DJABER
طاقم أعضاء الشرف
- رقم العضوية :
- 196
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 1671
- نقاط التميز :
- 2279
- التَـــسْجِيلْ :
- 08/06/2009
طريقنا للقلوب
هذه سهام لصيد القلوب، أعني تلك الفضائل التي تستعطف بها القلوب، وتستر بها العيوب وتستقال بها
العثرات، وهي صفات لها أثر سريع وفعّال على القلوب، فإليك أيها المحب سهاماً سريعة ما أن تطلقها
حتى تملك بها القلوب فاحرص عليها، وجاهد نفسك على حسن التسديد للوصول للهدف واستعن بالله
الوسيلة الأولى: الابتسامة
قالوا هي كالملح في الطعام، وهي أسرع سهم تملك به القلوب وهي مع ذلك عبادة وصدقة،
( فتبسمك في وجه أخيك صدقة ) كما في الترمذي،
وقال عبد الله ابن الحارث ( ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم).
الوسيلة الثانية : البدء بالسلام :
سهم يصيب سويداء القلب ليقع فريسة بين يديك لكن أحسن التسديد ببسط الوجه والبشاشة،
وحرارة اللقاء وشد الكف على الكف، وهو أجر وغنيمة فخيرهم الذي يبدأ بالسلام،
قال عمر الندي (خرجت مع ابن عمر فما لقي صغيراً ولا كبيراً إلا سلم عليه)،
وقال الحسن البصري (المصافحة تزيد في المودة)
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول
: ( لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ).
قال ابن عبد البر هذا يتصل من وجوه حسان كلها.
الوسيلة الثالثة : الهدية :
ولها تأثير عجيب فهي تذهب بالسمع والبصر والقلب، وما يفعله الناس من تبادل الهدايا في المناسبات
وغيرها أمر محمود بل ومندوب إليه على أن لا يكلف نفسه إلا وسعها،
الوسيلة الرابعة : الصمت وقلة الكلام إلا فيما ينفع :
وإياك وارتفاع الصوت وكثرة الكلام في المجالس، وإياك وتسيد المجالس وعليك بطيب الكلام
ورقة العبارة (فالكلمة الطيبة صدقة) كما في الصحيحين، ولها تأثير عجيب في كسب القلوب
والتأثير عليها حتى مع الأعداء فضلاً عن إخوانك وبني دينك،
الوسيلة الخامسة: حسن الاستماع وأدب الإنصات :
وعدم مقاطعة المتحدث فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقطع الحديث حتى يكون المتكلم هو
الذي يقطعه، ومن جاهد نفسه على هذا أحبه الناس وأعجبوا به بعكس الآخر كثير الثرثرة والمقاطعة،
واسمع لهذا الخلق العجيب عن عطاء قال
: ( إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم أسمعه وقد سمعته قبل أن يولد).
الوسيلة السادسة : حسن السمت والمظهر:
حسن جمال الشكل واللباس وطيب الرائحة،
فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الله جميل يحب الجمال ) كما في مسلم.
وعمر ابن الخطاب يقول ( إنه ليعجبني الشاب الناسك نظيف الثوب طيب الريح )،
الوسيلة السابعة : أعلن المحبة والمودة للآخرين :
فإذا أحببت أحداً أو كانت له منزلة خاصة في نفسك فأخبره بذلك فإنه سهم يصيب القلب ويأسر النفس
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ( إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه )
كما في صحيح الجامع، وزاد في رواية مرسلة ( فإنه أبقى في الألفة وأثبت في المودة)،
لكن بشرط أن تكون المحبة لله، وليس لغرض من أغراض الدنيا كالمنصب والمال، والشهرة والوسامة
والجمال، فكل أخوة لغير الله هباء، وهي يوم القيامة عداء
(الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين).
وللأسف، فالمشاعر والعواطف والأحاسيس الناس منها على طرفي نقيض ،
فهناك من يتعامل مع إخوانه بأسلوب جامد جاف مجرد من المشاعر والعواطف،
وهناك من يتعامل معهم بأسلوب عاطفي حساس رقيق ربما وصل لدرجة العشق والإعجاب
والتعلق بالأشخاص. والموازنة بين العقل والعاطفة يختلف بحسب الأحوال والأشخاص،
وهو مطلب لا يستطيعه كل أحد لكنه فضل الله يؤتيه من يشاء.