الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
أترجاك لا تقل لي هذا تشاؤم...؟
سئل الإمام الشافعي – رحمه الله تعالى- يوما’ كيف أصبحت؟ فأجاب إجابة دقيقة بعد ما تأمل مليا وجه سائله وقال: كيف يصبحُ من يطلبه ثمانية....1/ الله تعالى بالقرآن-2/ والرسول بالسنة-3/ والحفظة بما ينطق-4/ والشيطان بالمعاصي-5/ والدهر بصروفه-6/ والنفس بشهواتها-7/ والعيال بالقوت-8/ وملك الموت يقبض روحه.
هذه الثمانية بها نطق لسان الشافعي – رحمة الله تعالى عليه- فبما هي ناطقة ألسنتنا نحن اليوم في هذا الزمن؟ وإن نطقت هل من أذان؟ هل من عقول؟ هل من قلوب؟ وهل نحن معتبرون’ مع يقيننا أننا كلنا فوق ظهرها ضيوف عابرون؟
إن كنتَ صاحب قلم عليك بالحلم ’ فإن من ضلعك الأيسر ينفث الألم ’ وما لك من مخرج إلاّ الصبر بمعروف أو الهجر بالحسنى دون ندم’ ....
ذات مرة تهيأ لي أنني قرأت جملة لا أذكر كاتبها أعربي هو أم من العجم ’ فقط وكما قيل : يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق ’ فمن كان عنقه أقل ولسانه أطول فلا يصطاد في أرض حماتها سباع ’ عقلك لمجرد ذكرها لا يحتمل ..
بعد ما يزيد عن نصف قرن وعُشر المئة تذكرت أنها حية تسعى إذن فهي حية تسعى ’ وعن لدغها إياك إياك إياك أن تسأل...؟
والحبيب محمد- صلوات ربي وسلامه عليه- قد أوصانا بهن خيرا. هذا إن كنا فعلا أهلا للقوامة والخير . أمَا وإن ركاب السفن والقوارب في هرج ’ وكل نفس بإثمها تعج و بعنادها تعتز وتؤز’ هنا وهنا لا غير دع قلمك يرتاح في مأمن ومحبرتك أشبعها بدل الحبر والمداد الكثير الكثير من الحسرة والحزن...
أترجاك لا تقل لي هذا تشاؤم ’؟ فأنت للذي بي لا تعلم’ وفوق هذا وذاك إنك لا تحس بأنين الكبد على نار هي عليه- بكرة وأصيلا - تُضرم ’ فإذا ما حاولتُ إطفاءها إزداد ت لهبا ثورات الهم ’ وأنا رجل ضعيف ما بيدي من سلطان به أحكم...؟
من الثمانية -حتى لا أسهو- أتناول الخامسة والسابعة ولا غنى عما بين الأولى والثامنة.
ساعة. يوم أسبوع. شهر. عام ’ كلها أجمع ثم أقدم؟ أما الخامسة فالخمس منها يطحن العظم وإن كنتَ ذا جاه ومال وعلم’ وأما الثامنة فذلكم الرزء الأعظم.
قلمي سببُ شقائي ولساني أصابه منذ أحقاب حجود أنجب العاقر من صلب العقم ومن كان مثله أبكم أصم...أنّى لي بعد هذا العمر من راحم..؟
لا إله إلا الله محمد رسول الله- عليه الصلاة والسلام-
ما تلكم إلا ومضة من ذرة في ثنايا ثوان العمر الذي تذمّر وتدمّر
حسبي الله ونعم الوكيل.
إبراهيم تايحي
