منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الرحبة

الرحبة

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
548
البلد/ المدينة :
الجزائر
العَمَــــــــــلْ :
استاذ
المُسَــاهَمَـاتْ :
8556
نقاط التميز :
25056
التَـــسْجِيلْ :
14/04/2010
جريدة القدس العربي 01
عبد الباري عطوان يستقيل من جريدة القدس العربي
10/07/2013
الى القراء الاعزاء... وداعا!
والى لقاء قريب باذن الله
عبد الباري عطوان
ليس هناك اصعب على المرء من لحظات وداع قرائه المحبين، خاصة على
كاتب مثلي كان ولاؤه دائما لهم طوال رحلة صحافية امتدت لما يقرب من
لم ينقطع خلالها عن الكتابة يوما ،« القدس العربي » ربع قرن، وعلى صفحات
واحدا.
لم اكن اتمنى مطلقا ان تأتي لحظة الوداع الاخيرة في اليوم الاول من شهر
رمضان المبارك، الذي انتهز فرصة قدومه لاهنئ جميع ابناء الأمتين العربية
والاسلامية، ولكنها الظروف ومتطلباتها، خاصة عندما تكون هناك اطراف
اخرى لعبت دورا بالدفع باتجاه هذا القرار.
القدس » اليوم تنتهي علاقتي كليا كرئيس مجلس ادارة ورئيس تحرير
الصحيفة التي اعتز بها لوقوفها ومنذ اليوم الاول لصدورها في خندق ،« العربي
امتنا وعقيدتها، وخاضت معارك شرسة في مواجهة الاحتلالات والهيمنة
الاجنبية والديكتاتوريات القمعية الفاسدة، وانتصرت دائما للمظلومين
والمضطهدين.
كل رحلة لها نهاية، بما في ذلك رحلة الانسان في دار الفناء، ومن الطبيعي ان
يصل قطاري الى محطته الاخيرة، وان اترجل منه مرهقا من وعثاء سفر لم يكن
مريحا او سلسا في معظم مراحله.
تلقيت تهديدات بالقتل، من اجهزة انظمة بوليسية عربية واجنبية واسرائيلية،
وخضت حربا شرسة ضد انصار اللوبي الاسرائيلي في اوروبا وامريكا قبل ان
تمنعني من زيارتها، الذين حاولوا وما زالوا تشويه صورتي وكتم صوتي، ومنع
ظهوري على محطات التلفزة العالمية، والقاء محاضرات في الجامعات الغربية
المشهورة، حتى ان احد الملحقين الاعلاميين الاسرائيليين تباهى في حديث ادلى
اليهودية البريطانية ان ابرز انجازاته في « جويش كرونيكل » به الى صحيفة
« والبي بي سي « سي.ان.ان » لندن هو تقليص ظهوري في المحطات الشهيرة مثل
كخبير في شؤون الشرق الاوسط، وهذا هو الوسام الوحيد « سكاي نيوز « و
والرفيع الذي تلقيته في حياتي.
٭ ٭ ٭
تعرضت لحملات تشويه شرسة وما زلت، من مخابرات عربية، فقد صوروا
كناطحة سحاب، وهو شقة صغيرة، اذهلت في تواضعها « القدس العربي » مبنى
الكثير من زوارنا من وزراء اعلام وخارجية وسياسيين وزملاء، حتى ان الشاعر
الكبير محمود درويش اصيب بالصدمة عندما عرج علينا للقائنا، وقال كلمته
انكم » ولكنه استدرك وقال ،« صحيفة كبيرة تصدر من كهف صغير » الشهيرة
!« لستم من اهل الكهف وانما اصحاب رسالة حضارية
اليوم مرفوع الرأس، فقد تحولت من صحيفة هزيلة « القدس العربي » اغادر
ضامرة مصابة بفقر دم في ايامها الاولى، الى واحدة من اهم الصحف العربية
والعالمية، تترجم افتتاحياتها الى معظم اللغات، ويحج اليها الكثير من طالبي
المقابلات والاستفسارات والتعليقات.
نفتخر بأننا، ورغم الحجب في عدة دول مثل المملكة العربية السعودية
وسورية (مفارقة غريبة) والبحرين، اصبحنا الاكثر انتشارا وربما نفوذا،
ونتقدم في هذا المضمار على جميع منافسينا من حيث عدد الزوار، فنحن نُقرأ
في 208 دول وكيان على طول العالم وعرضه، ونحتل المرتبة 4500 تقريبا على
مستوى العالم على الانترنت، حسب احصاءات وكالة اليكسا وغوغل.
هذا النجاح الكبير ما كان ليتحقق لولا اسرة هذه الصحيفة الصغيرة في
عددها ( 18 شخصا من السكرتيرة حتى رئيس التحرير)، الكبيرة في امكانياتها
وعزيمتها، وقدرتها على مواجهة التحديات. فالصحافة بالنسبة اليهم كانت
دائما رسالة قبل ان تكون من اجل لقمة العيش، ولهذا رفض معظمهم اغراءات
مالية كبيرة للانتقال الى مؤسسات اخرى، رغم ازمات مالية حرمتهم من
رواتبهم لبضعة اشهر في بعض الاحيان.
هذه الكوكبة الصغيرة من الزملاء الصحافيين والكتاب والمراسلين صنعت
معجزة في عالم الصحافة، عندما استطاعت، بميزانية صغيرة ان تحافظ
على الحد الادنى من المهنية والموضوعية وعفة القلم، والاستقلالية في الطرح،
والاصرار على نشر الحقيقة كاملة.
لم اتردد مطلقا ،« وقفة عزّ » آمنت دائما، وطوال مسيرتي الصحافية ان الحياة
في اتخاذها، فلم أساوم مطلقا على ما اؤمن به، وتربيت عليه من قيم ومبادئ
وقناعات سياسية، ودفعت بسبب ذلك، وما زلت، وسأظل، اثمانا باهظة ربما
يأتي يوم لذكرها اذا طال بنا العمر.
اعترف بأنني اجتهدت، اخطأت واصبت، ولكنني ظللت دائما اتعلم من
اخطائي، واعتذر عنها دون خجل، فلا احد يحتكر الحقيقة، ولكل قضية وجهتا
او عدة وجهات نظر تجاهها، ولهذا حرصت دائما ان لا احجب رأيا مخالفا طالما
التزم صاحبه بأدب الحوار وابتعد عن القضايا الشخصية، واتهامات العمالة
والتخوين، وما اكثرها هذه الايام.
٭ ٭ ٭
ربما يسأل قارئ محب بكل براءة ويقول والآن ما هي خطوتك القادمة يا
ابن عطوان؟ جوابي وبكل بساطة الى بيتي لأقضي وقتا اطول مع اسرتي
واتعرف مجددا على ابنائي الذين ،(« القدس العربي » الاصغر (الاكبر هي
سرقتني الصحافة منهم، فأطول اجازة سنوية قضيتها معهم لا تزيد عن عشرة
ايام.
لم امتهن مهنة اخرى غير الصحافة بعد دراستي لها، ولم اجمع بينها وبين
رغم العروض « البيزنس » اي مهنة اخرى، ولم احاول مطلقا الدخول في ميدان
واكثرها رقيا واشباعا في رأيي الشخصي، « ام المهن » الكثيرة، فالصحافة هي
ولو عاد بي العمر الى الوراء فلن اختار غيرها.
لدي مشروع واحد في الافق ربما اعكف على انجازه في ايام التيه الاولى
وهي ايام ستكون صعبة وطويلة حقا، هو ،« القدس العربي » بعد خروجي من
تأليف كتاب جديد باللغة بالانكليزية تعاقدت عليه مع دار نشر اوروبية، وافكر
في الوقت نفسه في استمرار التواصل مع القراء من خلال كتابة مقالات عبر
التويتر والفيس بوك. الكتابة هي ادماني الوحيد، واكبر فرحتين في حياتي هما
مولد طفلي الاول وصدور كتابي الاول.
في مرحلتها الجديدة، والزميلة سناء العالول « القدس العربي « اتمنى ل
رئيسة التحرير بالوكالة التي ستقود سفينتها في هذه المرحلة كل التقدم
والتوفيق والنجاح.
القدس » واخيرا اكرر شكري المفعم بالمحبة والعرفان لكل زميل في اسرة
الاسرة التي ساندتني دائما وتحملتني في اوقات صعبة، كما اشكر ،« العربي
امبراطوري الاول والاخير، اي انت قارئي العزيز الذي لا اخاف من احد غير الله
الاّ انت، ولا اطيع الا رغباتك، وبوصلتي دائما متجهة اليك، واقسم بالله انني لم
اسع مطلقا الا لرضائك بعد الخالق جلّ وعلا.
وداعا.. والى اللقاء.. وحتما عائدون بإذن الواحد احد.
*****************
الخميس11/07/2013

شكر وتوضيح  لقراء القدس العربي الاعزاء
تتوجه اسرة « القدس العربي » بجزيل
الشكر الى قرائها الاعزاء على اهتمامهم البالغ
ومشاعرهم النبيلة، ورسائلهم واتصالاتهم
التي انهمرت على مقر الجريدة وموقعها
في الانترنت منذ نشر خبر استقالة رئيس
تحريرها السابق الاستاذ عبد الباري عطوان.
واذ تشعر اسرة الجريدة بالكثير من
العرفان والتقدير امام هذا الموقف النبيل، واذ
تتذكر الرحلة الصعبة التي خاضتها بقيادة
الاستاذ عبد الباري طوال نحو ربع قرن فإنها
لا تملك الا ان تؤكد بقاءها على العهد، وانها
ستواصل كفاحها للحفاظ على الاستقلال
والمهنية، والدفاع بأي ثمن عن حق القارئ
في معرفة الحقيقة، والالتزام بحرية التعبير
والاختلاف الموضوعي في زمن يتعمق فيه
الاستقطاب.
وتنتهز الفرصة لنفي الشائعات والتكهنات
والاسماء التي تم تداولها على الانترنت بشأن
قيام حكومة بلد عربي بشراء الجريدة او
مقاضاتها، وتسمية رئيس التحرير الجديد.
كما تشير الى ان التقارير التي ربطت الاستقالة
ب « تهديدات بالقتل » انما جاءت نتيجة سوء
فهم، حيث ان الاستاذ عبد الباري كان يشير في
مقاله الى تهديدات تلقاها قبل سنوات بعيدة
لكن لم تثنه عن المضي في رحلته.
وتوضح ان الاستقالة جاءت نتيجة تقدم
مستثمرين عرب لمساعدة الجريدة على تخطي
تعثرها المالي والاستمرار في الصدور، وفضلوا
ان تتولى ادارة تحرير جديدة مهمة الاشراف
والتطوير في المرحلة المقبلة.
 
ابتهال34

ابتهال34

عضو متميز
رقم العضوية :
24324
البلد/ المدينة :
الجزائر برج بوعريريج
العَمَــــــــــلْ :
طالبة علم على الدوام.
المُسَــاهَمَـاتْ :
1874
نقاط التميز :
1578
التَـــسْجِيلْ :
10/09/2011
شكرا لك..
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى