منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


avatar

kada

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
tiaret
العَمَــــــــــلْ :
طالب جامعي
المُسَــاهَمَـاتْ :
480
نقاط التميز :
929
التَـــسْجِيلْ :
26/10/2010
على المسلم أن يضع في اعتباره بداية قول الرسول(صلّى الله عليه وسلّم)
"الأرواح جنود مجنّدة، ما تعارَف منها ائتَلفَ وما تناكر منها اختلف".
إذاً فمشاعر الارتياح والميل نحو شخص ما أو حتى النفور منه هي مشاعر
تلقائية لا تعرف عند نشوئها التخطيط المسبق إلاّ أنّها لابدّ وأن تسير ضمن
نسق وإطار محدّد رسمته الشريعة كي لا تكون مشاعر الحب للآخرين معول هدم
وتدمير لحياة الفرد.

فالإسلام
لم يطارد المحبّين ولم يطارد بواعث العشق والهوى في النفوس ولم يجنح
لتجفيف منابع العاطفة، بل على العكس قال الرسول صلى الله عليه وسلّم
مخالفاً في ذلك الكثير من الأعراف الإجتماعية القديمة في عدم تزويج
المحبّين خوفاً على سمعة الفتاة: "لم يُر للمتحابين مثل النكاح" فجعل
النهاية المأمولة لكلا الطرفين بالزواج الذي حضّ عليه رسول الله صلّى الله
عليه وسلّم متّبعاً في حديثه هذا طريقة غير مباشرة في التوصية على عدم
الوقوف في وجه المتحابّين وعرقلة اجتماعهما على الخير.

كما أنّ
الحب في الإسلام حبّا راقيا لا يضع معايير الشكل الخارجي في الحسبان فقط.
فكان حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن صفات الفتاة التي يعدّ
الزواج والقرب منها ظفراً للمسلم فقال"تنكح المرأة لأربع، لحسبها ولجمالها
ولمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك".. وبذات الوقت الذي تفهّم
فيه الإسلام نفسيّة الإنسان وأقر له باحتمالية وجود ونشوء مشاعر الحبّ نحو
الآخر إلاّ أنّه قد وضع لها من الضوابط ما يهذّبها ويسير بها نحو طريق
الأمان فكان الزواج هو واحة المتحابّين الوحيدة في التشريع الإسلامي.

والحب
قد يُولَد سريعا من نظرة عابرة، بل قد يولد بسماع الأذن دون مشاهدة، وهنا
قد يزول وقد يبقَى ويشتد إن تَكرَّر أو طال السبب المولِّد له من رؤية
للشخص المحبوب أو الحديث معه أو تذكّره والتفكير فيه، فبمعرفة السبب
الموّلد له نكون قد وضعنا أيدينا على حكم الحبّ، فإذا كان من ذلك الذي قد
يصيب الإنسان من النظرة الأولى وبالمصادفة فيكون ضمن الحبّ الاضطراري
والذي لم تتدخّل النيّة البشرية في حدوثه أو تغذيته وهذا بفتاوى العديد من
الأئمّة يدخل ضمن المصادفة ولا يحكم عليه بحلّ ولا حرمة. أمّا النوع
الثاني وهو ذلك الذي يغذّيه مسبّبّه من رؤية وحديث مع المحبوب على هيئة
لقاءات ونزهات وأحاديث هاتفية وخلوة أو رسائل وتبادل صور ومتعلّقات فذلك
من النوع المحرّم قطعاً والذي قد يقود الإنسان نحو الهاوية إذا لم يتراجع
ويحكّم شرع الله في كبح جماح عاطفته. فالحبّ الذي لا يتعدّى حدود الإعجاب
والذي لم يصاحبه محرّمات فصاحبه يدخل ضمن نطاق المعذور. لكن إذا ما بدأت
المحرّمات تتولّد بسببه فحكمه بدون جدال عند الفقهاء هو "الحرمة".
 
avatar

kada

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
tiaret
العَمَــــــــــلْ :
طالب جامعي
المُسَــاهَمَـاتْ :
480
نقاط التميز :
929
التَـــسْجِيلْ :
26/10/2010
ثم ماذ بعد ؟
فالإسلام لم يطارد المحبّين ولم يطارد
بواعث العشق والهوى في النفوس ولم يجنح لتجفيف منابع العاطفة، بل على
العكس قال الرسول صلى الله عليه وسلّم مخالفاً في ذلك الكثير من الأعراف
الإجتماعية القديمة في عدم تزويج المحبّين
خوفاً على سمعة الفتاة: "لم
يُر للمتحابين مثل النكاح" فجعل النهاية المأمولة لكلا الطرفين بالزواج
الذي حضّ عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم متّبعاً في حديثه هذا طريقة
غير مباشرة في التوصية على عدم الوقوف في وجه المتحابّين
وعرقلة اجتماعهما على الخير.
بل
إن الرسول صلّى الله عليه وسلّم سعى يشفع بين المتحابين و لو كان الحب من
طرف واحد و إقرأ إن شئت ما قاله ابن القيم الجوزية ( قال الله تعالى: {من
يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها}
وكل من أعان غيره على أمر بقوله أو فعله فقد صار شفيعا له والشفاعة
للمشفوع له هذا أصلها فإن الشافع يشفع صاحب الحاجة فيصير له شفعا في
قضائها لعجزه عن الاستقلال بها فدخل في حكم هذه الآية كل متعاونين على خير
أو شر بقول أو عمل ونظيرها قوله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا
تعاونوا على الإثم والعدوان} وفي الصحيح عنه أنه كان إذا جاءه طالب حاجة
يقول: "اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان رسوله ما أحب" وفي صحيح البخاري
أن بريرة لما عتقت اختارت نفسها فكان زوجها يمشي خلفها ودموعه تسيل على
لحيته فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: "لوراجعتيه فإنه أبو ولدك"
فقالت أتأمرني قال: "لا إنما أنا شافع" قالت فلا حاجة لي فيه فهذه شفاعة
من سيد الشفعاء لمحب إلى محبوبه وهي من أفضل الشفاعات وأعظمها أجرا عند
الله فإنها تتضمن اجتماع محبوبين على ما يحبه الله ورسوله ولهذا كان أحب
ما لإبليس وجنوده التفريق بين هذين المحبوبين )

كما أنّ الحب في الإسلام حبّا راقيا
لا
يضع معايير الشكل الخارجي في الحسبان فقط. فكان حديث رسول الله صلّى الله
عليه وسلّم عن صفات الفتاة التي يعدّ الزواج والقرب منها ظفراً
للمسلم
فقال"تنكح المرأة لأربع، لحسبها ولجمالها ولمالها ولدينها، فاظفر بذات
الدين تربت يداك".. وبذات الوقت الذي تفهّم فيه الإسلام نفسيّة الإنسان
وأقر
له باحتمالية وجود ونشوء مشاعر الحبّ نحو الآخر إلاّ أنّه قد وضع لها من
الضوابط ما يهذّبها ويسير بها نحو طريق الأمان فكان الزواج هو واحة
المتحابّين الوحيدة في التشريع الإسلامي.

شروط الحب
فقد جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم( لم يُر للمتحابين مثل النكاح)
أخرجه ابن ماجه والحاكم و البيهقي و سنده حسن.
فدلَّ
ذلك على جواز الحب ولا تقل لا أريد إلا فلانة.. فإن النبي صلى الله عليه
وسلم قال : ( إذا أعجبت أحدكم امرأة فليأت أهله.. فإن معها مثل الذي معها )
و من الشروط اللازم توافرها منها :

1ـ أن يكون خالياً من المخالفات الشرعية، في كل صورها لأنها في هذه الحالة (قبل الزواج) ما زالت لا تحلّ له.
وفي
الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ( لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من
حديد خير له أن يمسّ امرأة لا تحلّ له )- الحديث صحيح أخرجه الطبراني في
الكبير والبيهقي وغيرهما.
وفي صحيح البخاري حديث عائشة رضي الله عنها(
و الله ما مسَّت يده صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط ( - الحديث
البخاري8/504 ومسلم 3/1489.

2 - ألا يُلهي هذا الحب عن ذكر الله وعن الحب الأكبر لله تعالى ولرسوله.

3
- أن يكون المحب ممن يستطيع كبح جوارحه ونفسه عن الوقوع فيما لا يحل، يقول
ابن القيم ( إنما الكلام في العشق العفيف، من الرجل الظريف الذي يأبى له
دينه وعفته ومروءته أن يفسد ما بينه وبين الله تعالى )
4 ـ ألا يتعرض
لمن يحب بالذكر بأن يذكر اسمها أو تذكر إسمه في جماعة من الناس، يقول ابن
القيم ( والعاشق له ثلاث مقامات مقام ابتداء ومقام توسط ومقام انتهاء فأما
مقام ابتدائه فالواجب عليه مدافعته بكل ما يقدر عليه إذا كان الوصول الى
معشوقه متعذرا قدرا وشرعا فإن عجز عن ذلك وأبى قلبه إلا السفر الى محبوبه
وهذا مقام التوسط والإنتهاء فعليه كتمانه ذلك وأن لا يفشيه الى الخلق ولا
يشمت بمحبوبه ولا يهتكه بين الناس فيجمع بين الظلم والشرك فإن الظلم في
هذا الباب من أعظم أنواع الظلم وربما كان أعظم ضررا على المعشوق وأهله من
ظلمه فإنه يعرض المعشوق بهتكه في عشقه الى وقوع الناس فيه وانقسامهم الى
مصدق ومكذب وأكثر الناس يصدق في هذا الباب بأدنى شبهة وإذا قيل فلان فعل
بفلان أو بفلانه كذبه واحد وصدقه تسعمائة وتسعة وتسعين )
5 - عدم استخدام طرق شركية أو محرَّمة للوصول إلى المحبوبة أو المحبوب .
6
– لكي يظل هذا الحب عفيفاً لا يحاول أحدهما أن يبادل الآخر مشاعره تحت أي
ظرف و تجنب طريق ذالك من الخلوة لقوله صلى الله عليه وسلم ( ولا يخلون رجل
بامرأة فإنَّ ثالثهما الشيطان ) الحديث صحيح أخرجه الترمذي في سننه 6/384.
وعن
عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه ( إياك أن تخلو بامرأة غير ذات محرم وإن
حدثتك نفسك أن تعلمها القرآن ) انظر سيرة عمر بن عبدالعزيز ص230 لابن
الجوزي.

أما عن الحب الذي لا ينتهي بالزواج، فهو و الله ليس حباً،
بل رغبة جنسية ـ كما أنَّ الحب الحقيقي هو ما يثبت أو يتوكد بعد الزواج عن
طريق المودة والمعروف والرحمة التي يقذفها الله تعالى في قلب الزوجين.

إلى هؤلاء أهدي هذا الموضوع
إلى المشتاقين ..المعظمين للدين .
إلى المشتاقين دخول الجنات .. ورؤية رب الأرض والسماوات .
إلى الذين تعرض لهم الشهوات..وتحيط بهم الملذات..فلا يلتفتون إليها..
هم جبال راسيات .. وعزائم ماضيات .. عاهدوا ربهم على الثبات ..
قالوا ربنا الله ثم استقاموا ..
يرون الناس عن طريق الاستقامة يتراجعون .. وهم على طاعاتهم ثابتون ..
أعظم ما قربهم إلى ربهم .. ثباتهم على دينهم .. وسرعة توبتهم بعد ذنبهم ..
إنهم
قوم .. إذا أذنبوا استغفروا .. وإذا ذُكروا ذكروا .. وإذا خوِفوا من عذاب
الله انزجروا .. يتركون لذة الملك والسلطان .. والمنعة والمكان ..في سبيل
النجاة من النيران .. والفوز برضا الرحمن ..
{ فلا تعلم نفس ما أخفي
لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون * أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً
لا يستوون * أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلاً بما
كانوا يعملون } ..
هم بشر من البشر .. ما تركوا اللذائذ عجزاً عنها .. ولا مللاً منها ..
بل
لهم غرائز وشهوات .. ورغبة في الملذات .. لكنهم قيدوها بقيد القوي
الكريم..يخافون من ربهم عذاب يوم عظيم.. عاهدوا ربهم على الطاعة لما قال
لهم : { اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } .. فثبتوا على
دينهم .. حتى ماتوا مسلمين .. لم يفلح الشيطان في جرهم إلى خمر خمار ..
ولا مخالطة فجار .. الناس يتساقطون في الحرام .. وهم ثابتون على الإسلام ..
فعجباً لهم ما أشجعهم .. وأقوى عزائمهم وأثبتهم ..الكل يتمنى أن يعيش عيشهم .. إن لم يتمنى ذلك في الدنيا .. تمناه في الأخرى ..
 
avatar

ماريةسرين

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
الجزائر
المُسَــاهَمَـاتْ :
322
نقاط التميز :
380
التَـــسْجِيلْ :
11/11/2010
بارك اله فيك وربي يهدينا
 
avatar

kada

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
tiaret
العَمَــــــــــلْ :
طالب جامعي
المُسَــاهَمَـاتْ :
480
نقاط التميز :
929
التَـــسْجِيلْ :
26/10/2010
salim

salim

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
531
المُسَــاهَمَـاتْ :
2244
نقاط التميز :
2838
التَـــسْجِيلْ :
07/04/2010
ما حكم الحب فى الاسلام وما ضوابطه؟  315340
شكرا اخي الكريم على الموضوع القيم
والذي يكس معنى الحب في الإسلام
جزاك الله خيرا وبركة
وجعله الله زادا في ميزان حسناتك
موفق ان شاء الله على الدوام

ما حكم الحب فى الاسلام وما ضوابطه؟  208354
لهم غرائز وشهوات .. ورغبة في الملذات .. لكنهم قيدوها بقيد القوي
الكريم..يخافون من ربهم عذاب يوم عظيم.. عاهدوا ربهم على الطاعة لما قال
لهم : { اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } .. فثبتوا على
دينهم .. حتى ماتوا مسلمين .. لم يفلح الشيطان في جرهم إلى خمر خمار ..
ولا مخالطة فجار .. الناس يتساقطون في الحرام .. وهم ثابتون على الإسلام ..
فعجباً لهم ما أشجعهم .. وأقوى عزائمهم وأثبتهم ..الكل يتمنى أن يعيش عيشهم .. إن لم يتمنى ذلك في الدنيا .. تمناه في الأخرى
..
 
TEMA TEAM ALLAH

TEMA TEAM ALLAH

عضو مساهم
البلد/ المدينة :
الجزائر/ ورقلة تقرت
العَمَــــــــــلْ :
طالبة
المُسَــاهَمَـاتْ :
201
نقاط التميز :
328
التَـــسْجِيلْ :
11/07/2013
شكرا لك أخي
 
ابو الحارث الاثري

ابو الحارث الاثري

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
22906
البلد/ المدينة :
الجزائر وهران
المُسَــاهَمَـاتْ :
26158
نقاط التميز :
24766
التَـــسْجِيلْ :
12/08/2011
كما تعلمون ان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كان من ازواجه يحب عائشة رضي الله عنها
******************************************************************
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى