منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


حسن صبرى

حسن صبرى

عضو مساهم
البلد/ المدينة :
مصر
العَمَــــــــــلْ :
موزع تموينى
المُسَــاهَمَـاتْ :
278
نقاط التميز :
511
التَـــسْجِيلْ :
28/02/2011
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد
فإن الله قد جعل لكل مطلوب سببا وطريقا يوصل إليه. والإيمان هو أعظم المطالب وأهمها . وقد جعل الله له أسبابا تجلبه وتقويه، كما أن له أسباب تضعفه وتوهيه.
ومن أعظم ما يقوي الإيمان ويجلبه معرفة أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة والحرص على معرفة معانيها والتعبد لله بها
قال الله تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأعراف180

شرح أسماء الله الحسنى

(الأول ، والآخر ، والظاهر ، والباطن)

قال الله تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }الحديد3

هذه الأسماء الأربعة المباركة قد فسرها النبي r تفسيرا جامعا واضحا فقال يخاطب ربه:" اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء"إلى آخر الحديث،
ف"الأول" يدل على أن كل ما سواه حادث كائن بعد أن لم يكن ، ويوجب للعبد أن يلحظ فضل ربه في كل نعمة دينية أو دنيوية، إذ السبب والمسبب منه تعالى.
و"الآخر" يدل على انه هو الغاية ، والصمد الذي تصمد إليه المخلوقات بتألهها ، ورغبتها ، ورهبتها ،وجميع مطالبها .
و"الظاهر" يدل على عظمة صفاته واضمحلال كل شيء عند عظمته من ذوات وصفات على علوه
و"الباطن" يدل على اطلاعه على السرائر ، والضمائر، والخبايا ، والخفايا ، ودقائق الأشياء ، كما يدل على كمال قربه ودنوه.
ولا يتنافى الظاهر والباطن لأن الله ليس كمثله شيء في كل النعوت.


(العلي ، الأعلى ، المتعال )
قال تعالى( وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }البقرة255

وقال تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى }الأعلى1

1وقال تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ }الرعد9

وذلك دال على أن جميع معاني العلو ثابتة لله من كل وجه، فله علو الذات، فانه فوق المخلوقات ، وعلى العرش استوى أي علا وارتفع ، وله علو القدر وهو علو صفاته وعظمتها فلا يماثله صفة مخلوق ، بل لا يقدر الخلائق كلهم أن يحيطوا ببعض معاني صفة واحدة من صفاته ، قال تعالى : {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً }طه110
وله علو القهر ، فانه الواحد القهار الذي قهر بعزته وعلوه الخلق كلهم فنواصيهم بيده ، وما شاء كان لا يمانعه فيه ممانع ، وما لم يشأ لم يكن، فلو اجتمع الخلق على إيجاد ما لم يشأه الله لم يقدروا ، ولو اجتمعوا على منع ما حكمت به مشيئته لم يمنعوه ، وذلك لكمال اقتداره ، ونفوذ مشيئته ، وشدة افتقار المخلوقات كلها إليه من كل وجه.

(العظيم)
قال تعالى :" ( وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }البقرة255


الله تعالى عظيم له كل وصف ومعنى يوجب التعظيم ، فلا يقدر مخلوق أن يثني عليه كما ينبغي له ولا يحصي ثناء عليه ، بل هو كما أثنى على نفسه وفوق ما يثني عليه عباده.
ومعاني التعظيم الثابتة لله وحده نوعان :
احدهما : انه موصوف بكل صفة كمال ، وله من ذلك الكمال أكمله،وأعظمه ، وأوسعه، فله العلم المحيط ، والقدرة النافذة، وا لكبرياء والعظمة، ومن عظمته أن السماوات والأرض في كف الرحمن اصغر من الخردلة كما ذكر ذلك ابن عباس وغيره
قال تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }الزمر67
وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً }فاطر41

وفي الصحيح عنهr "إنَّ الله يقول الكبرياء ردائي والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحدا منها عذبته" رواه مسلم فـلله تعالى الكبرياء والعظمة الوصفان اللذان لا يُقدر قدرهما.

النوع الثاني:من معاني عظمته تعالى انه لا يستحق احد من الخلق أن يعظم كما يُعظم الله ، فيستحق جل جلاله من عباده أن يُعظموه بقلوبهم ، والسنتهم، وجوارحهم، وذلك ببذل الجهد في معرفته، ومحبته ، والذل له،والانكسار له، والخضوع لكبريائه، والخوف منه، وإعمال اللسان بالثناء عليه ، وقيام الجوارح بشكره وعبوديته.
ومن تعظيمه أن يُتقى حقَّ تقاته، فيطاع فلا يُعصى ، ويُذكر فلا يُنسى ، ويُشكر فلا يُكفر ، ومن تعظيمه تعظيم ما حرّمه وشرعه من زمان ومكان وأعمال، ومن تعظيمه أن لا يُعترض على شيء مما خلقه أو شرعه.

(المجيد)
المجيد الذي له المجد العظيم ، والمجد هو عظمة الصفات وسعتها، فكل وصف من أوصافه عظيم شأنه:فهو العليم الكامل في علمه ، الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء، القدير الذي لا يعجزه شيء، الحليم الكامل في حلمه، الحكيم الكامل في حكمته، إلى بقية أسمائه وصفاته التي بلغت غاية المجد فليس في شيء منها قصور أو نقصان قال تعالى:( رَحْمة اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ }هود73

(الكبير)
وهو سبحانه وتعالى الموصوف بصفات المجد والكبرياء ، والعظمة ،والجلال ،الذي هو اكبر من كل شيء، وأعظم من كل شيء، وأجل وأعلى.
وله التعظيم والإجلال في قلوب أوليائه وأصفيائه .
قد ملئت قلوبهم من تعظيمه ، وإجلاله، والخضوع له، والتذلل لكبريائه .

 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى