مخالفات في الأفراح والولائم:
أ- من منكرات الأفراح:
أولاً:التشريعة عند الزواج:
*وهي أن تلبس المرأة ثوباً أبيضا كبيراً لا تستطيع المشي به حتى يحمله معها
عدد من النساء أو الأولاد، وتلبس معه شراباً أبيض وقفازين أبيضين كذلك،
ثم توضع في مكان فسيح وعلى ملأ من الناس، ثم يدخل عليها الزوج ويسلم عليها
أمامهم ويعطيها التحف والهدايا ويتبادل معها أطراف الحديث، وربّما شاركه
في هذا أقرباؤه وأصدقاؤه كما هو حاصل في بعض البلاد.
وفي هذا عدة محاذير منها:
*أن ذلك ليس من عادات المسلمين بل هو من عادات بعض الكافرين.
*كما أن فيه إسرافاً وبذخاً وفخفخة ورياء وسمعة، والله تعالى يقول: (وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)،(الأعراف:31)
ثانياً: النصه:
*وهو دخول العريس والعروس وجلوسها في مكان عالٍ بمرأى من جميع الحاضرين.
*وفي هذا يقول الشيخ عبد العزيز بن بازرحمه الله :
((ومن الأمور المنكرة التي استحدثها الناس في هذا الزمان وضع منصة للعروس
بين النساء ويجلس إليها زوجها بحضرة النساء السافرات المتبرجات، وربما
حضر معه غيره من أقاربه وأقاربها من الرجال، ولا يخفي على ذوي الفطرة
السليمة والغيرة الدينية ما في هذا العمل من الفساد الكبير، وتمكُن الرجال
الأجانب من مشاهدة الفاتنات المتبرجات، وما يترتب على ذلك من العواقب
الوخيمة. فالواجب منع ذلك والقضاء عليه حسماً لأسباب الفتنة وصيانة
للمجتمعات النسائية مما يخالف الشرع المطهر)).
[الرسائل والأجوبة النسائية،ص44]
ثالثاً: خروج النساء متطيّبات:
*ومن منكرات الأفراح خروج النساء من بيوتهنّ متطيّبات،وهُنَّ في طريقهنَّ
إلى العرس يتعرضنَ للمرور على الرجال، وهذا بلا شك حرام. عن أبي موسى
الأشعري "رضي الله عنه" قال:قال رسول الله"صلّى الله عليه وسلّم" : (( أيُّما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية)).
رابعاً: الاختلاط:
*يحدث الاختلاط عند دخول الزوج وأقاربه وأقارب الزوجة من الرجال عند وقت النصّة،، وهو كذلك منكر، قال"صلى الله عليه وسلم" : (( إيَّاكم والدخول على النساء فقال رجل: أفرأيت الحمو يا رسول الله؟ قال: الحمو الموت))، (رواه البخاري ومسلم),
الحمو: هو أخو الزوج
*يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين : مبيِّناً
آثار هذا الاختلاط وما يجنيه فاعله من سلبيات: ((أيها المؤمنون! تصوروا
حال الزوج وزوجته حينئذ أمام النساء المتجمّلات المتطيّبات ينظرن إلى
الزوجين ليشمتن فيهما- إن كانا قبيحين في نظرهنَّ- ولتتحرك كوامن
غرائزهنَّ- إنْ كانا جميلين في نظرهنَّ- تصوروا كيف تكون الحال والجمع
الحاضر في غمرة الفرح بالعرس وفي نشوة النكاح؟ فبا لله عليكم ماذا يكون من
الفتنة؟ ستكون فتنة عظيمة؛ ستتحرك الغرائز، وستثور الشهوات.
*أيها المسلمون: ثم تصّوروا ثانية ماذا ستكون نظرة الزوج إلى زوجته الجديدة
التي امتلأ قلبه فرحاً بها إذا شاهد في هؤلاء النساء من تفوق زوجته
جمالاً وشباباً وهيئة؟إنَّ هذا الزوج الذي امتلأ قلبه فرحاً سوف يمتلىء
قلبه غماً، وسوف يهبط شغفه بزوجته إلى حد بعيد فيكون ذلك صدمة وكارثة بينه
وبين زوجته)).[من منكرات الأفراح، ص8].
خامساً: التصوير:
*يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين: ((فإنِّي أضيف إلى ما سبق من المحاذير التي تقع ليلة الزفاف هذا المحذور العظيم:
*لقد بلغنا: أنَّ من النساء من تصطحب آلة التصوير لتلتقط صور هذا الحفل،ولا
أدري ما الذي سوَّغ لهؤلاء النساء أنْ يلتقطن صور الحفل لتنشر بين الناس
بقصد أو بغير قصد؟! أيظنُّ أولئك الملتقطات للصور أن أحداً يرضى
بفعلهنَّ؟! إننّي لا أظنُّ أنَّ أحداً يرضى بفعل هؤلاء، إننِّي لا أظنُّ
أنَّ أحداً يرضى أنْ تُؤخذ صورة ابنته، أو صورة أخته، أو صورة زوجته،
لتكون بين أيدي أولئك المعتديات ليعرضنها على من شئن متى ما أردن!!. هل
يرضى أحد منكم أن تكون صور محارمه بين أيدي الناس، لتكون محلاً للسخرية إن
كانت قبيحة، ومثالاً للفتنة إن كانت جميلة؟!
*ولقد بلغنا: ما هو أفدح وأقبح: أنَّ بعض المعتدين يحضرون آلة الفيديو
ليلتقطوا صورة الحفل حيَّة متحركة، فيعرضونها على أنفسهم وعلى غيرهم كلُّما
أرادوا التمتُّع بالنظر إلى هذا المشهد!!
*ولقد بلغنا: أنَّ بعض هؤلاء يكونون من الشباب الذكور في بعض البلاد
يختلطون بالنساء أو يكونون منفردين، ولا يرتاب عاقل عارف بمصادر الشريعة
ومواردها أنَّ هذا أمر منكر ومحرم وأنُّه انحدار إلى الهاوية في تقاليد
الكافرين المتشبهين بهم))
[من منكرات الأفراح،ص11