منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


avatar

جوجل

عضو جديد
البلد/ المدينة :
marocc
المُسَــاهَمَـاتْ :
38
نقاط التميز :
151
التَـــسْجِيلْ :
10/10/2013
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
كل مسلم داعية فليكن على بصيرة:
أيها الأخوة الكرام, الخلق اليوم الدعوة إلى الله، فكأن الدعوة إلى الله خُلق من أخلاق المؤمن، وسلوك ثابت، ذلك أن الإناء لا يفيض إلا إذا امتلأ، فإذا امتلأ فاض على غيره، أما أن تستقر حقيقة الإيمان في نفس المؤمن، ثم لا تعبر عنها بحركة نحو الآخرين فهذا مستحيل، ما دامت قد استقرت حقيقة الإيمان في قلب المؤمن, فلا بد من أن يتحرك بها داعياً، ناصحاً، مرشداً، موجهاً، آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر.
الدعوة إلى الله حركة نحو الخلق، أما أن يبقى الإنسان معجباً بهذا الدين إعجاباً سلبياً لا يعنيه من حوله, فهذا يعد مأخذاً كبيراً في إيمانه، علامة إيمانك أنك تسعى لهداية الخلق، وعندما نقول هذا الكلام, لا نطالبك أن تكون عالماً جهبذا، ولا متبحراً، ولا متوسعاً، ولا متعمقاً، يكفي أن تنقل إلى الآخرين ما سمعت في حدود ما تعلم، ومع من تعرف، كل واحد من الأخوة الكرام في محيطه يعد شيخاً، أنت لك درس علم، لك مرجع ديني، فأنت أمام من حولك تعد داعية إلى الله عز وجل، تسأل، تُستشار، فما من إنسان يحضر مجلس علم وله طلب للعلم, إلا ينبغي أن يفيض على من حوله، لذلك في أخلاق المؤمن الدعوة إلى الله، وهي من بنود أخلاقه.
أولاً: يقول ابن القيم -رحمه الله تعالى-: إذا كانت الدعوة إلى الله أشرف مقامات العبد وأجلها, فهي لا تحصل إلا بالعلم، ما كل عالم بداعية، لكن كل داعية ينبغي أن يكون عالماً، تدعو إلى ماذا؟ تدعو إلى الله بعلم، إذاً: إذا كانت الدعوة أشرف مقامات العبد, فلا تحصل إلا بالعلم.
قيل في تعريف الدعوة إلى الله: هي دعوة الناس إلى الإسلام بالقول والعمل، إذا بقيت بالقول لا تؤثر أبداً، لذلك: لا بد من أن نلحظ أن هناك دعوة صامتة؛ وهي دعوة بليغة، بل يمكن أن تكون أكبر داعية دون أن تحرك شفتيك، أمانتك دعوة، عفتك دعوة، أن تكون صادقاً دعوة، أن تؤثر الحكم الشرعي على مصالحك فيمن حولك فأنت داعية، بهذا تتوسع الدعوة دائرتها إلى درجة أن كل موقف أخلاقي تفقه, هو في الحقيقة دعوة إلى الله.
بعضهم قال في تفسير قوله تعالى:
﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾
[سورة النحل الآية: 125]
فالمتشوق للحق، الطالب له، الباحث عنه، هذا يدعى إلى الله، لكن الغارق في الباطل، لكن المنصف هو توهم أن هذا هو الحق، فلو أقنعته بالحق لانضم إليك، هذا يدعى إلى الله بالحكمة ، والموعظة الحسنة، الترغيب والترهيب، أما المعاند المصر على ما هو عليه المنتفع، فقال الله عن هذا:
﴿وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾
[سورة النحل الآية: 125]
هناك دعوة بالحكمة، وهناك موعظة وجدل، المعاند يحتاج إلى جدل، والبعيد لكنه لا ينتفع بكفره، هذا يحتاج إلى موعظة حسنة، أما الأول الطالب فيكفي أن تدعوه إلى الله، وينتهي الأمر.
الحقيقة: الآيات كثيرة, على رأسها:
﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾
[سورة يوسف الآية: 108]
فإن لم تدع إلى الله على بصيرة, فلست متبعاً لرسول الله، والذي لا يتبعه، ولا يتبعه, لا يحب الله، بدليل قوله تعالى:
﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي﴾
[سورة آل عمران الآية: 31]
﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾
[سورة النحل الآية: 125]
﴿وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾
[سورة القصص الآية: 87]
الآيات كثيرة أيها الأخوة.
أصول الدعوة:
ولكن من الأحاديث التي وردت في الدعوة:
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ابْنَةِ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَتْ:
((لَمَّا نَزَلْنَا أَرْضَ الْحَبَشَةِ .... جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ, كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ, نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ, وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ, وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ, وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ, وَنُسِيءُ الْجِوَارَ, يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ, فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ, حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا, نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ, وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ, فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ, وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ الْحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ, وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ, وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ, وَصِلَةِ الرَّحِمِ, وَحُسْنِ الْجِوَارِ, وَالْكَفِّ عَنْ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ, وَنَهَانَا عَنْ الْفَوَاحِشِ, وَقَوْلِ الزُّورِ, وَأَكْلِ مَالَ الْيَتِيمِ, وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ, وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ, لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا, وَأَمَرَنَا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ, قَالَ: فَعَدَّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الْإِسْلَامِ, فَصَدَّقْنَاهُ وَآمَنَّا بِهِ, وَاتَّبَعْنَاهُ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ ...))
هناك ملمح في حديث للنبي -عليه الصلاة والسلام-، حينما بعث معاذ إلى اليمن:
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ, أَنَّ مُعَاذًا قَالَ:
((بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-, قَالَ: إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ, فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ, فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ, فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ, فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ, فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ, فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ, فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ, وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ, فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ))
هذا الحديث -أيها الأخوة الكرام- يعد أصلاً في التدرج بالدعوة, قال: لا معنى أن تأمر إنسان بالصلاة، وهو لم يؤمن بالله بعد، إيمانه بوجود الله موضع شك، هذا لا يصلي، فإذا أحرجته صلى بلا وضوء، ولكن ابدأ معه بالإيمان بالله، فإن أطاعك بالإيمان بالله فادعه إلى الصلاة، إن أطاعك في الصلاة فادعه إلى الزكاة.
إن هذا الحديث أصل في التدرج، أما أن يدخل إنسان على بيت, ويرى صورة أهل هذا البيت لا يصلون، أهل هذا البيت بعيدون عن الدين بعد السماء عن الأرض، ووضع صورة على الحائط من جزئيات الدين ، منهي عنها طبعاً، لكن أن تبدأ من بهذه، هذا الحديث يعلمك التدرج، وأن تبدأ بالأصول قبل الفروع.
عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ:
((دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ, قُلْنَا: أَصْلَحَكَ اللَّهُ, حَدِّثْ بِحَدِيثٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِ سَمِعْتَهُ مِنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-, قَالَ: دَعَانَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَبَايَعْنَاهُ, فَقَالَ: فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا, وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا, وَأَثَرَةً عَلَيْنَا, وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ, إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ))
إنسان يأتي بالرخاء، ويبتعد في الشدة، إنسان يتفوق قبل الزواج، ينحسر عنه دينه بعد الزواج، إنسان في الغنى يصلي، في الفقر لا يصلي، هذا مرفوض، الإيمان موقف مصيري، ينبغي أن تبايع الله على طاعته في المنشط والمكره، في إقبال الدنيا وفي إدبارها، في الغنى وفي الفقر، في الصحة وفي المرض، هذا قرار يسمونه مصيريًا، لذلك: الله عز وجل أثنى على هؤلاء فقال:
﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾
[سورة الأحزاب الآية: 23]
لا يغير ولا .................لمتابعة القراءة من هناااااااااااا
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى