منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


محمد وسيم

محمد وسيم

المراقب العام
رقم العضوية :
581
البلد/ المدينة :
الجزائر
العَمَــــــــــلْ :
أعمال حرة
المُسَــاهَمَـاتْ :
4211
نقاط التميز :
6095
التَـــسْجِيلْ :
30/04/2010
داعية الاصلاح الشيخ عمر بن البسكري العقبي

مولده وتعلمه :

(هو:عمر بن محم دبن ناجي البسكري ينتهي نسبه الى بسكري الجد الذي أصبح لقبا لعائلته أصله من (زريبة الوادي) (هي الآن دائرة من دوائر ولاية (بسكرة) ، أما مولده فقد كان بسيدي عقبة سنة 1898 حسب سجل دفتر الحالة المدنية لسنة 1927 وبمسقط رأسه نشأ و تربى وحفظ القرآن الكريم وزاول تعليمه .. هو خريج جامع الفاتح عقبة ولا سواه أ...يام كان عامرا بالعلم والعلماء وقد امتاز الشيخ عمر بين طلاب الجامع بالذكاء النادر والنبوغ المبكر)

شيوخه :

(تتلمذ على مشائخ أجلاء منهم :

علي بن عثمان بن خلف الله بالدرجة الأولى ( الذي كان أكثر ملازمة له وكان بالنسبة اليه أستاذا وأبا لما كان يخصه به من عناية ورعاية .. تاركا في نفس صاحب الترجمة أثرا عميقا وشعورا خاصا نحو شخصيته طوال حياته)

يقول الشيخ عمر : (لما من الله علي بدراسة فني العروض والقوافي وأنا على حداثة الشباب وكان من الذين ملكوا المشاعر بمننهم الحسية وحثوا الخواطر بما نفثوه فيها من روح نصائحهم الدينية والأدبية شيخي المصلح علي بن عثمان الشريف صاحب الأيادي العلمية على الجامعة العقبية نظمت فيه ما شاء الله من كل عقد ثمين والعمر اذ ذاك يناهز العشرين وجمعته فكان ديوان ( العلويات)

قلت : وقد كان حيا سنة (م 1938) فقد زار - في هذه السنة - وفد جمعية العلماء منطقة (بسكرة) وعلى رأسهم الشيخ ابن باديس وقصدوا ( الى محل الشيخ علي بن عثمان معتمد جمعية العلماء ببلدة سيدي عقبة ...)

ثم الهاشمي بن المبارك ( هو العلامة المربي التقي المخلص الشيخ الهاشمي بن المبارك بن محمد الشريف العقبي ولد سنة (1882) .. أخذ التعليم الابتدائي بأحد مكاتب بلدة ( سيدي عقبة ) ثم التحق بالجامع الذي كان يعج بالطلبة من جميع النواحي حيث تلقى في مسجد الفاتح تعليمه الثانوي العالي) (وهو مؤيد للحركة الاصلاحيةالتي قام بها الشيخ الطيب العقبي .. كما كانت له علاقة طيبة وخاصة بالشيخ عبد الحميد ابن باديس ) وقدجاء في صدر كتاب ابن باديس اليه قوله الى الفقيه الثقة أخينا السيد الهاشمي بن المبارك بارك الله فيه .. آمين ) انتصب للتدريس والوعظ والارشاد متطوعا في مسجد الفاتح وذلك منذ سنة 1905 الى وفاته في بلدة (سيدي عقبة) في : 28/3/1967

علي بن ابراهيم ( وكان الشيخ ابن ابراهيم قد تخرج من معهد الهامل (قرب مدينة بوسعادة بالجزائر) ومن جامع الزيتونة وقدامتاز بتعمقه خاصة في علوم الفرائض والنحو والفقه )، ( ولد بمدينة (سيدي عقبة) سنة ( م 1868) درس بمسقط رأسه ثم ارتحل الى جامع الزيتونة ومنه عاد الى بلدته حيث شرع في التدريس بها ثم انتقل الى بسكرة توفي حوالي سنة 1921 م )

البشير بن الصادق : ولد ببلدة (سيدي عقبة) سنة 1844 وفيها كانت نشأته ودراسته الأولى سافر الى (نفطة) بالجريد التونسي لاتمام دراسته فأقام بها مدة اثني عشرة عاما ( وكان من رفاقه من الطلاب في ذلك العهد الشيخان : عالم المنقول والمعقول الشيخ المكي بن عزوز وعثمان بن مكي الزبيدي التوزري رحمهما الله ) ثم عاد الى (سيدي عقبة) وتفرغ للتدريس بمسجد عقبة ابن نافع مدة تزيدعلى الخمسين سنة تخرج عليه كثيرون منهم : ( علي ابن ابراهيم المتقدم الذكر علي ابن عثمان -لعله : ( بن خلف الله) المتقدم الذكر .. ) توفي سنة 1928 م

السعيد الخالدي وغيرهم )


وأزيد على هؤلاء :

الشيخ الصادق بن محمد بن الهادي (بلهادي) : الموظف بمحكمة (سيدي عقبة) ابتداء من سنة 1920 م الى 1930 م حبث فصل عنها ليعين اماما بمسجد عقبة ومدرسا للطلاب فيه ولد سنة (1869) وتوفي سنة (1939) ببلدة (سيدي عقبة) والغالب على الظن أنه هو ( مدرس البلدة) الذي عارض المصلحين ومنع الشيخ ابن باديس من القاء درسه بالجامع وقد اشتد عليه بعض المصلحين وهاجموه بعنف حتى وصفوه بالمدرس (الأعمى) انظر : (صدى الصحراء) (العدد 1) 1 مارس 1926 م

وذكر له هذه التلمذة على الشيخ أحد الكتاب من أنصار الطرق في معرض الانتقاد عليه : قال : (وان كنا عرفناك قرأت البيان على الأستاذ الضرير ... ) وقد انتقد عليه عنوان مقالته المتسلسلة ( الأمراض الفاشية في الاسلام ) على أن الذي بلغ اليه عقل هذا المنتقد أن الاسلام لا أمراض فيه ؟؟ ... الخ

درس على جميعهم في رحابه وحول عرصاته على طريقة التعليم المسجدي السالف المعهود . (طمحت نفسه الى الشعر والأدب فضرب بسهم وافر فيهما فقرض الشعر وكتب النصوص وتدرب على أساليب الدعوة والارشاد وفنون الخطابة والمحاضرة )

وقد وفق الشيخ عمر وبرز لا سيما في علوم اللغة والبلاغة واشتهر بقرض الشعر وانشاء القصائد في المناسبات ولذلك صار ينعت في الصحف ويقدم في المجالس بأنه : ( النابغة اللغوي الشيخ عمر بن البسكري أحد الشعراء المفلقين وألقى هاته الخطبة ...ثم أردفها بقصيدة ) (سيدي عقبة) عبد الغني بن رابح العقبي )


نشاطه وتعليمه :

( تصدر الشيخ عمر لتعليم الناشئة في الكتاتيب بسيدي عقبة واقتداء بشيوخه تطوع لطلاب العلم في الجامع بتقديم دروس في البلاغة معتمدا كتاب (جواهر البلاغة) وفي النحو (ألفية ابن مالك ) وفي الأدب والشعر نصوصا مختارة وقد جلس أمامه من طلبة العلم من كان يكبره سنا فهم في حلقة الدرس تلاميذه وفيما يلي اخوانه وأصدقاؤه منهم : مصمودي محمد الحاج عيسى بلقاسم كيحل عبد الحفيظ اسماعيل العابدي حمزاوي الأزهري شاذلي عبد الغني هامل الأخضر أحمد رضا حوحو)

انضمامه الى جماعة المصلحين والتفافه حول زعيمهم :

( اتصل بالدائرة الفكرية التي بدأ يتسع نطاقها في بسكرة وضواحيها تحت قيادة الداعية الكبير الشيخ الطيب العقبي .فنمى فيه حب العلم والمعرفة وتدرب على أساليب الدعوة والارشاد وفنون الخطابة) ويبدوا أنه تكونت جماعة اصلاحية في بلدة (سيدي عقبة) تأثرت بالدعاية الجريئة التي بثها العلامة الشيخ الطيب العقبي في المنطقة وكان ضمنها صاحب الترجمة وشيخه (علي بن عثمان) وغيرهما من الشيوخ والشباب الناهض والسادة الأفاضل وكأن احد الكتاب من (واد زناتي) من أنصار الطرق والبدع عناهم على وجه الخصوص وغيرهم من المصلحين على وجه العموم اذ كتب في (النجاح) العدد (1172) : 10 صفر 1350 ه/ 26 جوان 1931 م / ص 2 ) مقلا ملأه طعنا وسبابا عنون له ب:( لقد هزلت) وصفهم فيه ب(الطيش) (وينسبون أنفسهم الشيطانية الى العلم والاجتهاد وما هم بقادرين على معرفة الفرائض العينية بل وهم جاهلون معنى لفظي العلم والاجتهاد فشكلوا منهم جمعية على ما بلغنا وانتشروا بأرجاء بلدانهم ليهدوا الناس الى السنة القويمة ... فاذا بهم مرقوا من الدين) ( يتطاولون على أعراض الشخصيات البارزة في سجل التاريخ ) ( وينبشون قبور الأموات و الأولياء بسبهم وشتمهم ) (ويجترئون على نفي الكرامة والولاية من أصلها ) الخ ..

- فقامت هذه الجماعة الصالحة المصلحة فنشروا : ( احتجاج ودفاع - من (سيدي عقبة) الى جريدة النجاح .... ) في جريدة ( البلاغ ) العدد (220) 7 أوت 1931 م / (ص2) :

( اننا الواضعين خطوط أيدينا أسفله قد تأثرنا تاثيرا كليا من المقال الذي رأيناه بجريدة (النجاح) .. أبرزه كاتبه بامضاء (نصوح) وانه بنفس الأمر عدو للاسلام والمسلمين غاش لهم وكيف لا يكون عدوا للاسلام والمسلمين من يطعن في علماء الشريعة المطهرة الذابين عنها والمتمسكين بأصلها وفروعها .. وهو أكبر الغاشين رأي الأمة اجتمعت على أمر دينها فأراد تفرقتها وتمزقها فالأمة اليوم قد انتبهت لمكائد الكائدين ومكر الماكرين وعرفت أن صراط الله المستقيم واحد قال تعالى : ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)الأنعام 153 وأقتصر على بعضهم ومنهكم : من تقدم ذكرهم من شيوخ وتلاميذ الشيخ عمر ..مكي بن اسماعيل . شاذلي عبد الغني حمزة الأزهري .. ابن خلف اللبه علي بن عثمان بسكري عمر بن البسكري ..)

الانتقال الى مدرسة الاخاء في بسكرة :

(في سنة 1931 انتقل الى مدينة بسكرة للتدريس بمدرسة (الاخاء) صحبة الشيخ بلقاسم الميموني والشيخ الطرابلسي القراري ) .

- وقد نشرت (النجاح) في عددها (1358) (ص3) ( قصيدة غراء للشيخ عمر ألقاها ( بنادي الاتحاد اثر انتهاء الشيخ ابن باديس من المسامرة) ولقبه محرر الجريدة ب: (شاعر الصحراء)

نشاطه ضمن ( جمعية العلماء المسلمين الجزائريين) :

( حين تأسست جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في سنة 1931 لبى دعوتها فأصبح من أعضائها العاملين ومن الدعاة الناطقين باسمها والعاملين لنشر مبادئها ) .

- بعد أن فشلت مكيدة الطرقيين من العلويين وغيرهم للاستيلاء على الجمعية خرجوا منها وناصبوها العداء واشتعلت الحرب بين الفريقين فكان من كتابات المصلحين العلمية الخالية من التعرض للأشخاص كتابة الشيخ عمر التي عنونها ب ( سوء التفاهم وأثره على الوحدة الاسلامية / أو المناظرة بين المصلح والمحافظ ) ( يعني به الطرقي)

- امتدحها ( الفتى القبائلي) هو : الفضيل الورتلاني بقوله : ( ... فقد عرفنا علماءنا الناصحين المرشدين -والحمد لله- بواسطة كتاباتهم .. أما ما جعله المغلطون ذريعة لبذر الشقاق والنفاق مما تقدم ذكره وغيره من ذلك الطراز فقد كتب فيه أولئك العلماء بما يشفي الغليل ويريح العليل وانهوا الكلام بالبنص والدليل ولم يخلوا بالموضوع لا بالكثير ولا بالقليل فحسبك ما دبجه أخيرا يراع العالم المستدل والمطلع الناقل الشيخ عمر بن البسكري فلقد بحث وأصاب وبين وأجاد ونتمنى له الرجوع الى الميدان لكشف ما بقي من ضعف الاسناد ويظهر سوء التفاهم من العناد ) .

في قرية (خليل) وادي أميزور - بجاية- :

( اقتنع الأستاذ عبد الحميد ابن باديس بمقدرته في الدعوة الاصلاحية وكفاءته العلمية فعينه مرشدا ومعلما في (مدرسة السعادة) ب(خليل) ب(وادي أميزور) وهي قرية من قرى ولاية (بجاية) في سنة 1936 م ) .

آتت دعوة الشيخ عمر واخوانه ثمارها في هذه القرية التي عاث فيها الاستعباد الفرنسي فسادا والتف أهلها حول دعوك الاصلاح وانقادت للمصلحين فانتقم الاستعباد وباغي الفساد ف(أقدم على طرد الشيخ عمر ) (وأنذره وقومه سوء المصير) فغتدرها .


في مدينة (سطيف) :

( عينه الأستاذ ابنباديس داعيا ومعلما في مدرسة سطيف (مدرسة الفتح) سنة 1938 م فعلم فيها الصغار من الأبناء وقام بالدعوة الاصلاحية في (نادي الارشاد) الذي كان يحاضر فيه مرة في كل أسبوع)

قلت : هذا ما ذكره الاستاذ الحسن فضلاء وتبعه عليه غيره وبمراجعة صحيفة البصائر والشهاب يتبين أن تعيين الشيخ في (سطيف) محاضرا في (نادي الارشاد) كان في سنة 1936 م ودام على ذلك سنتين كما سيأتي ليعين في مدينة (وهران) ودام على ذلك سنتين كما سيأتي ليعين في مدينة وهران معلما في مدرسة ( دار الفلاح ) ابتداء من سنة 1938 م كما سيأتي ودليل آخر هو : أن الافتتاح الرسمي ل(نادي الارشاد) كان يوم الأحد (16 فيفري 1936 م )

(وقد نشرت أهم محاضراته مجلة (الشهاب) نشر سلسلة المحاضرات التي كان يلقيها في هذا النادي العنوان العام لها فذكر بالقرآن من يخاف وعيدي )

وكان مقصوده هو حث الشباب المسلم على تلاوة القرآن وتدبره وقد قال يخاطبهم : (أقبل على مأدبة الله ... وها أنذا أشجعك بتقديم هذه الباقة المقتطفة من رياضه لتتقدم معي الى الاقتطاف منه والورود من حياضه ) .


ثناء الشيخ ابن باديس على نشاطه :

- كتب الشيخ عمر ل(الشهاب) (تهنئة وشكر واعتذار الى هذه الصحيفة المخلصة ) اعتذر فيه عن انقطاعه عنها (زهاء أربع سنين) وقدم برهانه على اخلاصه لها بأن بعث اليها ب: (احدى محاضراتنا الارشادية الليلية) قال معلقا : ( نسبة الى نادي الارشاد وهي مستمرة الى اليوم منذ سنتين ولله الحمد من قبل ومن بعد ) وهي : ( فذكر بالقرآن من يخاف وعيدي) الاسلام دين المحبة ) . علق عليها ابن باديس بقوله : ( نشكر فضيلة الأخ على حسن ظنه بهذه الصحيفة .. ونحن نعرف فضيلته من يوم عرفناه لا ينقطع عن الكتابة والتعليم والارشاد فاذا لم يكتب فهو يعلم أو يرشد فلم ينقطع - والحمد لله - عن الخير ... )

( استمر في عمله هذا سنتين كان من نتائجها ازدهار الحركة الاصلاحية والتعليمية ) ( لكن الاستعباد هة الاستعباد في كل مكان فقد أعاد الكرة وطرده من سطيف نهائيا ) .

الانتقال الى مدينة (وهران) :

( أقام بقسنطينة مدة بقدر ما شحن فيها طاقته ثم عينه الشيخ ابن باديس ) معلما في مدرسة ( دار الفلاح ) بمدينة ( وهران )

- انضم الشيخ عمر البسكري الى معلمي مدرسة الفلاح (القديمة) في شارع (اميل دولور) التي كانت لبنة تأسيسها في سنة 1938 م بحضور الامامين ابن باديس والابراهيمي ( وقد عين للتدريس معه الشيوخ الأمين القنطري وعبد اللطيف القنطري ومحمد جفال التبسي )

قلت : بل عين الأولان قبله ولم يدم مقامهما بوهران طويلا الى أن حل الشيخ عمر البسكري بها والظاهر أنه اختير ليكون معلما ومرشدا للجماعة بعدمغادرة المذكورين ولحاجة أهل (وهران) لمن يخلفهما ويقوم مقامهما ..

- حل بوهران سنة (1944 م ) الشيخ السعيد الزموشي معتمدا لجمعية العلماء بوهران ومديرا لمدرسة الفلاح وعين الشيخ ابن باديس (الشيخ عمر) مساعدا له

- وفي هذه المدة : تأسس مسجد الفلاح في أكبر شارع من شوارع المدينة الجديدة (جوزيف أندريو) في الطابق الأول على أن الطابق الأرضي خصص لبناء أقسام المدرسة الجديدة واحتفل بافتتاح المسجد في سنة (1947 م)

قلت : الذي وقفت عليه : هو أن الافتتاح كان في 15 جانفي 1950 م .. وحضره الشيخ الابراهيمي الذي حث الناس على مواصلة العمل الجدي لاكمال بناء المدرسة الجديدة ولا يزال الشيخ عمر البسكري مع معلمين آخرين في هذه المدرسة تحت ادارة الأستاذ السعيد الزموشي :

- الى أن افتتحت الفلاح الجديدة نهائيا في 10 أوت 1952 م وظهرت مدرسة مكتملة أشرف على ادارتها أولا الشيخ محمد بن فطيمة ثم كان على رأسها : الأستاذ الحسن فضلاء ابتداء من السنة الدراسية 1953 - 1954 م

- حضر افتتاح ( الجناح الجديد ) بالمدرسة : الشيخ العربي التبسي وألقى الأستاذ عمر البسكري قصيدة بهذه المناسبة نشرتها ( البصائر ) (العدد (202 ) (ص5) ) تحت عنوان : (انظر الى الاسلام كيف يجدد ) أغلقت الفلاح والمدارس الأخرى بوهران أثناء الثورة التحريرية وزج بمسيريها في السجن والمعتقلات الا من رحم ربك

من نشاطه و أعماله :

(فتح محلا تجاريا ليوهم الادارة الاستعمارية من جهة ويستغني عن مال الجمعيات أي :

جمعيات مدارس ( جمعية العلماء) من جهة أخرى وتطوع لدروس الوعظ والارشاد في مسجدي (الفلاح)و(الحمري) علاوة على مشاركته الفعالة في كل الاحتفالات التي تقام بسب تدشين المدارس والمساجد في كل العمالة الوهرانية من (الشلف) شرقا الى (مغنية) غربا ومن (تلمسان جنوبا) الى (مستغانم) شمالا ودام على هذا العمل الدؤوب الى أن أحرزت الجزائر استقلالها) .

- وكانت مشاركته في تلكم الحشود والجموع الوافدة وهي : ( أعراس الأمة) كما سماها الابراهيمي اما بدرس يلقيه في أحد مساجد أو جوامع تلكم المحلة المضيفة واما بالقاء قصيد رئان وشعر بالحكم مزدان وهو الغالب عليه والميدان المفضل لديه


انتصار الاصلاح ب( وادي ارهيو) :

- وأقتصر في هذا المقام على قطعة من قصيده بمناسبة الاحتفال الذي أقيم لافتتاح جامع ومدرسة (وادي ارهيو) ولا بأس أن أقدم بمقدمة عن ظهور الاصلاح وانتصاره في هذه المدينة وما حواليها :

يحدثنا الأستاذ ألحسن فضلاء يقول : (كانت مدينة (وادي ارهيو) ردحا من الزمن مسرحا للطرقية بجميع أنماطها (العلوية والهبرية وزاوية بن عابد المعسكرية ) ووكرا للدروشة والخرافات و الوثنية تجاوزها ( مزارة سيدي عابد ) التي هي على مقربة منها ببضعة أميال شرق المدينة وكانت غير معروفة الا بشكلها وقبتها أما الآن فهي معروفة بلافتة وضعت على حافتي الطريق تحدد معالمها وحرمها وقد كتب عليها ( مرجة سيدي عابد ) تلك هي المزارة التي دمرناها في عهد الاصلاح وكشفنا فضائحها وأبطالنا الرحال التي تشد اليها بما كتب عنها من مقالات متتابعة في جرائد جمعية العلماء وكانت هذه الطرق المشار اليها تجتمع وتتفق لتقيم في كل عام ( زردة) أو مهرجانا بلغة اليوم وفي هذه المرجة - ان صح التعبير - أو البلقعة تذبح الذبائح لغير الله وتشد اليها الرحال وتقام فيها الأفراح والخزعبلات والأباطيل في بلقعتها وما جاورها من هضاب وتلول جرداء وشعاب ينتشر فيها الفسق وتغدق فيها الخمور بمختلف أصنافها ويتجلى في رحابها الرقص المتعدد الأنماط والانحلال الأخلاقي بأبشع مظاهره يدوم المهرجان ثمانية أيام ثلاثة أيام منها تباع فيها كل المحرمات ببركة سيدي عابد وفي تلك البقعة يجتمع الرجال والنساء والشباب والشابات فتضرب الخيام وأشباه الخيام بحيث ترى ملاءات النساء أحيانا وقد ضمت لبعضها لتقيم ستارا شفافا على جماعات من الرجال والنساء وهم على موائد الخمور أو على فراش الفسق والدعارة وهمذا كانت مرجة سيدي عابد تزخر بالباطل والمجون واختفى أثر ذلك حينا من الدهر بفضل دعوة الاصلاح وعادت اليومالى الظهور ... 33 ولعلها بطريقة عصرية متطورة أما حكومة الاستعمار فقد كانت مشجعة لهذه المآثم بالحضور والمال والتدعيم والأمن والتأييد المطلق ) وبعد أن أشاد بدور شعبة جمعية العلماء في (واد ارهيو) واخوانهم من العلماء والوعاظذكر ثمرة ذلكمالجهاد بتأسيس مسجد ومدرسة : (كان اليوم المقرر للتدشين هو يوم الأحد الفاتح من نوفمبر 1953م ولكن وجود الناس في المسجد أجبر الشيخ السعيد الزموشي ممثل جمعية العلماء في عمالة وهران على القاء درس في تفسير قوله تعالى : (انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر) الآية (التوبة : 18) مساء السبت بعد صلاة المغرب ثم صلى الناس العشاء وألقى الشيخ عمر البسكري درسا آخر في تفسير سورة العصر وفي صبيحة الأحد على التاسعة خرج الناس في رحاب المسجد وساحته قاصدين نقطة التجمع للسير صفوفا متراصة وبعد اكتمال الجمع تحرك الحشد وفي مقدمته الأستاذ توفيق المدني والشيخ السعيد الزموشي وتحفهم جماعة المعلمين بمدارس المدن الوهرانية ومدينة الأصنام كان الجميع يسبحون ويهللون ويكبرون حتى وصلوا باب المسجد ) . (وكان من المفروض أن تلقى قصيدك الشيخ عمر البسكري التي أعدها لهذا اليوم لكن الوقت قد ضاق عنها )وقد نشرتها جريدة البصائر العدد 248 ص 6 قالت : ( القصيد الذي ألقاه؟ الشيخ عمر البسكري السلفي في حفل مسجد وادي ارهيو ) ومن أبياتها :


بين داعي الهدى وداع الهوان بان لي الرشد ماثلا للعيان

أيها المسلم الغريب تقدم وتعزز بعصبة الايمان

واصدع اليوم بالذي كنت في أم سك تخفيه خيفة الشنآن

ذهبت تلكم الزرود وولت وبكا ها الشيطان للشيطان .

ان لله ذلك المسجد المعمور لا للضرار والبهتان

قد بنيناه بل بنينا قلاعا وهدمنا معابد الأوثان

سارعوا للشفا بالعلم والدين واني أعيذكم من تواني


اشتغاله بالتجارة :

وكان الشيخ عمر قد انقطع عن الميدان العلمي –فيما يبدوا- وافتقدتهالأوساط الدعوية أو انحسر نشاطه المعهود عنه قديما ويبدو أنه خف من تلكم العزلة –نوعا ما وعاد يلقي القصائد والمواعظ (المناسباتية) فقد أثار أحد رجال الجمعية من الجيل الجديد الذين أظهروا حاجتهم للاستفادة من علم وتجارب الجيل الأول من المصلحين هذه القضية قال .. 36 عن احتفال أكبر مدرسة في وهران (15 جانفي سنة 1950 م) : (أخذت الأريحية شاعرنا العبقري وخطيبنا المصقع وواعظنا الكبير الشيخ عمر البسكري الذي طالما حرمت الجزائر من قلمه السيال وقصائده الرنانة واستةلت عليه وعلى جماعة من أمثاله العزلة عن المجتمع ألا وهو المجتمع العلمي ال\ي هو جدير بأن يسمى مجتمعهم لأنهم هم السابقون الأولون في هذه الحركة التي هم بناة أساسها المتين الذي لم تستطع أن تمسه يد الدساسين بسوء .... بفضل هؤلاء السادة الذين من جملتهم شاعرنا الملهم الذي جادت عبقريته بهاته القصيدة العصماء التي يظهر فيها تأييده لمبدئه القديم وحبه لحركته الأولى بعد أن أصبح اليوم كما وصفه رئيس جمعية العلماء المحترم الشيخ الابراهيمي في يوم هذا الحفل المشهود غارقا في أوساخ التجارة وكان الشيخ عمر من جملة العلماء الذين اعتلو منصة الخطابة مع رئيس جمعية العلماء لكن لضيق الوقت لم تسمح له الفرصة بالقاء قصيدته وبعد انتهاء الحفل اتصلنا بالشيخ وقرأ علينا القصيدة فرغبنا منه أن يسلمها لنا لتنشر في البصائر تعميما للفائدة ورغبة منا في عودة الشيخ لهذا الميدان ليفيدنا من فكرته الوقادة ونحن لا يسعنا الا أن نشكره على هذه الروح العظيمة (معسكر محمد المجاجي) ومطلع القصيدة :

يا آل وهران الصيد فرحي بما أبديتموه شديد

وهران قد ذكرتنا فاسا وتو نس وادكار الصالحات يفيد

يارب نشكو من جراءة معشر ادناهم في الموبقات مريد

شنوا علينا غارة من غير ذن ب غير أن ديننا التوحيد

نصبوا العداء لنا فيا رب اكفنا من شرهم ان شرهم ليزيد)

ظهر اسمه في (قائمة الوعاظ لشهر رمضان/ عمالة (وهران) لسنتي (1374 ه/ ماي 1954 م) (البصائر) العدد (269)/ 27 شعبان 1373 ه/ 30 أفريل 1954 م و(1374ه/15 أفريل 1955 م ص7) واعظا في (مدرسة الحمري) التي كان يديرها وقتها الأستاذ (العربي سعدوني)


آثاره الشعرية :

يحدثنا الأستاذ الحسن فضلاء يقول : ( وأذكر أني كنت أزوره في متجره بوهران عندما كنت مدير مدرسة (الفلاح) فأطلعني في احدى المرات على كراس كبير الحجم يضم عددا من القصائد وقد قرأ علي بعضها ... )

وبالاضافة الى دجيوان شعره المخطوط المعنون ب(العلويات) المتقدم ذكره جمع في آخر حياته ديوانا آخر بعنوان (الوهرانيات) وله شعر كثير منشور في الجرائد الوطنية


نزعته السلفية :

-يقول ابن باديس وهو يعرف به : (لنا أخ في الله ببلدو الفاتح العظيم سيدي عقبة ابن نافع ممن يحفظون كتاب الله ويتدبرونه ويهتدون به ويعملون على نشر هدايته ويشاركون في العلوم الشرعية والأدبية والعقلية ويضربون في اللغة الفرنسية بسهم هو الشيخ عمر بن البسكري صاحب هذا المقال وقد كان الشيخ معلما للصبيان خاملا فهداه العلم ووفقه لمطالعة كتب السلف فأصبح من أهل العلم العاملين وعباد الله الصالحين وقد بين لي في كتاب خاص ما طالعه من الكتب وأنا أذكرها ها هنا متمنيا لكل منتم للعلم أن يكون طالعها أو عازما على مطالعتها قال :

(وأما توغلنا في العلم الصحيح السلفي فهو ضالتنا المنشودة التي ظفرنا بها وسعادتنا العظمى التي أرجو بها الفوز عند الله والزلفى والتي نفثت في روعنا-والحمد لله- توحيدا خالصا من شوائب الشرك وايمانا ناشئا عن نظر صحيح ومن الكتب التي طالعناها مطالعة تحصيل (الاحكام) للآمدي (بداية المجتهد) ,(الاعتصام) للشاطبي (منهاج السنة) وغيره من كتب الامام ابن تيمية (اعلام الموقعين) و(اغاثة اللهفان) وغيرهما للامام ابن القيم (الدر النضيد) وغيره من كتب الشوكاني

وغير هذا من كتب العلم الصحيحة بعدما طالعنا (الموطأ)و(صحيح البخاري) وبعض التفاسير الصحيحة ولم يفتنا من مجلتكم الزاهرة بمجالس التذكير عدد واحد فكم أفادتنا من علوم –أدام الله حياة منشئهاللاسلام- وهذا هو الأخ الذي نقدمه اليوم للقراء والله يتولى الجميع بالهداية والتوفيق ).

-ويعرف به الشيخ الابراهيمي فيقول :

(الشيخ عمر البسكري داعية جهير الصوت بالاصلاح كاتب متين القلم في الدينيات سديد الرأي فيها قوي الحجة في مباحثها أكسبه ذلك قيامه على كتب الفحول من فقهاء السنة أمثال ابن تيمية وابن القيم والشوكاني وهي كتب تربي ملكة البرهان .. والشيخ عمر أجلد دعاتنا وكتابنا على المطالعة والقراءة .. ) .

غيرته على وطنه :

-من أواخر ماكتبه الشيخ عمر مشاركته في الجواب على الاستفتاء الذي عرضته جريدة (المنار) وهي جريدة سياسية ثقافية ../ عدد (40) 25 رجب 1372 ه / 10 أفريل 1953 م ص (4) حول امكانية اتخاذ الأحزاب والهيئات لحل القضية الجزائرية ؟ وقد كانت رؤية الشيخ عمر تمثل موقف جكعية العلماء التي ينتمي اليها ويعتقد مباديها ولطول الجواب أقتصر فقط على خاتمته وهو : (نداء الى الشعب الكريم أيها الشعب الذي ليس له والد يأويه ولا مكان يحويه ولامورد علم عصري يرويه ولا علم ينشره ويطويه فأصبح بين اللكم والشتم وذلك لما أحاطت سرادق اليتم قد أدبك الزمان فما خان ولا مان وهدتك التجارب الى شتى المآرب فلقد مضى أمس وما فيه والماضي لا يمكن تلافيه

غير مأسوف على زمن ينقضي بالهم والحزن

تدرع للزمن الآتي ليكون لك خير مواتي وابن نهضتك في دائرة دينك الحنيف وقوميتك المقدسة واجعل شعارك قوله تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) (آل عمران : 103) وقول جدك العربي الأبي :

على طلل الأجداد خطوا لكم مجدا فلم أر شيئا غيره بكم أجدى ) أه

(كانالشيخ عمر بن البسكري عظيما في ايمانه ووطنيته وحبه واخلاصه للجزائر وكان شجاعا يستسهل الصعاب ويقذف بحياته في المخاطر ألقى (الاستعباد) القبض على بنيه وكانوا فدائيين أثناء الثورة التحريرية ويوم محاكمتهم في مدينة (باتنة) جاء لحضور الجلسة ولما رىهم مقيدين خاطبهم بقوله : (لهذا أنجبتكم ... )


مأثرة عظيمة :

- يقول الأستاذ الحسن فضلاء : (عند استقلال البلاد تسابق الناس الى اغتصاب الشقق والفيلات والمحلات التي تركها الأربيون وفروا بأرواحهم ويوجد في حي (بولانجي) (مرقص وحانة) لمعمر فر لينجوا بحياته قال الشيخ لأولاده أنا عازم على الاغتصاب كما يغتصب الناس فنهاه أولاده عن الاقدام عاى هذا العمل الشنيع غير القانوني ولكنه تصامم عن سماع نصائحهم وأصر على فعلته وهم لم يعلموا قصده كسر باب ( الحانة و المرقص) واستخدم عمالا وعاملات في تفريغ المحل وتنظيف أرضيته ثم فرشها بزرابي ووقف عند الباب مؤذنا لصلاة مكتوبة فاجتمع مسلموا الحي وأثنو على صنيعه وجرأته واستحال المحل الى مسجد كبير تم انجازه وتوسعته وبناؤه في نفس المكان ويعرف الآن ب(مسجد أبي بكر الصديق)

وفاته :

(توفي رحمه الله بسكتة قلبية في مستشفى (كونيو) بوهران يوم 3 مارس 1986 م وكانت جنازته مشهودة) .
 
avatar

عاشقة الصمت

عضو نشيط
رقم العضوية :
5734
البلد/ المدينة :
الجزائر
العَمَــــــــــلْ :
طالبة
المُسَــاهَمَـاتْ :
456
نقاط التميز :
600
التَـــسْجِيلْ :
16/11/2010
بارك الله فيك..
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى