عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ قَالَ تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنْ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ. رواه البخاري (6952)
قَوْلُهُ : ( فَقَالَ رَجُلٌ ) لَمْ أَقِفْ عَلَى اسْمِهِ ، وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ عُثْمَانَ " قَالُوا " .
قَوْلُهُ : ( آنْصُرُهُ مَظْلُومًا ) بِالْمَدِّ عَلَى الِاسْتِفْهَامِ وَهُوَ اسْتِفْهَامُ تَقْرِيرٍ وَيَجُوزُ تَرْكُ الْمَدِّ .
قَوْلُهُ : ( أَفَرَأَيْتَ ) أَيْ أَخْبِرْنِي .
قَالَ الْكِرْمَانِيُّ : فِي هَذِهِ الصِّيغَةِ مَجَازَانِ : إِطْلَاقُ الرُّؤْيَةِ وَإِرَادَةُ الْإِخْبَارِ ، وَالْخَبَرُ وَإِرَادَةُ الْأَمْرِ .
قَوْلُهُ : ( إِذَا كَانَ ظَالِمًا ) أَيْ كَيْفَ أَنْصُرهُ عَلَى ظُلْمِهِ .
قَوْلُهُ : ( تَحْجِزُهُ ) بِمُهْمَلَةٍ ثُمَّ جِيمٍ ثُمَّ زَايٍ لِلْأَكْثَرِ ، وَلِبَعْضِهِمْ بِالْبَاءِ بَدَلَ الزَّايِ وَكِلَاهُمَا بِمَعْنَى الْمَنْعِ ، وَفِي رِوَايَةِ عُثْمَانَ : "تَأْخُذُ فَوْقَ يَدِهِ " وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنِ الْمَنْعِ ، وَتَقَدَّمَ بَيَانُ اخْتِلَافِ أَلْفَاظِهِ هُنَاكَ ، وَمِنْهَا أَنَّ فِي رِوَايَةِ عَائِشَةَ " قَالَ إِنْ كَانَ مَظْلُومًا فَخُذْ لَهُ بِحَقِّهِ ، وَإِنْ كَانَ ظَالِمًا فَخُذْ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ " أَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي كِتَابِ أَدَبِ الْحُكَمَاءِ .
الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى
فتح الباري » كتاب المظالم » باب أعن أخاك ظالما أو مظلوما »2444
فتح الباري » كتاب الإكراه » باب يمين الرجل لصاحبه إنه أخوه إذا خاف عليه القتل أو نحوه »6952