التوأم
طاقم المشرفين
- رقم العضوية :
- 56892
- البلد/ المدينة :
- الجزائر
- العَمَــــــــــلْ :
- موظفة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 1564
- نقاط التميز :
- 1604
- التَـــسْجِيلْ :
- 21/08/2012
من حكايات جدتي
"صاحبك صاحب الشدة أما صحاب الرخى ياسر"
"حاجيتكم ما جيتكم كلت عشايا وخليتكم" هذه الجملة والتي كانت جدتي تبدأ بها حكاياتها فهي حكاية رجل تزوج وكان له من الذرية ولد واحد، وكان هذا الرجل كثير الصحبة فقد كان له رصيد لا بأس به من الأصدقاء ولكن نعم الأصدقاء
كبر الطفل وأصبح رجلا وأصبح يقلد أباه في كل شيء خاصة الإكثار من الأصحاب وكان الأب بدوره ينصحه دائما بعدم الاختلاط بكل من هب ودب وأن عليه التقليل من ذلك لأن الصحبة ليست كلمة فقط وإنما الصداقة والصحبة كلمة جوهرية لها معنى بعيد، كان الأب لا يتوقف عن التنبيه والنصح لابنه عن ذلك. وفي يوما من الأيام دخل عليه فوجده متجمعا وحوله أصدقائه لم يلفظ الأب بأية كلمة بل اكتفى بنظراته المعبرة وبعد أن خرجوا جميعا من المنزل ناداه وقال له يا بني ألم أقل لك مرارا وتكرار قلل من الأصدقاء؟ الم أقل لك عاشر من ينفعونك ولا يضروك، ألم أقل لك للصداقة علامات، ألم أقل لك.... فقال الابن بلى ولكن يا أبي هؤلاء أصدقاء من القلب إلى القلب وهؤلاء أصدقاء دائمون وهم أصدقاء بأتم معنى الكلمة،ثم قال له لماذا لا تعمل بنصيحتك فأنت أيضا لك كثيرا من الأصدقاء طبق هذه النصائح على نفسك، صمت الأب وهز رأسه وقال حسنا، وفي اليوم الموالي أتى الأب بكبش سمين وذبحه ووضعه في وسط الدار وغطاه بقطعة قماش بيضاء يظهر منها دم دليل على وجود ذبيح ونادى ابنه ولم أتى تظاهر الأب بالارتباك والخوف والبكاء ولما سأله الابن عن سبب ذلك قال له يا بني قدر وما شاء فعل قال الابن في عجالة ماذا قدر الله وماذا فعل أخبرني يا أبي لقد أقلقتني فقال له الأب: لا حولا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم لقد قمت بقتل شخص كان بيني وبينه دين ولما طالبته برد الدين لحاجتي الماسة إليه رفض لعدم قدرته على ذلك ولم يكن مني إلا أن حملت وبدون شعور مني سكينا كان في جيبي وقتلته، وتظاهر الأب بالحيرة والذهول، اندهش الابن وجلس بعدما كان واقفا من هول ما سمع ووضع يده على خده وتارة أخرى يمررها على رأسه ثم نظر إلى أبيه وقال يا أبي ما العمل الآن؟ سكت الأب برهة من الوقت ثم قال الحل الوحيد يا بني هو أن تأتيني بأعز أصدقاءك لينقذنا من هذه المصيبة والتي لا نعرف لها حل قال الابن أكيد يا أبي لديا صديق عزيز سوف أتصل به، اتصل الابن بالصديق طالبا منه الحضور إليه في أمر يريده ولما حضر الصديق بين يدي صديقه أخبره بما جرى لوالده مع الشخص المدان اندهش هذا الأخير وقال لا يا صديقي أصدقاء نعم ولكن ليس في هذا (الحادثة) واتجه مسرعا إلى الباب وخرج تاركا الباب مفتوحا وراءه، التفت الأب إلى الأب مظهرا عدم الاكتراث بما جرى ثم طلب منه الاتصال بصديق آخر من بين أصدقاءه والذي يعتبره أدنى صديق فيهم حصل ذلك ولما حضر الصديق لم يكن في ردة فعله أكثر من الصديق الأول فنظر الأب إلى ابنه وقال له يا بني لقد أوصيتك بعدم الإكثار من الأصدقاء واصطحاب كل من هب ودب ولكنك لم تأبه بي وهذه هي النتيجة ولكن لا عليك اذهب وأحضر لي أدنى صديق من بين أصدقائي من تراهم أقل قربا مني وأقل صداقة، وفعلا حضر الصديق بين يدي صديقه ولما أخبره بالواقعة أو الحادثة التي حدثت له من جراء الخصام بينه وبين شخص من أجل استيفاء الدين ابتسم الصديق وشمر على ذراعيه واتجه ناحية الشخص المقتول وقال لصديقه لا عليك يا شقيقي "اللي ثقبل عليك خفيف علينا وحمل الجماعة ريش" سوف نقطعه طرفا طرفا ونأكله (المجاز) ولن تجد مشكلا إن شاء الله واتجه الصديق نحو الشخص المذبوح ولما نزع الغطاء عنه وجده كبشا مذبوحا تعجب والتفت إلى صديقه وهو صامت لا يفهم ما يدور حوله، ضحك الأب وقال له فعلا نقطعه أطراف أطراف ونأكله ولكن الصديق طالب صديقه بالشرح لعدم فهمه لذلك حينها التفت الأب إلى ابنه وقال له: هل رأيت الأصدقاء وهل عرفت ما معناهم فلقد أرسلتك إلى أبعد وأدنى صديق من أصدقائي وهاهو أمامك وهل رأيت وقفته معي في الشدة وعدم تركه لي في وقت عصيب كهذا، هل سمعت الكلمة التي قالها لي عندما طلبت منه المساعدة؟ لقد تعمدت فعل هذا حتى أريك بوضوح حقيقة أصدقاءك المزيفين ومعنى الصداقة في حد ذاتها ولكن يا بني هذا مثال فقط وأن شاء تكون اتخذت منه عبرة تنفعك والصديق يا بني من يقف معك في الشدة وينزع التراب من فمك (الوقوف معك) ويكون لك نعم الأخ ونعم الصديق ولعلك يا بني قد عرفت ووقفت عند نصائحي فعليك بالعمل بها والله معك
أتمنى أن تعجبكم الحكاية وأن تأخذوا منها عبرة وإلى حكاية أخرى من حكايات جدتي
دمتم في رعاية الله و حفظه
_ اعتذر عن أسلوبي غير الحسن.
