منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


جلال الدين النوري

جلال الدين النوري

عضو مساهم
البلد/ المدينة :
تنس
العَمَــــــــــلْ :
عامل حرفي
المُسَــاهَمَـاتْ :
69
نقاط التميز :
233
التَـــسْجِيلْ :
11/09/2013
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
اما بعد:...فان القران الكريم قد اطنب في التحذير من عدوين لدودين: من الشيطان ومن بني اسرائيل فما من صفحة فيه الا وفيها آية تكشف لك كيدهما او كيد احدهما وقد لا يلتفت المبتدي والعامي الى مغزى هذا الاهتمام في القرآن بهذين الخطرين الا ان الناظر في السيرة المطهرة المحلل لتاريخ الامة المتأمل في التجارب الحاضرة الراصد لأسباب الضعف والخلاف : يدرك بوضوح أنهما وراء كل فتنة وشر. وسبب كل تحذيل وتعويق.
فلا عجب أن يتصدى الوعاة لتقليد القرآن في منهج التحذير من هذين العدوين فيطيلوا النفس جيلا بعد جيل في ترتيب الآي. واستنباط معانيها وتكميلها بمثلها من كلام النبي صلى الله عليه وسلم أو أقوال معلمي الأمة.
من فقيه واقف على أسرار أعمال القلوب أو مؤرخ مكتشف لوثائق الادانة وخفايا العلاقات.
بيد أن استقرار معاني الحذر من الشيطان في القلب يحتاج الى ايمان عميق لا تحتاجه حقائق التاريخ وعلى الأخص أن هناك حاضرا مرئيا لبني اسرائيل تقاس عليه سابقاتهم لكن الاخبار بوجود الشيطان أمر غيبي ويحتاج قلبا يؤمن بالغيب الذي تحدثت عنه عقيدة الاسلام ومن لا يملك هذا الايمان بالغيب الذي تحدثت عنه عقيدة الاسلام ومن لم يملك هذا الايمان بالغيب فهو عن ادراك طبيعة الخطر بمعزل وعن النجاة بعيد وقد يكون المرء مسلما تمييز انواع كيده واستدراجه ويتقن فنون التملص من اغرائه.
فمن ثم كان هذا الكتاب الذي بادر الى جمعه أخي البلالي حفظه الله ورعاه اذ انه ادرك حاجة المكتبة الاسلامية الى بحث في هذه المعاني يقف عند النص القرآني وصحيح الماثور غير مشوب باحاديث ضعيفة وموضوعة ولا بقصص وهمية خرافية او بكلام جزاف فكان له التزام جيد بمنهج سليم تناول الموضوع من خلاله واعانه على ذلك اعتماده على متابعة علماء من سلف الامة ومحدثيها ممن عرفوا بصحة العقيدة ووفور التقوى فقد اصغى لابن الجوزي حتى وصف له تلبيس ابليس وسلك مدارجا مهدها ابن القيم وزامل سيدا خلال رحلة تاملية في ظلال القران ثم آب لك راجعا يقص عليك القصص ويخبر بما هنالك.
وكما ان المشروع الهندسي يعهده الناس الى مهندس ثم يلتمسون وصف الدواء من طبيب فكذلك هذا الخبر الصادق وفق الله لتبليغه اليوم من نعرفه بشدة الاحتياط ولا نزكي على الله احدا فكان في الفاظه وضوح ينبيك انه لم يصدر في ذلك عن مجرد رغبة بحث وتكاثر بالصفحات بل هو جهد تربوي منه لاخوانه الدعاة يتفاعل هو واياهم مع موضوعه كل يوم بل كل ساعة بل الموفق منهم المحترس اليقظ يفترض فيه ذلك كل لحظة
وحسب اخي ويكفيه انه قد فهم طبيعة التربية الايمانية التي تلزم الدعاة وعرف النقص فبادر الى محاولة الاستدراك بتجديد التذكير قي ضرورة النجاة من القاءات الشيطان واضعا اصحاب القلوب المتفتحة من اخوانه العاملين للاسلام التي لم تغلقها المعاصي والفتن ومحبة الدنيا في شغل كله خير محمود العواقب من زيادة الحذر ومحاسبة النفس وفصاحة الذكر وطول السجود.
فكتاب أخي هذا جزء نافع ان شاء الله من مجموع متطلبات الخطة التربوية للجماعات الاسلامية تلتذ خلال مطالعته بحماسته وبشفقته عليك.


وبحيوية النبرات الصادقة التذاذا ينسيك انواعا من جمال الانشاء والاسترسال البياني الجميل ومزيد مهارة في الصنعة التاليفية يحتاجها.
فقلم اخي في هذه المواعظ ما زال مبتدئا لم يستطع محاكاة البلغاء لكن نصائحه جاءت في ذروة الصدق فهي من ثم حرية بالقبول وطالب الانتفاع لا يسمح للبطر العلمي ان يمنعه من الاصغاء للنصيحة البسيطة المتواضعة اذا كانت صادقة ومن ابى الا ان ينمق له الكلام فهو واهم ومثقل نفسه بنوع من الترف.
ان هذه المخاطبات دعوة الى الانتباه والحذر وليست فتحا لباب الوساوس فان الاسراف في ذكر خواطر السوء والتفرغ لردها يشغل المسلم عن اصل عمله في التوجه لفعل المعروف وفي ذلك بعد وانحراف عن طريقة السلف الصالح بل الصواب ان يقذف المسلم نفسه في لجة العمل مجتهدا متحريا صفاء النية وصواب الابتداء فيخرجه ذلك الى استمرار تلقائي وحصانة ذاتية ضد الوسوسة بسبب امتلاء النفس والجوارح بمقاصد الخير والخطو اليه دونما حيز فراغ فيهن تطرقه الخواطر الشيطانية او تحتله فاذا بقيت من بعد بقية لهذه الوساوس فان سعة آفاق الرجاء في قلب المؤمن تتكفل بتبديدها ولا يكمل الايمان بمجرد خوف من رب جبار منتقم ومن عقابه وناره ومن شيطان خلقه وجعل كيده فتنة وامتحانا للعالمين بل حتى يقابل ذلك رجاء اكبر وانتظار لطف من رب رحيم غفور ودود.
فالمهم في عمل اخي البلالي انه انطلق من حقيقة وجوب العلم بالشر واسبابه ومتاهاته
علما موازيا لعلمنا بالخير واسبابه وطريقه المستقيم ولذلك لم يكن لينتهي الى نتيجة ابتداعية يميل معها الى عزلة وسلبية تورط فيهما بعض المسلمين من قبل ولهم اليوم عقب وارث وانما اخذ بيدك نحو ايجابية التوكل على الله تعالى للتغلب على تزيين الشيطان . وشخصية اخي الكاتب تدلك على بعض سمات هذه الايجابية اذ انه درس الهندسة الكهربائية في جامعات بريطانيا وهو اليوم مهندس يؤدي دوره في العمران المدني للحياة.كما انه داعية ملتزم بموازين الايمان يؤدي دورا في البناء الحضاري الفكري العقائدي الاخلاقي للامة يحرص معه على ابرائها من امراض رآها تنخر كيان المجتمع الغربي الذي عاش فيه بضع سنين.
لكل ذلك فاني احث شباب الدعوة الاسلامية على مطالعة هذا الكتاب وتدبر ما فيه من اوصاف الشبهات والشهوات التي يلزمهم تجنبها فان المزالق كثيرة والاغواء قائم والتذكرة واجبة . ومن انتهى فنفسه انجى. والله الهادي الى صواب القول والعمل وبه نعوذ من همزات الشياطين.
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى