![avatar](https://www.ouadilarab.com/users/3412/45/42/53/avatars/gallery/unknow10.gif)
الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
دع عنك [و لكن] ونفذ الممكن...؟
*- على رسلك يا ولدي أتستبدل الأقرب بالأغرب؟ , أتبعد ضيوف الرحمن وتتودد لجنود الشيطان؟
ما هذا.؟ أمرك عجيب , وتصرفك أعجب. ؟أحفلة الختان هذه يُغَيب عنها الفرسان ..؟
*- ما أنت ظانة بي أماه...؟
*- ليس بظن, بل هو وقاية وعلاج , عزة وتاج , فالكواكب لا قيمة لجمالها إن لم يزينها نور ذاك القمر و تحيط تلك الأبراج ...
*- لم أفهم ما ترمين إليه وما تبيتين أماه...؟
يا ولدي اقترب مني مجلسا لأقص عليك ما لم يقصه عليك السابقون ...؟
*- خيرا إن شاء الله..؟
*- يا ولدي ..يا كبدي, قد جرحت بدل المرة مرات.. وتعثرت بدل الكبوة كبوات... وجرحي لا زال يدمي , فلا تخدشه ولا تنبشه بتصرف أراه لا يليق بك..؟
*- نعم أماه سأفعل بحول الله , قصي علي ما أنت قاصة ...؟
*- أجل مهجتي.... فالأولى ظننت... والثانية اعتقدت.. وأما الثالثة فيها سبحت حتى غرقت
وأما ..؟
وساد صمت رهيب أجواء البيت السعيد. فلا الأم واصلت حديثها ولا الولد بمستوعب كلامها
لا ريب أن وراءها غصة. وبداخلها رصاصة إنها تتألم بصمت , وتبكي دون دموع.
ثم تواصل الجزلة الحذامية الجهينية نثرها قائلة: أخيرا بدا لي شاطئ هفا فؤادي إليه وبه تعلق
شعرت براحة بال وطمأنينة نفس ... أحسست بأن ظاهره تآخى وباطنه .. وأن ما عليه باديا لم يخف ما بداخله أبدا ... غير أني هبت ... هبت
*- مما ذاك يا أماه...؟
*- آآآآآآآآآآآآآآه
وتعود للصمت مرة أخرى بل أشد .
*- مما ذاك أماه...؟
*- ولدي الحبيب الظاهر غير الباطن...
*- الظاهر غير الباطن...؟ ولللتو كنت تقولين بأن ظاهره تآخى وباطنه , ما معنى هذا ...؟
*- معنى هذا .... دون الشهد إبر النحل.
*- أماه لم أكن على يقين من ذي قبل عما تتحدثين , بيد أني الآن على بيان , شدي إليك الحبل فهو متين ...؟
*- حبل الله أمتن يا كبدي.. على الله توكلت وله الأمر فوضت لعل فرجه قريب....
*- أماه..سؤال يخامرني, حروفه توخزني, وضماته تؤرقني , ناهيك عن فتحه وكسره هما الآخران يشدانني .. يجرفانني.. لاأدري كيف الجمع والألفة ؟ ..أماه حين كانت والدتي حية أرضعتني حليب الإبل لأتقوى وأصهر .. ولما رحلت تولت إكمال تربيتي خالتي التي رمتني وراء البحر
ولم أبلغ وقتها الثلاثين من العمر...إنها خالتي أنفذ لها كل ما به تأمر ....
*- صبرا مهجتي..؟ أليس قريبا موعد حلول الشهر...؟زمنها يكون لكل مقام مقال....
*- نعم أماه وإني لمن الصابرين .. إني ذاهب أماه ..؟
*- ما وجهتك...؟
*- أهيم فقط , لا وجهة محددة...
*- أدنو مني أوصيك..؟
*- نعم إني بين يديك...
*- أنا مغادرة لهذا البيت , أوصيك بردم أمتعة لي تركتها هنا وأنا صاحبتها , أتعمل بوصيتي ؟
*- بحول الله سأفعل , ولعلني أنا الآخر فاعل...ولكن..؟
*- دع عنك ولكن ونفذ الممكن...؟ ألست البدوي أنت ؟
إبراهيم تايحي