((....ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم..))

(( ....ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم...))
كما هي مختلفة الجبال في أشكاهلها’ أيضا ألسنة البشر متنوعة في إسرافها..
الله عظيم وسلعته غالية’ الله كريم وجنته قطوفها دانية ’ الله عدل لا يظلم من الناس أحدا’ ولكن الناس أنفسهم يظلمون...
هذا فقيه وذاك حاكم’ والآخر بالتجارة مشتغل’ فئة ترتدي الأبيض الناصع ’ تدعي أن العلم وحدود الشرع والتقوى و... بزمامهم قائدة’ وفئة ثانية تبيعك حسن الحديث ظاهرا وعلقمه باطنا .. وأناس لا يحدهم حد ’ ولا يصدهم سد’ هم كالخفافيش ’ مع الطيور يطيرون’ ومع الفئران يقرضون.. والقائمة لا زالت مبسوطة ولن تختم أبدا....
سبحان الله ’ ولعل حتى في منامنا نقسم ونحلف وبأشد الأيمان’ وإن سألت أحدنا ونهيته عن ذلك فلا تجد غير هذا الرد: لا أقصد’ .. لعل.. بل كان.. أنا رأيته.. فلان روى لي ذلك .. وما شابه من العلل والتعليل...
ليس هذا كل ما في الأمر بل الأدهى والأمر اليمين الغليظة – حفظنا الله منها إلآ إذا جد الجد’ وبان المخض عن الزبد..
الحلف بغير الله: قال رسول الله – عليه الصلاة والسلام(من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت) البخاري.وفي رواية أخرى قال( من كان حالفا فلا يحلف إلاّ بالله). مسلم.
ما نستخلصه من الحديث الشريف أن الحلف بغير الله محرّم ’ كقولنا : وحق النبي’ أو أقسم برأس أمي وأبي’ أو ورأس سيدي فلان... أو أقسم بجبريل أو ميكائيل أو اسرافيل أو عزرائيل... أو الكعبة’ ومن الناس الموات والأحياء منهم
كل هذا باطل وحرام لما ثبت عنه – عليه الصلاة والسلام- وقد بيّنا ذلك.
أنواع القسم ( الحلف) .
الأيمان في النصوص الشرعية هي:
1/ أيمان مشروعة منعقدة
2/ أيمان محرّمة باطلة.
ا/ اليمين المنعقدة[ وهي اليمين التي يحلفها المسلم باسم من اسماء الله تعالى مثل: والله.. العزيز.. الرحمن.. أو بصفة من صفاته . كأن يحلف بحياة الله تعالى’ أو عزته’ أو قدرته. يقصد المسلم بهذه اليمين ويعقدها على أمر مستقبل ’ كأن يقول: والله لأفعلن هذا.. أو والله لا أفعل كذا...
فمثل هذه اليمين يجب عليه الوفاء بها ’ فإن حنث ولم يف به وجبت عليه الكفارة ’ وهي التخيير بين عتق رقبة’ أو إطعام عشرة مساكين’ أو كسوتهم. فإن لم يجد واحدة مما مضى’ ولم يستطع فيجب عليه صيام ثلاثة أيام( متتابعات عند الإمام أحمد).( ليس في زمننا الرقالمعروف)
ب/ اليمن الغموس: وهي اليمين التي يحلفها المرء متعمدا كاذبا ’ يستحل بها حق أخيه المسلم’ وسماها الرسول- صلى الله عليه وسلم- غموسا. لأنها تغمس صاحبها في النار ’ وهي إحدى الكبائر الثلاث الواردة في صحيح البخاري ( الإشراك بالله’ وعقوق الوالدين’ واليمين الغموس).
وسبب كونها من الكبائر أن الحالف جمع بين الكذب واستحلال مال الغير والإستخفاف باليمين بالله تعالى وتهاونه بها’ فأهان ما عظمه الله تعالى’ وعظّم ما حقره الله تعالى’ فاستحق أن يغمس في النار].
ج/ اليمين اللغو: ويطلق اللغو مرادا به لغو اليمين’ وهو غير مؤاخذ به كما قال تعالى(( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ...)) المائدة 89 .
ومن ؟أقوال الشيوخ الأئمة في هذا نجد بعض الإختلاف بين أهل العلم وهي:
ذهب الحنفية والمالكية إلى أنها ما يحلفه بناء على ظنه’ فتبيّن بخلافه ’ إلاّ أن تكون في المستقبل عند الحنفية ’ أو في الحال المستقبل عند المالكية ’ فليست بلغو وتلزم الكفارة في حنثها ’ وذهب الشافعية’ ..
إلى أنها ما يجري على لسان المتكلم بلا قصد مثل: كلا والله.. بلى والله. ’’. اما الحنابلة فقد ذهبوا إلى أنها نوعان:
*- أن يحلف على الشيئ يظنه كما حلف فيتبيّن خلافه
*- ما جرى على لسان المتكلم بلا قصد.
وبهذا قال الشيخ الإمام ابن تيمية وعبد القيّم وابن حزم الظاهري ’ وهو الراجح لقوله تعالى(( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم)) البقرة 225.
واليمين المكسوبة هي المقصودة’ أما عن عائشة – رضي الله عنها وأمهات المؤمنين- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال:( هو’ أي يمين اللغو’ كلام الرجل في بيته’ لا والله وبلى والله ) أخرجه أبو داود وصححه الألباني مرفوعا في إرواءالغليل .’ ومثله رواه البخاري مرفوعا عن عائشة- رضي الله عنها وأمهات المؤمنين- ولكنه في حكم المرفوع’ إذ نصّ العلماء أن تفسير الصحابي إذا كانت به علاقة بسبب النزول كان في حكم المرفوع إلى النبي – صلى الله عليه وسلم- والحاصل أنه إذا كان في وقت حلفه إذا حلف شخص على شيئ يظنه صحيحا ’ فتبيّن غير ذلك فالراجح من أقوال العلماء أهل العلم أنه لغو يمين لا كفارة فيه ’ كما جاء في الآية 225 من سورة البقرة.
روى البيهقي في السنن الكبرى وعبد الرزاق في المصنف عن عائشة أم المؤمنين- رضي الله عنها وأمهات المؤمنين- قالت: أيمان اللغو ما كان في المراء والمزاحة والهزل’ والحديث الذي الذي لا يعقد عليه القلب .
قال ابن قدامة في المغنى: مسألة: ومن حلف على شيئ يظنه كما حلف ’ فلم يكن ’ فلا كفارة عليه’ لأن هذا من لغو اليمين.
وأكثر أهل العلم على أن هذه اليمين لا كفارة فيها ’ قال ابن المنذر.
د/ الحلف بغير الله تعالى : كأن يحلف بالأنبياء أو الملائكة أو الكعبة أو الأموات ’ فقد أعتبر الإسلام الحلف بغير الله تعالى شركا به سبحانه
فكيف يشهد العبد – أن لا إله إلاّ الله ويحلف بغير الله.((.. فلا تجعلوا لله أنداداوأنتم تعلمون وأنتم تعلمون)) البقرة/22
قال ابن عباس – رضي الله عنهما في معنى هذه الآية: الأنداد هو الشرك اخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل’ وهو أن تقول: وحياتك يا فلانة.......
نعم وقد أوجزت الحديث والإسترسال فيما ذكرت ’ مع يقيني أن السواد الأعظم من أمة الإسلام اليوم – إلا من رحم ربي- هم للحلف بغير الله ’ وكذا اليمين الكاذبة والتي سمها الرسول محمد- عليه الصلاة والسلام – غموسا’ أجد أكثرنا لهذه وتلك اليوم مشتاهين بها مفتونين وفاتنين. لا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم..
اللهم أرزقنا الإخلاص في القول والفعل.. اللهم أرزقنا الصدق في السر والعلانية.
اجل هذا ما لدي فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
وصل اللهم وسلم على نبيك محمد وآله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا.
إبراهيم تايحي

نفعنا الله وإياكم  سيدي
ممتن لكم  رعاكم الله وحفظكم

يا ربنا اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
 بوركت  أخي ويا سيدي’ نقبّل الله منك خالص الدعاء . وجعل لكم منه كفلين من رحمته وسخائه  ونعيمه وهنائه