الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
على وشك الرحيــــــــــــــــــــــــل..
قبل أن يُرقع أذان الفجر بقليل استيقظت فزعة مرتجفة .. مدت يديها لشيئ بجانبها والدموع تملأ مقلتيها ’ تتحسس وجوده ’ فلما تأكدت منه ’ راحت تمرر راحتيها على رأسه’.. صدره’.... ذراعيه ’ فإذا ببرودة غير معتادة أحست بها.قرّبت سمعها من مصدر أنفاسه فإذا بالشهيق والزفبر طبيعيين ...
شاءت أن تتكلم معه ’ توقظه حيث الوقت وقت صلاة ولتخبره عما رأت في منامها ’ لكنها لم تفعل ...طلعت شمس الصبيحة من ذاك اليوم ’ وبسرعة هاتفت أخوات له ’ ومنهن واحدة على وجه الخصوص ’ حيث الحلم كان يشملها أيضا ولها دور فيه.
سادها جو من القلق و ضيق في النفس ’ عمّ فؤادها . عادت إليه مرة أخرى’ وبهدوء سحبت الغطاء من على وجهه..كلمته:
*- كيف أنت هذه الصبيحة..؟
وكعادته رد’ والإبتسامة تتلألأ على شفتيه لكنها غير تلك التي تعودت عليها ففي الأمر شيئ..
*- صباح الخير- بالكاد ما نطقها – نظرته ذابلة ذبول أوراق الخريف ’ حدقت فيه مليا وأوجست خيفة وراحت تجمع ما تناثر من حروف سؤلها’ كيف أصبحت؟
*- الحمد لله’ ما بك يا امرأة؟- قد رأى في عينيها ما يخفي صدرها -
لا ذت بالصمت وكأنها شعرت بتسرعها ’ وعاد يسألها
*- ما بك ؟ ’ خير هو إن شاء الله ؟
*- رأيت حلما أفزعني وأرعبني..
*- تفاءلي , هات ما عندك؟
*- رأيتك وأختك.....توقظك وهي تقول لك: هيا إنهض فأبونا ينتظرنا لنذهبا معه.
*- رحمة الله عليه وعلى أمنا’ ثم ماذا بعد؟
*- وأنت تقول لها’ دعيني لا أذهب.. لا أذهب ..
إن وقع هذا الحلم عليه لشديد ’ وإن كان حقا لا مفر منه ... طمأنها بقوله
*- إن ذلك من أضغاث الأحلام ولا يزيد’ وما رأيت إلا كوابيس من مخض الأيام قال لها ذلك ليهدئ من روعها ’ بينما لسان حاله يضيق بالذي حط على صدره
لا خوفا من اليقين ولكن لحاجات في نفسه لم يبلغها بعد ’ وكان قد رسم لها ...
بكى وبكت معه ’ وراح يردد:
ربنا لا نسألك رد القضاء وإنما نسألك اللطف فيه.
إبراهيم تايحي