نور الاسلام14
عضو محترف
- رقم العضوية :
- 37719
- البلد/ المدينة :
- tiaret
- العَمَــــــــــلْ :
- موظفة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3364
- نقاط التميز :
- 4258
- التَـــسْجِيلْ :
- 07/03/2012
يعدُّ بكر بن حمّاد التّـاهرتي في أبرز الشُّعراء المغاربة الَّذين نظموا الشِّعر العربي في تلك البلاد حديثة العهد نسبيّاً بالإسلام واللُّغة العربيَّة.
وهو من الَّذين أسّسوا مدرسة شعريَّة زهديّة في المغرب تضاهي المدرسة المشـرقيّة في بغداد التي بلغت ذروتها على يد أبي العتاهية، ومحمود الورّاق وغيرهما.
ولم يُعرف لبكر ديوان شعر مخطوط، بل جاءت أشعاره متفرّقة في المصادر المختلفة، فحاول بعض المهتمّين بالأدب جمع ما تناثر من أشعار بكر في المصادر المخطوطة والمطبوعة؛ فقام الأستاذ محمد رمضان الشَّاوش بأُولى المحاولات الجادّة لجمع شعر بكر في ديوان؛ فجمع له مئة وأحد عشـر بيتاً في كتابه «الدُّرُّ الوقّاد من شعر بكر بن حمّاد»، وصنع للكتاب مقدّمة تاريخيّة قيّمة عن حال المغرب الإسلامي ومدينة تاهرت وحضارتها، ورتّب أشعار الديوان بحسب أغراضها الشِّعرية: باب الوصف، باب الهجاء، باب المدح، باب الزُّهد والمواعظ، باب الاعتذار، باب الرِّثاء. وقام بشـرح ما غمض من المفردات والمعاني، ثم ذَيَّل كتابه بفهارس للأعلام، والقبائل، والأماكن، والقوافي والمصادر والمراجع، ولم يثبت اختلاف الرواية بين المصادر المختلفة، وهي أمور مهمّة في جمع الشِّعر وتحقيقه.
ثم جاء أخونا المفضال الدكتور محمد المختار العُبيدي، الأستاذ بالجامعة التونسيّة، فضمّن ما جمعه من شعر بكر بن حمّاد في أطروحته لنيل دكتوراه الدولة التي تقدّم بها إلى الجامعة التونسية، وطبعها فيما بعد بعنوان «الحياة الأدبية بالقيروان في عهد الأغالبة»، واستطاع أن يضيف إلى عمل سابقه واحداً وثلاثين بيتاً ليصبح المجموع مئة واثنين وأربعين بيتاً.
وقام الدكتور العُبيدي بتخريج الأشعار، وإثبات اختلاف الرواية بين المصادر، ولكنّه أخلَّ بشـرح الغريب من المفردات، وهو بعمله قد أكمل النقص الذي وقع فيه سابقه.
وكان لا بدّ من عمل يجمع بين الجهدين السَّابقين ويستدرك ما فات الأستاذين الفاضلين من شعر بكر، فقمتُ بهذه المحاولة إيماناً مني بأهميّة شعر بكر ابن حمّاد باعتباره يمثِّل بواكير الشِّعر العربي في المغرب، ورغبةً مني في التَّعريف بالشُّعراء المغاربة، وتقريب أشعارهم إلى المهتمّين بالأدب المغربي عموماً، وإلى أهل المشـرق خصوصاً.
وقد استدركت على ما جمعه الدكتور العبيدي اثنين وعشـرين بيتاً:
ستّة أبيات مقصورة في الحنين إلى الأيام الماضية، في شـرح المقامات للشـريشي، وأربعة أبيات رائية في الزُّهد، في بهجة المجالس لابن عبد البرّ، وقصيدة دالية في الزُّهد في سبعة أبيات، أوردها الجراوي في الحماسة المغربيّة.
وأضاف ابن عبد البرّ في الاستيعاب أربعة أبيات في رثاء الإمام عليّ –كرّم الله وجهه- وهجاء عبد الرحمن بن ملجم على البيتين الميمييناللّذين ذكرهما الدكتور العبيدي، فيكون مجموع ما ضمّه الديوان مئة وأربعة وستّين بيتاً.
وقد قمت بترتيب أشعار بكر بن حمّاد على نسق الهجاء بالنَّظر إلى حرف الرّويّ، وترتيب البحور ضمن الرّويّ الواحد على ترتيب دوائر العروض المعروفة، فقدّمت الرويّ المقيّد، فالمفتوح، فالمضموم، فالمكسور.
وكان منهجي في إيراد الشِّعر: البدء بتخريج الأبيات معتمداً الترتيب التاريخي للمصادر الأقدم فالأحدث، ثم ضبط الأبيات، والإشارة إلى مناسبتها وموضوعها، والتَّنبيه على اختلاف الرواية بين المصادر، ثم شـرح الغريب من الألفاظ والإشارات التاريخية.
وكان لا بدّ من إنشاء مقدّمة تاريخية لحال المغرب في الحقبة التي عاش فيها صاحب الديوان، وصنع ترجمة مقتضبة له، وإعطاء لمحة عامّة عن موضوعات شعره وأهمّ خصائصه لنضعه في مكانه بين شعراء المغرب خاصة وشُعراء العربية عامّة.
وبعــد:
فقد حاولت في هذا العمل المتواضع أن أقدِّم واحداً من الشُّعراء المغاربة المغمورين الّذين طواهم النّسيان، وأتت على آثارهم حوادث الزمان؛ ليتعرّف إليه محبّو العربيّة، فإنْ وُفِّقت فبها ونِعْمَت، وإنْ قصّـرت فمن نفسي، وحسبي أنّي أخلصت النِّيَّة، وأرجو من القارئ الكريم أنْ يلتمس لي العذر.
د. علي إبراهيم كردي
وهو من الَّذين أسّسوا مدرسة شعريَّة زهديّة في المغرب تضاهي المدرسة المشـرقيّة في بغداد التي بلغت ذروتها على يد أبي العتاهية، ومحمود الورّاق وغيرهما.
ولم يُعرف لبكر ديوان شعر مخطوط، بل جاءت أشعاره متفرّقة في المصادر المختلفة، فحاول بعض المهتمّين بالأدب جمع ما تناثر من أشعار بكر في المصادر المخطوطة والمطبوعة؛ فقام الأستاذ محمد رمضان الشَّاوش بأُولى المحاولات الجادّة لجمع شعر بكر في ديوان؛ فجمع له مئة وأحد عشـر بيتاً في كتابه «الدُّرُّ الوقّاد من شعر بكر بن حمّاد»، وصنع للكتاب مقدّمة تاريخيّة قيّمة عن حال المغرب الإسلامي ومدينة تاهرت وحضارتها، ورتّب أشعار الديوان بحسب أغراضها الشِّعرية: باب الوصف، باب الهجاء، باب المدح، باب الزُّهد والمواعظ، باب الاعتذار، باب الرِّثاء. وقام بشـرح ما غمض من المفردات والمعاني، ثم ذَيَّل كتابه بفهارس للأعلام، والقبائل، والأماكن، والقوافي والمصادر والمراجع، ولم يثبت اختلاف الرواية بين المصادر المختلفة، وهي أمور مهمّة في جمع الشِّعر وتحقيقه.
ثم جاء أخونا المفضال الدكتور محمد المختار العُبيدي، الأستاذ بالجامعة التونسيّة، فضمّن ما جمعه من شعر بكر بن حمّاد في أطروحته لنيل دكتوراه الدولة التي تقدّم بها إلى الجامعة التونسية، وطبعها فيما بعد بعنوان «الحياة الأدبية بالقيروان في عهد الأغالبة»، واستطاع أن يضيف إلى عمل سابقه واحداً وثلاثين بيتاً ليصبح المجموع مئة واثنين وأربعين بيتاً.
وقام الدكتور العُبيدي بتخريج الأشعار، وإثبات اختلاف الرواية بين المصادر، ولكنّه أخلَّ بشـرح الغريب من المفردات، وهو بعمله قد أكمل النقص الذي وقع فيه سابقه.
وكان لا بدّ من عمل يجمع بين الجهدين السَّابقين ويستدرك ما فات الأستاذين الفاضلين من شعر بكر، فقمتُ بهذه المحاولة إيماناً مني بأهميّة شعر بكر ابن حمّاد باعتباره يمثِّل بواكير الشِّعر العربي في المغرب، ورغبةً مني في التَّعريف بالشُّعراء المغاربة، وتقريب أشعارهم إلى المهتمّين بالأدب المغربي عموماً، وإلى أهل المشـرق خصوصاً.
وقد استدركت على ما جمعه الدكتور العبيدي اثنين وعشـرين بيتاً:
ستّة أبيات مقصورة في الحنين إلى الأيام الماضية، في شـرح المقامات للشـريشي، وأربعة أبيات رائية في الزُّهد، في بهجة المجالس لابن عبد البرّ، وقصيدة دالية في الزُّهد في سبعة أبيات، أوردها الجراوي في الحماسة المغربيّة.
وأضاف ابن عبد البرّ في الاستيعاب أربعة أبيات في رثاء الإمام عليّ –كرّم الله وجهه- وهجاء عبد الرحمن بن ملجم على البيتين الميمييناللّذين ذكرهما الدكتور العبيدي، فيكون مجموع ما ضمّه الديوان مئة وأربعة وستّين بيتاً.
وقد قمت بترتيب أشعار بكر بن حمّاد على نسق الهجاء بالنَّظر إلى حرف الرّويّ، وترتيب البحور ضمن الرّويّ الواحد على ترتيب دوائر العروض المعروفة، فقدّمت الرويّ المقيّد، فالمفتوح، فالمضموم، فالمكسور.
وكان منهجي في إيراد الشِّعر: البدء بتخريج الأبيات معتمداً الترتيب التاريخي للمصادر الأقدم فالأحدث، ثم ضبط الأبيات، والإشارة إلى مناسبتها وموضوعها، والتَّنبيه على اختلاف الرواية بين المصادر، ثم شـرح الغريب من الألفاظ والإشارات التاريخية.
وكان لا بدّ من إنشاء مقدّمة تاريخية لحال المغرب في الحقبة التي عاش فيها صاحب الديوان، وصنع ترجمة مقتضبة له، وإعطاء لمحة عامّة عن موضوعات شعره وأهمّ خصائصه لنضعه في مكانه بين شعراء المغرب خاصة وشُعراء العربية عامّة.
وبعــد:
فقد حاولت في هذا العمل المتواضع أن أقدِّم واحداً من الشُّعراء المغاربة المغمورين الّذين طواهم النّسيان، وأتت على آثارهم حوادث الزمان؛ ليتعرّف إليه محبّو العربيّة، فإنْ وُفِّقت فبها ونِعْمَت، وإنْ قصّـرت فمن نفسي، وحسبي أنّي أخلصت النِّيَّة، وأرجو من القارئ الكريم أنْ يلتمس لي العذر.
د. علي إبراهيم كردي