mohamed kechad
عضو نشيط
- البلد/ المدينة :
- ز.الوادي
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 728
- نقاط التميز :
- 2187
- التَـــسْجِيلْ :
- 10/10/2010
رسالة إلى مريض
محمد بن محمود بن إبراهيم عطية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، نبينا محمد وعلى أله وصحبه ، وبعد :
فهذه رسالة موجهة إلى إخوتنا وأخواتنا ممن ابتلاهم الله تعالى بمرض من
الأمراض ؛ يختبر إيمانهم ، ويمتحن صبرهم ، ليمحو خطاياهم ، ويرفع درجاتهم
، ويجزيهم عظيم الأجر إذا صبروا عند ابتلاء الله تعالى لهم . مما يحدو
بالمؤمن أن يلزم الصبر مع الابتلاء ، لينال هذا الفضل وذلكم الأجر ؛ وحتى
لا تكون المصيبة مصيبتين : البلاء الذي وقع ، والحرمان من الأجر عند عدم
الصبر ؛ والثانية أصعب :
والصبر في النائبات صعب ... لكن فوت الثواب أصعب
وعن الحسن البصري - - قال : إنما يصيب الإنسان الخير في صبر ساعة ( [1] ) .
وقال عبد الله بن المبارك : من صبر فما أقل ما يصبر ، ومن جزع فما أقل ما يتمتع ( [2] ) .
وقال رجل للأحنف بن قيس : ما أصبرك ! قال : الجزع شر الحالين ، يباعد المطلوب ، ويورث الحسرة ، ويبقي على صاحبه عارا ( [3] ) .
واعلموا - رحمني الله وإياكم – أن الابتلاءات أحد أمور ثلاثة لا ينفك عنها
إنسان في هذه الحياة الدنيا ؛ وهي : النعم ، والابتلاءات ، والذنوب .
فالنعم واجبها : الشكر .
والابتلاءات واجبها : الصبر .
والذنوب واجبها : الاستغفار والتوبة .
وقد جاء التأكيد في كتاب الله تعالى على أن الابتلاء من سنن الله في خلقه .
كما جاء بيان الفضل العظيم والأجر الجزيل للصبر على الابتلاء في الكتاب
والسنة ؛ مما يحدو بالمؤمن أن يلزم الصبر مع الابتلاء ، لينال هذا الفضل
وذلكم الأجر
ومن أنواع الابتلاء : المرض ، وهو فساد يعتري الجسم فيخرجه
عن حد الصحة ، وهو أصناف كثيرة ، ومتفاوت في درجاته ؛ يبتلي الله تعالى من
شاء بما شاء متى شاء ؛ ويلزم العبد أن يستقبل قضاء ربه بالصبر ، فإن رقي
في درجة العبودية رضي بالقضاء على ما فيه من شدة .
ولما كان الناس
متفاوتين في فهمهم وإيمانهم ، رأينا بعض الناس إذا ابتلي جزع ، وتلفظ
بألفاظ أقل ما يقال أنها سوء أدب مع الله تعالى ؛ وهذا ذنب عظيم .
وعن الحسن البصري - - قال : إنما يصيب الإنسان الخير في صبر ساعة ( [4] ) .
وقال عبد الله بن المبارك : من صبر فما أقل ما يصبر ، ومن جزع فما أقل ما يتمتع ( [5] ) .
وقال رجل للأحنف بن قيس : ما أصبرك ! قال : الجزع شر الحالين ، يباعد المطلوب ، ويورث الحسرة ، ويبقي على صاحبه عارا ( [6] ) .
وقد ضمنت هذه الرسالة فصولا ثلاثة :
الفصل الأول : فقه الابتلاء
الفصل الثاني : لست وحدك
الفصل الثالث : أحكام تهم المريض ( الطهارة – الصلاة – الصيام )
واقتصرت على هذه الأحكام لأنها - غالبا - التي يحتاج إليها المريض .
هذا ، وأسأل الله تعالى أن يعجل الشفاء لإخوتنا وأخواتنا ، وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم يوم نلقاه .
وأن يتقبل هذه السطور من كاتبها ، ويجعلها خالصة لوجهه ، وأن يجعلها في
ميزان حسنات كل من ساهم في إخراجها ونشرها ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ،
وصلى الله وسلم وبارك على النبي محمد وعلى آله .
--------------------------------------
محمد بن محمود بن إبراهيم عطية
محمد بن محمود بن إبراهيم عطية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، نبينا محمد وعلى أله وصحبه ، وبعد :
فهذه رسالة موجهة إلى إخوتنا وأخواتنا ممن ابتلاهم الله تعالى بمرض من
الأمراض ؛ يختبر إيمانهم ، ويمتحن صبرهم ، ليمحو خطاياهم ، ويرفع درجاتهم
، ويجزيهم عظيم الأجر إذا صبروا عند ابتلاء الله تعالى لهم . مما يحدو
بالمؤمن أن يلزم الصبر مع الابتلاء ، لينال هذا الفضل وذلكم الأجر ؛ وحتى
لا تكون المصيبة مصيبتين : البلاء الذي وقع ، والحرمان من الأجر عند عدم
الصبر ؛ والثانية أصعب :
والصبر في النائبات صعب ... لكن فوت الثواب أصعب
وعن الحسن البصري - - قال : إنما يصيب الإنسان الخير في صبر ساعة ( [1] ) .
وقال عبد الله بن المبارك : من صبر فما أقل ما يصبر ، ومن جزع فما أقل ما يتمتع ( [2] ) .
وقال رجل للأحنف بن قيس : ما أصبرك ! قال : الجزع شر الحالين ، يباعد المطلوب ، ويورث الحسرة ، ويبقي على صاحبه عارا ( [3] ) .
واعلموا - رحمني الله وإياكم – أن الابتلاءات أحد أمور ثلاثة لا ينفك عنها
إنسان في هذه الحياة الدنيا ؛ وهي : النعم ، والابتلاءات ، والذنوب .
فالنعم واجبها : الشكر .
والابتلاءات واجبها : الصبر .
والذنوب واجبها : الاستغفار والتوبة .
وقد جاء التأكيد في كتاب الله تعالى على أن الابتلاء من سنن الله في خلقه .
كما جاء بيان الفضل العظيم والأجر الجزيل للصبر على الابتلاء في الكتاب
والسنة ؛ مما يحدو بالمؤمن أن يلزم الصبر مع الابتلاء ، لينال هذا الفضل
وذلكم الأجر
ومن أنواع الابتلاء : المرض ، وهو فساد يعتري الجسم فيخرجه
عن حد الصحة ، وهو أصناف كثيرة ، ومتفاوت في درجاته ؛ يبتلي الله تعالى من
شاء بما شاء متى شاء ؛ ويلزم العبد أن يستقبل قضاء ربه بالصبر ، فإن رقي
في درجة العبودية رضي بالقضاء على ما فيه من شدة .
ولما كان الناس
متفاوتين في فهمهم وإيمانهم ، رأينا بعض الناس إذا ابتلي جزع ، وتلفظ
بألفاظ أقل ما يقال أنها سوء أدب مع الله تعالى ؛ وهذا ذنب عظيم .
وعن الحسن البصري - - قال : إنما يصيب الإنسان الخير في صبر ساعة ( [4] ) .
وقال عبد الله بن المبارك : من صبر فما أقل ما يصبر ، ومن جزع فما أقل ما يتمتع ( [5] ) .
وقال رجل للأحنف بن قيس : ما أصبرك ! قال : الجزع شر الحالين ، يباعد المطلوب ، ويورث الحسرة ، ويبقي على صاحبه عارا ( [6] ) .
وقد ضمنت هذه الرسالة فصولا ثلاثة :
الفصل الأول : فقه الابتلاء
الفصل الثاني : لست وحدك
الفصل الثالث : أحكام تهم المريض ( الطهارة – الصلاة – الصيام )
واقتصرت على هذه الأحكام لأنها - غالبا - التي يحتاج إليها المريض .
هذا ، وأسأل الله تعالى أن يعجل الشفاء لإخوتنا وأخواتنا ، وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم يوم نلقاه .
وأن يتقبل هذه السطور من كاتبها ، ويجعلها خالصة لوجهه ، وأن يجعلها في
ميزان حسنات كل من ساهم في إخراجها ونشرها ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ،
وصلى الله وسلم وبارك على النبي محمد وعلى آله .
--------------------------------------
محمد بن محمود بن إبراهيم عطية