الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
[size=35]أعرب نحن أم أعراب....؟[/size]
حياتنا اليوم بين حرفين ...ساكن ومتحرك ...
بادئ ذي بدء ’ أنا فرد من أمة ’ أمة كانت ولا تزال وبإذن الله تعالى ستبقى أمة كما وصفها ربها وقال فيها[ .. كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن النكر وتؤمنون بالله....]آل عمران/ 110 .
لصاحبي مرافقي في سفري – وهو من خيرة الصحب – قلت: أنظر عليا فما ترى ’ وحدّق مليا في الورى؟
مد عنقه ومال رافعا رأسه نحو السماء وقال: أعلم أنها السماء ’ فما ترمي إليه ؟ و أنّى لي أن أبصر حال ما فوق الثرى ومن يدب عليه..؟
ربتّ على كتفه ونظري ممدودا طولا ’ أشق طبقات السحاب حينا وأميز بين الماء والسراب أحيانا أخرى ’ وطال الحال على هذا .أحسست بوكز خفيف على بطني منه ’ استدرت له والإبتسامة مرسومة على محياي مكسوة بأخاديد رُسمت على وجنتي وشيئ من رموز الحيرة يتراقص أمام عيني وقلت: أرأيت السماء ’ لا إمتا عليها ولا عوجا ’ بناها ورفعها وبحرس شديد أحاطها ’ذلك الله يا صاحبي
قال : أوَ في الله شك ؟
قلت: كلا. واحد لا شريك له ’ ولكن شرائح من أمة الاسلام اليوم في ظن ’ وشرائح أخرى في ظن ...
قطّب ما بين عينيه وكأنه يتعجب من حديثي له , أو أن كلامي قد بدا له غريبا
فقال: ألآ وضحت لي ماسبق فإني عليه بضنين
قلت : كفيتني الثالثة فسهُل الذي عنه تستفسر؟ أما الشريحة الأولى والتي على الظن ’ لهي الناجية الفالحة الفائزة ...ال......
قاطعني بقوله: وهل أهل الظن بناجين فالِحين فائزين..؟
قلت: صبرا لا تتعجل ’ دعني أكمل.. بلى فالظن هنا ظن يقين وتوكيد ألم تقرأ قول سبحانه وتعالى[ الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون] البقرة/ 46
وقوله [ إني ظننت أني ملاق حسابيه] الحاقة/ 20 .
وأما الشريحة الأخرى والتي هي أيضا تظن لكن ظنها ظن شك وريب ’ وهي التي قال فيها رب العزة والجلال[وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا ] النجم/ 28 .
قال: أليس كما قيل وأن الظن يؤدي إلى اليقين؟
قلت : إن التعمق في فهم الحال وطبيعة المقال يصدق عليه قول من قال: القليل من الفلسفة يورث الإلحاد والكثير من الفلسفة يورث اليقين/. اعلم رفيقي وأن خصائص النفس الإنسانية خمس: عقل وضمير’ روح وذاكرة ثم إرادة.
إن حال أمتنا اليوم يدكها العجز ويلفها الذل وتغذيها المسكنة ’ فيا ليتهم اتخذوا من عجزهم إدراكا ليدركوا ويتداركوا ذاتهم . الذات التي أوشكت أن تغدارهم وأخشى إن هي غادرتهم غدرتهم ولا تعود إليهم أبدا.
قال: كلامك كبير وكبير جدا . أنا صاحبك ورفيقك منذ أعوام وسنين ’ ما غاب عني حرفك ’ أما الساعة أعذرني فإني غير قادر تماما على فهمك.
قلت : بل أنت كما قلت صاحبي ورفيقي منذ أمد ’ كنت لي وما برحت السند والعضد وأنا لك لكذلك ’ أما أن كلامي كما نعته بوصفك إياه كبير ’ ليس هو كذلك. اسأل من تكبّر على الله وتجبر وارتفع وطار’ وبدّل الليل بالنهار’ وسجّر البحار فتنة وغبارا ’ خان الأمانة وسفه الحليم وسيّدَ اللئيم ’ وأنكر حق الله في اليتيم ثم بعد ذلك كان للجارغدّارا
يا رفيقي ويا صاحبي الأمر ليس بالهيّن ’ الإخوة والأشقاء أصبحوا بني عمومة ’ والقلب محتار’ رُفعت البركة وحطّ غراب الشؤم’ ومن على أعلى القمم نفخ في الرماد المدفون في تراب الوادي فثار في عين اليتيم الغبار ومن حوله أوقدت النار’ فما له من ناصر سوى الله اللطيف الغفّار .
الله المستعان.
