فن الاعتدار في الاسلام

الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد موضوعى يا كرام

عن فن الاعتذار فى الاسلام الاعتذار فى الاسلام له فن عظيم اول من وضع قواعده هو

الله واول من سن قوانينه هو محمد صلى الله عليه وسلم واضاف اليه الصحابه نوعا من

الاحترام والادب والاتلزام ومزيدا من الوضاحه والنجاح العملى تعالى لنتعرف ما معنى

كلمه الاعتذار الاعتذار فى اللغه معناه الاسف والندم على فعل شئ معين والاعتذار امر

طلبه العقل والفكر حينما يكون هناك الضرورة اليه وهو امر تحبه النفوس السليمه

والعقول القويمه التى تحب وتفضل السكينه والهدوء تعالو يا كرام ناخذ جولتنا فى الدين

الاسلامى وكيف وضع اسس الاعتذار وفن الاعتذار ربنا سبحانه وتعالى بدء هذة

القواعد ونضرب لذلك مثالين المثال الاول فى سورة النساء يقول سبحانه بسم الله

الرحمن الرحيم (وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطئا ومن يقتل مؤمنا خطئا فتحرير

رقبه مؤمنه وديه مسلمه الى اهله الا ان يصدقو فان كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن

فتحرير رقبه مؤمنه وان كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فديه مسلمه الى اهله وتحرير

رقبه مؤمنه فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبه من الله وكان الله عليما حكيما)

ايه 92.

وهنا نجد يا كرام ان الله سبحانه وتعالى قد ارسى قواعد الاعتذار فحينا يقتل المرمن

غيرة قتلا خطئا فان الله يتقبل توبته طالما انه حرر رقبه مؤمنه واسلم ديه الى اهل

الميت والقتيل وهذة الديه فى حد ذاتها تمثل اعتذارا من القاتل لاهل القتيل انه قتل

ابنهم او اخوهم قتلا خطئا والديه هى مبلغ مقدر من المال يعطيه القاتل لغيره قتلا

خطئا وبهذا يكون الله قد علمنا نحن المسلمين بقران نزله من فوق سبع سماوات كيف

نعتذر واوضح لنا كيف يكون الاعتذار خذ مثالا اخر ودعنى اسئلك سؤالا اذا كنت تصلى

صلاة رباعيه كالظهر او العصر ثم نسيت ان تجلس لتتشهد الاول فماذا تفعل حينما

تتذكر ذلك فى الصلاة تقوم بسجود سجدتين للسهو وهذا هو الماثور والسنه عن

النبى صلى الله عليه وسلم هذة السجدتين للسهو هيا اعتذار من العبد لربه سبحانه

وتعالى عن انهقد فرط فى حق الله ونسى ولم ياتى بالتشهد الاول وهكذا يعلمنا الله

سبحانه الاعتذار ويربيه فى نفوسنا ولكن دون ان ندرى وان نعرف ثم انتقل الى النبى

صلى الله عليه وسلم وساتحدث عنه فى موقف واحد اذا قرء احدنا بدايه سورة عبس

نجد ان السورة نفسها نزلت ى النبى وفى حادثه واذا راجعنا التفاسير نجد انه مما ورد

فى سبب نزول هذة السورة ان الرسول صلى الله لعيه وسلم كان يجلس بين زعماء

قريش وكبارئها وهو يدهوم الى الاسلام ويحاول جاهدا ان ينزع منهم كلمه التوحيد

ثمدخل عليه فى هذة الاثناء الصحابى الجليل عبد الله بن ام مكتوم حيث قد دخل فى

الاسلام وكان رجلا اعمى واخذ يسئل النبى صلى الله عليه وسلم عدة اسئله والنبى

مشغول مع اهل قريش وكبارائها يدعوهم الى الدين حتى ان النبى تعب من اسئله

عبد الله بن ام مكتومحتى اعرض الرسول بوجهه عن عبد الله بن ام مكتوم يعنى عبس

بوجهه وهذا العبوس كلمه او فعل لايطلق ولا يعرفه الا الذى يرى ويبصر اما ابن ام مكتوم

فلم يكن يرى ويبصر فلم يرى ما فعل النبى حيث عرض النبى بوجهه عنه يعنى عبس

بوجهه فى الاتجاه الاخر وانظر الى ان الله يحافظ على شعور المؤمن ويعاتب نبيه كيف

انه يعرض عن رجل مسلم والله يراعى شعور هذا الاعمى حتى الاعمى يراعى ربنا

شعوره ويعاتب نبيه فى اعمى ثم انظر الىالنبى وفعله حينما ايقن انه قد فعل فعلا

خلاف الاولى وهنا لنتعلم شئ مهم ان الانبياء معصومون لا يخطئون ولا تقع منهم

المعصيه لا قبل البعثه ولا بعدها والنبى لم يخطئ فيعتذر عن اخطئ ولكنه بحلمه

وفضله احس انه فعل فعلا عاتبه الله فيه وانه فعل فعلا خلاف الاولى والاحسن فانظر الى

النبى كان بعد هذة الواقعه حينما كان يرى عبد الله بن ام مكتوم يبسط له ردائه ويقول

له مرحبا بمن عاتبنى فيه ربى هل لك من حاجه وكان اذا سافر الى الحرب ونحوه جعل

امير المدينه هوعبد الله ان ام مكتوم وهو نوع من الاعتذار يفعله النبى صلى الله عليه

وسلم وانظر كيف النبى صلى الله عليه وسلم يعلمنا معنى الاعتذار والاسف حينما

نخطئ او نفعل فعلا غير مرشى صدقونى يا اخوانى لو اننا طبقنا منهج الاسلام فى

الاعتذار ما كانت هناك مشاكل وقضايا بين المسلمين واخوانهم نسال الله التوفيق

وللحديث بقيه وارجو ان يحوذ الموضوع وقبقيته على اعجابكم ونسئل الله التوفيق

بارك الله فيك وجزاك خيرا على تعريفنا بمعنى الاعتذار والحادثة التي كان رسولنا فيها يعتذر من ابن ام مكتوم الذي عاتبه الله فيه جعله الله في ميزان حسناتك