منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


المتفائلة

المتفائلة

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
25848
البلد/ المدينة :
الجزائر.ولاية يشار
المُسَــاهَمَـاتْ :
1656
نقاط التميز :
2236
التَـــسْجِيلْ :
19/10/2011
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

ا العولمة؟ وما الهوية؟ وما أثر العولمة في الهوية؟ وما أسباب أزمة الهوية العربية؟ كيف يواجه العرب تحديات الهوية في عصر العولمة؟ هل أخفقت الدولة العربية في بناء هويتها الوطنية والقومية؟ هل العروبة والإسلام تكوينات حضارية متلازمة؟ هل الثقافة والدين من مكونات الهوية؟ أسئلة مهمة يطرحها كل من ينتمي إلى الحضارة العربية الإسلامية، ذلك أن عصر العولمة اجتاح الهويات، وأعاد صياغتها بما يتناسب مع طبيعة العولمة. فهل نحن قادرون على تحديد هويتنا الثقافية دون نزاعات وصدامات؟
ما العولمة؟ وما الهوية؟ وما أثر العولمة في الهوية؟ وما أسباب أزمة الهوية العربية؟ كيف يواجه العرب تحديات الهوية في عصر العولمة؟ هل أخفقت الدولة العربية في بناء هويتها الوطنية والقومية؟ هل العروبة والإسلام تكوينات حضارية متلازمة؟ هل الثقافة والدين من مكونات الهوية؟
أسئلة مهمة يطرحها كل من ينتمي إلى الحضارة العربية الإسلامية، ذلك أن عصر العولمة اجتاح الهويات، وأعاد صياغتها بما يتناسب مع طبيعة العولمة. فهل نحن قادرون على تحديد هويتنا الثقافية دون نزاعات وصدامات؟

لا يخفى على الملاحظ لمسيرة المجتمع الإنساني أن لكل عصر روحه وهويته. روح العصر وهويته عنصران متلازمان، ويستمد كل عصر روحه وهويته من القوى التي ساهمت في صناعته. هذا إذا فهمنا تحت روح العصر القوى الفاعلة فيه، وتحت الهوية إيديولوجيا العصر. بهذا تختلف العصور باختلاف القوى الفاعلة فيها وهويتها، كأن يجري الحديث عن العصور الوسطى، بروحها الدينية، وعصر التنوير بروحه الفلسفية، والعصر الحديث بروحه القومية، وعصر العولمة بروحه اللبرالية.
الهوية معطى تاريخي متغير بتغير العصور، وتعرّف دائماً من خلال روح العصر والمجتمع. روح العصر روح اجتماعية، وقد تجلت بشكل ديني وقومي وما بعد قومي، بمعنى أن المجتمعات الإنسانية تحقق ذاتها وهويتها من خلال هذه القوى التاريخية المختلفة. ثمة انسجام بين روح الأمم وهويتها. لكل عصر هويته، ولا تنفصل هوية الأمة عن هوية العصر؛ فالانفصال يعني التخلف عن الزمان، والخروج من دائرة الفعل التاريخي.
وقد تجلّى هذا الانسجام في الدولة القومية الحديثة بوصفها تطوراً اجتماعياً طبيعياً، ينطلق من الأسرة وينتهي بدولة الأمة. الهوية تعبير عن التكوينات الاجتماعية التاريخية. وجدت الأمة نفسها في هويتها، وعرّفت نفسها من خلال خصوصيتها وتميزها. الهوية تعبير عن انسجام الجماعة مع مكوناتها التاريخية والاجتماعية، لكن هذه المكونات تتغير، وبتغيرها تتغير الهوية. ليست الهوية تكويناً ثابتاً، بل تاريخياً، ليس متغيراً فقط، بل صانعاً للتغير. الهوية تصنع التاريخ. أكثر من هذا، إن ديناميكية المجتمع وحيويته، تقاسان بمدى ديناميكية هويته. وخموله يقاس بجمود هويته؛ بقدر ما تكون المجتمعات خاملة، بقدر ما تكون هويتها ساكنة، وهذا ما نلاحظه على مستوى الهوية ما قبل الحديثة، أما الهوية التاريخية، فهي التي ترى في صنع الواقع تحدياً يومياً، وبقدر ما تصنع الهوية التاريخ، بقدر ما تتغير. هنا تبدو الهوية أقرب ما تكون إلى الإيديولوجيا، التي لا تتغير بتغير الواقع فقط، بل تتقدم الواقع، فهي ليست ملحقة بالواقع، بل الواقع ملحق بها. الهوية هي الانتماء إلى ثقافة وعقل وتراث وعلوم مجتمع وعصر ما، وعلاقة هذه الثقافة بالمجتمع.
وقد ظهرت في علم الاجتماع تعبيرات ومصطلحات كثيرة، قريبة من مفهوم الهوية، كمفهوم العقل الجمعي (دوركهايم)، وروح الشعب ( Volksgeist ) عند الكثير من علماء الاجتماع والفلاسفة. ويرجع معظم هذه المفاهيم والمصطلحات إلى نهاية القرن التاسع عشر، عندما كان المفكرون يرون أن دولة الأمة هي نهاية التاريخ.
العولمة تقطع مع هذا التطور، وتقيم المجتمع على أسس غير اجتماعية. ما هو اجتماعي يتراجع لمصلحة ما هو غير اجتماعي. ويعني هذا أن الهوية بوصفها تعبيراً عن مجتمع الأمة والتعريف به والانتماء إليه، تتعرض لتحديات كبيرة، تنتهي إما إلى تمزيق الأمة وهويتها وتفتيتهما، وإما إلى تجاوز الهوية القومية إلى ما بعد القومية.
ويصدق هذا على كثير من الدول ممّا عرف بالعالم الثالث؛ فهذه تعاني من تفكك الهوية والوحدة الاجتماعية بسبب إخفاقها في إنجاز دولتها القومية وحداثتها، أما بالنسبة إلى المجتمعات الصناعية المتطورة، فإن العولمة تعبر عن مرحلة من مراحل التطور الرأسمالي المعلوماتي.
وبهذا فالعولمة حركة تاريخية، لا يمكن الهروب منها؛ لأنها تؤسس لعالم جديد. كانت القومية وطناً وهوية، أما اليوم، فالعولمة تشكل الأوطان والهوية.
موضوع الهوية لا ينفصل عن القومية والعولمة والثقافة. القومية إيديولوجيا عصر الحداثة، أما العولمة فهي روح عصر جديد، يتشكل ويشكل هوية المجتمعات والإنسان في سياق تاريخي، مختلف تماماً عما سبق، أهم سماته ذلك الطغيان التكنولوجي وخروج التكنولوجيا على الإنسان. فإذا كانت الحداثة مصبوغة بروح دينية مدنية - إلى حد ما - ضمنتها إيديولوجيا فلسفة التنوير وتأكيدها مركزيةَ العقل والإنسان وكرامته، فإن العولمة اخترقت هذه المبادئ[(1)] بعقلها التكنولوجي، وإيديولوجيتها اللبرالية، ورأسماليتها المتوحشة.
رأسمالية متوحشة، داروينية جديدة، تدمر كل ما بنته الحداثة من دولة وهوية قوميتين، بكل ما حملته هذه الإيديولوجية من رومانسية وتحقيق لذات المجتمع. القومية باعتبارها روح الأمة ولغتها ودينها وأرضها وثقافتها، داهمتها العولمة في عقر دارها. لقد ولى زمان القومية وجاء زمن العولمة، هذا قانون التاريخ، أو قانون العولمة؛ إمّا الارتقاء والنمو وإمّا الفناء. كما هزمت القومية التشكيلات ما قبل الحديثة من قبيلة وعشيرة، تُهزم القومية أمام العولمة. هذا هو المبدأ الأول للعولمة.
غيرت العولمة هوية المجتمعات الإنسانية، بعضها اندمج في تكتلات أكبر، والبعض الآخر يعاني من تفكك وصراع الهوية. العولمة أنهت عصراً، وفتحت آخر، أنهت عصر الحداثة، وفتحت عصر العولمة، وودعت بذلك مرحلة بدولها ومجتمعها وإيديولوجيتها، بعدما أعطتها بعداً كونياً. لم تعد الدولة والمجتمع يفهمان في السياق الوطني، بل الكوني. كل شيء يحمل صفة الكونية؛ الدولة والمجتمع والفكر والمثقف والجغرافيا والتاريخ. البعد الكوني للعولمة غير هوية الدولة والمجتمع.
كانت الدولة القومية تعبر عن المجتمع القومي، أما العولمة فقد عولمت الدولة والمجتمع والثقافة: الدولة المعولمة هي الدولة اللبرالية، دولة السوق، فهذه لا تعرّف نفسها من خلال الثقافة، بل من خلال اقتصاد السوق. السوق يشكل الهوية. هذا المبدأ الثاني للعولمة. هذا الملاحظ حالياً؛ تكتلات اقتصادية كبرى، تتجاوز الهويات المحلية، ليست الثقافة ما تجمع التكتلات العالمية، بل اقتصاد السوق. أصبحت الثقافة في عصر العولمة سوقاً، تعكس قيم الاقتصاد اللبرالي. اليد الخفية للسوق، بمفهوم آدم سمث، تنظم المجتمع والسلوك وحتى الانتماء. الفضاءات الاقتصادية، التي أنتجتها العولمة، جعلت الهوية المحلية تتغير، أو تسير في طريق الانصهار في كيانات أكبر وأكبر. ولا تنفصل الهوية عن الثقافة، فإذا كانت ثقافة العولمة هي الثقافة اللبرالية، فإن الهوية لا تفهم بمعزل عن هذا التغير. كما عبرت العولمة الحدود، عبرت الثقافات أيضاً، وفتحتها بعضها على بعض.
ثقافة العولمة هي الثقافة المفتوحة على العالم والمستقبل، وكذلك الهوية، أما الثقافة المغلقة فغير صالحة للبقاء. الدول تركض وراء منافعها الاقتصادية أكثر من التأكيد على تفردها عن غيرها. التميز تميز في الإنجاز والتفوق، الهوية الخلاقة هي هوية الإنجاز التي تصنع المستقبل. فالهوية تصنع وتصنع، بمعنى صناعة الواقع وتغييره، وتصنع: أي تتغير على الدوام من خلال الإنجاز. الهوية هنا منجز حضاري، أكثر منه معطى تاريخياً. هذا أهم تغير في مفهوم الهوية المعاصرة، وهو سيولتها وتغيرها على الدوام. لم يعد البشر عبيد تراثهم وتقاليدهم، ولم يعد الماضي ما يحدد الأنا. صارت الهوية تنتج على الدوام من خلال تفاعل خلاق بين الإنسان وعالمه.
هذه الظاهرة حاضرة في واقع المجتمعات المعولمة، أما المجتمعات التي أخفقت في تحقيق وحدتها القومية، فتعاني من أزمة الهوية، ولن تصمد أمام عواصف العولمة العاتية.
العولمة تؤسس لعصر جديد، محركه اقتصاد المعرفة، ومشروعه المستقبل والمجتمع المفتوح. صناعة المستقبل ونهاية التراث بوصفه ذاكرة جماعية. هذا هو المبدأ الثالث. وما دامت العولمة مشروع المستقبل، فإن أبرز سماتها هي نزع التراث، وقيام مجتمعات دون ذاكرة تاريخية، مصابة بمرض فقدان الذاكرة " مجتمعات ألزهايمر" Alzheimer Society [(2)]. لا تتذكر الماضي والأمجاد، لكن لديها ذاكرة المستقبل. ذاكرة المستقبل وصناعته هما هاجسها. المستقبل حاضر أبداً في فلسفتها. هذا هو المبدأ الرابع. الرهان على المستقبل، لا على الماضي. من لا يفكر في المستقبل، لا ينتمي إلى عصر العولمة. المستقبل يعرّف الهوية ويصنعها. تاريخ المجتمع لم يعد ماضيه، بل مستقبله. من لا يكسب المستقبل، يخسر كليهما. التعلق المرضي بالماضي دليل على أزمة الهوية.
العولمة واللبرالية صنوان: هما يصنعان الهوية، معنى هذا أن الهوية بنت زمانها، هي التعريف بـ(الأنا) والـ (نحن)؟ لكن الـ (نحن) لم تعد اليوم جماعة ثقافية متجانسة، بل تكتلات اقتصادية ما بعد قومية، تعيد صياغة هويتها وفقاً لمصالحها، روح العصر، تطبع روح المجتمع. الأمم تعيش في العصر أو خارجه. ليس هناك ما يجمع تركيا مثلاً مع أوربا سوى المصلحة. المجتمعات صارت لا تعرّف نفسها عن طريق الأصل الواحد، بل المصالح والقيم المشتركة. المصلحة والأهداف المشتركة يكونان مجتمع العولمة وهويته[(3)]. مفهوم المجتمع الذي عرّف نفسه من خلال الدولة، لم يعد صالحاً. العالم المعولم حالة غير اجتماعية[(4)]. إذا كان البعد الاجتماعي القومي قد شكل مجتمعات الحداثة، فإن مجتمعات العولمة لم تعد تعرّف اجتماعياً. المجتمع عند بك ( Beck ) في كتابه (مجتمع الخطورة/ Risikogesellschaft ) هو مجتمع الخوف الجماعي والخطر البيئي العالمي[(5)].
اجتاحت اللبرالية الجديدة كل حصون الدولة القومية، التي قامت على أساس السيادة الوطنية والثقافية، وعرّفت نفسها من خلال رابطة الدم والانتماء الثقافي، كانت الدولة القومية دولة الهوية الثقافية، لذلك نلاحظ أن أكثر ما يتعرض الآن للخطر هو الهوية الثقافية، وهذا صحيح. لكن ليس ظاهرة عامة، بل ظاهرة تميز المجتمعات التي لم تجدد ثقافتها وهويتها، ولم تحقق وحدتها القومية؛ أي أخفقت في بناء حداثتها. هذه الظاهرة؛ ظاهرة الخوف من العولمة، لا نلاحظها إلا هناك، حيث قامت حداثة ناقصة، وحيث ألبست البنى ما قبل الحديثة من قبيلة وعشيرة، ثوب الدولة، وقامت دولة القبيلة أو الطائفة.
وأفهم هنا تحت الهوية الانتماء إلى العصر، ولذلك فإن المجتمعات التي تخلفت عن تجديد هويتها وزمانها، تعاني من قلق الهوية، والسبب هو أنها لا تملك هوية العصر، ولا تفكر بعقله، وعاجزة عن المشاركة في صناعته. وأكثر من ذلك إنها تعاني من تخلف البناء الفكري والمجتمعي وعدم التكيف مع العصر، ومن التشظي وظهور هويات قديمة؛ إثنية ومذهبية. إن الجمود الثقافي هو السبب فيما نلاحظه من ظواهر ما قبل حديثة، وفي عدم تطوير هوية دولة ومجتمع حديثين، فالدولة هنا، ليس لديها عقلية الدولة ( Staatsraeson )، بل عقلية العشيرة والطائفة. وفي مثل هذه الأحوال يتراجع مفهوم الوطن والمواطنة. الناس يفكرون في انتماءاتهم الضيقة، لا في الوطن. الوطن والمجتمع ينتهيان عندما يتراجع الحس الوطني، ويسود الحس المذهبي والطائفي.
هذا القمع التاريخي - لأن من يسير ضد حركة التاريخ لا يقمع البشر فقط، بل التاريخ أيضاً - يشوه بنية المجتمع، ويفسد نسيجه الاجتماعي، ذلك أن الهوية بوصفها حالة ثقافية لا تنمو إلا في ظل الحرية. الناس لا ينتمون إلى جلاديهم وقاتليهم.
الاستبداد يفتت الهوية، لا يبنيها، يفرق ولا يجمع، دينه الفساد والظلم. دولة الفساد لا تعمر، بل تدمر. زمن الاستبداد وقت ضائع من حياة الأمم. يعرف التاريخ دولاً عاتية ومستبدة، لكن لا يعرف استبداداً لم ينهر - في الغالب - بنهاية مفجعة.
العولمة تعيد بناء المجتمع العالمي والهوية، تلك ظاهرة وحقيقة تاريخية، أصبحنا أبناء عالم واحد، إما أن نساهم في صنعه أو ننعزل. الخصوصية الجامدة التي مارسناها على مدى قرن من الزمان، ولم نفهم تحتها سوى محاربة مكتسبات الحداثة والانغلاق، دمرت أحلامنا في دولة العرب، ودولة المسلمين، ولم تخلف سوى نظام الطوائف والاستبداد الذي لا ينفصل عن هذه الخصوصية الجامدة. فحيثما تتجمد الهوية، يتجمد الفكر، ويطغَ الاستبداد. صار الاستبداد هويتنا وخصوصيتنا. سبب هذه الخصوصية هو أننا لا نستقي أفكارنا من الواقع المتغير، بل من تراث الماضي أو من فكر الآخر ( الغرب )، مما أدى إلى الشرخ الكبير بين الهوية والواقع.
كما لم ترحمنا الحداثة، فلن ترحمنا العولمة. أخفقنا في بناء هويتنا ودولتنا الواحدة في عصر الحداثة؛ لأننا شغلنا أنفسنا بالدفاع عن هويتنا، لا بصناعتها، ومعاداة الغرب، لا التعلم منه، فكانت النتيجة هي تلك الهوية العربية المتصدعة. هوية الأمة هي دليلها نحو الحاضر والمستقبل. وإذا كانت الحداثة هي عصر الخصوصية القومية، وتركت للمجتمعات أن تعيش ذاتها وهويتها الخاصة، فإن العولمة تجتاح الخصوصيات والحدود، وتضعها أمام خيارين، إمّا بناء هوية فاعلة على المستوى العالمي، وقادرة على تفعيل خصوصيتها، وإمّا الانكفاء والدمار.
بناء على ما سبق أتناول الموضوع على الوجه الآتي:
1- ما العولمة؟
2- ما الهوية؟
3- ما أثر العولمة في الهوية؟
4- الهوية العربية وتحديات المستقبل.
المستخلص
مستخلص
فجّرت العولمة أزمة الهوية في المجتمع العربي، بدليل ما نشاهده من صراعات الهوية في لبنان والعراق، ومصر والسودان، والصومال والمغرب... إلخ. فالبلاد العربية مهددة بحروب الهوية،.
من نحن؟ سؤال طال البحث فيه، ولا يُفسر إلا بأزمة بنائية وحضارية وفوات تاريخي منقطع النظير.
هذه الإشكالية هو ما يبحث فيها الكتاب، ويحاول أن يقف من خلال البحث على أسباب أزمة الهوية في الوطن العربي. أهو غياب التنوير؟ أم إخفاق عملية التحديث؟ أم غياب الشرعية السياسية؟
ويستشرف الكتاب كذلك التحديات المستقبلية بالنسبة للهوية العربية؛ لقد كان لاجتياح العولمة بعقلها التكنولوجي، وإيديولوجيتها الليبرالية، ورأسماليتها وداروينيتها الجائرة أثرها في تدمير كل ما تبنته الحداثة.
كما يوضح الكتاب فكر العولمة وأساليب عملها، والآليات التي أثرت فيها على صعيد الاجتماع العربي، ويتناول النتائج التي تمخضت عن دخول العرب عصر العولمة، وأثر كل ذلك في الهوية العربية والإسلامية.
 
avatar

karmes

عضو مساهم
البلد/ المدينة :
Algérie
العَمَــــــــــلْ :
متطوع
المُسَــاهَمَـاتْ :
68
نقاط التميز :
35
التَـــسْجِيلْ :
01/10/2012
بداية لا يفوتني أن أشكر الأخت " المتفائلة " على طرحها هذا الموضوع القيم و الهادف و الحساس، و إن كنت لا انكر الحقائق التي تضمنها المقال ، إلا انني أتحفظ على إعتبار العولمة هي ما فجر أزمة الهوية في مجتمعاتنا، فهذه الإشكالية كانت محل نقاش و أخذ و رد بين مفكري الأمة و مثقفيها منذ تلك العهود التي كنا نرزح فيها تحت نير الإستعمار، إلا أن ما تغير حقا هو أن أزمة الهوية قد خرجت من يد المفكرين إلى يد الغوغاء و استغلها المغرضون في إذكاء نار الفتن ما بين ألوان المجتمع الواحد.
لقد تعاملنا مع الهوية كما يتعامل انصار فرق كرة القدم مع فريقهم و منافسيه، فقد أخذتنا الحماسة بعيدا عن دائرة العمل الواعي المدروس.
مجتمعاتنا في الأصل خليط من اعراق و من أتباع ملل مختلفة و من مذاهب فقهية و مدارس فكرية مختلفة، و لكننا حاولنا إلغاء كل هذه المكونات لصالح مكون واحد وحيد، و حين يحاول الواحد منا إرغام البقية على إرتداء الزي نفسه فلا بد أن يولجه مع الوقت ما نسميه إصطلاحا أزمة هوية.
أزمة الهوية هي نتيجة حتمية لسلوك سابق يرمي إلى إلغاء الآخر و طمس الإختلاف، و بالتالي لا اعتقد أن العولمة هي من فجرت في مجتمعاتنا أزمة الهوية هذه، فهي قائمة أصلا و كنا نفعل المستحيل للتهرب من مناقشتها، إنما العولمة قد فتحت ربما فضاء أكثر حرية لمناقشة ما كان في السابق يعد من الطابوهات و المحرمات.
في بلادنا مثلا و على مدار اعوام طويلة من عمر الجزائر المستقلة كنا نعمل بلا هوادة على تغييب العنصر الأمازيغي و طمس الثقافة الأمازيغية و إنكارها رغم أنها تشكل أحد مكونات الهوية الوطنية، في بلادنا أيضا قامت مناهج التدريس كلها على ترسيخ إنتمائنا إلى الأمة العربية و بالمقابل كانت كل سياستنا و إقتصادنا بربطنا اكثر فأكثر بالحضارة الغربية .. في بلادنا أيضا عملنا جاهدين على خلق صراع وهمي ما بين " الإسلامي " و " العروبي " و لم نترك شيئا إلا و صنعنا منه ضدا للآخر .. فأنتهى بنا المطاف إلى تيه روحي و ضياع قيمي لا حدود له.
و اليوم يصنع لنا الخبث الغربي و المكر الصهيوني فلسفة جديدة تقوم على التفريق بين العربي و العربي و المسلم و المسلم على أساس طائفته، فهذا سني و ذاك شيعي و الآخر إباضي و هلم جرا .. و هي سياسة تجزئة المجزأ و تقسيم المقسم ... كل هذا لأننا لا ننتج فكرا و لا نؤثر في التاريخ الإنساني إنما نكتفي بأن نتبنى ما يقدم إلينا جاهزا من أفكار و سياسات.
نحن مجتمع لم يتخل بعد عن " الحفاظات " الفكرية التي يستعملها.
 
المتفائلة

المتفائلة

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
25848
البلد/ المدينة :
الجزائر.ولاية يشار
المُسَــاهَمَـاتْ :
1656
نقاط التميز :
2236
التَـــسْجِيلْ :
19/10/2011
ماأجمل تلك المشاعر التي

خطها لنا قلمكِ الجميل هنا


لقد كتبتِ وابدعتِ

كم كانت كلماتكِ رائعه في معانيها

فكم استمتعت بردكِ الجميل

بين سحر حروفكِ التي

ليس لها مثيل
 
avatar

karmes

عضو مساهم
البلد/ المدينة :
Algérie
العَمَــــــــــلْ :
متطوع
المُسَــاهَمَـاتْ :
68
نقاط التميز :
35
التَـــسْجِيلْ :
01/10/2012
بارك الله فيك أيتها الأخت المحترمة و أسأل الله أن لا يحرمنا تبادل الأفكار معك و مع جميع الأعضاء المحترمين
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى