mohamed2600
طاقم المشرفين
- رقم العضوية :
- 33151
- البلد/ المدينة :
- medea
- العَمَــــــــــلْ :
- تاجر
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 8699
- نقاط التميز :
- 11811
- التَـــسْجِيلْ :
- 27/01/2012
قال تعالى﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ءَانَاءَ اللَّيْلِ
سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ
هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا
يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾
هَذَا شَهْرُ التَّوْبَةِ قَدْ آبَ، شَهْرُ الزُّهْدِ وَكَسْرِ النَّفْسِ، شَهْرُ صَفَاءِ الرُّوحِ،
شَهْرُ قِرَاءَةِ الْقُرْءَانِ وَقِيَامِ اللَّيْلِ وَالإِكْثَارِ مِنَ
الْخَيْرِ فَبَادِرْ يَا عَبْدَ اللَّهِ لِشَغْلِ أَيَّامِكَ وَأَنْفَاسِكَ
بِطَاعَةِ اللَّهِ،
لأِنَّ مَنْ لَمْ يَشْغَلِ الْفَرَاغَ بِمَا يَعْنِيهِ شَغَلَهُ الْفَرَاغُ بِمَا لا يَعْنِيهِ.
فَعِنْدَ الْفَجْرِ اسْتَفْتِحْ بِذِكْرِ اللَّهِ وَقُلْ
«بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَىْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»،
قُلْهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ صَبَاحًا وَمَسَاءً
فَقَدْ وَرَدَ عَنْ حَبِيبِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ مَنْ قَالَهَا ثَلاثًا لَمْ يَضُرَّهُ شَىْءٌ.
ثُمَّ رَدِّدْ يَا أَخِي فِي اللَّهِ أَوْرَادَ التَّحْصِينِ الَّتِي
وَرَدَتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَإِنْ شَاءَ اللَّهُ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهَا عَنْكَ أَذَى الإِنْسِ وَالْجِنِّ.
ثُمَّ بَادِرْ إِلَى صَلاةِ الصُّبْحِ فِي جَمَاعَةٍ
فَلَقَدْ وَرَدَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
«مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا
قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ
فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ»
رَوَاهُ مُسْلِمٌ
وَكُنْ مَعَ الَّذِينَ يُشَارِكُونَ فِي حَلَقَةِ الْقُرْءَانِ الصَّبَاحِيَّةِ فَرَمَضَانُ شَهْرُ الْقُرْءَانِ
وَاحْضُرِ الدَّرْسَ الَّذِي يُعْطِيهِ أهل السنة والجماعة ،
فَفِي سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ
«يَا أَبَا ذَرٍّ لأَنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ ءَايَةً
مِنْ كِتَابِ اللَّهِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ مِائَةَ رَكْعَةٍ
وَلأَنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ بَابًا مِنَ الْعِلْمِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ
تُصَلِّيَ أَلْفَ رَكْعَةٍ»
أَيْ مِنَ النَّوَافِلِ فَلا تَفُوِّتْ عَلَى نَفْسِكَ هَذَا الْخَيْرَ الْعَظِيمَ وَلا سِيَّمَا فِي هَذَا الشَّهْرِ الْفَضِيلِ.
ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا ذَهَبْتَ إِلَى الْعَمَلِ الدُّنْيَوِيِّ فَلا
تَغْفَلْ أَنْ يَكُونَ عَمَلُكَ هَذَا بِنِيَّةٍ صَالِحَةٍ لِيَكُونَ لَكَ
ثَوَابٌ فِيهِ وَكَيْ لا يَكُونَ هَدْرًا لأِنْفَاسِكَ
وَاتَّقِ اللَّهَ فِي عَمَلِكَ فَلا تَكْذِبْ وَلا تَغُشْ وَتَمَثَّلْ
بِقَوْلِ خَيْرِ الْخَلْقِ وَحَبِيبِ الْحَقِّ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
«الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَإِذَا صَامَ أَحَدُكُمْ فَلا
يَرْفُثُ وَلا يَجْهَلُ وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ
فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ إِنِّي صَائِمٌ»
رَوَاهُ مَالِكٌ فِي الْمُوَطَّأِ.
هَذِهِ هِيَ الأَخْلاقُ الَّتِي أَمَرَنَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَالْتَزِمْ بِالأَخْلاقِ الْحَسَنَةِ
فَفِي رَمَضَانَ أَبْوَابُ الْجِنَانِ تُفَتَّحُ وَأَبْوَابُ النِّيرَانِ تُغَلَّقُ وَالشَّيَاطِينُ تُصَفَّدُ،
فَإِيَّاكَ وَسِبَابَ الْمُسْلِمِينَ وَشَتْمَهُمْ وَلَعْنَهُمْ بِحُجَّةِ أَنَّكَ صَائِمٌ
وَاتَّقِ اللَّهَ يَا عَبْدَ اللَّهِ فَبِطَاعَةِ اللَّهِ تَحْلُو
الأَوْقَاتُ وَيُهَوِّنُ اللَّهُ عَلَيْكَ أَلَمَ الْجُوعِ وَالْعَطَشِ
وَتَنْقَضِي السَّاعَاتُ وَيُؤَذَّنُ لِصَلاةِ الْعَصْرِ،
فَاحْرِصْ عَلَى أَنْ تَأْخُذَ مَعَكَ أَحَدًا إِلَى مَجْلِسِ الْخَيْرِ
كَيْ يَزِيدَ ثَوَابُكَ وَيَعْظُمَ أَجْرُكَ اذْهَبْ أَنْتَ وَجَارُكَ،
أَنْتَ وَصَاحِبُكَ أَنْتَ وَوَلَدُكَ إِلَى صَلاةِ الْعَصْرِ فِي الْمَسْجِدِ
ثُمَّ مَتِّعْ قَلْبَكَ وَأُذُنَيْكَ بِسَمَاعِ دَرْسٍ مِنْ أَفْوَاهِ مَنْ تَلَقَّى عِلْمَ الدِّينِ مِنْ أُنَاسٍ ثِقَاتٍ
حَتَّى تَعْرِفَ كَيْفَ تُطِيعُ اللَّهَ وَلِتَأْخُذَ مِنْ دَارِ الْفَنَاءِ لِتُعَمِّرَ دَارَ الْبَقَاءِ.
ثُمَّ بَعْدَ الدَّرْسِ اذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ وَعَلِّمْ أَهْلَكَ مَا تَعَلَّمْتَ
فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ ءَايَة» كَمَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ
وَإِنِ احْتَاجَ أَهْلُ بَيْتِكَ إِلَى مُسَاعَدَةٍ فَبَادِرْ لِذَلِكَ
وَكُنْ عَوْنًا لَهُمْ وَلاقِهِمْ بِالْبِشْرِ وَالْخِطَابِ الْجَمِيلِ
وَخَفِّفْ عَنْهُمْ بِالْكَلامِ الْجَمِيلِ التَّعَبَ الْمُضْنِيَ
وَتَذَكَّرُوا قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «خِيَارُكُمْ خَيْرُكُمْ لأِهْلِهِ» أَيْ لِزَوْجَتِهِ «وَأَنَا خَيْرُكُم لأِهْلِهِ».
وَمَا أَحْلَى أَنْ تُرْسِلَ مِنْ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لِجَارِكَ
الْفَقِيرِ، لِمُحْتَاجٍ تَعْرِفُهُ، تُكْرِمُهُ لِوَجْهِ اللَّهِ،
تُفَطِّر صَائِمًا لا يَجِدُ مَا يُفْطِرُ عَلَيْهِ وَتَغْنَم الأَجْرَ
الَّذِي وَعَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ
«مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا» رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ
أَيْ لَهُ مَا يُشْبِهُ أَجْرَهُ لا تَمَامُ أَجْرِهِ مِنْ كُلِّ
الْوُجُوهِ لأِنَّ الَّذِي صَامَ رَمَضَانَ صَامَ الْفَرْضَ وَالَّذِي
أَطْعَمَهُ عَمِلَ نَفْلاً وَالنَّفْلُ لا يُسَاوِي الْفَرْضَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ «وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَىْءٍ أَحَبَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ».
ثُمَّ بَعْدَ أَنْ تَتَأَكَّدَ أَخِي مِنْ دُخُولِ الْوَقْتِ بِمُرَاقَبَةِ
غُرُوبِ الشَّمْسِ أَوْ بِسَمَاعِ مُؤَذِّنٍ ثِقَةٍ يَعْتَمِدُ عَلَى
الْمُرَاقَبَةِ،
عَجِّلْ بِالْفِطْرِ لِحَدِيثِ «لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ»
وَقُلْ «اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ».
وَاجْعَلْ فُطُورَكَ عَلَى تَمْرٍ فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَعَلَى مَاءٍ
فَقَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ
«إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ
فَإِنَّهُ بَرَكَةٌ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى مَاءٍ
فَإِنَّهُ طَهُورٌ»
ثُمَّ قُمْ أَخِي لِصَلاةِ الْمَغْرِبِ ثُمَّ بَعْدَ إِتْمَامِ الإِفْطَارِ
قُمْ بِهِمَّةٍ وَنَشَاطٍ إِلَى الْمَسْجِدِ لِصَلاةِ الْعِشَاءِ
وَقِيَامِ رَمَضَانَ،
وَأَكْثِرْ مِنْ قِرَاءَةِ الْقُرْءَانِ،
وَإِيَّاكَ أَنْ تُضَيِّعَ وَقْتَكَ عَلَى التِّلْفَازِ تَنْتَقِلُ مِنْ
مَحَطَّةٍ إِلَى أُخْرَى لِتَتَأَخَّرَ فِي السَّهَرِ بِلا فَائِدَةٍ
وَتَتَأَخَّرَ فِي الاِسْتِيقَاظِ
بَلْ قُمْ إِلَى مَضْجَعِكَ وَذَلِكَ بَعْدَ صَلاةِ التَّرَاوِيحِ وَقُلْ:
اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَمُوتُ وَأَحْيَا
وَذَلِكَ لِتَقْوَى عَلَى الاِسْتِيقَاظِ قَبْلَ الْفَجْرِ لِتَتَهَجَّدَ وَتَقْرَأَ الْقُرْءَانَ ثُمَّ تَتَسَحَّر
«فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً» كَمَا رَوَى الْبُخَارِيُّ عَنِ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ.
وَهُنَا أُذَكِّرُكُمْ بِفَرْضٍ مِنْ فَرَائِضِ الصِّيَامِ وَهُوَ
تَبْيِيتُ النِّيَّةِ قَبْلَ الْفَجْرِ وَذَلِكَ بِأَنْ تَقُولَ فِي
قَلْبِكَ مَثَلاً
نَوَيْتُ صَوْمَ يَوْمِ غَدٍ عَنْ أَدَاءِ فَرْضِ رَمَضَانَ هَذِهِ السَّنَة إِيْمَانًا وَاحْتِسَابًا لِلَّهِ تَعَالَى.
وَاعْلَمْ يَا أَخِي أَنَّ كُلَّ لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي رَمَضَانَ يَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ
فَأَكْثِرْ مِنَ الدُّعَاءِ وَالصَّلاةِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ
وَخَاصَّةً فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ
فَالْعِبَادَةُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ أَلْفِ شَهْرٍ.
وَلا تَجْعَلْ رَمَضَانَ زَمَانًا لِلتَّنَعُّمِ وَالإِكْثَارِ مِنَ الأَطْعِمَةِ وَتَنْوِيعِهَا
فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «إِيَّاكَ وَالتَّنَعُّمَ فَإِنَّ عِبَادَ اللَّهِ لَيْسُوا بِالْمُتَنَعِّمِينَ»
وَإِيَّاكَ إِيَّاكَ أَنْ تُضَيِّعَ وَقْتَكَ فِي مَا يُسَمَّى بِخِيَمِ رَمَضَانَ حَيْثُ اللَّهْوُ وَالْمَعَاصِي
بَلِ اجْتَنِبْهَا وَانْصَحْ غَيْرَكَ بِاجْتِنَابِهَا
وَقُمْ بَدَلاً مِنْ ذَلِكَ بِزِيَارَةِ الأَقَارِبِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ فَإِنَّهَا مِنْ زَادِ الآخِرَةِ.
اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى الْقِيَامِ وَالصِّيَامِ وَصِلَةِ الأَرْحَامِ