منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


+2
نجم الإسلام
sohayl
6 مشترك
sohayl

sohayl

عضو مساهم
رقم العضوية :
5263
البلد/ المدينة :
بسكرة
المُسَــاهَمَـاتْ :
202
نقاط التميز :
226
التَـــسْجِيلْ :
04/11/2010


قصة :الضحيــة


الفناء الصغير غارق في الظلام ..إستحوذ السواد على كل شيئ ،، كان الصمت يخيم بشدة ،ماعدا أصوات القطط المتلصصة هنا وهناك ، تبحث عن عشاءها بين سلال القمامة ،، رائحة الفضلات المتخمرة تنبعث بشدّة فتغمر المكان كلّه ،،ألا يوجد أحد هنا ؟ ،،، أين ذلك الحارس العجوز ؟ ،، يمتص السجارة تلوى الأخرى ، ومن حوله يجلسن بعض الممرضات ، يستمعن إليه ، وهو يحكي لهن قصصه المثيرة ، كأن يقص عليهن مغامراته مع الأشباح التي يراها في الليل ،، في فناء المستشفى عندما ينام الجميع ،، فتجدهن يتتبعن أقاصيصه بشغف كبير ،، فتتعالى ضحكاتهن المصطنعة كي يطردن سحابة الخوف الجاثمة على قلوبهن ،، فيظلّوا على تلك الحال إلى ساعة متأخرة من الليل ، ثم يتوجهوا جميعا إلى غرفهم ، فيسقطوا في حبائل النوم ... إنّه غير موجود !؟ ،، حتى أولئك الممرضات لا أثر لهن الليلة ؟ ،، لعلّهم ناموا جميعا ،، صوت إرتطام حاد ينبعث فجأة من تلك الغرف !؟ لعل شيئا ما سقط من إحدى الممرضات وهي تتفقد غرف المرضى .. طرقات أقدام قادمة ،، إنها تقترب شيئا فشيئا ،، ربما الحارس العجوز
، هاهو شبح يظهر هناك ،، إتكأ على الجدار ، ثم أخذ يسير ببطئ ،، ماباله يترح هكذا ؟! إلى أين يذهب ؟ ،، يتوقف ،، يهوي على الأرض ،، إنطلقت منه صيحة كالرعد ، كسرت جدار ذلك السكون القاتل ،، رددتها الجدران ،، يبدو صوت إمرأة !؟ ،، إشتعلت أضواء الغرف كلّها ،، إنزاح الظلام عن الفناء الصغير ،، أخذت طرقات الأقدام الراكضة ترتفع في كل مكان ،، تتجه كوكبة من الممرضات ، نحوى ذلك الجسد الملقى في سكون ،، ينثنين عليه ،، تصيح إحداهن : ( لقد ماتت ) ،، يصرخ رجل من هناك وهو يعدوا نحوهن ،،، ماذا حدث ؟ ،، إنه الحارس العجوز ،، كان يهرول ويداه تمسحان أثار النوم عن عينيه ،، راح ينظر إلى تلك الجثة التي حملنها بين أيديهن في صمت ،، فدلفن بها إلى الداخل ،، ظلّ ساهما بعينيه إلى الأرض ، ويتمتم بكلمات غير مسموعة ، ثمّ إنحنى ليرفع شيئا كان ملقلى أمامه ، في المكان الذي سقطت فيه تلك المرأة ، يتأمله بين يديه ، يبدو أنّه كوبا فارغا ،، فخبأه ومضى ، فحجبه الظلام الذي حلّ من جديد !!

بقلم :وليد سهيل
 
نجم الإسلام

نجم الإسلام

طاقم الإشراف العام
رقم العضوية :
192
العَمَــــــــــلْ :
التربية و التعليم
المُسَــاهَمَـاتْ :
5608
نقاط التميز :
8397
التَـــسْجِيلْ :
06/06/2009
لقد شوقتنا في بداية القصة لنعرف تفاصيلها و حيثياتها

ثم حيرتها في آخرها و تركت لنا علامات استفهام و حيرة

لك جزيل الشكر و التقدير
 
salim

salim

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
531
المُسَــاهَمَـاتْ :
2244
نقاط التميز :
2838
التَـــسْجِيلْ :
07/04/2010
قصة قصيرة : الضحية 631904

اخي الكريم قصة رائدة وجميلة الى ابعد ما تتصوره ذهنيتك وابعادك
تشويق سلاسه في المفردات العذبة النقية التي توحي انها كتبتها انامل يد ادبية
ومجت بقلم يافع تسيره ذهنية هادئه تتطلع الى كل ما هو جميل لنقاء الكلمة المستوحاة من
من عصارة عدة كلمات

اخي الكريم قصة رائعة شوقتنا وجذبتنا اليها وانتضرت نهايتها
التي كانت في اعتقادي بدايتها
بمعنى انها ستبدأ...؟؟؟!!!

وهذا اسلوب مشوق يجعل المتلقي يخمن ويعطي
عدة نهايات
مما يجعله يفكر ويمعن لإعطاء نهاية حسب تصوره

موفق على الدوام ننتظر تفاعلك في المنتدى واعطاء اضافة فعالة
مشرقة ان شاء الله

لك مني ولكل اعضاء المنتدى الكرام اجمل عبارات الود


 
LOTFI

LOTFI

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
2
البلد/ المدينة :
الوطن العربي الجريح
المُسَــاهَمَـاتْ :
7902
نقاط التميز :
11950
التَـــسْجِيلْ :
09/06/2008
بصراحة كلما كنت اقرأ سطر يزداد شوقي لمعرفة تكملة القصة وهوممزوج ببحيرة ونوع من الخوف
القصة كلها تشويق واثّرت فينا
لكن في النهاية كما قال الاستاذ نجم الاسلام تركت لنا علامات استفهام

شكرا لك والمهم انك اثرت فيها بقصتك
متميز بمواضيعك اخي سهيل
 
Mr-bra

Mr-bra

طاقم الإدارة
رقم العضوية :
1
البلد/ المدينة :
الجزائر
المُسَــاهَمَـاتْ :
6459
نقاط التميز :
8835
التَـــسْجِيلْ :
08/06/2008
مشكور اخي سهيل على كتابة هذه القصة
التي وفقت كثيرا في توظيف عنصر التشويق فيها
من البداية وأنا أقرا وانتظر من يا ترى احدث كل هذه الفوضى لكن..!!!!

سلمت يمناك اخي
 
sohayl

sohayl

عضو مساهم
رقم العضوية :
5263
البلد/ المدينة :
بسكرة
المُسَــاهَمَـاتْ :
202
نقاط التميز :
226
التَـــسْجِيلْ :
04/11/2010
لقد سرّتني وقفتكم على ماكتبت ، والكلمات التي عقّبتم بها ، وهذا إن دلّ على شيئ ، فإنما يدل على التعطش إلى الكلمة الأدبية الهادفة ، بكل أشكالها ، قصة أو شعرا أو خاطرة والحس المرهف لديكم ، منتظرا ردود من ذوي الإختصاص كي نظيف رافدا آخر للمنتدى وهو رافد النقد الأدبي ، والذي أطمح من خلاله إلى السمو بالأدب ، ونفض غبار الإبتذال عنه ، وتوجيه عشاق الكلمة المعبرة إلى حيث يطمحون ( بناء صرح أدبي راسخ ) ووفقنا ووفقكم الله وشكرا

وليد سهيــــل
 
نبض الخواطر

نبض الخواطر

عضو مساهم
رقم العضوية :
555
البلد/ المدينة :
بسكرة _ الجزائر
العَمَــــــــــلْ :
أستاذ فلسفة
المُسَــاهَمَـاتْ :
268
نقاط التميز :
338
التَـــسْجِيلْ :
19/04/2010
مشكور اخي سهيل على هذه الاقصوصه الرائعه التي لها مغزى كبير وتعالج الما مدفونا في حياتنا
اعتقد ان جل الاخوه لم يفهمو القصه
في الحقيقة القصه تحكي معانات المرضى في مستشفياتنا فالمراه التي ماتت وهي الضحيه كانت تحمل في يدها كوبا فارغا اي انها ارادت ان تشرب لكنها لم تجد من يعطيها شربة ماء فنهضت بنفسها محالة ايجاد الماء في حين انها لا تقوى على ذلك بينما ينعم الممرضات بالسمر والضحك تاركين اعمالهم
مشكور اخي سهيل على هذا الطرح الرائع وفقك الله ونتمنى ان نقرأ الجديد
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى