منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


avatar

الربيع27

عضو مساهم
البلد/ المدينة :
الجزائر
العَمَــــــــــلْ :
محاماة
المُسَــاهَمَـاتْ :
173
نقاط التميز :
243
التَـــسْجِيلْ :
19/03/2015

{إقحام السلف في فقه الفروع}


 أن هناك أمورا يقحم فيها السلف إقحاما ،ولا علاقة لهم بها،فما دخل السلف فى فقه الفروع واختلاف الأئمة فيه؟

ومن الذى يزعم ان ابن حنبل هو ممثل السلفية فى ذلكم الميدان،وأن أبا حنيفة ومالكا والشافعى ،جاروا على الطريق ،وأمسوا من الخلف لامن السلف؟

إن هذا تفكير صبيانى..وبعض من سموا بالحنابلة الذين حكى تاريخ بغداد أنهم كانوا يطاردون الشافعية لحرصهم على صلاة القنوت فى صلاة الفجر هم فريق من الهمل لا وزن لهم..

وأنا موقن بأن الإمام أحمد نفسه لو رآهم لأنكر عليهم وذم عملهم....

التبعة ليست على رعاع يمزقون شمل الأمة بتعصبهم ،وإنما تقع التبعة على علماء يعرفون أن الرسول صلى الله عليه وسلم حكم بأن للمجتهد أجرين إذا أصاب، وأجرا إذا أخطأ.

ولو فرضنا جدلا أن الحق ممع الحنابلة والأحناف فى أنه لاقنوت فى الفجر فمن الذى يحرم مالكا والشافعى أجر المجتهد المخطئ.

وإذا كان من يخالفنا فى الأجر مأجورا فلم نسبه ونحرجه ونضيق عليه للخناق؟؟


المشكلة التى نطلب من أولى الأ لباب حلها هى معالجة نفر من الناس يرون الحق حكرا عليهم وحدهم، وينظرون الى الأخرين نظرة انتقاص واستباحة!

الواقع أن الأمراض النفسية عند هؤلاء المتعصبين للفرعيات تسيطر على مسالكهم وهم-باسم الدين-ينفسون عن دنايا خفية! وعندما يشتغل بالفتوى جزار فلن تراه أبدا إلا باحثا عن ضحية!!


وقريب من ذلك ماأقصه على ضيق وتردد! إن البعض ينكر المجاز،أو يستهجن القول به ويغمز إيمان الجانحين إليه،سألنى سائل:تذكر حديث الأبراد بصلاة الظهر لأن شدة الحر من فيح جهنم؟ قلت:نعم! قال: جاء فى الكلام عن فيح جهنم أن النار اشتكت إلى الله،قائلة: أكل بعضى بعضا..فأذن لها بنفسين فى الصيف والشتاء،فأشد ما تجدون من الحر فى الصيف فهو من أنفاس جهنم ،وأشد ماتجدون من برد فى الشتاء فهو من زمهرير النار..!!

قلت:ذلك تقريبا معنى حديث صحيح !قال:أو تؤمن به؟ قلت:لا أدرى ماذا تريد؟الابراد بالظهر مطلوب تجنبا لوقدة الحر ولا غضاضة فى ذلك،يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر!

قال:أسألك عن المعنى المذكور فى الحديث؟ أتؤمن بأن جهنم شكت بالفعل وأن الله استمع إليها،ونفس عنها

قلت فى برود:كون النار تكلمت بلسان فصيح وطلبت ما طلبت فهم لبعض الناس، ولهم أن يقفوا عند الظاهر الذى لايتصورون غيره،وهناك رأى آخر أنا أميل لإليه،وهو أن هذا اسلوب فى تصوير المعانى يعتمد على المجاز والاستعارة..

وهنا تنمر السائل وبدأ فى التشنج وقال: أكثير على قدرة الله أن تتكلم النار؟أما يقدر ربنا أن تتكلم الحجارة؟

وأجبته ببرود أكثر: مادخل القدرة الألهية هنا؟ أن العلماء يفهمون النصوص على ضوء اللغة العربية،وما نقل النصوص على ضوء اللغة العربية ، ومانقل غلينا من تراكيها ،وقدرة الله فوق الظن والتهم!أن العرب الأقدمين أجروا على السنة الجماد والحيوان كلاما مانعلم نحن أنه ليس على ظاهره، وقد ذكرت فى مكان آخر المثل العربى"قال الجدار للوتد لم تشقنى ،قال: سل من يدقنى”

وجاء مثل آخر على لسان الثور لمخدوع :"أكلت يوم أكل الثور الأبيض”

والجدار ما تكلم! والثور ما نطق..

ثم قلت يائسا: ومع ذلك فاذا كنت ترى أن الجدار نطق والثور تكلم فلك مذهبك، ولا دخل للسلف أو الخلف فى الموضوع كله!

وعاد الشاب يقول: هل فى القرآن مجاز؟

وكتمت الغيظ الذى يغلى فى دمى ،وقلت: مالاكه بعض العلماء فى القرون الوسطى، ثم انتهوا منه وانتهى أهله، تريدون اليوم إحياءه وشغل الناس به؟ مرة حديث الفوقية،ومرة حديث المجاز؟

حدثنى عن هذه الآيات"إنا جعلنا فى أعناقهم أغلالا فهى إلى الأذقان فهم مقمحمون ،وجعلنا من بين أيديهم ومن خلفهم سدا"(يس:9،{إقحام السلف في فقه الفروع}  Icon_cool

ترى هذه السدود هى السد العالى أو سد الفرات؟ وهل الأغلال هنا هى القيود والتى توضع فى أيدى المجاهدين..أم هناك مجازا فى القرآن الكريم..؟

وأستأنفت الكلام وأنا أتجه إلى الضحك..

لما سر المتنبى بشعب بوان وراقه الهواء و الظل ،وتسلل الأشعة بين الأوراق والغصون تصنع دوائر ثيابه ،قال:

وألقى الشرق منها فى ثيابى دنانيرا تفر من البنان

ثم قال فى مجون لايسوغ

يقول شعب بوان حصانى أعلن هذا يسار إلى الطعان

أبوكم آدم سن المعاصى وعلمكم مفارقة الجنان

هل وقف حصان المتنبى وسط الحديقة الغناء وألقى هذه الخطبة العصماء؟أم ان المتنبى أنطق دابته بهذا الشعر؟أظن الحكم على مذهبك أن الحصان هو الذى فسق بهذا لكلام ضدالنبياء ويجب ذبحه!!

إن هذا الشاب وأمثاله معذرون،والوزر يقع على من يوجههم،لأنه لايفقه أزمات الحياة المعاصرة،ولا يرتفع إلى مستوى الحداث،ولايحس آلام أمته ،ولا يخطر بباله مايبيت للأمة الاسلامية ودينها العظيم من مؤمرات.

إننا نريد ثقافة تجمع ولاتفرق،وترحم المخطئ ولاتتربص به المهالك، وتقصد إلى الموضوع ولآتتهارش على الشكل..

ولا أدرى لماذ لا نؤثر العمل الصامت المنتج بدل ذلك الجدل العقيم؟

{حاجتنا إلى منهج يصل حاضرنا بغابرنا}

حاجتنا إلى منهج يصل حاضرنا بغابرنالا أريد الاطالة فى نقد انحرافاتنا الفكرية والنفسية، وأحب أن أخلص إلى منهج يصل حاضرنا بغابرنا،وينشئ خلفا على غرار السلف،ويعيننا على إستدامة رسالتنا،وهزيمة عدونا..

إننا لا نستطيع- فرادى-أن نحقق شيئا طائلا ،فالجماعة شعار الإسلام،والجماعة من رحمة والفرقة عذاب..

وغى الميدان الدولى نجح أعدا}نا فى طى راية الخلافة،وتقطيع أمة التوحيد أمما شتى التحقت ذيولا بالكتل العالمية الكبرى، واصطبغت ثقافيا وسياسيا بألوان أخرى غير صبغة الله..

والمطلوب من الدعاة الراشدين أن يدركوا الأمة من الداخل، ويوقفوا حركة التمزيق الفكرى والروحى الوافدة من الخارج.

وذلك يفرض علينا إحياء الإخاء الدينى، وتنشيط عواطف الحب فى الله،واختصار المسافات أو ردم الفجوات التى تفصل بين المنتسبين إلى الإسلام.

ولكى لايكون ذلك خيالا ،أو خطابة منبرية نرى الأمة كلها فى تجمعات ذات أهداف حقيقية، تجمعات تشبه حلقات الإخوان التى قام عليها التحرك الاسمى فى نجد أو السودان أو مصر، تتعارف على نصرة الاسلام وتتتجاوب بروح الله،وتتكاثر حتى تنضم المدن والقرى..

وأتخيل هذا التجمع على صورتين:الأولى أساسها وحدة العمل كالرولبط المهنية والهندسية،والقانونية والعلمية،وغرف النجارة،واتحادات الطلاب،والأندية الجامعية..الخ

والأخرى مشكلة من طوائف متابينة جمعتها أسباب دائمة أوطارئة .

عمل التجمعات الأولى خدمة الاسلام فى ميادينها التخصصية، ومحو كل أثارة لتخلفنا الحضارى والمنافسة على لسبق الشريف،والحرص على نصرة الاسلام بدءا من قراءة العداد الكهربائى مثلا إلى ملاحظة تسجيلات"الكمبيوتر"

ولايجوز أن يكون اليهود أقدر منا فى هذا المنحى.

وعمل التجمعات الأخيرة توثيق الروابط بين الأعضاء الذين يتوزع نشاطهم على مجالات متباعدة،فالطبيب هنا قد يلتقى بموظف كتابى ،والعامل بشركة أقمشة قد يلتقى بعامل فى شركو أدوية،والمحاسب قد يلتقى بمدرس،والنقاش قد يلتقى بصحافى..الخ

والمهم أن يرقب هؤلاء جميعا أثر أعمالهم فى النشاط الاسلامى ،وأن يتعاونوا على مافيه الخير لدينهم وأمتهم.

ولابأس أن يرقب هؤلاء جميعا أثر أعمالهم فى انشاط الاسلامى ،وأن يتعاونوا على مافيه لخير لدينهم وأمتهم.

ولابأس أن يتزاوروا ويتهادوا،ويعمقوا مشاعر الود بين أسرهم وأولادهم،فى نطاق الادب الاسلامى المقرر..

وإنما دعانى إلى هذا الاقتراح ما يعانيه أهل الدين من غربة،وما يعانيه الدين نفسه من خذلان فى أخطر شئون الحياة ،وما ينحصر فيه الدعاة من كلام حسن أو ممل.

إن الوعظ أخف الواجبات التى يتطلبها الإسلام فى عصرنا.

الجهد الأول هوتحريك قافلة الاسلام التى توقفت فى وقت تقدم فيه حتى عبيد البقر.....

وقد تكون الكلمة الجارية داخل معهد،أو مصنع، أو ديوان،أثقل فى ميزان المؤمن من وعظ كثير...وألفت النظر إلى منع الجدل الدينى داخل هذه التجمعات،وقبول جميع المذاهب الفقهية المعروفة، وتكريس الجهود الأوقات لرد العدوان على ديننا،وإهادة بناء أمتنا على قواعدها الأولى....

فإذا كان لابد من بحث علمى فليوكل ذلك إلى الأخصائيين،وهم فيه أصحاب الرأى..

إننى _فيما بلوت_ رأيت الخلاف الفقهى يتحول الى عناد شخصى، ثم الى عداء ما حق للدين والدنيا،فكيف إذا تصور البعض أن الأمر ليس خلافا فى الفروع،ولكنه خلاف فى الأصول ؟المصيبة تكون أدهى وأمر...!


_________________

 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى