تاج الإسلام
عضو نشيط
- البلد/ المدينة :
- بسكرة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 1034
- نقاط التميز :
- 1924
- التَـــسْجِيلْ :
- 28/03/2011
السؤال: قال لي أحد الصوفية مقولة غريبة ، جعلتني ثائرا جدا ، وأقسمت بالله العظيم أنها لم تحدث ، حيث إنه قص علي الآتي : أن السيدة فاطمة شكت للنبي هجر سيدنا علي فراشها ، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم وأمسك ببراد الماء ، فنطق البراد وقال : لقد اغتسلت مني فاطمة أربعين مرة ، فضرب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على ردف السيدة فاطمة وقال لها : البرود يا فاطمة . هل هذه القصة لها أي نصيب من الحق أم لا ؟ وبارك الله فيكم .
الجواب :
الحمد لله
لم نعثر على القصة الواردة في السؤال ، بل لم نجد لها أثرا من قريب ولا من بعيد ، وغالب الظن أنها – بالتفصيل الوارد في السؤال – مكذوبة موضوعة نسجها بعض القصاصين من خياله الفاسد ، ووهمه السقيم الذي يريد تصوير سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم بصورة بعض السوقة أو ساقطي المروءات من الآباء ، وهو عليه الصلاة والسلام أكرم البشر مروءة وأشدهم حياء ، وأرقاهم معاملة .
وإنما الذي صح في كتب السنة أنه ثمة تغاضبا واختلافا وقع بين علي بن أبي طالب وفاطمة رضي الله عنهما ، كما يقع بين كثير من الأزواج ، فأصلح النبي صلى الله عليه وسلم ما فسد بينهما بكلام يسير .
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ :
( جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَ فَاطِمَةَ فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي البَيْتِ ، فَقَالَ : أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ ؟ قَالَتْ : كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ فَغَاضَبَنِي ، فَخَرَجَ ، فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِإِنْسَانٍ : انْظُرْ أَيْنَ هُوَ ؟ فَجَاءَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! هُوَ فِي المَسْجِدِ رَاقِدٌ ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ ، وَأَصَابَهُ تُرَابٌ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُهُ عَنْهُ ، وَيَقُولُ : قُمْ أَبَا تُرَابٍ ، قُمْ أَبَا تُرَابٍ )
رواه البخاري (441) ، ومسلم (2409)
وقد راجعنا كتب الشروح ، وروايات هذا الحديث في كتب السنة المسندة ، بل وحتى في كتب الشيعة المليئة بالخرافات ، فلم نجد ما يشير إلى ما ورد في السؤال ، ممَّا رجَّح لدينا أن الكذب والاختلاق لا حدود له ، وأن المسلم إذا نقل ما لم يتثبت منه فقد جعل عقله عرضة لكل سخيف من القول ، رديء من النقل ، سقيم من العقل ، وسيحاسبه الله عز وجل على ذلك ، فهو القائل سبحانه : ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) الإسراء/36.
فلا يحل لمسلم حكاية القصة المكذوبة في السؤال ، ولا التفوه بمثلها ، وإذا كانت حرمة بيوت المسلمين محفوظة ، والعلاقة الخاصة بين الرجل وزوجته مصونة لكل مسلم ، فكيف بأطهر البيوت وأشرف الأزواج بيت علي وفاطمة رضي الله عنهما ؟!! لا شك أن حرمتها أشد وأعظم ، فلا يحل التجرؤ عليها بالحكايات المختلقة .
يقول ابن حجر الهيتمي رحمه الله :
" الاعتماد في رواية الأحاديث على مجرد رؤيتها في كتاب ليس مؤلفه من أهل الحديث ، أو في خطب ليس مؤلفها كذلك ، فلا يحل ذلك ، ومن فعله عُزِّر عليه التعزيز الشديد ، وهذا حال أكثر الخطباء ، فإنهم بمجرد رؤيتهم خطبة فيها أحاديث حفظوها وخطبوا بها من غير أن يعرفوا أن لتلك الأحاديث أصلاً أم لا ، فيجب على حكام كل بلد أن يزجروا خطباءها عن ذلك " انتهى من " الفتاوى الحديثية " (ص/32)
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
الجواب :
الحمد لله
لم نعثر على القصة الواردة في السؤال ، بل لم نجد لها أثرا من قريب ولا من بعيد ، وغالب الظن أنها – بالتفصيل الوارد في السؤال – مكذوبة موضوعة نسجها بعض القصاصين من خياله الفاسد ، ووهمه السقيم الذي يريد تصوير سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم بصورة بعض السوقة أو ساقطي المروءات من الآباء ، وهو عليه الصلاة والسلام أكرم البشر مروءة وأشدهم حياء ، وأرقاهم معاملة .
وإنما الذي صح في كتب السنة أنه ثمة تغاضبا واختلافا وقع بين علي بن أبي طالب وفاطمة رضي الله عنهما ، كما يقع بين كثير من الأزواج ، فأصلح النبي صلى الله عليه وسلم ما فسد بينهما بكلام يسير .
عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ :
( جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَ فَاطِمَةَ فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي البَيْتِ ، فَقَالَ : أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ ؟ قَالَتْ : كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ فَغَاضَبَنِي ، فَخَرَجَ ، فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِإِنْسَانٍ : انْظُرْ أَيْنَ هُوَ ؟ فَجَاءَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! هُوَ فِي المَسْجِدِ رَاقِدٌ ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ ، وَأَصَابَهُ تُرَابٌ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُهُ عَنْهُ ، وَيَقُولُ : قُمْ أَبَا تُرَابٍ ، قُمْ أَبَا تُرَابٍ )
رواه البخاري (441) ، ومسلم (2409)
وقد راجعنا كتب الشروح ، وروايات هذا الحديث في كتب السنة المسندة ، بل وحتى في كتب الشيعة المليئة بالخرافات ، فلم نجد ما يشير إلى ما ورد في السؤال ، ممَّا رجَّح لدينا أن الكذب والاختلاق لا حدود له ، وأن المسلم إذا نقل ما لم يتثبت منه فقد جعل عقله عرضة لكل سخيف من القول ، رديء من النقل ، سقيم من العقل ، وسيحاسبه الله عز وجل على ذلك ، فهو القائل سبحانه : ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) الإسراء/36.
فلا يحل لمسلم حكاية القصة المكذوبة في السؤال ، ولا التفوه بمثلها ، وإذا كانت حرمة بيوت المسلمين محفوظة ، والعلاقة الخاصة بين الرجل وزوجته مصونة لكل مسلم ، فكيف بأطهر البيوت وأشرف الأزواج بيت علي وفاطمة رضي الله عنهما ؟!! لا شك أن حرمتها أشد وأعظم ، فلا يحل التجرؤ عليها بالحكايات المختلقة .
يقول ابن حجر الهيتمي رحمه الله :
" الاعتماد في رواية الأحاديث على مجرد رؤيتها في كتاب ليس مؤلفه من أهل الحديث ، أو في خطب ليس مؤلفها كذلك ، فلا يحل ذلك ، ومن فعله عُزِّر عليه التعزيز الشديد ، وهذا حال أكثر الخطباء ، فإنهم بمجرد رؤيتهم خطبة فيها أحاديث حفظوها وخطبوا بها من غير أن يعرفوا أن لتلك الأحاديث أصلاً أم لا ، فيجب على حكام كل بلد أن يزجروا خطباءها عن ذلك " انتهى من " الفتاوى الحديثية " (ص/32)
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب