رئيس مجموعة «إكسور» المالكة لنادي يوفنتوس مدافعا: دي لاورنتيس لا يملك الروح الأولمبية

الجماهير تناديهما بالاسم كما لو كانا لاعبين، «جون،
آندريا». ربما لسنهم الصغيرة، وربما لعادة اعتبارهما جزءا من عالم اليوفي
حينما لم يكونا مسؤولين بعد، وربما مسألة أنهم تحملا المسؤولية في الفترة
الأصعب في تاريخ اليوفي جعلتهما مألوفين. بين جون إلكان رئيس مجموعة
إ«كسور» المالكة لنادي اليوفي، وآندريا آنيللي رئيس النادي والجماهير، لا
يوجد هذا البُعد الطفيف المتوقع بين الإدارة والجمهور. ويرى جمهور السيدة
العجوز كليهما، خاصة آندريا، مدافعين عن ناديهم.. وهكذا عشقهما.
قميص بوفون: كان هناك - من أجل التقليد المعتاد في فيلار بيروزا - أكثر
من ستة آلاف شخص أمس، فيما أهدى الحارس العملاق جيجي بوفون القميص رقم واحد
إلى إلكان، الذي ارتداه رئيس «إكسور» طوال اليوم مثلما فعل العام الماضي
بقميص بيرلو. حمل إلكان وآنيللي كأس درع الدوري وكأس السوبر الإيطالية إلى
قلب الملعب بصحبة المدرب أنطونيو كونتي، وطاف الفريق الملعب ليظهروا
للجماهير البطولة الأخيرة. ويعلق إلكان: «كانت بداية طيبة للموسم، حيث فاز
الفريق بكأس السوبر، فهو متماسك للغاية، وبالتأكيد هذا يجعلنا نأمل في
بطولة الدوري بشكل جيد».

المشكلات: مع أول لقاء رسمي لهذا الموسم، جاءت المشكلات وقرار نابولي
بعدم المشاركة في التتويج بعد فوز اليوفي بكأس السوبر ببكين السبت الماضي،
ويقول إلكان: «كنت في لندن من أجل الأولمبياد، وأعتقد أن روح الرياضة هي
تلك الأولمبية. وكانت لدينا نماذج كثيرة للاعبين إيطاليين تصرفوا في ظل
احترام اللوائح، مثل الملاكم كاماريلي. تلكم الرياضة وينبغي تأملها طويلا».
ومن بين المشكلات هناك واقعة كونتي، وهنا كان رئيس «إكسور» حريصا على
إبراز عدم دخول اليوفي تماما في الأمر، وتابع: «كل هذه القصة لا تعد جزءا
من نادي يوفنتوس، فلا نريد ربط أنفسنا بسلسلة من الأحداث التي لا تتعلق
بنا. بالطبع نمضي قدما في التضامن مع اللاعبين والمدرب، تحديدا من أجل غلق
هذه الواقعة الصعبة، والمعقدة، وغير السارة. ربما هي مناسبة للتفكير في كيف
ينبغي أن تعمل العدالة الرياضية. على أي حال، نحن واثقون. كونتي قائد تميز
بقدراته الكبيرة وينبغي الدفاع عنه». المشكلة الأخيرة تتعلق بالمدير الفني
لروما زدينيك زيمان، الذي يرى أن المدرب الموقوف لفترة طويلة ينبغي أن لا
يمارس عمله ولا حتى في التدريبات. وفي هذه المسألة كان رد جون إلكان يشبه
ضربة الشيش، إحدى الرياضات التي ربما ألهبت حماسه في لندن، أنييللي: مع
رئيس النادي، ينزلق الحديث نحو الجانب الفني، الذي قال: «الانطباعات
إيجابية، والتأكيد يأتي من بكين بكأس السوبر الإيطالية التي كان الفوز بها
أكثر من مستحق. لكن هذا بات ماضيا بالفعل، ونحن ننظر إلى بطولة المستقبل».
اللف والدوران غير مجد، فالجماهير تحلم بدوري أبطال أوروبا، ويتابع آندريا
أنييللي: «إننا نشارك من أجل الفوز في كل البطولات، هناك منافسة حامية سواء
في إيطاليا أو في الخارج، لكن لدينا فريق قوي، وبالتالي فإننا نحاول تحقيق
الحلم في الشامبيونزليغ، وفي البطولة المحلية لا بد أن نكون قادرين على
تكرار أنفسنا». ويعود رئيس النادي لقضية كونتي، ويقول: «من أجل الدرجة
الثانية من القضية لا يوجد أي تغيير في الاستراتيجية، وإنما القناعة
الكاملة بالقدرة على الوصول للعدالة السليمة».

سوق الانتقالات: موضوع الساعة الآخر هو سوق الانتقالات، فإلى الآن لم
يأت اللاعب السوبر، والقميص رقم 10 بلا صاحب، ويبدو الهدف من أجل خط الهجوم
هو فيرناندو يورنتي، «القميص رقم 10 سيذهب إلى لاعب ما في اللحظة
المناسبة، لكن لا دخل لإرث ديل بييرو في ذلك، فالأبطال يمضون واليوفي باق».
لكن الأبطال يساعدون على الفوز، ويشرح رئيس النادي: «إننا متنبهون لتحركات
سوق الانتقالات، وسنقوم بتقييم الفرص لمعرفة إذا ما كان ممكنا إضافة
مهارة». المشكلة لا تخص اليوفي وحده، وإنما كل الأندية الإيطالية،
فالاستعداد المادي أقل مقارنة بأندية أوروبا الكبيرة، ويقول أنييللي:
«بالطبع أفضل أن يكون لديك وسائل كثيرة متاحة، لكن في الماضي تم إنفاق
الكثير وبشكل سيئ في إيطاليا أيضا». ويدعم إلكان رأي ابن عمه، ويقول: «لم
يقل أحدا إن من لديه موارد كثيرة فإنه يستثمرها بشكل جيد. نادي اليوفي
نجوم، لكن القوة الحقيقية هي الفريق ككل. الثقافة تفوز، ولتنظروا إلى نتائج
بريطانيا في الأولمبياد، حيث يفسرها فقط العمل والرغبة في الظهور بشكل جيد
في وطنهم. إدراك: يعاود جيجي بوفون التفكير في الكأسين اللتين تم إظهارهما
للجماهير للتو، لكن تراوده بطولة أخرى، حيث تابع: «ربما لا يمكن وضعها في
دولاب الكؤوس، لكن ربما البطولة الأهم في العام الماضي هي الإدراك. فالآن
هناك بيئة إيجابية وتوجد ثقة». المكاسب واضحة وتغير أيضا من التطلعات في
اللحظة التي يعود فيها اليوفي لخوض منافسات دوري الأبطال، ويستأنف بوفون:
«الانطلاق لا بد أن يماثل ذلك الذي حملنا للفوز في الدوري، لأنه الوحيد
الذي نعرفه، خاصة إذا كان ينبغي سد فجوة مع الخصوم، الذين لديهم تاريخ حديث
أفضل منا».

عقد: بخصوص التاريخ، لا ينسى بوفون قائده، ويقول: «اتصلت بديل بييرو قبل
كأس السوبر، ونتبادل الرسائل باستمرار. قضينا معا أحد عشر عاما، وهو جزء
لا بأس به من الحياة». بالنسبة لجيجي، تتواصل الحياة بلوني اليوفي الأبيض
والأسود، والعقد الذي ينتهي في عام 2013 على وشك التجديد، ويقول: «اتفقنا،
والآن لدى الإدارة أولويات أخرى، وكان لا يبدو لي لائقا طلب مناقشة هذه
الأمور، لكن قريبا سيتم إنهاء الأمر». ويحاول بوفون تخفيف حدة مشكلات
الأيام الأخيرة، ويقول: «إنها جزء من عالمنا، وتصريحات بعينها يتم
استخدامها بشكل سيئ أحيانا. وفي أساس كل شيء هناك، على الأقل أعتقد ذلك،
تقدير طيب دائما بيننا نحن اللاعبين وبين جميع المحترفين الذين يشكلون هذا
العالم». ربما في هذه الحالة، تطور: بينما يتحدث بوفون، يتابع كونتي
الدقائق الأخيرة من المباراة من الكابينة التي تم تجهيزها على بعد مترين
خلف مقعد البدلاء. يتم احترام اللائحة، حيث لم يقترب المدرب قط من المنطقة
الفنية، وظل صامتا طوال المباراة، ووقع أوتوغرافات. قام فريق اليوفي بمران
صباحي في فينوفو، وشوهد في الملعب مجددا كييلليني، الذي لم يشارك في
المباراة بسبب تصلب في ربلة الساق، فمن الأفضل عدم المخاطرة. فيما لم يحضر
الدوليون ليشتيستاينر، زيغلر، فوتسينيتش، أسامواه، بواكي، مارّوني، ومازي.
وقال ماسيمو كاريرا مساعد كونتي: «تركيزنا منصب على العمل، ووصلنا إلى 70
أو 80 في المائة من حالتنا، نفتقد بعد التألق، لكننا أظهرنا في بكين أننا
قوة طيبة». فيما يواصل اللاعب الشاب بوغبا الإعجاب، ويقول عنه مساعد كونتي:
«إنه لاعب رائع، من مواليد 1993 وبالتالي يمكنه التطور كثيرا، وهو محظوظ
بالتدرب مع نجوم كبار». ويختتم كاريرا تصريحاته بطرفة بخصوص كونتي ويقول:
«إنه هادئ جدا، ولا يبدي أي علامة على القلق». ويطلق بوفون رسالة مهمة:
«غياب المدرب عن مقعد البدلاء يعد دافعا إضافيا لنا، وليس صفعة، وإلا سيعني
ذلك أننا بلا شخصية. إنه واثق بنا».