منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


سراج الاسلام

سراج الاسلام

عضو نشيط
رقم العضوية :
42658
البلد/ المدينة :
الجزائر
العَمَــــــــــلْ :
استاذ التعليم الثانوي
المُسَــاهَمَـاتْ :
849
نقاط التميز :
2484
التَـــسْجِيلْ :
24/04/2012
[rtl]الهجر الشرعي[/rtl]
 
[rtl]الحياة الزوجية هي من أسمى وأرقى العلاقات التي يرتبط بها الإنسان ، منصرفة نيته فيه إلى الديمومة والاستمرارية والاستقرار من كلا الطرفين الزوج والزوجة ، تصديقاً لقوله تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) وهذه الحكمة الإلهية قصدها الشارع الكريم من أجل ازدهار البشرية وتعمير الأرض ، ولكن إذا ما خالطت هذه العلاقات في بدايتها شوائب البغض والكره أو التحدي والازدواجية فإن ذلك من شأنه أن يجعل هذه العلاقة عكرة الصفو ، ممزوجة بحنظل مر ، لا يستساغ شربه أو استطعامه مهما أذبت فيه من السكر أو الحلو في محاولة بائسة يائسة لشربه أو احتسائه  .[/rtl]
 
[rtl]لذلك فلابد للحياة الزوجية أن تنطلق ببداية قوية يتبادل بها الطرفان أطنابها بالمودة والرحمة والمحبة وحسن العشرة بهدف تحقيق الغاية الأسمى من هذه العلاقة .[/rtl]
 
[rtl]فلا أرتاب أو أشك بأن الكثير من الأزواج يجهلون فنون الحياة الزوجية أو حكمتها الإلهية أو ممارساتها اليومية ، فأكثرهم يعتمد على مبدأ القوة المستخلص من القوامة منهجاً له ، ولا أضن عليه بذلك الاعتقاد أو أشكك فيه ، فهو حقه المستخلص من النهج الرباني المنصوص عليه صراحة في تنزيله القويم في قوله تعالى ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله به بعضهم على بعض وبما أنفقوا ) ، ولكن وقبل أن يعمد الرجل للارتكان لهذه القاعدة فلابد من ارتضائه تطبيق شروطها من جهة اعتماده على نفسه في الإنفاق دون تقصير أو تقتير على البيت الذي يعيل ، لذلك فقد يخلط الكثير من الرجال المفاهيم ويمزجها حسب هواه ومبتغاه ، ويعول في فهم الأمور بظاهر النصوص دون استنباط مغزاها ومعناها الأوجب ظهوراً ، وإن كان في استخلاص معناها من باطن الحكم أبلغ درايةً وإدراكاً .[/rtl]
 
[rtl]قد يعتقد الرجال في مستخلص هذا المقال أن كاتبه متحامل عليهم في الطرح ، وقد يظن النساء أن الكاتب حامي حماهم وإن اشتملت أفعالهن أخطاء ، ولكن ليعلم الطرفان أن شاهدهم يريد الإصلاح ما استطاع  .   [/rtl]
 
[rtl]قرائي الأكارم ،،[/rtl]
 
[rtl]إن ما يدفع للكتابة في هذا الموضوع هو غياب الوعي في فهم المصطلحات القانونية المستنبطة من أصول الشريعة الإسلامية ، من ذلك معنى الهجر لدى الزوجين الذي يعتبر أحد أوجه وصور التأديب الأقرب إلى العقوبات المقررة شرعاً ، والممنوحة من الله عز وجل للزوج كحق لاستخدامه مع زوجته في سبيل تهذيب السلوك وتقويمه وتعديله لا كسره وتخريبه وتهديمه ، فكم منا يدرك المعنى السليم للهجر الشرعي ؟ !   [/rtl]
 
[rtl]فقد ذكر العلماء الأجلاء أن الهجر يكون في المضجع ، وأن الهجر يكون في             الفراش ، وليكون التركيز على حرف (( في )) هنا وليس الهجر للمضجع أو للفراش ، بخلاف مايفهمه ويطبقه الكثير من الأزواج وتساعدهم عليه الزوجات الكريمات ، فالهجر حتى يتحقق الغرض منه وينشأ أثره لابد أن يكون بمسوغ مشروع وبطريقة واحدة مشروعة ، بمعنى أن يكون الهجر بغرض التأديب ليتحقق من خلاله قاعدة " اللبيب بالإشارة يفهم "  لا أن يمارس بالعند والجفاء .  [/rtl]
 
[rtl]فلا يهجر الرجل زوجته في فراشها لأتفه الأسباب وأبسط المبررات بدعوى التأديب     والتربية ، فمما لا خلاف فيه أن " الضرب – كالضحك -من غير سبب قلة أدب " ، فلو اعتاد الرجل على ممارسة هذا الحق دون مبرر قوي يدعمه لرأيت الزوجة تعتاد هذا  الفراق ، بل بالعكس قد تعامل الزوج به كعقوبة له لكي لا يخالف أمرها في وقت من الأوقات ، ومن ثم تنعكس الآية القرآنية التي أراد تحقيقها لينقلب السحر على الساحر ، ويفقد الرجل إحدى وسائل الإصلاح لديه ، وعليه فلابد أن يكون الهجر في أضيق الحدود المستوجبة للفعل الذي أتت به الزوجة من نشوز ، وأن تتحقق في العقوبة وسيلتها حتى تكون رادعة مؤلمة ومؤثرة في من طبقت ونفذت بحقه .[/rtl]
 
[rtl]والشائع لدى كثير من الرجال أن الهجر الشرعي هو أن يقوم الرجل بمفارقة زوجته والخروج من بيته إيذاء لها ، وفي أحسن الأحوال يقوم الزوج بالمبيت خارج غرفة نومه وترك سريره للزوجة التي تجد مع الوقت تلذذاً في الرقاد على السرير دون أن يشاركها فيه أحد ممن يطلق أصوات الشخير في نومه أو كثير التقلب ذات اليمين وذات الشمال ، فيقلق منامها ، فترى في هجره متنفساً لكي تنام بأريحية جمة وفكر منطلق قد يجر البعض منهن للانحراف شيئاً فشيء .[/rtl]
 
[rtl]          ومن ثم فلابد من أن يعلم الزوج أن الهجر إنما يكون في الفراش ، بمعنى أن ينام في فراشه مستدبراً وجه الزوجة في ذات فراشها ، وأن لا يضاجعها لتفتقد شعورها بحنانه وحسه ونفسه الذي اعتادت عليه بأن يكون لها تسلية ومتنفساً ، لا أن يترك لها المجال للخلود دونه لاستطعام راحة من غيره ، فكما يقال بالعامية " كثر الدق يفك اللحام " فكثر الهجر يقسي القلب ويجمد الجوارح والجنان ويجف الدمع وينضبه ، ويزيد الأدواء داء دون أن يوجد له دواء .[/rtl]
 
[rtl]          فالمرأة ذات الحس المرهف ، هذا المخلوق الرقيق الذي أوصى به الرسول الكريم الأكرم صلى الله عليه وسلم في قوله " رفقاً بالقوارير " يَستشعر الأمور بحساسية عالية راقية ، فإذا كانت حياتهما قاسية وجدتها كالصخرة الصلدة التي لا حراك لها أو حس ، ولذلك فيجب على الزوج في هذه الحالة أن يكون في فراشه كما سلف الذكر حتى تستشعر الزوجة دفئه ورائحته التي اعتادت ، وتشتاق إليه فتتقرب منه لترضيه متنازلة عن كبريائها الذي قد يكون سبباً في وقت من الأوقات في إغضاب بعلها منه ، وهذه سنة الحياة " شد وجذب " يطبق من خلالها شعرة معاوية التي كان يقود بها زمام الحكم والأمور في أحلك حالات الفتن والمحن التي مرت على المسلمين .[/rtl]
 
[rtl]بمعنى أن يكون أسلوب التأديب هذا أسلوباً استثنائياً ، وإن كان أصلاً تشريعياً ، أي أن يستخدم في أضيق الحدود والأطر ، لا أن تعتاده أيضاً المرأة لأتفه الأسباب لتقديم التنازلات من جانبها ليعتلي الزوج ظهرها وظهر من خلفها كما يقال ، فإنه كما للرجل كرامة يرعاها فكرامة زوجته وأهلها من كرامته التي يجب عليه أن يفخر ويتباها بها ويسمو بمعناها .[/rtl]
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى