المتفائلة
طاقم المشرفين
- رقم العضوية :
- 25848
- البلد/ المدينة :
- الجزائر.ولاية يشار
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 1656
- نقاط التميز :
- 2236
- التَـــسْجِيلْ :
- 19/10/2011
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد،
إنّ الحجر الأسود هو أحد أحجار الجنة، وقد ثَبَتَ هذا فيما صَحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال عليه الصلاة والسلام: « نزل الحجر الأسود من الجنة، وهو أشد بياضًا من اللبن، فَسَوَّدَتْهُ خطايًا بني آدم. » [رواه الترمذي، وصححه الألباني]. وقد ورد ذكره في العديد من الأحاديث الأخرى التي ثبتت عن الرسول، حيث بين الرسول صلى الله عليه وسلم في تلك الأحاديث بركة هذا الحجر، وكيف أن مجرد مَسْحِهِ يحط الخطايا حطًا، وكيف أن هذا الحجر يأتي يوم القيامة شهيدًا على من استلمه بحق.
وللحجر الأسود فضل كبير، ومكانة عظيمة، فهو أشرف حجر على وجه الأرض؛ لأنه من أحجار الجنة، ويُشْرع مسحه واستلامه وتقبيله، وقد ثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: « إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُك ما قَبَّلْتُك. » فهذا الحجر لا يضر ولا ينفع بذاته، ولكننا نُقَبِّلُهُ اتباعًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد جاء في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة قصة تتعلق بهذا الحجر، حيث أن قريشًا قد اجتمعت لتجديد بناء الكعبة المشرفة؛ بسبب تصدع جدرانها، ووقوع بعضها بسبب تعرضها لسيل جارف، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شارك معهم بنقل الحجارة. وأثناء قيامهم بتجديد بنائها قَصُرَتْ بهم النفقة، فقَلَّلوا من مساحتها، ولم يتمكنوا من أن يعيدوها على قواعد إبراهيم عليه السلام. وحين وصلوا إلى موضع الحجر الأسود، وهَمُّوا بوضعه اختلفوا فيما بينهم على من يقوم بوضعه، ودب الشقاق بينهم، وكاد أن يقع بينهم قتالٌ في هذا الأمر.
ولكنهم اتفقوا في النهاية على الاحتكام لأول من يدخل عليهم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أول من دخل، فلما رأوه قالوا: (هذا الأمين)، فلما علم رسول الله بما وقع بينهم، أمر بثوب، وقام بوضع الحجر الأسود فيه، وأشار عليهم بأن يأخذ كل رجل منهم بجانب من الثوب، وأن يقوموا برفعه جميعًا، ففعلوا، وعندما وصلوا به إلى موضعه أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلتا يديه الشريفتين، ووضعه في مكانه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بحل المشكلة بينهم، وقطع دابر الفتنة، فهو الصادق الأمين الذي قَبِل الجميع بتحكيمه.