زائر
زائر
لا يكون المرء عاقلا حتى يكون عما لا يعنيه غافلا
لا تستغرب لو قيل لك ان التغافل فنا
نعم هو فن ....وفن راق ايضا لا يتقنه الا من يحترف السعادة بامتياز ..
قال الإمام أحمد بن حنبل "تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل"
فالتغافل لغة هو تعمد الغفلة ، و ابدى من نفسه أنه غافل و ليس به غفلة
و التغافل عن ما لا يعني فهو العقل. و في هذا قال الحكماء:
لا يكون المرء عاقلا حتى يكون عما لا يعنيه غافلا.
ولا يخلو احدنا من نقص ، و ليس كاال ما يرغبه و يرده المرء في الطرف الاخر يدركه..
كما انه لا يمر وقت الا و يشعر أحدنا بالضيق من تصرف قام به آخر
و يعتبر من الدهاء كل الدهاء التغافل عن كل ذنب لا تستطاع العقوبة عليه
ومن عداوة كل عدو لا تقدر على الانتصار منه
المقصود هنا ليس التغافل عن الأمور الجيدة
ما نقصده هنا ليس التغافل عن ما هو جيد و لكن نقصد به التغافل عن كل ما هو مزعج
و يتسبب في النكد و الغضب و تشويش البال
و الامثلة كثيرة حول الامور المزعجة التي تمر عليك يوميا
سواء في البيت او خارجه امام الناس ام في وحدتك
كلمات جارحة ...شجار حاد ...صوت مزعج....استهزاء ....تصرفات مسيئة لا تعجبك تفحيط بالشارع
و غيرها من الامثلة
لك فقط ان تجرب
و حاول ان تتغافل عن كل ما يزعجك
في قراءتك لكتاب ,أو سماعك لشريطك , أو رسمك او تصميمك المبدع اما
وضع عقلك وذهنك في حالة "تغافل" تام
جرب و حاول
اكيد ستتعود على هذه القدرة الرائعة و تعجبك
و ما اجمل التغافل خاصة عندما نتصرف به في المواقف التي لا تخلو من ضغوط الحياة
حاول ان لا تركز على المضايقات من حولك
بل اغفل عنها.. والتفت عنها و تجاهلها..
إن تركيزك وتفكيرك في امور تزعجك و اهتماممك بها وحديثك حولها بالشكوى والتذمر
من شأنه يزيدك الما عذابا و قد تتعبك حد المرض ...
و تغافلك عنها فيريح أعصابك ويمنحك طاقة ايجابية طول يومك
و في حياتك الاجتماعية على الخصوص ..
حاول أن تغفل عن بعض المكدرات مثل سلوك شخص تعرفه اوغيره
وماذا كان يقصده هذا.؟؟.و لماذا فعل هذا ...؟؟ وسترتاح ..
بطبيعة الحال يصعب ان تبقى متغافلا لمدة طويلة من الوقت
لانه كثيرا ما ينهار الإنسان مهما حاول
لكن من الافضل ان تتغافل لفترة خير لك من تبقى في توتر لوقت طويل .
و هذا طبعا لا يمنعك ان تبحث عن حل للمشكلة و تحاول معالجتها
لكنه يبقى افضل وسيلة تفيد في التعامل مع ضغوط الحياة البسيطة و المتكررة
التي قد تؤدي بنا الى حالات عصبية الى حد الجنون احيانا