badoo
طاقم المشرفين
- رقم العضوية :
- 8379
- البلد/ المدينة :
- باتنة
- العَمَــــــــــلْ :
- طالب
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3574
- نقاط التميز :
- 4206
- التَـــسْجِيلْ :
- 26/12/2010
تعلم كيف تمسك بالقلم
عندما يكون هناك أب حنون وفى نظر المجتمع أنه يستحق هذا الوصف ويحسن تربية أبنائه تكون مؤهلات هذا الرأى فى الغالب عبارة عن رعاية الأب لطفله وعنايته به صحيا وتعليمه آداب المائدة وحمايته من نفسه .. إلى غير ذلك من أمور ..
ولو فرضنا أن هذا الأب شاهد ابنه يتلاعب بنصل سكين فسيكون ردة الفعل الطبيعية أن يهرع إليه مانعا إياه ثم يعلمه كيف يستخدمها ويمسكها ويحسن العناية بها حتى لا تصيبه بأذى ..
ولكن مع الأسف الشديد ..
وعندما يكبر الطفل قليلا ويأتى موعده مع القلم لأول مرة .. لا نشاهد لأغلبية الآباء فزعة ولا حرصا .. بل يترك الغالبية منهم تلك المهمة للمدرسة التى يلتحق بها الطفل ولأمه غالبا ..
ويكتفي هو بالمتابعة من بعيد فرحا بطفله الذى عرف كيف اسمه واسم أبيه ...... !
بالرغم من أن الإمساك بالقلم أشد خطورة وتأثيرا على طفله الذى سيصبح شابا فيما بعد وربما كاتبا .. تأثيره يعادل مائة ضعف خطورة وتأثير نصل السكين لو لم يحسن الإمساك به ويحسن استخدامه بحقه ..
فعدم الاهتمام بهذا الجانب قد يؤدى إلى ضياع موهبة فذة فى الطفل الذى يفتقد أهمية ومقدار القلم وبهذا تذبح موهبته فى مهدها .. ومن الممكن أن تنطلق الموهبة فنيا دون إدراك لمعنى وأهمية القلم فيكتسب المجتمع كاتبا موهوبا نعم .. لكنه أخطأ الطريق فاستخدم أسلوبه فى الهدم لا البناء كمثال عشرات الكتاب الذين أعطاهم الله تعالى حرفية الإمساك بالقلم ومنعهم التوفيق فيها فجلبوا بأقلامهم عشرات القراء ضحايا فكر مهترئ أو فكر عدوانى أو أعمال أدبية تتجاوز حدود الأخلاق والقيم والعقيدة فتصبح وبالا وكان لها أن تصبح فى الأصل عنوان رحمة وفضل ..
ويحق لنا أن نسأل الأب الذى علم ولده كيف يمسك بنصل السكين وأهمل تعليمه حرفة القلم ..
هل جرح إصبع طفلك أعمق خطرا من شرخ موهبته أو قتلها .. وهل قطع أحد أصابع كفي طفلك أشد وبالا من قطع وتر الإيمان فى شباب قد تقرأ له فكرا منحرفا فتتبعه ... ؟!
الإجابة يمثلها موقف لأحد كبار الأئمة والفقهاء عندما مر ذات يوم بصبي صغير على شاطئ بحر يحاول أن يملأ مسقاته فهتف به الإمام
" حاذر الزلل يا إمام .. "
وكان الصبي حصيفا ذكيا .. فالتفت إليه قائلا
" بل حاذر الزلل أنت يا إمام .. أنا إن زللت سقطت وحدى .. أما أنت فان زللت سقطت خلفك أمة بأكملها "
والإمساك بالقلم للكتابة سواء فى موهبة إبداعية كالشعر والقصة مثلا .. أو فى موهبة فكرية كالمقال والدراسة هو أمر له ضوابطه التى سقطت بسقوط العهد الذهبي لأهل القلم بعد أن صارت المطالعة رجس من عمل الإنسان فى هذه الأيام ..
فكل من أحب أن يكون كاتبا أمسك بقلم لا يدرى قيمة مداده وبأوراق لا يدرى أهمية صفحاتها وسودها إما بتافه الأفكار أو بزائل الكلمات .. فهانت قيمة الكاتب والكتابة ..
وعوامل السقوط كثيرة أكبرها افتقاد المعلم .. وأهونها ترك المطالعة ..
وأوسطها العجلة التى تحكم المواهب البازغة فتجعلهم سراعا إلى استنفاذ معين موهبتهم قبل اكتماله .. فيكتبون بأكثر مما يقرءون فتنفذ بضاعتهم المزجاة من اللغة وثروتها فيكون الضياع المؤكد