منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


avatar

ريم الجهمى

عضو مساهم
البلد/ المدينة :
الرياض
المُسَــاهَمَـاتْ :
103
نقاط التميز :
396
التَـــسْجِيلْ :
23/01/2013
بسم الله الرحمن الرحيم

بني الله شرعه الأغر ودينه القيم على اليُسر في كل شيء حتى نستطيع أن نُسميه دين اليسر فلم يكلفنا ما يشق علينا ولم يكلفنا ما لا طاقة لنا به ولم يُحملنا ما لا نستطيع حمله من التكليفات الإلهية وأمرنا النبي صلي الله عليه وسلم أن نسير على هذا النسق فيما بيننا نيسر للمؤمنين ونسهل الأمر للموحدين ما دام الأمر لم يخرج عن شرع رب العالمين وعن سُنَّة سيد الأولين والآخرين

وكان صلي الله عليه وسلم في نفسه تقول عنه السيدة عائشة رضي الله عنها {مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم بَيْنَ أَمْرَيْنِ أَحَدُهُمَا أَيْسَرُ مِنَ الآخَرِ إِلا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًاً}[1] وكان يقول لرسله ودعاته الذين يبلغون عنه صلي الله عليه وسلم الخلق دين الله { يَسِّرُوا وَلا تُعَسِّرُوا وَبَشِّرُوا وَلا تُنَفِّرُوا}[2] ويقول لهم {فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ}[3] تيسرون للأمة أمر هذا الدين حتى يُقبلوا بحب صادق وإخلاص قصد في كل عمل يتوجهون به إلى رب العالمين هذا هو أساس الدين

وللأسف ظهر في عصرنا الآن - مع تقدم العلم وانتشار الثقافة وزيادة معرفة الناس بدينهم – انتشار طائفة كبيرة من المتشددين وجعلوا أنفسهم هم وحدهم الأوصياء على الدين كلامهم هو الحق وكل ما سواهم فكلامه باطل ولا أعرف من أين أتوا بذلك؟ ومَن الذي أعطاهم هذه الوصاية؟ ومَن الذي كتب لهم هذا التوكيل عن البشير النذير؟

وإذا وجدنا ما يدعون إليه نجدهم يحرصون على التعسير ويرفضون التيسير في أي أمر من الأمور التي تتعلق بالمؤمنين ويزعمون أن هذا فيه إرضاء لله وحُسن متابعة لحبيب الله ومصطفاه لأنه يدل على العزيمة القوية الفَتية الصلبة في دين الله بينما هذا لم يكن مع النبي صلي الله عليه وسلم وصحبه البررة الكرام الأطهار

وزاد الأمر سوءاً أنهم جعلوا أنفسهم قضاة وليسوا دعاة فيحكمون على هذا بالكفر ويحكمون على هذا بالشرك ويحكمون على هذا بأنه سيُخلد في جهنم ويحكمون على هذا بأنه لن يدخل الجنة مع أنهم يحفظون قول الله {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ} مَن الذي عيَّنهم قضاة في المحكمة الإلهية ولن يحكم فيها يوم القيامة إلا رب البرية ؟ والكفر حذر منه نبينا صلي الله عليه وسلم أشد التحذير يكفي قوله صلي الله عليه وسلم{أَيُّمَا امْرِئٍ قَالَ لأَخِيهِ: يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا إِنْ كَانَ كَمَا قَالَ وَإِلا رَجَعَتْ عَلَيْهِ}[4]

مضمون الحديث أن من قال لأخيه: يا كافر وكان أخوه مؤمناً موحداً رجع الكفر عليه لأنه يتهم مؤمناً بغير حق الإيمان محله القلب ولا نستطيع أن نُخرج مؤمناً من الإيمان إلا إذا خرج الإيمان من قلبه وأصبح جاحداً بدين الرحمن وهل هناك من يطلع على قلوب أهل الإيمان حتى يحكم عليهم؟

أما الأعمال التي يعملها الناس بجوارحهم وأجسامهم وأعضاءهم فإنها ذنوب أو معاصي يغفرها الله للعبد إن تاب منها وقد قال الله لنا أجمعين {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}ودعانا الله إلى الاستكثار من الاستغفار ليمحو الذنوب والأوزار {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً} فإذا لم يتب الإنسان إلى الله فإن الله قد يتوب عليه بابتلاء يخصه به في هذه الحياة بمرض في نفسه أو بنقص في قوته ورزقه أو بشيء في ولده وهذا ما يُسمى البلاء ويقول فيه إمام الرسل والأنبياء صلي الله عليه وسلم {وَمَا يَزَالُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَمْشِيَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ لَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ}[5]

كلما أذنب ذنباً جاءه بلاء فكفَّر الله به هذا الذنب ناهيك عن أن الله حتى ولو خرج هذا المؤمن من الدنيا ومات ولم يتب فقد جعل لنا أجمعين شفاعة الحبيب المحبوب وقد قال صلي الله عليه وسلم في شأن هذه الشفاعة{ شَفَاعَتِي لأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي}[6] لم يقل: شفاعتي للصالحين أو للمتقين ولكنه خصص شفاعته لأهل الكبائر ولم يقل حتى لأهل الصغائر الذين ماتوا ولم يتوبوا إلى الله وليس معنى هذا أن نصر على الذنوب ولا نتوب لكن القلب استقر فيه الإيمان وفيه توحيد الرحمن ولذلك يشفع فيه النبي العدنان وحتى إذا لم تلحقه شفاعة النبي فأمره مفوض إلى الله إن شاء عفا عنه وغفر له وإن شاء عذبه ولا يطلع على ذلك أحد من خلق الله

[1] الصحيحين البخاري ومسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها
[2] الصحيحين البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه
[3] صحيح البخاري ومسند الإمام أحمد وسنن الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه
[4] الصحيحين البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
[5] سنن الترمذي وابن ماجة ومسند الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه
[6] سنن الترمذي وأبو داود وابن ماجة ومسند الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه


http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%C3%E3%D1%C7%D6%20%C7%E1%C3%E3%C9%20%E6%C8%D5%ED%D1%C9%20%C7%E1%E4%C8%E6%C9&id=92&cat=2

منقول من كتاب [أمراض الأمة وبصيرة النبوة]


يسر الإسلام Book_Amrad%20_Alomma_Wabaseerato_alnebwaa

 
تقييم المساهمة: 100% (1)
إقتباسرد
ابو الحارث الاثري

ابو الحارث الاثري

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
22906
البلد/ المدينة :
الجزائر وهران
المُسَــاهَمَـاتْ :
26158
نقاط التميز :
24766
التَـــسْجِيلْ :
12/08/2011
تعقيب
كيف يشفع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته عند ربه يوم القيامة، وكيف يشفع الصحابة والصالحون والملائكة للمذنبين وحديث: يسر الإسلام MEDIA-H1
شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي
يسر الإسلام MEDIA-H2 ، هل صحيح السند وما معناه إن صح الحديث؟

ج:
شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعة الصالحين يوم القيامة ثابتة في
القرآن، وقد وردت فيها أحاديث صحيحة تفسر ما جاء في القرآن، ومنها الحديث
الذي أشرت إليه في سؤالك وهي أنواع. قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في كتاب [فتح المجيد]: (وذكر أيضا رحمه الله - يعني ابن القيم
- أن الشفاعة ستة أنواع: الأول: الشفاعة الكبرى التي يتأخر عنها أولوا
العزم عليهم الصلاة والسلام حتى تنتهي إليه صلى الله عليه وسلم فيقول: أنا
لها، وذلك حين يرغب الخلائق إلى الأنبياء ليتشفعوا لهم إلى ربهم حتى يريحهم
من مقامهم في الموقف، وهذه شفاعة يختص بها لا يشركه فيها أحد. الثاني:
شفاعته لأهل الجنة في دخولها، وقد ذكرها أبوهريرة
في حديثه الطويل المتفق عليه. الثالث: شفاعته لقوم من العصاة من أمته قد
استوجبوا النار بذنوبهم فيشفع لهم ألا يدخلوها. ا هـ. الرابع: شفاعته في
العصاة من أهل التوحيد الذين يدخلون النار بذنوبهم، والأحاديث بها متواترة
عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أجمع عليها الصحابة وأهل السنة قاطبة
وبدعوا من أنكرها، وصاحوا به كل جانب، ونادوا عليه بالضلال. الخامس: شفاعته
لقوم من أهل الجنة في زيادة ثوابهم ورفعة درجاتهم، وهذه مما لم ينازع فيها
أحد وكلها مختصة بأهل الإخلاص الذين لم يتخذوا من دون الله وليا ولا
شفيعا، كما قال تعالى: يسر الإسلام MEDIA-B2

يسر الإسلام MEDIA-B1 السادس شفاعته في بعض أهله الكفار من أهل النار حتى يخفف عذابه، وهذه خاصة بأبي طالب وحده اهـ
يسر الإسلام 1255726377
 
avatar

ريم الجهمى

عضو مساهم
البلد/ المدينة :
الرياض
المُسَــاهَمَـاتْ :
103
نقاط التميز :
396
التَـــسْجِيلْ :
23/01/2013
جزاااااااااااااااك الله خيررررر خيوووووووووو
 
ابو الحارث الاثري

ابو الحارث الاثري

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
22906
البلد/ المدينة :
الجزائر وهران
المُسَــاهَمَـاتْ :
26158
نقاط التميز :
24766
التَـــسْجِيلْ :
12/08/2011
واياكي
اختاه
...........
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى