منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


salim

salim

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
531
المُسَــاهَمَـاتْ :
2244
نقاط التميز :
2838
التَـــسْجِيلْ :
07/04/2010
شخصية المرأة المسلمة في ضوء القرآن و السنة ***** 315340
شخصية المرأة المسلمة في ضوء القرآن و السنة

للدكتور محمد راتب النابلسي

قال عز و جل في كتابه الكريم : { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من
نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي
تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا
} [ النساء : 1 ]
و الصلاة و السلام على حبيبه المصطفى القائل: " النساء شقائق الرجال "
و بعد :
حفل القرآن الكريم بالحديث عن جوانب متعددة من أمور النساء ، حتى بلغت
الآيات قرابة (200 ) آية ، إلى جانب إفراد سورتين للنساء هما : سورة الطلاق
، و سورة النساء .
وتلقف المسلمون الأوائل ذلك – إضافة إلى الأحاديث النبوية الكثيرة ، و التي
تشرح ما جاء في القرآن ، أو تزيد – أحسن ما يكون الأخذ ، فدرسوه و طبقوه
على أرض الواقع ، فعاش الرجل إلى جوار المرأة ، كل منهما يكمل الآخر و لا
يعارضه ...

لكن مع تقدم الزمان ، و دخول بعض العادات و التقاليد الجاهلية ، سواء
العربية منها أو الأجنبية ، و إضافة إلى ظهور المغالين و المتشددين و
المتنطعين في العصر العباسي و ما بعد ، فطبق الناس فكرة سد الذرائع على
النساء !!
فمن باب سد الذرائع منعوا النساء من حضور العبادات و التعلم و التعليم في
بيوت الله !!

و من باب سد الذرائع أشيعت مقالات و ألصقت بالأحاديث النبوية الشريفة :
مثال مسألة عدم مشاورة النساء ، أو مشاورتهن و مخالفتهن !!

كذلك أفتى البعض في أمور ، و كانت اجتهادات خاطئة ، لكن تقديس الأشخاص هو
الأمر الذي ابتلين فيه – و للأسف الشديد – فكانت النتيجة سيئة جدا .

لكن هل المرأة خصم الرجل ؟ و هل المرأة كالأفعى تضل الرجل ؟ و هل المرأة
لها تركيبة خاصة و معقدة ؟ و هل الواجب سجن المرأة و عدم خروجها للحياة ؟!علمنا
القرآن الكريم منهج الرجوع إلى الأصل ، حيث الأصل الأول هو القرآن الكريم ،
و خير شارح لهذا الأصل هو الأصل الثاني ، و هي سنة رسول الله صلوات الله
عليه و سلامه

قال تعالى : { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و رسوله } [ النساء : 59 ]
.
فالمرأة شاركت الرجل في غالبية الأحداث : في الأسرة ، و في الهجرة ، و في
البيعة ، و في الحروب ، و في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و في
الحياة السياسية ، و في الحياة الاجتماعية ، و في رواية الأحاديث الشريفة ،
و في العمل المهني ، و في الاحتفالات العامة ، و في الأمور التعبدية ، و
في أمور العلم ...

و هناك نماذج رائعة في القرآن الكريم و السنة الطاهرة تجسد شخصية المرأة
المسلمة ، مثالها : زوجة فرعون ، ومريم العذراء ، و ابنة شعيب ، و أم موسى ،
و خولة بنت ثعلبة , وزوجة إبراهيم ، و غيرهم الكثير الكثير .

- و لعل الخوض في مثل هذا الموضوع يشبه الدخول في بحر متلاطم
الأمواج , لا يسعنا أمثال هذه القضايا إلا الاعتراف بتقصيرنا و عجزنا ، مما
يعزز فينا التشفع بقوله تعالى : { لا يكلف الله نفسا إلا و سعها لها ما
كسبت و عليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا و لا تحمل
علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا و لا تحملنا ما لا طاقة لنا
به واعف عنا و اغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
} [
البقرة : 286 ] .
مع الرجاء من كل قارئ أن لا ينسانا من الدعاء في ظهر الغيب


الإسلام هو المنبع و العبرة و المصدر ، لا بالواقع الذي يعيشه المسلمون ، لكن بالمبادئ السامية التي جاء بها الكتاب و السنة .

 
شيماءs

شيماءs

عضو نشيط
رقم العضوية :
15069
البلد/ المدينة :
bechar
العَمَــــــــــلْ :
طالبة
المُسَــاهَمَـاتْ :
552
نقاط التميز :
860
التَـــسْجِيلْ :
14/04/2011
بارك الله فيك اخي سليم و إنشاء الله تكون كل مراءة مسلمة على هذا النحو :تحية:
اللهم هدنا يارب
 
الأميرة زين

الأميرة زين

عضو نشيط
رقم العضوية :
14651
البلد/ المدينة :
الجزائر
المُسَــاهَمَـاتْ :
983
نقاط التميز :
728
التَـــسْجِيلْ :
09/04/2011
شخصية المرأة المسلمة في ضوء القرآن و السنة ***** 601903 شخصية المرأة المسلمة في ضوء القرآن و السنة ***** 601903
فالكثير يعتبر المرأة هي سبب نزولنا من الجنة، وهذا خطأ كما أنه ينظر إليها على أنها ناقصة عقل و دين
والأمر الذي يؤلمنا أن النظرة السيئة للمرأة لاتزال لليوم، فالكثير يبخس حقها في التعلم و ابداء رأيها حتى فيما يخص حياتها
 
شيماءs

شيماءs

عضو نشيط
رقم العضوية :
15069
البلد/ المدينة :
bechar
العَمَــــــــــلْ :
طالبة
المُسَــاهَمَـاتْ :
552
نقاط التميز :
860
التَـــسْجِيلْ :
14/04/2011
اوافقك الراي الأميرة زين :يعطيك العافية:
 
salim

salim

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
531
المُسَــاهَمَـاتْ :
2244
نقاط التميز :
2838
التَـــسْجِيلْ :
07/04/2010
شخصية المرأة المسلمة في ضوء القرآن و السنة ***** 315340
اشكركما لمروركما الطيب والنبيل
وجزاكما الله خيرا وبركة..
لو لم تكن المرأة لما كان الرجل الذي هو سندها الذي
تستمد قوتها منه تحيا به ويعيش من اجلها...


المرأة في الإسلام و في ضوء
الكتاب و السنة مساوية للرجل تماما

قال تعالى : { يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة }
{ يا أيها الناس } : تعني الرجال و النساء.
فالمشاعر التي يشعر بها الرجل تشعر بها المرأة ، و القيم التي يسمو إليها
الرجل تسمو إليها المرأة ، و البطولة التي يحققها الرجل تحققها المرأة ,
فالرجل و المرأة من نفس واحدة .
فكما أن الرجل يستقيم كذالك المرأة تستقيم ، و كما أن الرجل ينحرف كذالك
المرأة تنحرف ، يؤمن و تؤمن ، يكفر و تكفر ، يطيع و تطيع ، يعصي و تعصي ،
يسمو و تسمو ، يرقى و ترقى .
قال تعالى : { و نفس و ما سواها (7) فألهمها فجورها و تقواها } [ الشمس :
7- 8 ]
و النفس تعني : ذكرا كان أو أنثى .


و من مظاهر المساواة : المساواة بالقصاص ، قال
تعالى : { و لكم في القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تتقون } [ البقرة :
179 ]
ففقهاء الشريعة الإسلامية يقرون أن الرجل يقتل بقتل المرأة فكرامتها من
كرامته ، و كرامته من كرامتها .
بل أن الإسلام العظيم جعل الذين يرمون المحصنات الغافلات ثم لم يأتوا
بأربعة شهداء جعل قصاصهم أن يجلدوا ثمانين جلدة ، فالحدود لا تسقط بالتوبة .
فالمرأة مساوية للرجل في أنها مكلفة بأركان الإيمان ، و مكلفة بكل تكاليف
الشريعة التي كلف الله بها الرجل .

قال عز و جل في كتابه الكريم { إن المسلمين و المسلمات و المؤمنين و
المؤمنات و القانتين و القانتات و الصادقين و الصادقات و الصابرين و
الصابرات و الخاشعين و الخاشعات و المتصدقين و المتصدقات و الصائمين و
الصائمات و الحافظين فروجهم و الحافظات و الذاكرين الله كثيرا و الذاكرات
أعد الله لهم مغفرة و أجرا عظيما } [ الأحزاب : 35 ]

و قال عز و جل في كتابه الكريم : { من عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤمن
فلنحيينه حياة طيبة و لنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون } [ النحل : 97
]

و قال عز و جل في كتابه الكريم : { فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل
منكم من ذكرا أو أنثى بعضكم من بعض } [ آل عمران : 195 ]

و قد قال عليه الصلاة و السلام فيما رواه الترمذي : " ما نحل والد ولده من
نحلة أفضل من أدب حسن "
و الولد : ذكرا كان أو أنثى .


و المرأة مساوية للرجل تماما في العلم الواجب العيني ،
و في العلم الواجب الكفائي ، فإذا كانت مكلفة بأركان الإيمان ، و أركان
الإسلام ، و بأحكام الشريعة ، فهذا لا يكون إلا بالعلم ، قال تعالى : " و
قل رب زدني علما "

طلب العلم فريضة على كل مسلم ، أي على كل شخص مسلم ذكرا كان أو أنثى .

قال عروة بن الزبير يصف خالته السيدة عائشة رضي الله عنها قال : " ما رأيت
أحدا أعلم بفقه و لا بطب و لا بشعر من عائشة رضي الله عنها "
و كثيرة جدا الأحاديث التي روتها أمهات المؤمنين ، و كثيرة جدا تلك الأقوال
المنسوبة إليهن في التفسير ، و فقه الحديث


و المرأة مساوية للرجل في و جوب تمسكها بالأخلاق الباطنة من طهارة القلب ، و
سلامة القصد ، و الأخلاق الظاهرة من ضبط اللسان و ضبط الجوارح و الأعضاء .
قال تعالى : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة
ربه أحدا }
حتى أن الإسلام ساوى بين الرجل و المرأة في الدعوة إلى الله ، ينبغي أن
تنقل ما تعلمته إلى أخواتها ، و عليها أن تنشر هذا الدين لقول الله تعالى :
{ و العصر (1) إن الإنسان لفي خسر (2) إلا الذين ءامنوا و عملوا الصالحات و
تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر }

السيدة خديجة حينما جاء النبي الوحي ، جاء إليها و قال لها : خشيت على نفسي
، فماذا قالت ؟
قالت : كلا و الله لا يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم ، و تقري الضيف ، و
تحمل الكل ، و تعين على نوائب الدهر .
لقد كانت رضي الله عنها مع النبي في دعواته .

وأول امرأة شهيدة قتلت في الإسلام : سمية
وزوجها ياسر ، قتلا دفاعا عن عقيدتهما ، و عن تمسكهما بهذا الدين القويم ،
فالمرأة أيضا تدعوا إلى الله و تنشر هذا الدين .

و الإسلام العظيم يركز على مسألة أن يكون الدعاء للمجموع ، و في هذا من
التكافل و تحمل المسؤولية الجماعية ملا نجده عند الآخرين ، لذلك لا يقول
المؤمن في صلاته : ( إياك أعبد و إياك أستعين ) ، إنما يقول بلسان حال
الجماعة كلها : { إياك نعبد و إياك نستعين } [ الفاتحة : 5 ]

و هكذا يكون الدعاء في كل الأوقات ، لا يدعوا المؤمن لنفسه ، إنما يدعوا
لكل المؤمنين – سواء كانوا رجلا و نساء – قال تعالى على لسان نبيه نوح عليه
السلام : { رب اغفر لي ولوالدى و لمن دخل بيتي مؤمنا و للمؤمنين و
المؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا } [ نوح : 28]

إذا : المرأة حسب المفهوم القرآني هي التي تختار طريق الإيمان لتنال رضا
الله و الفوز بالجنة ، و هي التي تختار طريق الكفر لتنال سخط الله و عقابه ،
و قد أكد القرآن الكريم على هذه الحقيقة الناصعة ، من خلال ضرب الأمثلة ، و
من ذلك قصة أبي لهب وزوجه أم جميل :
فأبو لهب – الرجل – هلكت يداه و خسرت بسبب ما فعل من أذى وازدرائه و بغضه
والاستهزاء به ، ثم توعده الله بأنه سيذيقه حر نار جهنم .
و مثله زوجه أم جميل ( أروى بنت حرب ، أخت أبي سفيان ) أيضا ستصلى نارا ذات
لهب ، لما كانت تحمل من أشواك لتطرحها أمام رسول الله صلى الله عليه و سلم
، و كانت تطيل لسانها عليه بالشتم و الإفساد

قال تعالى : { تبت يدا أبي لهب و تب (1) ما أغنى عنه ماله و ما كسب (2)
سيصلى نارا ذات لهب (3) و امرأته حمالة الحطب (4) في جيدها حبل من مسد } [
المسد 1-5 ]


مشاركة المرأة الرجل في الأمور العامة :

ركز القرآن الكريم على مسألة استقلالية المرأة إلى جوار استقلالية الرجل في
كثير من الأمور العامية ، مثال ذلك في مسألة الهجرة و المبايعة و الأمر
بالمعروف و النهي عن المنكر ، و .....

ففي مسألة مبايعة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، يروي ابن سعد عن عبد
الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة قال : قالت أم عمارة : كانت الرجال تصفق
على يد رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة بيعة العقبة و العباس بن عبد
المطلب آخذ بيد رسول الله ، فلما بقيت أنا و أم منيع نادى زوجى عرفة بنعمرو
: يارسول الله ، هاتان امرأتان حضرتا معنا تبايعانك .
فقال رسول الله : " قد بايعتهما على ما بايعتكم عليه ، إني لا أصافح النساء
" قالت : فرجعنا إلى رحالنا فلقينا رجلين من قومنا ، سليط بن عمرو و أبا
داود المازني يريدان أن يحضرا البيعة ، فوجدا القوم قد بايعوا ، فلما كان
بعد بايعا أسعد بن زرارة و كان رأس النقباء في السبعين ليلة العقية .

و هكذا في مسألة تحمل المسلمين الشدائد و المحن ، فهي تشارك الرجل في ذلك و
في هذا دليل على استقلال شخصيتها :
ف
في سورة النساء حديث مستفيض عن قواعد القتال في الإسلام ، كالحذر من
الأعداء ، و التأهب لذلك ، و النهوض للقتال جماعات جماعات .



- ثم يركز القرآن الكريم على مسألة تحمل النساء مع الرجال الأذى ,
سواء كان ذلك باللسان أو الفعل ، و فيه دلالة واضحة على استقلال شخصية
المرأة تماما ،
قال عز و جل في كتابه الكريم : { و الذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير
ماكتسبوا فقد احتملوا بهتانا و إثما مبينا } [ الأحزاب : 58 ]
لذلك فشتم المؤمن أو المؤمنة ، وضربه أو ضربها ، و قتله أو قتلها ، وطعن
شرفه و عرضه وطعنها ، و نسبة شيء له و هو برئ منه كذلك هي ، كل ذلك عند
الله يعتبر من الأمور المخالفة للشرع و يحاسب عليها الإنسان حسابا عسيرا
...

و يركز القرآن أيضا على أستقلالية المرأة من خلال الأمر بالمعروف و النهي
عن المنكر ، فمسألة الأمر و النهي لا تنحصر على بالرجال فقط ، إنما هي من
وظيفة الرجال و النساء قال عز و جل في كتابه الكريم : { و المؤمنون و
المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و يقيمون
الصلاة ويؤتون الزكاة و يطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله
عزيز حكيم } [ التوبة :71 ]
و قد تتطلب مسألة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ترك الأوطان و الهجرة
إلى مكان أخرى خوفا من الله وحده ، و يستحب ذلك على الرجال و النساء
و تحدثت كتب السيرة و التراجم عن النساء التي هاجرن إلى المدينة رسول الله
صلى الله عليه و سلم , و ما جرى معهم من المحن و الشدائد ، لكن الله تعالى
أنزل قرآن يبشر المهاجرين – سواء كانوا رجالا أو نساء – بالأجر الكبير من
الله تعالى خاصة إذا حدث له مشكلة أو مرض أو موت !! قال تعالى : { إن الذين
توفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض
قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت
مصيرا (97) إلا المستضعفين من الرجال و النساء و الولدان لا يستطيعون حيلة و
لا يهتدون سبيلا (98) فأولئك عسى الله أن يعفوا عنهم و كان الله عفوا
غفورا (99) و من يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا و سعة و من
يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله
و كان الله غفورا رحيما } [ النساء : آية 97-100 ] .


- مشاركة المرأة الرجل فيما يتعلق بشؤون
الأسرة :

امتن الله على عباده بمسألة الزواج بمنن ثلاث ، و جمع ذلك كله في آية واحدة
، و هي قول الله تعالى : { و من ءايته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا
لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لأيات لقوم يتفكرون } [
الروم : 21 ]

فالمنة الأولى هي : الزوجة الرجل من جنسه { من
أنفسكم } و إلا لو كانت من طبيعة أخرى كالملائكة ، أو كانت من كوكب آخر
كالمريخ ، فكيف تتلائم معه ؟!


و المنة الثانية : أن الله سبحانه جعل المكان
الوحيد الذي يجعل الرجل يرتاح من عناء الحياة هو البيت الزوجي { لتسكنوا
إليها }

و الثالثة : أنه جعل بينه و بينها المودة و
الرحمة ، فهو يرحم ضعفها و يساعدها ، و هي توده و تعامله بلطف واحترام .


وفي هذا دليل واضح على مشاركة المرأة الرجل في قضايا بيت الزوجية .
ثم يفصل القرآن الكريم أكثر ، ليعطي الرجل زيادة في المسؤولية و تحمل
الأعباء ، فهو بالإضافة إلى عمله خارج البيت لتأمين المال و الرزق ، إضافة
إلى هذه فهو المسئول الإداري عن تسيير شؤون الأسرة ، قال عز و جل في كتابه
الكريم : { الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض و بما
أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله و اللاتي
تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا
عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا }
[ النساء : 34 ]
لكن هل تعني القوامة هنا الظلم والاستبداد بالرأي و (
الدكتاتورية ) من قبل الرجل ؟!

أبدا ، فالمسألة قد رسمت في القرآن الكريم ، بحيث هناك توازن بين حقوق
الزوجة وواجباتها ، قال تعالى :{ ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف و للرجال
عليهن درجة }
فللمرأة حقوق و عليها واجبات ، و للرجل حقوق و عليه واجبات ، لكن الله أعطى
الرجل درجة أكثر من درجة المرأة ، و هي من متطلبات رئاسة البيت و قيادته ,
و لكن لأسف يستغل البعض هذا المنهج ليعتبر الدرجة تساوي المسافة بين دمشق
وواشنطن !!
و للمرأة الحق في أرضاع ولدها من مطلقها قال تعالى : { و الوالدات يرضعن
أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة و على المولود له رزقهن و
كسوتهن بالمعروف لا تكلف نفس إلا و سعها لا تضار والدة بولدها و لا مولود
له بولده و على الوارث مثل ذلك } [ البقرة : 233 ]
و لها الحق في إبداء رأيها فيما يتعلق بفطام ولدها ، و بتالي لا يجوز للرجل
أن يستبد برأيه في أمثال هذه الأمور الأسرية قال عز و جل في كتابه الكريم :
{ فإن أرادا فصالا عن تراض منهما و تشاورا فلا جناح عليهما و إن أردتم
تسترضعوا أولادكم فلا جناح عليكم إذا سلمتم ما ءاتيتم بالمعروف واتقوا الله
واعلموا أن الله بما تعملون بصير }
[ البقرة : 233 ]

و لها الحق في أخذ النصيب الذي رسمه القرآن من الميراث، كما قال تعالى : {
للرجال نصيب مما ترك الوالدان و الأقربون و للنساء نصيب مما ترك الوالدان و
الأقربين مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا } [ النساء : 7]


 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى