الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
المكان لا يتسع لأكثر من اثنين....؟
...فإذا قلنا : واحد فمعنى ذلك ليس أكثر من واحد.
وإذا قلنا: واحدة أيضا معنى تلك ليس اثنتين.
هنا تتحدد المساحة =ضلع مربع في نفسه [ حسنا أيها المربع عدل كلك وإنصاف]
أما أنت أيها المستطيل أرى لك وجهين , وكل وجه يؤاخي الآخر ..طولا وعرضا, لكنك أقل شهامة وإقداما من المربع, فأنت دونه مهما استطلت .
أما أنت أيها المثلث مالي أراك كالجاسوس التقليدي مظهرا ومخبرا؟ ...لا تثبت على شكل , وكأنك تجاري الرياح حيث ما مالت تميل .
أما باقي الأشكال فلا حاجة لي بها الآن .
ثم ماذا بعد..؟: لا تقلق أيها الشيخ الهرم , فقط نعتذر منك , فمكانك الذي أنت فيه قد ضاق بك ..دع ما ليس لك لغيرك .؟, أو أقول لك بكل احترام وأدب : السباق لا يعنيك رجلاك رخوتان والساقان أصابهما الوهن , فأنت اليوم بالكاد ما تحرك قدميك , أما بصرك فقد غشاه ظلام الأولين, وأما.../ لم يكمل الأستاذ المحاضر حديثه حيث صوت جهوري بليغ انبعث من الخلف ..من خلف المقاعد . وما كان الصوت إلا صوت ذاك الشيخ
كفى أيها المحاضر فقد بان المخض عن الزبد ...وإني لموجز لك كل ما تفضلت به وخذها مني وأنا راحل ..لا تراني , ولا أنتم أيها الطلاب والطالبات..اسمعوا جيدا:[ المكان لا يتسع لأكثر من اثنين , وهذان الاثنان ذكر وأنثى ليس إلا]
أاستوعبت كلامي أيها المحاضر ؟ أم أنك قد صنفتني كشبه منحرف ؟
صمت رهيب خيم على الجميع وأولهم الأستاذ المحاضر
ثم لف الشيخ حزامه حول خاصرته بعد ما أماط اللثام عن وجهه وجر عصاه ووقف كالطود الشامخ أمام الحاضرين وقال :
وإني وقفت اليوم والأمس قبله-*- ببابك حتى كادت الشمس تغرب.
وكان كلامه موجها للمحاضر ثم استدار مخاطبا الطلاب والطالبات
منع البقاء تقلب الشمس -*- وطلوعها من حيث لا تمسي
اليوم أجهل ما يجئ به-*- ومضى بفصل قضائه أمس
مازال ذا هزيزها مذ أمس -*- صافحة خدودها للشمس
رأيتك أمس خير بني معد-*- وأنت اليوم خير منك أمس
أجل أيها الأبناء ذكورا وإناثا .. نعم أيها الأستاذ المحاضر لي كلمة أخيرة بينكم هل تسمح ؟
قالت سليمى ببطن القاع من أنس -*- لا خير في العيش بعد الشيب والكبر
تقدم الشيخ الهرم خطوة أو خطوتين للأمام ثم استطرد قائلا:
لا تتعجبوا فإني لست بفسيس ..؟
وغادر المكان هرولة متظاهرا بالحزم ورباطة الجأش لكن عينيه خانتاه مما جرى منهما من عبرات بللت أرضية المكان وكأن وابلا من مطر أو أن سيل العرم قد فاض وهاج
وراح الشيخ يواصل هرولته متجها حيث مربط فرسه ليشق طريقه لباديته التي فارقها مذ سنوات وهو يردد: غلب المساميح الوليد سماحة -*- وكفى قريش المعضلات وسادها
نترك الشيخ وفرسه ونعود للمحاضر وطلابه فما ذا الذي حدث ..
الحائر عفوا أعني المحاضر ما استطاع ابتلاع جرعة كلام الشيخ أو هكذا كان يبدو عليه وطال صومه عن الكلام والطلاب من حوله بين حائر ومتسائل و متأفف ومتفائل و...
حتى تقدم أحد الطلاب عذرا إحدى الطالبات والعزة تدفعها وتأزها أزا نحو الأستاذ ثم بادرته بقولها: سيدي أعتقد جازمة أن وراء كلام الشيخ سرا كبيرا ومعنى عظيما هل لك أن توضح لنا ذلك؟
نظر إليها الأستاذ مليا ثم حرك رأسه مقطبا ما بين حاجبيه وقال ((لم يجعل الله لرجل من قلبين في جوفه]]
الفارس الملثم
