حوار مع معلّمتي..!؟

..سألت معلّمتي..: لماذا تبكي نساء البحارة لمّا يبحروا ؟!
قالت: لأنّ في عيونهنّ ماء مالحا..!،
.. وأستطردت .. أمّا أنا فقد ولدت وفي فمي هذا الماء المالح ..! لكنّه ملح الشّقاء ..ملح التجارب  والعذاب في سبيل ..العدالة !،
     فما الحياة  الاّ كفاح  في البحر والبرّ وبغير.. انقطاع ، تلك هي قوانين الطبيعة ، ..الطبيعة التي هي أمّنا..جميعا .
..فالفلسفة أن تعرف النّاس البسطاء ، وأن تدخل البحر من اللّجّة..رأسا ، حيث تلقى( مبني للمجهول) في مائها عمدا أو.. مصادفة ، لا من الشّاطئ كما يفعل الآخرون ،  وأنت لم تتعلّم بعد السباحة ، ولم تجرّبها..قطّ ،
  وبما أنّنا لازلنا نرغب في تكرار البحث عن الرّغيف لنصنع ..خبزنا ، فمن الصّعب جدّا أن نقدر على محاورة ..الورقة ، أو أن ..نكلّمها..!؟،
..لنستطيع تعلّم فكّ الحرف من رسائل..ربّما تكون مبلّلة..بالدّمع ، من شكوى الفقر والمرض أحيانا ، والموت..أخرى ، ممّا ينبت في نفوسنا حبّا للعدالة والسعادة ، للفرح  وزوال الشقاء من..الدّنيا ..!؟
     قلت مرّة لمعلّمتي: ما معنى فلسفة؟!،
..قالت :معرفة القوانين ..!،
قلت:أيّ قوانين ؟!، 
قالت : القوانين الغربية التي تحكي عن الدنيا والناس ،..والتاريخ ، والفقر والغنى ،
قلت: وأين يبيعونها ؟!،
قالت: خارج البلاد..!؟،
قلت: ولماذا يبيعونها عندنا ؟!،
قالت: لأنّها ممنوعة..وهي مكتوبة بالأحرف غير العربيّة !،
قلت:وكيف عرفتها..أنت؟؟،
قالت: هذا سرّ ،.. فلا تسألني عن الأسرار لأنّك مازلت..صغيرا !!؟ ،
قلت: ..يبدو أنّ الفلسفة كالبحر ، شيء واسع ، لا يفهمه الاّ الفاهمون..والمتعلّمون جدّا ، لكن..، من الذي صنعها معلمتي ؟!،
قالت: رجل..نسيت اسمه!!؟،
قلت: هل اجتمعت..معه؟،
قالت: لا ، ولكن رأيت صورته..فقط!؟،
قلت: وكيف فهمت كلامه ؟،
قالت: لم أفهم كلامه ، ولكنّه..احساس!؟، ..فالفلسفة يا بنيّ علم صعب ، لا يمتطيه الاّ رجل عالم بأسرار الحياة ، ..تراه قرأ كلّ الكتب  التي تتحدث عن العالم ، ويعرف كلّ شيء ، ورأسه يتّسع للمعرفة ، كما يتّسع البحر..للماء ،
..آه معلّمتي : يبدو أنّ رأس هذا الفيلسوف كبير ..كالجبل! ، وجسمه عملاق كجسم ..الغول ، الذي أسمع عنه في خرافاتنا ، ولعلّنا حتّى.. اليوم!؟،
..يبدو أنّه يحفظ في رأسه كلّ ما كتب(مبني للمجهول)..، يبدو كذلك..أنّه عظيم ، لا شبيه له بين الرّجال الذين أسمع عنهم..،
..لكن اليوم..ماذا اليوم ؟!، 
    فالفيلسوف صار له احتراما كبيرا في نفوسنا ، ارتسمت له صورة أقرب الى النّحول، والشّعر المنفوش ، والنظرات..الشّاردة ،
فمن منّا لا يحلم أن يصير..فيلسوفا، ليضفي المظهر الفلسفي على نفسه ،..يطفق ينفش..شعره،..يسير وحيدا ، ويحمل كتابا في..يده ، ويتعمّد قلّة الكلام ، ويقول لنا ..متباهيا :أنا أعرف رجالا لا تعرفونهم ..، رجال يحبّون الفقراء ، ويكرهون الاستعمار ..والحكومات التي صنعوها..لنا !!،
..تمنّيت حينها لو لم أعرف الفلسفة ، ولا فلاسفتها..، لأنّ كلمة فلسفة صعبة الهضم ، بل وخطرة جدّا أكثر ممّا..توقّعت !، 
..فبتجربتنا صرنا كلّنا..فلاسفة ، لكن على..طريقتنا !، غير أنّها في الأصل: عمل وكدّ..واجتهاد ،.. أن تعمل وتصبر فيلسوفا بلا ..كتب ، كأن نألف أو نخلق..نقابة ، أو نحتفل بعيد العمّال ،..أو نتظاهر ضدّ أعدائنا وهم..كثر !؟، 
..أو ،،،أن نثق تماما بأنّ فقراءنا لن يعودوا.. فقراء ، ولن يبقوا كذلك..!، وأنّ أغنياءنا لن يظلّوا يمتصّون..دماءهم ، أو،،، لعلّها تقوم دولة العمّال والفلاّحين، أو.. تعود!!؟، 
..فنؤمن يقينا أنّ العدالة ستنتصر ليس في بلادنا فحسب..وانّما في كلّ بقاع العالم.. بأسره!!؟ ،
                        ..أليست هذه..فلسفة؟؟!،
..سبحانك اللهمّ وبحمدك أشهد أن لا اله الاّ أنت أستغفرك وأتوب اليك ، وصلّى الله على نبيّنا محمّد. منقول...

عليه الصلاة والسلام
فالفلسفة حب الحكمة
بورك فيك

.. وأنت يا سيدي كبائع المسك  وتراني أنا الفقير يقف امام محلك تؤزه شهية  منبعثة من جوف قارورات العطر التي تصنعها بيديك وتمزجها بحكمة أتاك الله إياها ولم يؤت غيرك مثلها
 سيدي موضوع طرحته   يتطلب نظرا ثاقبا وعقلا واسعا وتمعنا  بعيدا’ حيث الجوهر  قد أستخلص من لب الدرر’
أجل سيدي أحسنت الإختيار كما  وُفقت في إنارة الأبصار’
 زدتني بما قدمت سيدي إتساعا بعد ضيق’ وضياء بعد ظلمة ’ ونشوة بعد إمتعاض
 جزاك الله خيرا’ وأثابك

..لعلّك في الأخير تستطيع أن تبتاع منّي قارورة عطر سيّدي الكريم ، بينما أنا أنظر ..وأنتظر طويلا الى أن يتملّكني العياء ، ثمّ أعود خائبا الى قفصي ..، ولا أقوى على شراء نفحة من نفحات عطورك المتنوّعة..، 
..فنحن من نشتاق اليك والى حروفك الجميلة، رغم علمنا بمدى ما يعانيه كلّ منّا وبعض - اخواننا في هذا المنتدى - نتيجة بعض الظروف والضغوط النفسيّة ..،
 -شخصيّا - لم يمنعني ولم يكفني جهد البحث عن مواضيعك المثيرة..القيّمة،
 مرور أكثر روعة من مرور الكرام سيّدي ، تقبّل تحياتي الخالصة.

أيّ بنيّتي سرّ اليقين .هي كذلك ، لا أراك الله سوءا أبدا ، جزاك الله خير الجزاء ، وأحسن اليك .