آخر دواء ..الكي!

قرأت فيما مضى ..في السنوات السوداء"الله لا يردّها " ، في احدى الكتب أو المجلاّت..لا أتذكّر بالضبط!، أنّ احدى الخبيرات الغربيات أكّدت على أنّ "الغزل" مثل الفيتامين ، منعش ويجلب الرّاحة والعافية ، وينفع الصحّة..، 
وكنّا نحن عندما نحاول أن نغازل "نخجل " من أنفسنا ، لأنّنا لسنا خبراء في هذا ..المجال ، 
وأتذكّر أنّ ما قالته هذه الخبيرة .جعاني أحاول "فرحا" أن أغازل زوجتي..، أيّ : كأنّني أتناول "حبّة دواء" من ذلك الفيتامين..، أو كأنّني أشتري دواء من الصيدليّة لصحّتي وعافيّتي..!
ورغم أنّ مثل هذه الأخبار التي نقرأها و" نتمعّنها"..قلّما تصدّقها نساءنا المتزوّجات، لسبب واحد، وهو: أنّ هذا "الغزل" لا يقتصر عليهنّ وحدهنّ ..  دون غيرهنّ ممّن لم يتزوّجن،  فقد تركت هذه الخبيرة ..! جميع أبواب "الغزل"
مفتوحة على مصراعيها للأزواج ..مثلي!، ..على الأقلّ للحفاظ على رشاقتي النفسيّة ، وعافيّتي ..الجسدية!!، 
..وعلى هذا المنوال ..فقد اكتشفت خبيرة أخرى ..أنّ الموسيقى تجعل من البقرة الحلوب"تحلب كميّة أكثر" !، وقد قامت بعدّة تجارب أثبتت فيها ذلك!!، وأقاموا لها صناعات..وشركات لتموين مزارع البقر بأجهزة تبثّ..الموسيقى..،
حتّى ترتاح البقر ..نفسيّا ، وتطلق العنان لأثدائها..لتعطي الحليب أكثر !، كما أنّ الخبراء اكتشفوا أنّ البقر"الهولندي" متنوّع المزاج ، على عكس ..بقرنا ! ..الذي يهبّ على أقدامه. .ما ان يسمع اسما..ملهما!؟
ممّا جعلهم يركّزون على تطوير موسيقى خاصة بمزاج كلّ بقرة..في انتظاراختراع "نشيد" يستجيب له كلّ..البقر!!؟؟ ..الى هنا، فالأمر بالنسبة لي ليس عجيبا..،
انّما العجيب أنّ زوجتي صدّقت الموسيقى التي تؤثّر في البقرة الحلوب، بينما رفضت تصديق حكاية" الغزل" الذي يؤثّر حتما في زوجها ..الحلوب ، الذي هو "أنا"!، والذي لا تبقي في جيبه ولو ورقة من مائة دينار جزائري قبل فوات
الثلاثة أيّام من الأسبوع الأول ..من راتبي ، ولا يمنعها من ذلك ، حتّى راتبها الذي يفوقني قريبا..النصف!؟
ممّا دفعتني حالتي هذه للبحث أنا كذلك على خبير..أيضا..!!..ورغم أنّ الخبيرة الأولى أكّدت على أنّ "الغزل " نافع للطرفين أيّ للزوج والزوجة ..، حتّى لا أقول.. للمدير ..والسكرتيرة ..مثلا ، مثلا ..لكي لا يفهمني غيري ..خطأ!!؟
فقد احتجّت زوجتي على ذلك ، رغم أنّ هذه العافية والصحّة تشملنا جميعا..، فالرجل عادة ما يبدأ أوّلا " بالمغازلة " ، وبالتالي فهو من سيتحكّم وحده في عمليّة " الأمن الغزلي!" ثم من بعده "..الغذائي!!" ، وربّما"...القومي!!؟"،
وبالتالي ،سيكون المستفيد الأوّل من هذه ..النظريّة!؟
وبما أنّني لا أنكر(..كما قال أخونا..ما أكرمهن الاّ كريم ولا أهانهنّ الاّ لئيم)..، أنّ زوجتي حفظها الله لي ورعاها تهتمّ بصحّتي ، وتتعب في طبخ كلّ الوجبات التي تتوافر فيها كلّ أنواع.. الفيتامينات!، وتقوم بتدليكي عندما يصيبني تصلّب في رقبتي أو ..عمودي الفقري، وتسهر على توفير كلّ ما من شأنه أن يعافيني  من أي مرض  ، حتّى ولو كان على حساب نومتها الهادئة التي جعلها الله لها سكنا...،
فقد ارتأيت في يوم من الأيام ، وبعد طول تفكير ..و تردّد ، أن أكسّر حاجز الخوف ، ..فحاورتها، وسألتها بصوت خافت (كأنّ الطير والوحش ينعكف حولي) :انّك تقومين بمهمّات شاقة قد تتوافر عليك بمجرّد أن تسمحي لي بأن "أغازل" ..أخرى- طبعا من باب المزاح فقط!-وفي نفسي،.. ما في نفسي !؟/...وما ان لم أكمل شرح سؤالي ونيّتي في الهزل أو..الجدّ ، حتّى قالت بحزم:ألم تسمع بالكي..؟ طأطأت رأسي وبقيت أنصت..!:قالت:أحيانا نعود اليه ، حينما يستعصي على المريض الشفاء..،ولا ينفعه الدّواء،... للحفاظ على عافيّة..أزواجنا!؟..تذكّرت لحظتها لمّا سأل "برنارد شو" حماته مرّة وكانت تبلغ الثمانين عاما ، :في أيّ سن تفقد المرأة حبّها لزوجها؟ فأقتربت منه وهمست في أذنه وقالت له:
يا بنيّ وجّه هذا السؤال الى سيّدة أكبر منّي!!؟..
   فما كان لي الاّ أن بحثت من حولي لعلّي أجد مخرجا ..ينقذني ممّا وضعت نفسي فيه ، ومن "قصاص" ..الكيّ!!؟ وصلّى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم./منقول/

مشكوووور اخى طرح مميز يستحق المتابعة
بارك الله فيك

..وفيك بارك الله.