منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


avatar

djoudi hachemi

عضو متميز
رقم العضوية :
2696
البلد/ المدينة :
setif
المُسَــاهَمَـاتْ :
1665
نقاط التميز :
2554
التَـــسْجِيلْ :
07/10/2010


السلوك أو التصرف هو المرآة التي تنعكس عليها ثقافة الفرد وتربيته البيتية والبيئية ،وكلما زاد الفرد ثقافة ، كلما زاد سلوكه إتزانا ً وكياسة وتهذيبا ً ، وبالعكس كلما كان جاهلاًازدادت منغصاته وإقلاقه لراحة الآخرين ، في الشوارع والحافلات والأسواق والمكتبات والمقاهي والمطاعم ... ، وعلى الفرد الإدراك إن المحلات العامة ليست ملكا ً فردياً ، فلا يحق له إستغلالها ، فهي مشاعة لعامة الناس ، فالحرية الشخصية مكفولة شريطة عدم تأثيرها على راحة الآخرين بأي شكل من الأشكال ، وهنا يأتي دور الحرية المسؤولة ، والتي تراعي مشاعر الأخرين وراحتهم ، فالأصوات العالية والزعيق الذي يطلقه الجهلة في المحلات العامة تزعج الناس وتقلقهم وتثير إستنكارهم وإشمئزازهم وإستهجانهم ، ولكن قلة الثقافة والإدراك ، تجعل التافهين غير مكترثين بالآخرين ، ويقول علم النفس ، الشعور بالنقص لعدم إمتلاك ناصية العلم والثقافة ، فيبرز الجاهل كوامنه لا إراديا ً بهذا السلوك المستهجن والمنفّر للآخرين ، فتراه يلفظ أقوالا ً نابية تخدش الحياء أحيانا ً .

إن نوعية السلوكيات تقاس بمدى ثقافة الشعوب كما أسلفنا ، فالمجتمعات الراقية ترى الغالبية تصرفها حضاري يتّصف بالتهذيب والكياسة والإتزان والدبلوماسية ، فترى الناس تتحدّث بهدوء لافت حتى تكاد لا تسمع أصواتها ، فالكل في راحة وإستجمام ، يستمتع بوقته ـ كتناول القهوة أو قراءة الصحف ، وبالعكس فالمجتمعات المتخلفة ، ترى الإستهتار والمنغصات في معظم المحلات العامة ، وحتى في المناظرات التلفزيونية والنقل المباشر ( الإتجاه المعاكس نموذجا ً ) ، ترى المهاترات واحياناً الإشتباك بالأيدي والضرب بما موجود في اليد ، بعد أن يعجز اللسان في مجارات المناقشة الهادئة ، ودعم القول بالحجة فيلجأ إلى الأسلوب الحيواني المتخلف لتغطية العجز الداخلي ، والأنكى ، يضع حرف الدال قبل إسمه أحيانا ً ،للدلالة على حصوله على شهادة الدكتوراه في علم من العلوم ... فالتحصيل الأكاديمي ليس مقياسا للثقافة كما هو معروف .

ولسوء الحظ ، عند هجرة الفرد من المجتمعات المتخلفة ، ينقل معه سلبياته ، ويحاول تجسيدها في المجتمعات الجديدة ، قبدل تبديل سلوكه الشائن ، وكسب السلوك المقبول ، ترى أقواله منفّرة وأفكاره ضحلة ، ويناقش في كل الأمور ، ويستميت في المناقشة ويريد الإنتصار ، ولا يقبل بإنصاف الحلول ، فكل أقواله صحيحة وبديهيات ، ولا محل لإراء الآخرين في مخيلته المريضة ، فيجعل من نفسه أضحوكة .

وخلاصة القول : إن الإنسان المثقف الحاذق يميز بين الصالح والطالح ، ويعلم يقيناً ما يفرح الآخرين ويحفظ لهم راحتهم وطمآنينهم ، فيبقى نموذجاً تنظر له الجموع بمحبة وإحترام وتقدير ، فيبقى مناراً للسلوك المهذّب الراقي ، التي يعكس صورة مشرّفة عن نفسه ، فتكن له البقية جلّ إحترامهم وتقديرهم ، فهل نفعل ما يرفع من شأننا وتقديرنا في نظر الآخرين ، هذا ما نتمناه لكل فرد عموما ً.
 
نور الحكمة

نور الحكمة

طاقم الإشراف العام
رقم العضوية :
1879
البلد/ المدينة :
التفكير الراقي
العَمَــــــــــلْ :
المساعدة لجميع الناس
المُسَــاهَمَـاتْ :
9346
نقاط التميز :
11190
التَـــسْجِيلْ :
26/09/2010
كلام جميل جدا و لكني أختلف معك في بعض النقاط
فالأسلوب المهذب يا أخي ليس بالضرورة أنه يخضع لطبيعة المجتمع
قد تجد الكثير من المجتمعات المتقدمة و لكن أسلوبهم همجي و كلامهم قبيح
و العكس قد تجد في مجتمعات متخلفة و لكن رغم هذا تجد أناس يتميزون
بالأسلوب المهذب و فن الرد الراقي و الجميل الذي لا نجده عند المثقفين

لكل منا أسلوبه و لكل منا طريقته في معالجة الأمور
و لكن بتمسكنا بديننا يجعلنا نكتسب فن التعامل لأن الدين معاملة
و أنا لا أقصد التمسك بالدين هو أننا نفخر فقط أننا مسلمين
بل هو التعمق في الدين الإسلامي
فكيف نحب رسولنا و نحن لا نحفظ له حديث أو نجهل سيرته الذاتية
كيف نفخر أننا مسلمين و تصرفاتنا لا علاقة لها بالإسلام
كيف ندافع عن رسولنا و ديننا و نحن لا نحفظ ولا آية و لا حديث

*********
شكرا أخي موضوع في القمة
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى