منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


3 مشترك
avatar

نوفل عثمان

عضو جديد
البلد/ المدينة :
بسكرة
المُسَــاهَمَـاتْ :
21
نقاط التميز :
70
التَـــسْجِيلْ :
17/01/2011

اقـــــرأ

الأمر
الرباني الذي استهل به الخالق الرسالة الخاتمة على سيد الخلق أجمعين- صلى الله عليه وسلم - كان:{اقرأ باسم ربك الذي خلق, خلق الإنسان من علق......}


دعوة
صريحة واضحة وأمر سماوي للعملية التربوية التعليمية – القراءة والكتابة – وطلب
للمعرفة والعلم, لذلك أسلافنا الأوائل أدركوا هذه الحقيقة تمام الإدراك فلبوا
الدعوة بإيمان راسخ وإرادة صلبة وعزم قوي, وراحوا ينهلون من شتى مناهل المعارف
والعلوم بشغف وفهم ووعي, فترجموا أمهات الكتب اليونانية وغيرها مما هو متوفر آنذاك
عند الأمم الأخرى وأعادوا صياغتها وفقا لما يناسب التعاليم والقواعد الإسلامية
السمحة. انطلق المسلمون عاملين بجد
واجتهاد منقطع النظير في حقول المعرفة كخلايا نحل لا تعرف الكلل ولا الملل في جميع
مجالات العلوم التي أعدوا لها التربة الخصبة والبذور الصالحة, ووفروا كل الإمكانات
المادية والمعنوية وبذلوا النفس والنفس في سبيلها, واقبلوا بكل طاقاتهم باحثين
ومترجمين ومنقحين ومنظمين محققين ثم منظرين ومؤلفين ومطبقين في ألوان وضروب
المعارف والعلوم فلم يتركوا بابا إلا طرقوه, انتشرت المدارس والجامعات ودور الكتب
في كل مكان وأصبح التباهي والتفاخر باقتناء الكتب والمؤلفات الشغل الشاغل للكثيرين
وصار التنافس حادا بين الولاة خاصة والأثرياء وعامة القراء في جمع كنوز المعرفة من
كل حدب وصوب, مهما كانت المشقات والتكاليف الباهضة.


بهذه
الروح الوثابة والهمة العالية والإيمان الراسخ تدفقت ينابيع المعرفة والعلوم
الإسلامية وانتشرت انتشارا واسعا في مشارق الأرض ومغاربها. كانوا روادا ومصابيح
اقتدت الأمم الأخرى بنورهم وهديهم.


وغرفت
ونهلت من مناهل معارفهم وعلومهم وخاصة أوروبا التي كانت تتخبط في دياجير الجهل
والتخلف الفكري الذي فرضته الكنيسة على إتباعها بتعاليمها وطقوسها البليدة المعطلة
لكل تفكير وتغيير وإبداع.


نعم
وعي المسلمون الأوائل حقيقة الأمر الرباني في طلب العلم والمعرفة فسعوا السعي
الحثيث, وتسابقوا لتحقيق هذه الرسالة النبيلة وعيا منهم بحقيقة العملية التربوية
التعليمية ليكونوا على بينة من دينهم ودنياهم. درسوا وتدارسوا القرآن الكريم الذي
دعا وأشاد في كثير من الآيات الكريمة بالعلم والعلماء.فسارعوا بإخلاص وصدق
واقتنعوا بأن {طلب العلم فريضة على كل مسلم } طبقا للحديث الشريف فهو عبادة وجهاد
ومرضاة للخالق وفي هذه الصدد نشير إشارة خاطفة لبعض الآي الكريم :{ ن وَالْقَلَمِ
وَمَا يَسْطُرُونَ
(1)...} سورة القلم, { إِنَّمَا
يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ(28)..
} سورة فاطر, { قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ
لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ
الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ(32).. } سورة البقرة, { قال الذي عنده
علم من الكتاب أنا أتيك به قيل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال
هذا من فضل ربي(40)...} سورة النمل,
{ الرَّحْمَنُ(1) عَلَّمَ
الْقُرْآن(2) خَلَقَ الإِنسَانَ(3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ(4).....} سورة الرحمان, {
قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ(9)...}
سورة الزمر. { ما فرطنا في الكتاب من شيء(38)...} سورة الأنعام, { ونزلنا عليك
الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين(89)..} سورة النحل, { أفلم
يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها(46)...} سورة الحج, { فلو لا نفر من كل
فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم
يحذرون(128)..} سورة التوبة, { قال لهم موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت
رشدا(66)...} سورة الكهف, { وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل
الذكر إن كنتم لا تعلمون(43)..} سورة النحل, {هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا
وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات
لقوم يعلمون(5)...} سورة يونس.


نعم
وعي المسلمون ذلك واستوعبوه فانكبوا على الدرس والبحث في كل العلوم الدينية
والفقهية والآداب وجميع فروعها واختصاصاتها كما خاضوا الميادين الأخرى من فلسفة
ورياضيات وطب وصيدلة وعلوم عسكرية بحرية وبرية وهندسة معمارية وفنون الموسيقى
والزراعة والفلاحة حتى فن الحدائق والزهور وغيرها.


برز
منهم أساطين العلم أمثال, الطبيب الرئيس ابن سينا والرازي والخوارزمي في الرياضيات
وابن رشد وابن طفيل في الفلسفة وابن خلدون في علم الاجتماع وزرياب في الموسيقى
والبتاني في الفلك وابن البيطار في علم النبات.


وكثير
كثير من فطاحل وعمالقة الفكر والأدب وعلوم الدين الذين وضعوا بصماتهم بجدارة
واستحقاق في ميادين العلم والمعرفة.


وهم
الذين كانوا بالأمس القريب قبائل متناحرة لأتفه الأسباب والمسببات أبناء بادية ليس
لهم من المعرفة والعلم إلا النزر اليسير.


لكن
الآن بعد أن دخلوا الإسلام أفواجا أفواجا وفي زمن قياسي ها هم اليوم يؤلفون
وينشرون عشرات الآلاف من الكتب والمصنفات والموسوعات في اختصاصات وفروع كثيرة من
المعارف والعلوم ونتيجة لهذه العمل الدؤوب نمت وترعرعت ثم تطورت وأزهرت الحضارة
الإسلامية فأتت أكلها وبلغت أوجها وعمت الأرض قاطبة.


ما
السر في هذا التحول السريع من أبناء بادية إلى قادة ونماذج في المعارف تقتدي الأمم
بأفكارهم وتغرف من معارفهم وتسير على نهجهم؟!.وبذلك كانوا بحق وحقيقة أمة اقرأ.

 
melissa

melissa

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
12924
البلد/ المدينة :
jijel
العَمَــــــــــلْ :
طالبة جامعية
المُسَــاهَمَـاتْ :
6768
نقاط التميز :
6286
التَـــسْجِيلْ :
27/02/2011
بارك الله فيك وجزاك كل خير على الموضوع القيم جدا
 
أحمد أسامة

أحمد أسامة

عضو نشيط
رقم العضوية :
5881
البلد/ المدينة :
أرض الله الواسعة
العَمَــــــــــلْ :
طالب 2 ثانوي
المُسَــاهَمَـاتْ :
1170
نقاط التميز :
1089
التَـــسْجِيلْ :
19/11/2010
العلم في الصغر كالنقش على الحجر بوركة اخي الفاضل
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى