منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


avatar

souad25

عضو مساهم
رقم العضوية :
2737
البلد/ المدينة :
قسنطينة
العَمَــــــــــلْ :
استادة تعليم عالي
المُسَــاهَمَـاتْ :
209
نقاط التميز :
446
التَـــسْجِيلْ :
08/10/2010

الحمد لله الكريم الوهاب
والصلاة والسلام على خير خلقه
كل من على هذه البسيطة، الإنس والجن،
والمسلم والكافر، والبر والفاجر والذكر والأنثى، كلهم يسعى لغاية واحدة
وهدف مشترك ألا وهو (السعادة والراحة والطمأنينة ) في هذه الدنيا، ولو تأمل
هذا المخلوق الضعيف في حاله وضعفه وعجزه وأنه مخلوق مربوب وأن الرب الخالق
المعبود هو الذي بيده سعادته بيده نجاته، لم يلتفت إلى غيره ليدله على
طريق السعادة بل لا طريق لسعادته ونجاحه وفلاحه في أمور الدنيا والآخرة إلا
من طريق ربه وخالقه الرحيم الرؤف بعباده، الذي خلقه وهو أعلم بما يصلحه
ويفسده، وبما يسعده ويشقيه.

وقد أوجز الله لنا العبارة، وقصر لنا
المقالة لأن كلامه معجز مبين فقال سبحانه في محكم التنزيل: ]من عمل صالحاً
من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياةً طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما
كانوا يعملون [ [النحل،97].


إن الجواب الشافي والعلاج الكافي لكل
إنسان حائر مسلم أو كافر، صالح أو عاثر، نجده في هذه الآية ولعلنا نعيش في
رحابها فنأخذ منها العبر والفوائد والشوارد الفرائد:

الفائدة
الأولى: تميز الإنسان في بداية نشأته بأنه خلق من شيئين رئيسيين: الأول:
أنه خلق من تراب، الثاني: أن الله نفخ فيه من روحه، فالجزء المادي الذي خلق
منه هو التراب فالإنسان مفطور على حب المادة من مال وأكل وشرب وجنس وغيرها
من الشهوات الحسية، وجاء الإسلام وأشبع هذا الجانب فأباح له من ابتغاء
المال بالحلال ما لا يخطر على بال وحرم عليه ما كان فيه مضرة عليه أو على
مجتمعه فحرم السرقة والربا والرشوة ونحوها، وأباح له من أصناف المطاعم
والمشارب ما لا يخطر على بال وحرم اليسير مما فيه ضرر عليه وعلى مجتمعه،
وأباح له الزواج وملك اليمين وحرم عليه اشباع هذه الغريزة بالطريقة الخاطئة
التي تعود عليه وعلى مجتمعه بالضرر فالحمد لله الذي حرم اليسير وأباح
الكثير لقد جاء الإسلام بهذه الشريعة العظيمة فلم يغفل هذا الجانب بل اعتنى
به أيما عناية بل عد النبي الكريم صلى الله عليه و سلم من لم يترخص ويشبع
جسده المادي بمثل هذه الأمور مخالفاً لسنته وهديه فقال (فمن رغب عن سنتي
فليس مني)

وأما الجزء الثاني الذي يتكون منه الإنسان الجانب
الروحي، وهو الذي أهملته الشرائع الأرضية بل قد لا يتنبه له بعض المسلمين
فيضل فلا يعرف للسعادة ولا للحياة الطيبة طريقاً، لما خلق آدم من نفخة من
روح الله، كان محتاجاً ليشبع هذه الروح ولكن بماذا تشبع ؟ الذي يعلم هو
خالقها وبارئها سبحانه، لا تشعر بالاستقرار ولا بالأمان ولا بالسعادة و لا
بالراحة إلا إذا جمعت بين إشباع الروح والبدن، (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن
فلنحيينه حياة طيبة )[النحل، 97]، بعض
المسلمين تجده يفني حياته وحياة من يعول في توفير الأسباب المادية
ويجعلها أساس اهتمامه ونسي الجانب الروحي فلا ذكر ولا عبادة ولكن لهو وغفلة
عن ذكر الله بل وقوع في المعاصي والموبقات

لنراجع برنامج حياتنا كم للعمل الصالح
والإيمان من مساحة في أوقاتنا كم لذكر الله والطاعة وقراءة القرآن الذي هو
سر سعادتنا كم له نصيب من يومنا ؟بالجواب عن هذا السؤال يزول العجاب.

الفائدة
الثانية:إن الإيمان المطلوب هو الإيمان الصحيح الذي يريده الله وهو توحيد
الله وإفراده بكل أنواع العبادة فلا تلتفت لغيره فيتشتت ذهنك ولا تتوكل إلا
على الله ولا تخاف إلا من الله وعلق قلبك بالله ولا تخاف من مستقبل ولا من
عدو ولا من مصائب وأحسن الظن بربك، ولا ترجوا إلا ما عند الله كما قال جل
وعلا: ]أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه [[الزمر، 22]، وقال
سبحانه ] فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام، ومن يرد أن يضله يجعل
صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء [[الأنعام، 125].

من لم يتوكل على الله غلبته الهموم وأساء
بربه الظنون، من لم يخف من الله خاف من كل شيء، إن من أعظم النعم على العبد
أن يصلح قلبه وتوحيده ويكون ذلك بالعلم وهو من أعظم أسباب انشراح الصدر
لأن أهل العلم هم أعرف الناس بالله.

الفائدة الثالثة: إن الإيمان
الذي يورث الحياة الطيبة هو الإيمان الذي جاء في هذه الآية مقروناً بالعمل
الصالح بكل ما تعنيه هذه الكلمة فهي عامة للأعمال القلبية من محبة الله
وخوفه ورجاءه والتوكل عليه والرضا والتسليم لشرعه ودينه، فالنبي صلى الله
عليه و سلم يقول: ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله
ورسوله أحب إليه مما سواهما ) الحديث، وجاء أيضا في الحديث: ( ذاق طعم
الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه و سلم نبيا
ورسولا)، ويدخل فيه بقية أعمال الجوارح المتنوعة المعروفة فلا سعادة لمن
ادعى الإيمان بقلبه ولم يبرهن على ذلك بالعمل الصالح المخلص لوجه الله عز
وجل.

الفائدة الرابعة: صور من الحياة الطيبة:
تؤمن بالله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي
لا إله غيره ولا رب سواه الذي له الأسماء الحسنى والصفات العلى الملك
القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحانه وتعالى عما
يشركون
تؤدي أركان الإسلام من صلاة وصيام وزكاة وحج وتؤمن بأركان الإيمان كلها
لإيمان بالقضاء والقدر والصبر على المصيبة ورضاك عن ربك ومولاك لهو من أعظم ما يميز المؤمن السعيد عن الكافر التعيس
برك بوالديك من أعظم الأسباب الجالبة للسعادة كيف لا وهما ممن عظم الإسلام شأنهما وأعلى منزلتهما ولا يوجد هذا في أي دين من الأديان
أداء الحقوق لأصحابها أداء حق الزوجة والولد والعمال والأجراء ومن استدنت منهم مالاً أو غير ذلك
الإحسان إلى الخلق بالمال والمشورة والنصح وصلة الرحم وكف الأذى عنهم وحسن الخلق وحسن المعاملة
أعظم أسباب الراحة والسعادة والعيش في ظل
الحياة الطيبة سلامة الصدرة وخلوها من الغل والحقد والحسد على المسلمين بل
هي حياة المؤمنين في الجنة

لفائدة الخامسة:إن من رحمة الله بنا أنه
لم يكلفنا من أعمال الصالحة ما لا نطيق فقال عز وجل: لا يكلف الله نفساً
إلا وسعها )[البقرة، 286]، والرسول صلى الله عليه و سلم يقول: ( ما أمرتكم
بأمر فأتوا منه ما استطعتم ) بل من عظيم هذا الدين أنه نهانا عن أن نكلف
أنفسنا فوق طاقتها وهذا نبينا ينهى أصحابه عن ذلك ويقول (مه عليكم بما
تطيقون )، ويرشدهم للأصلح والذي هو أنفع لهم وهو العمل القليل الدائم خير
من الكثير المنقطع

الفائدة السادسة: من أسباب الحياة الطيبة: إشغال
النفس بما ينفع من علم أو حرفة أو مهنة أو تجارة بشرط أن تكون وسيلة ومعينة
لطاعة الله غير مشغلة له عن الدار الآخرة، بل إن ديننا حث على التكسب
والتجارة وعمل اليد فقد صح عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال ( أطيب الكسب
عمل الرجل بيده ) وفي رواية ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ خَيْرَ الْكَسْبِ كَسْبُ يَدَيْ عَامِلٍ إِذَا
نَصَحَ) .

 
fahima h

fahima h

عضو مساهم
البلد/ المدينة :
alger
العَمَــــــــــلْ :
طالبة في كلية الهندسة المعمارية
المُسَــاهَمَـاتْ :
51
نقاط التميز :
58
التَـــسْجِيلْ :
20/05/2011
سبحان الله و بحمده نستعين
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى