الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
أســـــرار من الماضـــــي
بأضدادها تُعرف الأشياء, وهل للضرير أن يميز بين النور والظلماء وبين السناء والضياء...؟أجلسني قومي مجلسا , لا أدري هل يليق بي؟ وهل أنا أهل له أم لا؟ وهل علموا حالي بصدق ووفاء..؟
فلولا اختلاف أرائهم ما قدموا على ذلك ؟ وما ظهرت حقيقة أمثالي من البؤساء فأين الصفاء؟
وطال مكوثي أحقابا , فما حبلت أرض وما نما زرع ؟ وأنى لهما والضباب يغشى وجه السماء؟
نبحت كلابهم فجرا فأصابني رذاذ ألسنتهم رغم ما يثقلني وما بي من إعياء....
وكانت محبرتي تغازل قلمي , وكان قلمي يئن , فليس بالمحبرة من دواء...
وقد ابتغيت علو الهمة , فما رأيتها إلا في كتاب أ نزله رب الأرض والسماء ....
لولاك يا رسول الله يا محمد – صلاة ربي وسلامه عليك- ما هُديت وما كنت من الأتقياء...
ومضى ما مضى من العمر دون رجعة أدركتُ.. وقفتُ... علمتُ.. استفقتُ , وكان ما كان من أثر.. من أمر.. من جلمود الصخر.. مما جرفه الوادي , وما أفرزته تقاليد البشر.......
ورحتُ أفتش بين الأحجار , وفي عمق البحار , وبين أوراق أغصان الأشجار .....
سألت الكواكب السيارة فرد ت علي السماء المدرارة بوحيها (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب))
تجمرتُ صيفا وتجمدتُ شتاء وتعرى بدني خريفا , فمالي لا أرى للربيع أزهارا....؟
تلكم أسرار من الماضي
لكل مخلوق عاش ..برهة ..لحظة.. ساعة.. أو عمرا طويلا كان أم قصيرا , له ماض, فلما أنا ليس لي ماض ؟ أوَ لستُ مخلوقا مثلهم...؟فتحتُ خزانتي فما ألفيت بداخلها إلا صرة حسراتي...وقد رأيتها قد لُفت بحبل. عقده لا تعد ولا يُعرف كم طوله حين يمد....؟
فقط علمت ُ حقيقة وجوده.. ولِما التوى هكذا عليها. وثُبتت أنيابه تثبيتا....
استعرتُ جرأة من أولي بأس عمروا الأرض وقتها وهم الآن رميم مستأنسا بقول رب البيت العتيق
(( وبشر الصابرين....)).
عُدتُ مفككا عقد حبل الصرة وأمل يحدوني في أن أجد ما يذهب عني شيئا من ذاك الذي كان مخزنا ......
عجزتُ أمام شدة سواده ..خائر القوة ذليلا.. وكأني والحال هذا رضيع تتخطفه الجن .. وكأني صريع به مس .....وكأني لا شيئ لا شيئ.....
(( سبحانك لا إله إلا أنت إني كنت من الظالمين))
إبراهيم تايحي