وبهذا الهتك المهين ونزعهن الحجاب ومن ذلك اليوم أسفرت المرأة المصرية استجابة لرجل الوطنية سعد زغلول وأصبح ينطبق
عليها قول عبدالمطلب :





ما في بنات النيل من
أصبحن عاباً في الزما

0



أرب لذي غرض نبيل
ن وسوأة في شر جيل

0



إلى أن يقول :




إن ينتسبن إلى الحجا
يختلن أبناء الهوى
من كل خائنة الحليـ

0



ب فإنه نسب الدخيل
بالدل والنظر الختول
ل تهيم في طلب الخليل

0



إلى أن يُعرض بقاسم أمين :




يا هل درى ذاك الغيو
0



رُ بما جَرَى ويح الجهول
0



إلى أن يقول :




عَمِيَتْ بصائرُ أهل وا
ذَهِلوا عن الإعراض ، لو

0



دي النيلِ عن وَضَح السبيل
يدرون
عاقبة الذهول

0



ثانياً / في البلاد الخليجية :-


حركة التحرر في الكويت :


أولاً
/ التعليم في الكويت :-



1- أول مدرسة فُتحت
عن طريق الإرسالية الأمريكية للتبشير سنة 1917م ، وقد تولت التدريس فيها مزميلرا
ولكن قُوبلت بمعارضة شديدة من قبل الكويتيين مما أضطر إلى إغلاقها .



2- فُتحت أول مدرسة للبنات سنة 1937م .


3- أول بعثة للطالبات الجامعيات للالتحاق
بكليات جامعة القاهرة عام 1956م .



ثانياً
/ خلع الحجاب :-



كان أهالي الكويت من أشد الناس محافظة على
الحجاب حتى أن بيوتهم ليس لها نوافذ على الطرقات وكانوا منقسمين في موضوع الحجاب
إلى قسمين :



1- القسم المحافظ على دينه وعرضه والذي يرفض
نزع الحجاب .



2- القسم المتحرر الذي يُحارب الحجاب ويدعو إلى
السفور ، وكانوا منقسمين إلى قسمين :-



أ) قسم يرى سرعة نزع الحجاب .


ب) قسم يرى التريث وأخذ سياسة صعود السلم درجة
درجة .



وقد استحوذ موضوع الحجاب على صحف ومجلات الكويت
في الخمسينات ومن المقالات الداعية إلى السفور ما كتبه فاضل خلف في مجلة الشعب (
8يناير 1959م ) والذي يقول فيه : ( إن المرأة الكويتية يجب أن تُزود بالعلم ونريد
للفتاة الكويتية أن تثور ضد التقاليد وفي مقدمتها العباءة السوداء .. نريد للفتاة
الكويتية أن تكتب في الجرائد بإمضائها الصريح ، فإنها إن كانت لا تملك الشجاعة
لنشر اسمها في الجرائد فكيف تملك الشجاعة لتخرج سافرة بين الرجال .. والحجاب في
نظري هو السد الكبير الذي يفصل المرأة عن المجتمع .. ) .



وفي مقالة لغنيمة المرزوق في مجلة الإيمان (
عدد1 1953م ) تقول : ( إنني لا أعيب هذه التقاليد بما تنطوي عليه من قساوة هي أقرب
للعبودية والاستعباد ، ولكن أظن أن لكل زمان تطوراته ولكل عهد تقاليده وأفكاره ..
إن كل ما أطلبه هنا هو منح المرأة حقها من الحرية الوافرة حتى يتسنى لها خدمة
مجتمعها على الوجه الصحيح ونكون بذلك قد أدينا ما علينا لخدمة المجتمع بشتى الطرق
.. ) .



وتقول سعاد الحمد في مجلة الشعب ( عدد56 1958م
) .. ( إن الفتاة الكويتية قد فقدت الأمل في إقناع ذويها بفوائد السفور ومضار
الحجاب وكذلك فهي حتماً ستثور على هذه التقاليد الرجعية ، وستكون ثورتها قريبة
الحدوث ) .



وفي سنة 1955م تم حرق الحجاب ، فعلق كاتب في
مجلة الرائد بقوله : ( إن حرق الحجاب ليس وسيلة صحيحة تبدأ منها المرأة تحررها …
وإنني متفق مع فتياتنا العزيزات في أن الحجاب قيد غليظ وأنه عائق ثقيل وكريه ، وكان
من التقاليد البالية وانتشر وسط عقلية اجتماعية طوقتها الأجيال الغابرة بسور من
المعتقدات الرجعية لا يمكن قفزه ، وليس في قدرتنا أن نهدمه بجرة قلم .. فتياتنا ..
اصعدن السلم من أول درجاته ما دامت الطفرة مستحيلة ) .



وفي عام 1956م تم إحراق البوشيه كذلك في ثانوية
البنات وقامت قيامة وزارة المعارف على ذلك ، وجاء الشيخ عبدالله الصباح – وزير
المعارف – وقال للطالبة ( هذا شيء كثير ) . فردت عليه ابنته مي وقالت : ( علم وحجاب لا ينسجمان .. لقد قررت جميع
الطالبات أن يخلعن البوشيه إلى الأبد ولقد جاء دور المرأة الكويتية لتتحرر … ) .



وبعد أخذ وعطاء اقترح عبدالعزيز حسين – مدير
عام الوزارة – أن يكون التحرر بالتدريج أى أن يُخلع البوشيه في المدرسة ولا تخرج
سافرة في الشارع ، وتظاهرن الطالبات بالقبول ولكن في الحقيقة لم ينفذ وطلقن
البوشيه إلى الأبد ..



وفي عام 1960م – نوفمبر – خرجت مظاهرة نسائية
صاخبة ضد فرنسا لاحتلالها الجزائر ، وهي أول مرة يخرجن فيها النساء سافرات .



تأسست أول جمعية نسائية في الكويت عام 1963م ،
وكان ممن ساهم في الدعوة إلى سفور المرأة عبدالله جابر الصباح ، ففي حديث لوزير
الشؤون الاجتماعية يقول فيه : ( ولن أنسى في هذا المجال أن أذكر بالخير الشيخ
عبدالله الجابر فقد كان له دور لا يستطيع أن يُنكره أحد في تحرير المرأة الكويتية
، لقد كان الرجل هو قاسم أمين الكويت … ) العربي 194 – 1394هـ .



خطوة إلى الأمام ..


قام أول اتحاد نسائي في الكويت في 16 نوفمبر
1974م وتقول رئيسة الاتحاد نورية السواني ( وإن هذا الاتحاد الجديد هو خطوة أولى
في سبيل إقامة اتحاد يضم كل نساء الخليج العربي ، وقد قمت بالفعل في صيف عام 1971م
بجولة في بلدان الخليج من أجل تحقيق هذا الهدف الذي نسعى بجد لتحقيقه ) .



اتهام :


عند سؤال رئيسة الجمعية الثقافية في الكويت
لولوه القطامي عن الاتهام الموجه إلى الجمعيات النسائية في الكويت وأن أعمالها
بعيدة عن النشاطات النسوية المعتادة ، أجابت : ( لقد تكرر سماعنا لمثل هذا الاتهام
في جميع الدول العربية .. إن الذين يوجهون إلينا مثل هذا الاتهام ينسون الماضي
القريب ، عندما كانت المرأة العربية مكبلة بأغلال العزلة والجهل .. ملقاه في قفص
الحريم ( لا ترى أحداً ولا يراها أحد .. ) .



ثم تواصل وتقول : ( لهذا اتجهنا إلى انطلاقة
أوسع ، انطلاقة تمتد إلى ما وراء حدودنا .. إن الخبرة التي اكتسبناها في مجال
إقامة الأسواق لن نبخل بها على أختنا العربية ، وقد بدأنا في التعاون مع شقيقاتنا
في إمارات الخليج العربي .. ) مجلة العربي عدد 123 – 1388هـ .



وفي سؤال لها عن : ( ما هي أهم معركة تخوضها
المرأة الكويتية حالياً ؟ ) . أجابت : ( الواقع أن الفتاة الكويتية الجامعية يشغل
تفكيرها اليوم مشكلة جديدة علينا ، هي مشكلة الاختلاط فأصبح عندنا خمس كليات
للبنين وخمس كليات للبنات ، وفي هذا مضار كثيرة .. فمن الناحية المادية تكون
المصاريف مضاعفة .. ولكن الأهم هو أن الاختلاط أصبح من الضروريات ، لأنه من السخف
أن نمنع الاختلاط في الجامعة ونسمح به في جميع المجالات الخارجية فالفتاة الجامعية
ستعمل في وسط الرجال في مكاتب الحكومة والشركات بعد تخرجها ، لهذا يجب أن نُعدها
لتواجه العملية – ثم تواصل – وتقول : إن شريعتنا الإسلامية السمحة هي شريعة يسر لا
عسر فقد سمحت للمرأة بأن تقف بجانب الرجل في ساحة الوغى ودور العبادة ، ودور العلم
، فكيف نمنعها من حق أحله الله لها – ثم تواصل – وتقول : من المؤسف أننا مازلنا
نخوض معارك جانبية من سفور وحجاب وتعليم واختلاط … ) العربي عدد 123 – 1388هـ .



وقفة ..


تذكر الطبيبة ( البانور كالفرلي ) في مذكراتها
عن فترة عملها في الكويت أنها اتفقت مع ( عمشة ) على إجراء عملية لها ، غير أن (
عمشة ) بدا عليها مسحة من القلق والخوف وشكوك لا من العملية نفسها إنما من المخدر
الذي سيجعلها في حالة غيبوبة ، ومن ثم أصبح كل ما يشغل تفكيرها هو كيفية التأكد من
أنها في حالة غيبوبتها تلك لن يدخل إلى المكان رجل غريب يتطلع إليها ، لذا لم تجد
الطبيبة من سيبل إلى إدخال الطمأنينة إليها سوى إحضار زوجها ليتولى حراستها خلال
الغيبوبة .






المرأة السعودية إلى أين ...


لقد مر على المرأة السعودية ودعوتها إلى
التغريب مامر على أخواتها في البلدان العربية ، وقد كانت الدعوة قديمة وحمل
راياتها في البداية محمد حسن عواد وأحمد السباعي الذي يقول عندما سؤل : فتاة
بلادنا ماذا لها وماذا عليها يا أستاذ أحمد ؟



فقال : لا أبالغ إذا قلت أنني من أوائل من طالب
بتعليم البنت ، وكنت أنشر في جريدة صوت الحجاز يوم توليت رئاسة تحريرها فصولاً
متسلسلة أكتبها بيدي واتابعها كحملة ضد المتزمتين وأوقعها باسم فتاة الجزيرة ( اقرأ عدد – 21 – في 2/4/1395هـ ) .



وهذه بعض من الكتابات والدعوات التي نشرت في
الصحف وتدعو إلى تحرير المرأة السعودية .



قالت
جريدة اليوم في 21/2/1398هـ في ملحقها :



مزقيه .. ذلك البرقع .. وارميه .. مزقيه ..


أي شؤم أنت فيه ؟


أي ليل أنت فيه ؟


أي ذل أنت فيه ؟


أي قبر أنت فيه ؟


حطمية .. حطم الخوف بعنف لا تأني .


حطمي الصمت وقولي وتمني .


حطمي السجن وقضبان التجني .


تُذكرنا هذه القصيدة بقصيدة ( جميل الزهاوي )
حيث يقول :





مزقي يا ابنة العراق الحجابا
مزقيه وأحرقيه بلا تريـ

0



واسفري فالحياة تبغي انقلابا
ـثٍ فقد كان حارساً كذابا
0



نشرت
جريدة الرياض في 26/3/1398هـ ..



( إن الحجاب سينتهي بعد قرن من الزمان ، وإن
المرأة سوف تسير في الشارع وتجلس في المقهى ، ليس في لندن أو باريس وإنما في
الرياض لترشف القهوة .. وتنبأت أن تكون صاحبة المقهى امرأة وأنه سيكون هناك سينما
وممثلات ومخرجات ، وأن النساء سوف ترتاد النوادي كغيرهن .



ثم قالت : فلماذا لا نسرع إلى تلك الحياة ، وفي
اختصار شديد نادت إلى تغيير أوضاع المرأة السعودية وإلحاقها بركب الحضارة الغربية
.



نشر في جريدة اليمامة العدد 443 في 2/2/1397هـ
..



إلى أختي السعودية ..


أختي الغالية فتاة بلادي .. بكل اعتزاز وتقدير
أسطر لك بعض الكلمات على هذه الصفحات ( وبعد ثناء عاطر عليها قالت صاحبة المقال )
لكن يا عزيزتي لم أنت سلبية بعض الشيء ، فأنت ولله الحمد تملكين العقل الراجح
والتفكير السليم وتعرفين كيف تنتقين الكلمات المناسبة في الوقت المناسب .. ولكني
أحب أن أراك بين أخواتك العربيات أكثر شجاعة تناقشين بجرأة العرب وتتحدثين برقة
الأنوثة ..



غاليتي .. أخرسي كل صوت يقول بأن الفتاة
السعودية رجعية أو دلوعة أو مغرورة .. الخ ، أخرسيه بأدلتك القطعية وبراهينك القوية
وحماسك الطاغي .. عزيزتي من خلال احتكاكي بك أشهد أنك الفتاة المثالية .. فلماذا
تجعلي مثياليتك في دائرة نفسك فقط ،
 
avatar

nadia tiaret

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
tiaret
المُسَــاهَمَـاتْ :
854
نقاط التميز :
754
التَـــسْجِيلْ :
04/04/2012
اللهم احفظ نساء المسلمات المآمرة على المرأة المسلمة 121183
 
ابو الحارث الاثري

ابو الحارث الاثري

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
22906
البلد/ المدينة :
الجزائر وهران
المُسَــاهَمَـاتْ :
26158
نقاط التميز :
24766
التَـــسْجِيلْ :
12/08/2011
ملاحظة
نستغرب الكثير منا من يضع مواضيع طويلة بكل صراحة المواضيع التي تكن طويلة بالنسبة للقارئء يجد نوعا من الملل
ولهدا انصح نفسي واخواني الطيبون في هدا المنتدى ان يختصر قدر الامكن والاهم في المواضيع هو لب
وفقكم الله تعالى لما يحبه ورضاه

 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى