مراكشي
عضو مساهم
- البلد/ المدينة :
- المغرب مراكش المدينة الحمراء
- العَمَــــــــــلْ :
- رئيس مؤسسة فن البيوت بمراكش
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 215
- نقاط التميز :
- 274
- التَـــسْجِيلْ :
- 18/10/2012
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا عجباً لمن هو عاقل ويدعي العقل، وهو يعمل ما ينافي العقل
مــن جميــع الوجوه !! فــإن العقل يأمر بكل نافع ، وبالاشتغال
بالأهم عن المهم ، وبترجيح أعلى المصالح على أدناها ،
وبردع صاحبه عن جميع الأمور الضارة .
وأكثر الخلق غير مستقيمين على هذا الأمر مــن كـــل وجـــه ،
وكثيــــر من العقلاء يسلكه في بعض الأمور ويدعه في بعضها
لأغراض نفسية يرأى تقديمها على ما يقضي به العقل والشرع.
يا عجباً لمن يضيع أوقاته الثمينة في غير ما ينفعه وهي
جواهر لا قيمة لها ولا يمكن استدراكها !!
ويا عجباً لمن أعطوا فهوماً وذكاءً ؛ فصرفوها فـــي العلـــوم
الضارة ، ومن أعطوا قوة وقدرة متنوعة ؛ فصرفوها في
الأمور الدنية وضيعوا الأمور العلية !!
ويا عجباً لمـــن كان شغلهم البحث عن عيوب من لا يحبونه ،
والاعتراض المتنوّع على من يبغضونه ، كيـــــف غطى السكر
على عقولهم ولــــم يعلمــوا أن ذلك عين نقصهم والتعبير عن
عـــدم فضلهـــم ، والسعي في نقل حسناتهم إلى من يبغضونه
بحسب بغضهم لهم ، وهكذا تجد خلقاً كثيراً يدّعون أن لهم
عقولاً كباراً وهم على هذه الصفة !!
ويا عجباً لمن أغناهم الله وموَّلهم وأعطاهم وهــم لـم يستغنوا
لا فــي دينهـــم ولا فــي دنـيـاهـــم ، لا قاموا بالنفقات الواجبة
ولا المستحبة ، بـــل سعــوا فــي تحصيل الأموال وتجميعها ،
ولـــم يعــرفــــوا أن المقصود منها أن تغني صاحبها بصرفها
فيمـا ينفــع فــي دينــه ودنياه ؛ فجمعوا بين التعب العظيم في
تحصيلها وبين الشح الزائد والبخل في إمساكها حتى انتقلت
دنياهم إلى غيرهم في حالة لا يحمدون عليها؛ فما أعظم
حسرة هؤلاء وأشد أسفهم !!
وقــس علـى أمثال ذلك أموراً تشاهدها وتسمع عنها في الخلق
تنافي العقل ويستحق صاحبها أن يكـــون مــن أهـــل الحـمـــق
والجهل، وهذا من الأدلة على أن الذكاء والفطنة والعقل وحده،
لا يهدي صاحبه إلا بهداية خاصة مـــن الله وعناية من توفيقه
ولطفه، وهذا مما يوجب للعاقل أن لا يزال ملحًّا على ربه في
توفيقه لأحسن الأعمال والأخلاق وأهداها وأرشدها .
كتاب : مجموع الفوائد واقتناص الأوابد
للشيخ عبد الرحمن السعدي ( ص 53 )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا عجباً لمن هو عاقل ويدعي العقل، وهو يعمل ما ينافي العقل
مــن جميــع الوجوه !! فــإن العقل يأمر بكل نافع ، وبالاشتغال
بالأهم عن المهم ، وبترجيح أعلى المصالح على أدناها ،
وبردع صاحبه عن جميع الأمور الضارة .
وأكثر الخلق غير مستقيمين على هذا الأمر مــن كـــل وجـــه ،
وكثيــــر من العقلاء يسلكه في بعض الأمور ويدعه في بعضها
لأغراض نفسية يرأى تقديمها على ما يقضي به العقل والشرع.
يا عجباً لمن يضيع أوقاته الثمينة في غير ما ينفعه وهي
جواهر لا قيمة لها ولا يمكن استدراكها !!
ويا عجباً لمن أعطوا فهوماً وذكاءً ؛ فصرفوها فـــي العلـــوم
الضارة ، ومن أعطوا قوة وقدرة متنوعة ؛ فصرفوها في
الأمور الدنية وضيعوا الأمور العلية !!
ويا عجباً لمـــن كان شغلهم البحث عن عيوب من لا يحبونه ،
والاعتراض المتنوّع على من يبغضونه ، كيـــــف غطى السكر
على عقولهم ولــــم يعلمــوا أن ذلك عين نقصهم والتعبير عن
عـــدم فضلهـــم ، والسعي في نقل حسناتهم إلى من يبغضونه
بحسب بغضهم لهم ، وهكذا تجد خلقاً كثيراً يدّعون أن لهم
عقولاً كباراً وهم على هذه الصفة !!
ويا عجباً لمن أغناهم الله وموَّلهم وأعطاهم وهــم لـم يستغنوا
لا فــي دينهـــم ولا فــي دنـيـاهـــم ، لا قاموا بالنفقات الواجبة
ولا المستحبة ، بـــل سعــوا فــي تحصيل الأموال وتجميعها ،
ولـــم يعــرفــــوا أن المقصود منها أن تغني صاحبها بصرفها
فيمـا ينفــع فــي دينــه ودنياه ؛ فجمعوا بين التعب العظيم في
تحصيلها وبين الشح الزائد والبخل في إمساكها حتى انتقلت
دنياهم إلى غيرهم في حالة لا يحمدون عليها؛ فما أعظم
حسرة هؤلاء وأشد أسفهم !!
وقــس علـى أمثال ذلك أموراً تشاهدها وتسمع عنها في الخلق
تنافي العقل ويستحق صاحبها أن يكـــون مــن أهـــل الحـمـــق
والجهل، وهذا من الأدلة على أن الذكاء والفطنة والعقل وحده،
لا يهدي صاحبه إلا بهداية خاصة مـــن الله وعناية من توفيقه
ولطفه، وهذا مما يوجب للعاقل أن لا يزال ملحًّا على ربه في
توفيقه لأحسن الأعمال والأخلاق وأهداها وأرشدها .
كتاب : مجموع الفوائد واقتناص الأوابد
للشيخ عبد الرحمن السعدي ( ص 53 )