منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


avatar

الربيع27

عضو مساهم
البلد/ المدينة :
الجزائر
العَمَــــــــــلْ :
محاماة
المُسَــاهَمَـاتْ :
173
نقاط التميز :
243
التَـــسْجِيلْ :
19/03/2015
(ضرورة العناية بالقرآن الكريم)
 
ولست أقرر جديداً في هذا الميدان، والذي أراني مضطراً إلى التنبيه إليه هو ضرورة العناية القصوى بالقرآن نفسه، فإن ناساً أدمنوا النظر في كتب الحديث واتخذوا القرآن مهجوراً، فنمت أفكارهم معوجّة، وطالت حيث يجب أن تقصر، وقصرت حيث يجب أن تطول، وتحمسوا حيث لا مكان للحماس، وبردوا حيث تجب الثورة! نعم: من هؤلاء من ظن الأفغانيين من أتباع أبي حنيفة لا يقلون شراً عن الشيوعيين أتباع كارل ماركس، لماذا؟ لأنهم وراء إمامهم لا يقرؤون فاتحة الكتاب(!). والذهول عن المعاني الأولية والثانوية التي نضح بها الوحي المبارك لا يتم معه فقه ولا يصح دين.. ذكر أبو داود حديثاً واهياً جاء فيه
 
 
عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا ترْكب البحر إلا حاجًّا أو معتمراً أو غازياً في سبيل الله تعالى، فإنَّ تحت البحر ناراً وتحت النار بحراً) هذا الحديث ضعيف المردود خدع به الإمام الخطابي، وعلل النهي عن ركوب البحر بأن الآفة تسرع إلى راكبه ولا يؤمن هلاكه في غالب الأمر..! والكلام كله باطل، فقد قال المحققون: لا بأس بالتجارة في البحر، وما ذكره الله تعالى في القرآن إلا بحق. قال- عز وجل-: (وترى الفلك مواخر فيه لتبتغوا من فضلهِ ولعلَّكم تشكرون). النحل.
 
إن الغفلة عن القرآن الكريم والقصور في إدراك معانيه القريبة أو الدقيقة عاهة نفسية وعقلية لا يداويها إدمان القراءة في كتب السنة، فإن السنة تجيء بعد القرآن، وحسن فقهها يجيء من حسن الفقه في الكتاب نفسه. وقد ذكر ابن كثير أن الإمام الشافعي، قال: (كل ما حكم به الرسول صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن) فكيف يفقه الفرع من جهل الأصل؟
 
 
إن الوعي بمعاني القرآن وأهدافه يعطي الإطار العام للرسالة الإسلامية، ويبين الأهم فالمهم من التعاليم الواردة، ويعين على تثبيت السنن في مواضعها الصحيحة.
 
والإنسان الموصول بالقرآن دقيق النظر إلى الكون، خبير بازدهار الحضارات وانهيارها، نيّر الذهن بالأسماء الحسنى والصفات العلى، حاضر الحس بمشاهد القيامة وما وراءها، مشدود إلى أركان الأخلاق والسلوك ومعاقد الإيمان، وذلك كله وفق نسب لا يطغى بعضها على بعض، وعندما يضم إلى ذلك ا لسنن الصحاح مفسرة للقرآن ومتممة لهداياته فقد أوتي رشده.
 
والمسلم الذي يحترم دينه وأمته لا يرى الصواب حكراً عليه فيما يعتنق من وجهات النظر! وقد يرى الصمت وراء الإمام عبادة، ولكنه لا يزدري أو يخاصم من يرى القراءة عبادة! وقد وسعت جماهير الأمة هذه السماحة من عصور طوال، وقامت مذاهب كثيرة متحابة، حتى جاء من يرى في الحديث رأياً، خطأً كان أم صواباً، ثم يقول: هذا هو الدين، لا دين غيره!!
 

 
لقد خامرني الخوف على مستقبل أمتنا لمَّا رأيت مشتغلين بالحديث ينقصهم الفقه، يتحولون إلى أصحاب فقه، ثم إلى أصحاب سياسة تبغي تغيير المجتمع والدولة على نحو ما رووا ورأوا..!!
 
إن أعجب ما يشين هذا التفكير الديني الهابط هو أنه لا يدري قليلا ولا كثيرا عن دساتير الحكم وأساليب الشورى وتداول المال وتظالم الطبقات، ومشكلات الشباب ومتاعب الأسرة وتربية الأخلاق.. ثم هو لا يدري قليلاً ولا كثيراً عن تطويع الحياة المدنية وأطوار العمران لخدمة المثل الرفيعة والأهداف الكبرى التي جاء بها الإسلام.
 
إن العقول الكليلة لا تعرف إلا القضايا التافهة، لها تهيج، وبها تنفعل، وعليها تصالح وتخاصم! هززت رأسي أسفاً وأنا أرمق مسار الدعوة الإسلامية!
 
إن الرسالة التي استقبلها العالم قديما استقبال المقرور للدفء، واستقبال المعلول للشفاء، هانت على الناس فلم يروا ما يستحق التناول، وهانت على أهلها فلم يدروا منها ما يرفع خسيستهم ويحمي محارمهم..!
 
fdjh

fdjh

عضو متميز
البلد/ المدينة :
الجزائر/تبسة
العَمَــــــــــلْ :
اداري.
المُسَــاهَمَـاتْ :
1700
نقاط التميز :
2269
التَـــسْجِيلْ :
14/10/2011
..انّنا لا ندرك مجالات الحياة ورفعتها وسموّها ، الاّ حينما نحسّ أنّنا مسيطرون على أنفسنا ومصائرنا ، وكلّ حياتنا ، وذلك لا يتأتّى الاّ بالفهم الصحيح للقرآن الكريم ، وانه لا يتيح لنا ذلك مثلما يتيحه لنا الايمان بالله وفق ذلك الفهم الصحيح ،
ذلك الايمان الذي اذا فقد ، نفقد معه الاستنارة والفهم ، واستقامة التفكير والضمير معا ، 
..وما أنزل على محمّد -خاتم الأنبياء- وختم به الأديان ، الاّ لأنّه الوحي وكلماته الخالدة ، والعقل الذي يفتح سبلا جديدة للمعرفة ، 
..كأنّنا نبحث عن عالم اسلامي جديد ، لينشأ وينهض من جديد ، ..وأنّى لنا هذا؟،
ما دمنا لا نشجّع الملكات الاسلامية على الاجتهاد والابداع ، والكشف عن الفواصل المشتركة بين روح الدين وروح..العصر ،
دمت طيّبا  ، وهدانا الله الى سبيل الرّشاد.. وصلّى الله على نبيّنا محمد.
 
ابتهال34

ابتهال34

عضو متميز
رقم العضوية :
24324
البلد/ المدينة :
الجزائر برج بوعريريج
العَمَــــــــــلْ :
طالبة علم على الدوام.
المُسَــاهَمَـاتْ :
1874
نقاط التميز :
1578
التَـــسْجِيلْ :
10/09/2011
اللهم اجعلنا من حفظة كتابك ومن العاملين به.
 بورك فيك
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى