منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


عبد المطلب عوادي

عبد المطلب عوادي

عضو مساهم
رقم العضوية :
495
البلد/ المدينة :
مدينة الف قبة وقبة*وادي سوف*
العَمَــــــــــلْ :
طالب
المُسَــاهَمَـاتْ :
81
نقاط التميز :
117
التَـــسْجِيلْ :
20/03/2010

غرود عالية: أسطورة غرامية من صحراء الجزائر




هذه القصة المؤثرة والغريبة يقول أجدادنا أنها وقعت في الزمن القديم في قبيلة كانت تعيش في الصحراء الجزائرية في منطقة وادي سوف


هي قصة شابين تزوجا عن حب أعمى جمعهما تزوجا من غير أن يقيما عرسا

بسبب الفقر. بعد الزواج وعد
الزوج زوجته أن يقيم لها عرساً كبيراً وأن يحضر لها فستان للزواج لم تلبسه
فتاة في الصحراء من قبل، و هكذا سافر للعمل و تركها عند أهله تنتظرعودته.



لكن الشاب طال غيابه و طال شوق الزوجة إلى أبعد الحدود، و مرت الأيام و الشهور و لم يظهر عليه أي خبر.


لم تكن تلك الزوجة لتتحمل
بعدها عن زوجها أكثر سقطت المسكينة طريحة الفراش و قد أصابتها حمى شديدة
ظلت تهذي بدون وعي منها باسم زوجها الغائب و قد ظلت على هذه الحال شهوراً.
زد على ذلك أنها كانت حاملاً، فأخد منها المرض كل مأخد. القبيلة كلها وقفت
وقفة رجل واحد و أخذوا يبحثون عن ابنهم لكن دون جدوى.



في ليلة من الليالي عاد الزوج
بدون سابق إنذار فرحب به أهله أحر ترحيب و طلبوا منه الانتظار لأن نساء
القبيلة يقمن بتوليد زوجته. فضل ينتظر معهم إلى أن سمع صراخاً و عويلاً
لقد ماتت زوجته دون أن تراه متأثرة بالحمى التي لازمتها شهورا بسبب غيابه
ماتت و تركت له مولوداً ذكراً.



قام أهل القبيلة في الصباح
بدفن الزوجة في مرتفع رملي. و عندما لم يجدوا لها كفن كفنوها بفستان
الزواج الذي أحظره الزوج. و قد كان من عادتهم أنهم أن دفنوا شخصا في مكان
يهجرونه.



و هكدا ظل قبرها وحيداً وسط
الصحراء إلى أن حدث و أن مرَّ راعي بالمنطقة و استقر بها عدة أيام فكانت
تأتي إليه كل ليلة و تحفظه هذه الأبيات التي تحكي مأساتها:








غرود عالية و الموت فيها جتني لا صبت ناس لا عرب زارتني

أجلي تمت أنا سرت لله و الخليقة عليَّ أتلمت الأرض الصحيحة عني صَمَّت

جيت ثايرة كان الخشب نطحتني.

لا نسيها و لا هي منامة ساهلة اِتحرصها كذب من يقول كسوته نلبسها

اٍيخُشني الجهل و اِنقول لا لزمتني

كسوته شاريها من السوق دافع اِفلوسه فيها حدر ملك طول اِذرعته فيها جت وافية مليحة سترتني.

طرت قبالة و في نفحتي طارت من الرجالة سقطت دمعة على جبني همالة و السابقة من الخيل لا ردتني.

قلبي حاير و لا من حذايا نحدثه بغماير جت ميتي كان بين زوج سداير لاني مشيت و لا المدينة جتني.

يا اللي ماشي سلّم علّيِ غرد مثيل الحاشي في ظنتي مازال ما و فاشي علّي غرد و الرجل ما مشتني.

ياغالية شد الرصن و الراحلة هيرية اِعقب عن قبري ديره ثنية في السيف لبيض تربتك لاحتني.




شرح الأبيات:


غرود عالية و الموت فيها جتني لاصبت ناسي لا عرب زرتني.

يعني مرتفعات رملية عالية و الموت بها قد وافتني



أجلي تمت أنا سرت لله و الخليقةعلي أتلمت الأرض الصحيحة عني صمت

يعني أجلي تم أنا سرت لله و الناس عليَّ اجتمعت و الأرض القوية عليّ انغلقت



جيت ثايرة كان الخشب نطحتني.

هممت بالنهوض فصدم رأسي خشب القبر



لانسيها و لا هي منامة ساهلة اِتحرصها كذب من يقول كسوته نلبسها

اٍيخُشني الجهل و اِنقول لا لزمتني

لم ينسني و لست حلما سهلا يتحراني كذب من قال ألبس كسوته يخلني الجهل و أقول لا تلزمني



كسوته شاريها من السوق دافع اِفلوسه فيها حدر ملك طول اِذرعته فيها

جت وافية مليحة سترتني.

كسوة اشتراها من السوق و دفع ثمنها من جيبه و قاس طولها بذراعه، كانت وافية جيدة سترتني ( تتحدث عن فستان الفرح )



طرت قبالة و في نفحتي طارت من الرجالة سقطت دمعة على جبني همالة

و السابقة من الخيل لا ردتني.

عند عودته أسرعَت باتجاهه و قد كرهَت الرجال و دموعها تنهمر و أسرعُ الخيول لا تستطيع أن تردها



قلبي حاير و لا من حذايا نحدثه بغماير جت ميتي كان بين زوج سداير

لاني مشيت و لا المدينة جتني.

قلبي محتار و لا أحد قربي أهمس إليه، وافتني المنية بين كثبان الرمل لا أنا ذهبت إلى أهلي و لا أتوا إلي



يا اللي ماشي سلّم علّيِ غرد مثيل الحاشي في ظنتي مازال ما وفاشي علّي غرد و الرجل ما مشتني.

يا
من تمر بقبري سلم علي غرد مثل الحاشي ( و هو صغير الجمل لكنها تقصد إبنها
أظن أنه لم يبلغ بعد) نادى علي لكن القدم لم تستطع المشي إليه




ياغالي شد الرصن و الراحلة هيرية اِعقب عن قبري ديره ثنية في السيف لبيض تربتك لاحتني.

تنادي زوجها يا الغالي أمسك سرج فرسك و زرني و اجعل قبري ثنية ( أي معبر ) في السيف يعني الرمل الصافي الذهبي تربته رمتني.


 
نجم الإسلام

نجم الإسلام

طاقم الإشراف العام
رقم العضوية :
192
العَمَــــــــــلْ :
التربية و التعليم
المُسَــاهَمَـاتْ :
5608
نقاط التميز :
8397
التَـــسْجِيلْ :
06/06/2009
هذه أسطورة من التراث الجزائري و هي قصة من نسج الخيال

تعبر عن المشاعر الإنسانية الصادقة بين زوجين محبين

شاءت الأقدار أن تفرق بينهما و لايجتمع شملهما أبدا

و قد قام أحد الشعراء بترجمتها إلى أبيات من الشعر الشعبي الجميل

بث فيها أسمى معاني الحب العذري بين الزوجين و ضمنها أرق الأحاسيس الصادقة بينهما
 
salim

salim

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
531
المُسَــاهَمَـاتْ :
2244
نقاط التميز :
2838
التَـــسْجِيلْ :
07/04/2010
اشكرك اخي الكريم عبد المطلب على الرائعة
الأسطورة الغرامية التي اتتنا من
مدينة عريقة في جنوبنا الكبير
مدينة الف قبة وقبة
مدينة الجود والكرم
المدينة المضيافة
انها رائعة
من روائع
القصص
الجزائرية من التراث الذي نعتز به
كجزائريين
ومثيلاتها قصة حيزية وسعيد
بمنطقة سيدي خالد بسكرة

اتمنى لك اخي الكريم كل النجاح والتميز
ودمت وفيا ومفيدا
بمواضيعك
الهادفة

اليك مني ولكل اعضاء المنتدى انبل
وازكى التحيات
بأبلغ العبارات

 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى