منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


avatar

الفارس الملثم

طاقم الكتاب الحصريين
البلد/ المدينة :
barika
المُسَــاهَمَـاتْ :
3599
نقاط التميز :
7496
التَـــسْجِيلْ :
01/01/2013
العنف في الوسط المدرسي[ ملخص عن : مدارسنا بين العنف والتسرب]

[ أسبابه, نتائجه وعلاجـــــــه]

قال الحق سبحانه وتعالى(( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة)) البقرة 208


من خلال هذا الموضوع المتواضع سأحاول تسليط الضوء على أسباب ونتائج هذا ألإخطبوط


الفتاك الغريب عن مجتمعنا و منه  أسرتنا التربوية ؛ و لكون المدرسة مجتمع مصغر يضم بين حناياه أبناء لنا تقع مسؤولية تربيتهم و توجيههم و ترشيدهم على عاتق كل منا و هذا لكون رسالة المدرسة تهدف الى تحصين هؤلاء الأبناء ضد كل أشكال الانحرافات و الجنوح نحو الجرائم حيث أن هذه الأخيرة من المشاكل التي تعاني منها جميع المجتمعات و تتجلى خطورته


أكثر في أغلب دول العالم سيما الولايات المتحدة و أوربا بينما نرى أن هذه الظاهرة أقل حدة في الدول العربية لكون هذه الدول العربية لكون هذه الدول لا زالت بعيدة عن التلوث الناتج عن الانحلال الخلقي و التفكك الأسري و هذا لالتزام أغلبية أبنائنا بالتقاليد العربية الأصلية و أحكام الشريعة الإسلامية .


ثم نختم مداخلتنا بتقديم ما نراه وقاية و علاجا:


1/ تعريف العنف لغة:جاء في لسان العرب : الخرق بالأمر وقلة الرفق به , ومنه أيضا أعتنف أي أخذه بعنف , وفي حديث أن الله تعالى يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف.


وهو بالضم الشدة والمشقة , وكل ما في الرفق من خير ففي العنف من الشر ر مثله العنف والعنيف وهو  المعتنف قال الشاعر: شددت عليه الوطء  لا متظالعا *-* ولا عنفا حتى يتم جبورها .


2/ تعريفه اصطلاحا: هو كل سلوك منف للأخلاق والعادات الحميدة التي جبل عليها المجتمع أيا كانت عقيدته وعرقه , ونحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم يكفينا فخرا وعزة وصف رب العالمين لنا بقوله ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ...) آل عمران 110 .


وصدق رسول الله عليه الصلاة والسلام  حين قال[ المسلم من سلم الناس من لسانه ويده] .


وقال أيضا[ ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يمسك نفسه عند الغضب] فالمدقق في هذا الحديث الشريف  يجد أن استعمال القوة- وهي مفتاح العنف – لا تعني الانتصار والفوز بل تؤدي إلى التفكيك والتمزق وانتشار الانحرافات , حيث نلاحظ الجزء الثاني من الحديث [ ... الذي يمسك نفسه عند  الغضب] أي كأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى ترك الانفعال بل تحاشيه وبالتالي فهو الفوز والنجاح وطريق الصواب والفلاح , وصدق حيث قال لأحد الأعراب – وهو رجل طبع على الخشونة والغضب – فعالجه رسول الله بقوله[ لا تغضب] وكررها ثلاث مرات.


1-أسباب ظاهرة العنف في المدارس:


بادئ ذي بدء أرى من المفيد التطرق الى رأيين مختلفين أحدهما لهنري بارغسون (1859-1941) و هو فيلسوف فرنسي و مؤسس فلسفة الوعي و الحياة :إن الانفعال الهيجاني تكيف,


حيث أن المتهيج يسلك دائما بأعلى من مستواه العادي و يكون أداءه ناجحا، فالهيجان قوة مبدعة تشجع المتهيج على الإبداع و التفوق .


      بينما الرأي الثاني لصاحبه بيار جاني (1859-1947) و هو طبيب أعصاب و عالم نفساني فرنسي يقول : أن الهيجان انحراف حيث يتسبب في تفكيك كل الطاقات ، و تخريب جميع مستويات الأداء ، فالمتهيج يسلك دائما بأقل من مستواه العادي ، و بذلك يكون الهيجان عائقا أمام كل سلوك ناجح ، و عليه يكون الهيجان دافعا قويا للأخطاء و الحماقات التي قد تكون لفظية أو عقلية أو جسمية ، و التي تدخل كلها تحت طائلة السلوك العنيف .


نستخلص من هذين القولين :


      أن العنف هو سلوك مكتسب و ليس فطريا ، عكس الانفعال الذي هو استعداد فطري غير مكتسب لأنه يرتبط بالفعل الغريزي .


نعود للحديث عن أسباب ظاهرة العنف في المدارس ( العملية التربوية مبنية على  التفاعل الدائم و المتبادل بين الطلاب و مدرسيهم حيث أن سلوك الواحد يؤثر على الآخر و كلهما يتأثران بالخلفية البيئية ، و لذا فإننا عندما نحاول أن نقيم أي ظاهرة في إطار المدرسة فمن الخطأ في مكان أن نفصلها عن المركبات المختلفة المكونة لها حيث أن للبيئة جزءا كبيرا من المركبات )


و بإيجاز موجز أقول :


  1- سلوكيات المدرسة :


هذا التوجه يحمل المدرسة مسؤولية من ناحية خلق المشكلة و طبعا من ناحية ضرورة التصدي لها ووضع خطط لمواجهتها و الحد منها و تحاشيا لخلق علاقات متوترة و تغيرات مفاجئة و إحباط و كبت...


  2- الجو التربوي :و نعني به :


* عدم وضوح القوانين و قواعد المدرسة .


* حدود غير واضحة لا يعرف الطالب بها حقوقه و لا واجباته.


*  مبنى المدرسة و الاكتظاظ .


* الاعتماد على طرائق غير فعالة في التدريس حيث التلقين و الطرق التقليدية و التي نرى و الآن أنها زالت أو كدت بفضل الإصلاحات الأخيرة .


   


3- مجتمع تحصيلي :


حسب نظرية الدوافع فالإحباط هو الدافع الرئيسي من وراء العنف .


4- طبيعة المجتمع الأبوي و السلطوي :


يقول هوربيتس  إذا كانت البيئة خارج  المدرسة عنيفة فإن المدرسة ستكون عنيفة .


5- التسرب المدرسي :


هو الآخر توأم للعنف الا أن ظهوره لا يبدو جليا للعيان سيما منهم المربون بالدرجةالأولى حيث أن المتسرب أو المتخلي يؤثر مباشرة على الآخرين خاصة الفاشلين دراسيا .


6-  الحالة الإجتماعية :


المتمثلة في تدني المستوى المعيشي ، و كذا العزوف عن الدراسة و اللجوء الى أعمال هي في حقيقتها بؤرة لبذور العنف و إن تعددت الأسباب و الحجج.


هذه بعض أسباب تفشي ظاهرة العنف بالوسط المدرسي و ليست كلها .



 


 


 


 


 


 

   



 


 


 


 


 


 

                                                                                                                       



 

النتــــــــــــــــــــــــــــــــائج

تخريب التجهيزات و الشتم أولى علامات السلوكيات العدوانية :


     بعدما تعرفنا على بعض أسباب تفشي ظاهرة العنف في الوسط المدرسي إليكم ما جاء في دراسة أنجزتها الفرق التقنية التابعة لمركز التوجيه المدرسي و المهني لمديرية التربية لولاية  قسنطينة و هي دراسة أكدت بشكل قطعي أن أسباب انتشار ظاهرة العنف في الوسط المدرسي تعود للظروف الصعبة التي عاشها المجتمع بصفة عامة من خلال العشرية الأخيرة .


        و حللت هذه الدراسة المعطيات التي تم جمعها انطلاقا من استمارات البحث الميداني، التي اتخذت عينات من المواقع التربوية مساهمة بذلك في تكوين مرجع علمي حول ظاهرة العنف الوسط المدرسي ، و لفت انتباه المسؤولين لإيجاد الحلول المناسبة .


     و أرجعت هذه الدراسة أسباب العنف الى عدة عوامل اجتماعية و نفسية و اقتصادية و نقص الحوار سواء كان في الوسط المدرسي أو العائلي ، حيث صنفت هذه الوثيقة العنف الى أنواع منها المادي الذي يصيب الإنسان في جسمه كالتعذيب و المعنوي الذي يمس الفرد في إرادته و تفكيره ووعيه ، وقد يؤدي به الى الاغتراب وكبت الحريات ثم الكبت اللفظي المتجلي في مواقف الغضب و القوة و يكون عادة في شكل شتائم . أما العنف الرمزي فهو أخطر أنواع العنف إذ يتمثل في الاحتقار و التجاهل ، و العنف الباطني ثم العنف الخارجي الموجه نحو الغير و مست هذه الدراسة التي استغرق انجازها أربعة أشهر عينات في مؤسسها تربوية منها ثلاث و ثلاثين ثانوية و سبعة متاقن و ست و ستين إكمالية ةو ثلاث ة ثلاثين مدرسة ابتدائية ، حيث كشفت عن وجود حالات تؤكد وجود العنف بالمؤسسات التعليمية . و قد صنفت هذه الوثيقة ثلاث فئات ، الأولى تخص الأساتذة الذين يواجهون مشاكل أثرت على علاقتهم بالتلاميذ ، وفئة الأساتذة الذين لديهم مشاكل انعكست على علاقتهم بأساتذة آخرين ، ثم الفئة الثالثة الممثلة في أساتذة لهم مشاكل أثرت على علاقتهم مع إدارة المؤسسة . و أوضحت الدراسة المشكلة من قسمين نظري و تطبيقي بأن أغلبية الأساتذة في الفئات الثلاث يعانون بالدرجة الأولى من مشاكل نفسية بلغت هذه المشاكل ذروتها في الفئة الأولى 72.20% و الثانية 70% و الثالثة 60%  . وتأتي المشاكل البيداغوجية في المرتبة الثانية بنسبة 54.44%وتفاوتت حدتها لتكون


بأكبر نسبة لدى الفئة الأولى 69.23%  و 50% لدى الفئة الثانية وأخيرا 40% لدى الفئة الثالثة, في حين تحتل المشاكل الإجتماعية المركز الثالث .


وتعرضت الدراسة إلى السلوكيات العدوانية لدى التلاميذ, من بين 28 ثانوية  , هناك 17 ثانوية تؤكد وجود هذه السلوكيات, تتمثل أساسا في تخريب التجهيزات بنسبة 47.76% , والشتم بنسبة 18.14% , فيما تتوزع الأنواع الأخرى من السلوكيات العدوانية بنسب مختلفة .


وقد تحدثت هذه الوثيقة عن الإجراءات المتخذة لمكافحة ذلك  من قبل مديري المؤسسات التربوية بتحسيس التلاميذ بضرورة المحافظة على ممتلكات المؤسسة , ومعاقبة التلاميذ حسب درجة الخطإ في مجالس الـتأديب , وعقد جلسات مع مستشاري التوجيه , والعمل على يقظة الرقابة العامة [الاستشارة التربوية]  وتشديدها


ولاحظت هذه الدراسة  بأن ظاهرة العنف الممارسة من قبل التلاميذ تجاه زملائهم والأساتذة تزداد كلما كان المستوى الدراسي للتلميذ ضعيفا , وترى هذه الوثيقة بأن العنف الممارس هو عبارة عن ردود أفعال ناجمة عن عدم إدراك المربي للوضع النفسي للتلميذ , وانعكاسا للظروف الإجتماعية والنفسية القاهرة التي يعيشها بعض المربين , وقد ركزت بعض أراء المديرين على إعطاء المزيد من الصلاحيات لهم , دون أخذهم للبعد التربوي في عين الاعتبار للبعد التربوي


لمجالس التأديب , في حين ترى الأغلبية أن القانون الداخلي للمؤسسة غير مساير للتغييرات التي تعرفها المؤسسات التربوية والمجتمع.


وأكدت التوصيات المتخذة في نهاية الدراسة بأنه يجب على مسؤولي قطاع التربية  اتخاذ الإجراءات المناسبة لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة , ومواجهة ما يترتب عنها من نتائج


                                                              المصدر/ ٌ.م/ وأ ج.



 

العنف في المدارس:تشير الأرقام المصرح بها إلى أن فترة 1998 /2000 شهدت ما يقارب 5539 حالة نتج عنها وفاة أكثر من 70 متمدرسا وأستاذا . ففي سنة 1998 تم تسجيل 2433 حالة من ضمنها 47 حالة وفاة , أما في  السنة الموالية فلم تحصي المصالح المعنية سوى 344 حالة , ويرجح أن تكون أكثر مما صرح به , وهو ما تعكسه حصيلة سنة 2000 أين ارتفع العدد إلى 2762 حالة عنف منها ما كانت قاتلة , وفي تفسيرهم لهذه الأرقام  أشار المختصون إلى أن 70% من حالات العنف هذه تسجل لدى التلاميذ المحصلين على علامات أقل من عشرة


                      المصدر: س/ إسماعيل [ جريدة الخبر 28 مارس 2002 العدد 3433]


الوقاية والعلاج: بعد ما تعرضنا لأسباب ونتائج هذه الظاهرة الخطيرة أرى أن من واجبنا نحن المربين وكذا الأولياء والسلطات  أيضا من له غيرة وخلق  , علينا جميعا أن نتكاتف ونتكاثف


ولنتيقن أن السكوت واللامبالاة والإهمال ليس من شيمنا وخصالنا , ومساهمة من الأم الثانية


أن نقدم ما نراه وقاية وعلاجا فنقول:


1- الرعاية التربوية عن طريق التوعية الدينية بداية من البيت والحي ثم المدرسة


2- الرعاية التعليمية لأن التعليم مقوم أساسي في بناء الشخصية الناضجة وتوسيع الأفاق في المعرفة والإدراك وصقل المواهب وتهذيب النفس , وهذا يتطلب توفير العدد المناسب من المدارس والجامعات والمدرسين ذوي الكفاءة العلمية والتربوية , حيث يكونون القدوة الحسنة للشباب والتزامهم بالقواعد التربوية السليمة في معاملة التلاميذ , والإشراف عليهم , وتوسيع النشاطات الرياضية في المدارس والجامعات.


3- الرعاية الترويحية: بانتشار النوادي الرياضية والملاعب ومدن الألعاب , والحدائق وإقامة المخيمات الريفية والشاطئية , وترتيب الرحلات الداخلية والخارجية , وتوجيه الشباب نحو ممارسة بعض الهوايات المثمرة كالرسم والنحت والموسيقى وإحياء وسائل الترفيه الأصيلة كالفروسية والألعاب الجماعية , بالإضافة إلى زيادة  إنشاء المكتبات  , ومكافحة النشاطات الترويحية الضارة  كالمسكرات وتعاطي المخدرات والمقامرة في المحلات والنوادي والمقاهي , ومنع استيراد وتداول أشرطة الفيديو المفسدة والمجلات والمطبوعات التي تحتوي على معلومات تستهدف تحطيم القيم المعنوية السامية , دون أن ننسى أن من بين الموبقات المهلكات


التردد على [ مقاهي الإنترنت ] سيما لدى الأطفال والمراهقين , حيث من المفسدات الكثير


وعليه فالدور التوعوي والإرشادي من الجميع ليس بهين.


4- الرعاية المعيشية :  من غذاء ومسكن وكساء إلى الرعاية الصحية من مستشفيات وعيادات .


5- التقليل من ظاهرة التسرب : وهذا بتوجيه التلاميذ الذين لم يحالفهم الحظ في النجاح إلى مراكز متخصصة مهنيا مثلا.


6- أن يسود العدل والإخلاص بين المربين نحو تلاميذهم واضعين نصب أعينهم شعارا:


المنظومة التربوية منظومة أجيال لا تخضع للارتجال والاستعجال


7- التركيز على تكوين المربي  [ الجانب النفسي والتربوي ], وهذا من الأولويات قبل كل شيئ.


والله ولي التوفيق.


ابراهيم تايحي
 
حروف على ورق الزهر

حروف على ورق الزهر

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
بلد المحبة
العَمَــــــــــلْ :
بائعـة في صيدليّـة
المُسَــاهَمَـاتْ :
415
نقاط التميز :
337
التَـــسْجِيلْ :
08/01/2012
جزاك الله الجنّـة على هذا العمل القيّم كاتبنـآ


بصراحـة الأرقام صدمتني! لم أكن أتوقّع أبداً أنّ العنف قد يؤدّي لحالاتِ وفيات و بتلكـ النّسب!


إن شاء الله يُعمل بهذه النّصائح و باركـ الله فيكـ أستاذي
 
المتفائلة

المتفائلة

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
25848
البلد/ المدينة :
الجزائر.ولاية يشار
المُسَــاهَمَـاتْ :
1656
نقاط التميز :
2236
التَـــسْجِيلْ :
19/10/2011

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى