الأميرة زين
عضو نشيط
- رقم العضوية :
- 14651
- البلد/ المدينة :
- الجزائر
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 983
- نقاط التميز :
- 728
- التَـــسْجِيلْ :
- 09/04/2011
كيد النساء
يحكى أن الشيطان تجادل مع رفاقه حول من أكثر منه كيدا، فقال: لاأحد في الدنيا أكثر كيدا و مكرا مني. قيل له النساء، فغضب و خرج باتجاه السوق يبحث عن امرأة ينافسها .فوجد عجوزا طاعنة في السن، أخبرها قصته فضحكت وقالت: أجل نحن النساء أكثر كيدا منك بمئة مرة. غضب الملعون و اتفق معها لى أن تقوم بإثارة مشكل ما و سيقوم هو بحله، فوافقت العجوز و هي مبتسمة.
في الصباح ذهبت العجوز إلى سوق القماش و اختارت تاجرا طيبا فسألت عن أخباره و أسرار بيته، ثم دخلت إلى محله واشترت عباءة نسائية و هي تتجاذب أطراف الحديث معه وأخبرته بأن ابنها الوحيد يضربها و يأخذ مالها من أجل امرأة متزوجة. ودعت التاجر و اتجهت نحو بيته ووقفت أمام شرفته حتى رأت زوجته تطل من خلالها فادعت الإغماء و ركضت المسكينة لمساعدةها و أدخلتها إلى بيتها لتستريح، و في غفلة من الزوجة و ضعت العجوز العباءة تحت متكىء الزوج و رحلت. ثم ذهبت إلى مقهى العاطلين و اتفقت مع بطال على أن يبقى في غرفة بمنزلها دون أن يخرج منها مقابل مبلغ من المال. و بعد الاتفاق عادت العجوز إلى المحل و طلبت من التاجر عباءة جديدة و أخبرته أن ابنها اخذها غصبا عنها ليهديها إلى تلك المراة المتزوجة، و أخذت العباءة و غادرت و التاجر يفكر في حالها.في المساء عاد التاجر للمنزل و تناول العشاء ثم اتكأ فأحس بشيء بحث عنه فوجد العباءة و تذكر قول العجوز فغضب و سأل زوجته فأخبرته بإغماء العجوز لكن التاجر لم يصدقها و طلقها
خرجت المرأة ليلا تبكي فجاءت العجوز إليها و سألتها عما جرى لها فأخبرتها بما حدث. طمأنت العجوز الزوجة و دعتها للمكوث ببيتها حتى صباح الغد و سوف تذهب لإخبار التاجر بالحقيقة. و عند منتصف الليل خرجت العجوز من منزلها و الزوجة و البطال نائمين كل واحد لايعلم بوجود الآخر، المهم خرجت و صارت تصرخ طالبة النجدة فجاءت الشرطة فقالت : إن ولدي يضربني من أجل امرأة أحضرها للبيت. أخذت الشرطة البطال للسجن، فذهبت العجوز للملعون و قالت ساخرة" طلقت المرأة من زوجها ، و أدخلت البريء إلى السجن فأرني ما ستفعل. فكر الشيطان و فكر و قال في نفسه أستطيع تحطيم جدار السجن وأنقذ الشاب، لكن لا يمكنني اصلاح شأن الزوجين، فانا أفرق و لا أجمع، استسلم و ترك الأمر للعجوز .
في صباح اليوم الموالي طبخت خبزة و ذهبت للسجن و استعطفت الشرطي لترى و لدها فسمح لها، دخلت إليه و أعطته لحافها و طلبت منه ارتداءه و مغادرة السجن دون ان يكلم أحدا فعل المسكين و نفد بريشه. و انتظرت في السجن حتى جاء قائدهم فصرخت و أخبرته أنه تم اتهامها في عرضها مع ابنها. فأمر باطلاق صراحها، ثم اتجهت إلى التاجر و طلبت عباءة جديدة و أخبرته أنها عند عودتها إلى المنزل أغمي عليها و تم إنقاذها بفضل امرأة نسيت مكان بيتها، تذكر التاجر كلام زوجته فأخذ العجوز إلى منزله فقالت هذا هو المنزل فحكى لها ماحدث فقالت" لقد ظلمت زوجتك.
ذهب التاجر إلى الزوجة و أرجعها، و ذهبت العجوز إلى الشيطان و قالت" ألم أقل أننا أكثر كيدا منك.
قال: أجل ‘إن لكيدكن عظيم.