آفة العجب

..يدعو العجب الى الكبر،لأنه أحد أسبابه، فيتولد من العجب الكبر، ومن الكبر الآفات الكثيرة، هذا مع الخلق،
 فأما مع الخالق، فان العجب بالطاعات، نتيجة استعظامها والتبجّج بها،فكأنه يمنّ على الله سبحانه أن يفعلها،
وينسى نعمته عليه بتوفيقه لها، ثم يثمر اعجابه بها العمى عن آفاتها، ورب آفة دخلت فيها فأفسدتها،
 وانما يتفقد آفات الأعمال من خاف ردها دون من رضيها فأعجب بها، ثم يظن أنها قد جعلت له من الله مكانا، 
وأنه قد استوجب بها أجرا، ويثمر ذلك الظن حمده لنفسه والثناء عليها، ونسيانه للذنوب الكثيرة احتقارا لها،
فلا يتشاغل بتلافيها ظنا منه أن ما قد عظم عنده من حسناته يغمرها،
  وصلى الله على محمد

صل الله عليه وسلم
لكن هل من شرح اكثر حول افة العجب لم افهم القصد اختاه

..لك ذلك بنيّتي ان شاء الله،
قال تعالى*..ويوم حنين اذ أعجبتكم كثرتكم..*،
وقال أيضا جلّ شأنه*و..ولا تبطلوا صدقاتكم بالمنّ والأذى*،
 وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، 
عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أنه قال،=بينما رجل يتبختر في 
بردين وقد أعجبته نفسه فخسف به الأرض، فهو يتجلجل أو يتخلخل
فيها حتّى يوم القيامة=
وقال أيضا صلّى الله عليه وسلّم=ثلاث مهلكات/
شحّ مطاع، وهوى متّبع، واعجاب المرء بنفسه=
فعجب الانسان- بنيّتي -بنفسه ، وما كان له من واقعاته 
من كمال علم أو عمل أو مال أو طاعة.. يجعله ينسى فضل المنعم 
عليه وهو ربّنا عز وجل شأنه،ونعمته عليه بتوفيقه لهذه الأعمال..
فيثمر ذلك الاعجاب العمى عن آفاتها،
وروى عن ابن مسعود أنه قال/الهلاك في اثنين القنوط والعجب، 
...لأن المعجب يظن أنه قد ظفر بمراده، فلا يسعى/
وقال مطرف/ لأن أبيت نائما وأصبح نادما، أحب الي من أن أبيت
قائما وأصبح معجبا،
هذا ما وفقني الله اليه بنيّتي، وأستغفرالله ولا حول ولا قوة الا بالله،
من كتاب منهاج القاصدين ومفيد الصادقين ، لابن الجوزي،
-ربع المهلكات-
وصلى الله على محمد