zourdani
عضو مساهم
- البلد/ المدينة :
- boumerdes
- العَمَــــــــــلْ :
- طالب
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 147
- نقاط التميز :
- 437
- التَـــسْجِيلْ :
- 09/01/2011
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الزوج المبارك ..
أتدري من زوجتك ؟. إنها فراشك وموضع سرك ، وأسيرة
بيتك ، إنها موطن المودة والرحمة التي قال الله عنها " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ
لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً
وَرَحْمَةًَ " إنها موضع قضاء وطرك وإعفاف نفسك ، إنها طاهية طعامك وكانسة منزلك
، ومنظفة ملابسك ، ومرتبة حالك ، ومربية أولادك ، فهل أدركت يا ترى كل هذه الأبعاد
؟ إن كثيرا من الأزواج لم يعد يأبه بزوجته فلم يتق الله في أهله ، ولم يرع العهود التي
بينه وبين زوجه ، فرويدا .. رويدا .. ورفقا رفقا بزوجاتكم ، ومزيدا مزيدا من حسن التعامل
، ولطف العشرة ، ودماثة الخلق معهن .
إني أخاطبك ، وأنادي فيك رجولتك قبل عقلك ، أخاطبك
وأناديك بخطاب رسولك صلى الله عليه وسلم يوم أن قال : رفقا .. رفقا بالقوارير ألم تسمع
قول ربك لك " فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا
" ألم تتأمل قول رسولك صلى الله عليه وسلم " استوصوا بالنساء خيرا
" ألم تفقه قوله عليه الصلاة والسلام " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي
" ألم تهزك كلماته الجميلة وهو ينادي الرجال " خياركم خياركم لنسائهم
" وقوله " إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله "
ألم تقرع أذنيك وصيته صلى الله عليه وسلم بالنساء في حجة الوداع وهو يقول أمام الآلاف
من الرجال " اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن
بكلمة الله " ويقول " استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج
وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإذا ذهبت تقيمُه كسرت ، وإذا تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا
بالنساء خيرا " يقول ابن كثير رحمه الله تعالى في قوله تعالى " وعاشروهن
بالمعروف " أي : طيِّبوا أقوالَكم لهنَّ، وحسِّنوا أفعالَكم وهيئاتكم حسب قدرتكم
كما تحبُّ ذلك منكم .. نعم .. كم هم الرجال الذين يتوهمون أن الزواج هو مقبرة الحب
والرومانسية ، وأن الرومانسية في التعامل مع الزوجة وتبادل الأحاسيس الرقيقة ، والمشاعر
المرهفة معها ، وبثّها حديث الغرام ومناجاتها بأشعار الهيام شيء خاص مقصور على أيام
الملكة فقط تنتهي صلاحيته مع نهاية الملكة ، وهذا في الحقيقة ظن خاطئ ووهم كبير ، كيف
لا ..؟ والإعتراف المتبادل بالحب والمودة الصادقة الخالصة بين الزوجين هو الذي يسموا
ويترعرع ويكبر تحت ظل شجرة الزواج الوارفة الظليلة .
تذكر دائما أن زوجتك حين تأتي إليك ، وتقبل تجاهك
، فإنها تحمل قلبا ومشاعر مرهفة ، نعم تحمل مشاعر وقلبا لتقدمه لك على طبق من ذهب ،
فإذْ بها تفاجأ بك ، وقد أخذت مشاعرها وأحاسيسها تلك لترمي بها في مهب الريح ، فتذهب
أدراجها ، وحينها يئن قلبها وينزف ، ويتألم فؤادها الجريح ، ويتأوه وجدانها الذبيح
، وتنهمر من عينيها الدموع الساخنات ، وتتصاعد من أعماق قلبها الآهات والزفرات ، لقد
تركتها أيها الزوج مذبوحة بخنجر الصدود ، ومقتولة بسيف الجمود ، فهي تتمنى أنك لو ضربتها
بالسياط لكان في قريرة قلبها أسهل بكثير من صدودك العاطفي تجاهها ، فلماذا كل هذه القسوة
مع رفيقة دربك ، وأسيرة فؤادك ، ومهجة عينك وروحك ، لماذا ...؟ ألا تعلم كم هي الآلام
النفسية ، والجراح الوجدانية التي يسببها صددوك عنها ويؤدي إليها احتقارك لمشاعرها
ونفورك من فيض حبها وودادها ، نعم .. أتعلم مدى تأثير ذلك الصدود على نفسها وعلى كبريائها
وعلى أنوثتها والتي أنت في أمس الحاجة إليها ، فلماذا المكابرة والعناد ؟
لا تقل : قد تقدم بي السن ، فلم أعد بحاجة إلى تلك
المشاعر والعواطف ، أنا لا أريد ذلك الفيض من الحب فأنا لست بحاجته ، فلدي من الأعمال
والأشغال والارتباطات ما يجعلني أنسى تلك العواطف والتُفاهات لكنني أقول لك : إن لم
تكن بحاجة إلى تلك العواطف الرقراقة والمشاعر الفواحة ، فما ذنب زوجتك إذا التي أتت
تحمل مشاعرها الرقيقة لتهديها لك وتشنف بها أذنيك ؟ ما ذنبها الذي اقترفته حتى تقابل
صافي حبها وودادها بالجحود والصدود والجمود ؟ صحيح .. أنك ربما قد تعاني من ضغوط العمل
، أو بعض المشاكل الاجتماعية أو النفسية ، لكن لماذا تحمِّلها خطأ غيرها ؟ ولماذا تعاقبها
بجريرة سواها ؟ ولماذا تحاسبها على خطأ لم ترتكبه يداها ؟ ألم تكن في بداية عمرك مع
شريكة حياتك تبحث عن هذا الحب الصافي ، وتتمنى هذه المشاعر الرائعة ؟ لقد أخطأت الطريق
أخي الزوج ، نعم .. أخطأت الطريق وتاهت بك الخطوات في دروب القسوة والغلظة ، فليس ثمة
إنسان لا يحتاج إلى العاطفة الصادقة والمودة الصافية ، إني أقولها بملئ فيّ الذي بين
فكي ( ليست هناك حياة جميلة بغير هذا السحر الخفي الحب )
__________________
- وأنشَدَ الطيِّب
العُقبي ـ وهو أحد كبار علماء الجمعية ـ رحمه الله:
... أيُّها السَّائِلُ
عن مُعتقَدي يبتغي منِّي ما يَحوي الفؤادْ
... مذهبِي شرعُ النبيِّ
المُصطفى واعتقادي سَلَفِيٌّ ذو سدادْ