الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
أنتظر دورك ولا تستعجل أمرك...؟
كان طابورا واسعا دخل وخارج المخبزة إبتغاء شراء خبز..وعلى غرة إذ اقتحم أحد أجساد المنتظرين إلى أن وصل أمام البائع ’ دون مراعاة لشعور هؤلاء الجائعة بطون أبنائهم ’ حيث ربات بيوتهم طلبن منهم إحضار الخبز بدل [ الكسرة] لعلهن متعبات أو لحاجة في نفس يعقوب’ فلما تعالت أصواتهم عليه راح ينظر وينظر ويطيل مد البصر... وقال أحدهم :
*- ألآ ترى هؤلاء الرجال أمامك منتظرين..؟
بإستخفاف أو قل قنبلة مؤقتة من بين شدقيه ألقاها المقتحم هذا
*- لو كانوا كما تقول ما وقفوا هاهنا منتظرين وكأنهم َيسْتجدون ... فالرجال نساؤهم هناك في البيوت يخبزن ...
نعم كلمة هي لا أدري تحديدا أقائلها متهور مستخِفّ’ أم أن السامعين ليست لهم أذان رهيفة تغربل أبعاد تلك الكلمة
كل هذا والخبّاز يسمع ويرى ’ وكان عقله أكبر من عقول كل أولئك المبتاعين .. شبّك البائع بين أصابعه وتنهيدة شقت كبد السماء من صدره الحار لا من حرارة الفرن ولكن من حرارة الموقف وما آل إليه الحال. ثم قال:
*- صَدَقَ وهو الكاذب.
أخماس في أسداس ’ وشتاء في أحضان الصيف’ وذاك ربيع يحتضر على طاولة الخريف..
لا أحد منهم عقّب ’ برد قبيح أو عذب’ لأنهم أصلا ما كانوا إلا أشباه عقلاء ’ لم تكتمل عقولهم نضجا ووعيا’ أو أنهم كانوا مغلوبين – حاشا البعض منهم-
لما..؟. لأن القنبلة لم تنفجر ’ وحتى إن انفجرت لا تسمن ولا تغني من ضرر..
أما قول الخبّاز – صدق وهو الكاذب- فهذا يشير تماما إلى أن سفور بعض من النساء اللواتي تراهن في هرج ومرج... تاركات بيوتهن هواء ’ وهن يجلن ويصلن.. قادمات رائحات ..داخلات لمحل خارجات من آخر ..
بطبيعة الحال هذا لمن كنّ يعبرن ولا يعتبرن’ عدا من كانت لها حاجة ودعتها الضرورة لأن تقضيها فلا حرج ولا تجريح. ولا لوم ولا تلميح
أما وإن هزتك النخوة وفاض تنور الحياء فيك لقالت لك إحداهن :
*- الضرورات تبيح المحضورات’ وأن الحرية للجميع في كل الأوقات والمناسبات’ نحن في زمن الحريات ’ وأن الحبس مضايقات’ وبالتالي فالحياء الذي تدعيه قد مات ....
وإن قالت أخرى: الكثيرات منا متحجبات ’ لما التضييق والإرهاق ’ نحن صاحبات أخلاق’ نحن متخلقات لسن بمخترقات
وثالثة تقول:
*- أنظر وراءك والتمس ظلاما ولؤما ’ ونظرة شؤم وغما’ أليس هم من يتحرشون بالمارات ضياء وعتمة....؟
هنا أقف لا مساندا ولا معاندا ’ فقط ترى لساني لقول الشاعر حافظ إبراهيم مرددا:
أنا لا أقول دعوا النساء سوافرا* بين الرجال يجلن في الأسواق
يدرجن حيث أردن لا من وازع* يحذرن رِقبتهولا من واقي
يفعلن أفعال الرجال لِواهيا* عن واجبات نواعس الأحداق
في دورهن شؤون كثيرة* كشؤون رب السيف والمِرزاق
كلا ولا أدعوكم أن تسرفوا * في الحجب والتضيق والإرهاق
فتوسطوا في الحالتين وأنصفوا * فالشر في التقييد والإطلاق
ربوا البنات على الفضيلة إنها* في الموقفين لهن خير وثاق
وعليكم أن تستبين بناتكم * نور الهدى وعلى الحياء الباقي.
بعد هذا أعود للمخبزة والخبّاز وطالبي الخبز لأقوللمقتحم ومن خلاله للآخرين
*- أنتظر دورك ’ لا تستعجل أمرك..؟
فيا ويحي أبأرض العُرب حطّ غراب ’ وساحة الغرب تبحث عن عرّاب
لا نجاة لنا ولا ملجأ إلاّ بما في الكتاب. اللهم أهدنا طريق الصواب
اللهم اهدي وأحفظ بنات المسلمين والمسلمات من كل مضر ضار وقنا وإياهن عذاب القبر والنار.. يا واحد يا قهار..يا ملك يا جبّار..
والله المستعان.
إبراهيم تايحي