kada
عضو نشيط
- البلد/ المدينة :
- tiaret
- العَمَــــــــــلْ :
- طالب جامعي
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 480
- نقاط التميز :
- 929
- التَـــسْجِيلْ :
- 26/10/2010
خطبة النساء بين المفروض والمرفوض
عبد العزيز بن عبد الرحمن اليوسف
كماهو معروف شرعا واجتماعيا أن الخطبة طلب الزواج، وهي اتفاق مبدئي عليه،
ووعد يجب على الجميع احترامه، وتعتبر الخطبة المقدمة الطبيعية للزواج . وكل
عقد من العقود ذات الشأن والأهمية لها مقدمات تمهد لها وتهيئ الطريق إلى
إتمامها على خير وجه والخطبة.
والأصل في الخطبة أن تكون من الرجل، وهذا ما جاء في القرآن الكريم
والسنَّة، في قوله تعالى مخاطبًا الرجال: {ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من
خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم} [البقرة: 235] . وقال صلى الله عليه
وسلم: (إذا خطب أحدكم المرأة، فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى
نكاحها، فليفعل) وفي ذلك حفظ لحياء المرأة، ورفع لمكانتها، وصون لكرامتها،
كما أنه أسلم لئلا تخدع المرأة في رجل غير صالح وهي لا تدري . ويمكن للمرأة
في الشرع أن تخطب لنفسها بعد التعرف على التفاصيل والشروط والمسائل
الشرعية في ذلك بشكل دقيق.
ولاشك في أن كل شاب في مجتمعنا يحس بعد إتمام دراسته, وثبات حياته في وظيفة
ما, واستقرار ذهنه, بالإضافة إلى شحن أهله وشحذ همته من قبلهم على الزواج
يجعله كل ذلك محفزا إلى حد كبير إلى التفكير الجدي في الزواج. وحقيقة أن كل
من يجد في نفسه هذا التفكير وذلك الحس بالرغبة في الزواج لابد من التأكد
من أهليته الصحية والنفسية, وقدرته المعنوية والمادية, وطاقته الشخصية,
ونشاطه الفكري والهم من ذلك عليه التعرف على مدى استطاعته, وثقافته في
التعامل مع حياته الزوجية القادمة فلم تكن الأهلية في يوم ما هي المال أو
القوة أو القسوة بل لابد من السمات , والصفات السابق ذكرها وعليه التأكد
بقوة من قدرته على الوفاء بالعهد , والإخلاص في الوعد , والصدق عند القول
والفعل.
وحقيقة إن آلية وطريقة وإمكانية الخطبة أو حتى )الملكة ) تعتبران قضيتين
حساستين جدا ولهما تأثير بشكل سلبي أو ايجابي على أسرنا ومجتمعنا , كما أن
لها ارهاصات , وملابسات , ومعطيات عدة. ومن منطلق أهمية ذلك وجب على الشاب
باعتباره هو الأصل في الخطبة وبصفته هو المنتظر من قبل الفتاة, كما أنه هو
من يذهب إلى بيت ما طارقا بابه طالبا الزواج وجب عليه تمام الجدية , وكمال
العزيمة , وبالغ التأكد من خطوته وخطبته فليس الأمر لعبة , أو تسلية , أو
مغامرة غير محسوبة عواقبها .. لا وألف لا وليست الفتيات عرائس بلاستيكية
يمكن أن ينوي أو يطلب وينسحب بدون سبب واضح أو مسبب منطقي أو مبرر شرعي أو
عذر اجتماعي ليس له الحق في أن يخطب ويرى ويوافق هو وقد يذاع الخبر وبعد ان
تتم الموافقة عليه ويبدأ الجد ينسحب بدون سبب, أو يتراجع بمزاجية, فذلك
كله أثره خصوصا في مسألة (التملك) لا أن تلك القضية أمر مقلق للأهل وللفتاة
وللمجتمع من حوله وحولها فلا يحق له الانسحاب المزاجي أو التراجع الفارغ
بدون مسببات شرعية, أو معنوية, أو اجتماعية, أو غير ذلك مما يقره الدين
والعرف الصحيح , او بعد اكتشاف حال اختلفت قبل الارتباط عن بعده . ولا أعني
هنا أن يجبر الشاب نفسه أو تجبر الشابة نفسها على وضع غير مقبول, ولا يمكن
أن يستمر ولابد أن يكون قرار الفسخ , أو الانسحاب بسببه الشرعي والمنطقي
والمفروض بدون أهواء ليست لها معنى وقبل الوعد أو الاتفاق .
ولا يعقل أن يتنقل الشاب بما أنه هو من يخطب بين أسرة وأسرة فيخطب من هنا
ويترك هنا ويقبل على تلك ويرفض تلك ويرى هذه الفتاة فتعجبه ويكمل إجراءات
الخطبة والملكة ثم فجأة يتراجع وينسحب لأسباب لا تبرر, ولا يحق له أن يؤذي
مشاعر الأسر والفتيات بطريقته تلك فكم من الآثار سيترتب على فعله المزاجي؟
وما التأثيرات والمشاعر والآلام التي ستكون في قلب الفتاة حين يفسخ فجأة ؟
وما ردة فعل الفتاة والأهل عندما تتعرض ابنتهم لخطبة أو ملكة ويكون انسحابا
بدون مبرر ثم خطبة أو ملكة فانسحاب بدون سبب؟ ألن تتعرض إلى وضع نفسي سئ
قد يجعلها تتعقد من مسألة الزواج وتفقد الثقة في كل من سيتقدم لها مستقبلا
فيؤثر ذلك على حياتها وحياة من حولها وقد تكون مضربا للأمثال وللقيل
والقال؟
ختاما لتتقوا الله أيها الشباب الرجال في بنات مجتمعنا فلكم أخوات وسيكون
لكم بنات إن أراد الله ولتحسوا بكبرياء الأنثى واشعروا به , وقدروه ولا
تُلحقوا الضرر بها، أو تؤذوا مشاعرها وأحاسيسها بمبررات واهية أو أمزجة
فارغة ولتنظروا في أنفسكم . ألستم ترفضون وتكرهون وتتحسسون من الرفض أو
السخرية أو الفسخ أو حتى الخلع؟ فكيف تقبلون على شقائق الرجال مالا تقبلون؟
وفكروا مليا وتبينوا عند الاختيار, واستخيروا الله عز وجل, واستشيروا قبل
الإقدام على خطوات جدية غير محسوبة, أو بدون إحساس واختاروا القبول أو
الرفض في وقته المناسب .. وقبل ذلك كله ادعوا الله بالتوفيق والتيسير,
وتأكدوا من أهليتكم للزواج.
المصدر/ جريدة اليوم السعودية
عبد العزيز بن عبد الرحمن اليوسف
كماهو معروف شرعا واجتماعيا أن الخطبة طلب الزواج، وهي اتفاق مبدئي عليه،
ووعد يجب على الجميع احترامه، وتعتبر الخطبة المقدمة الطبيعية للزواج . وكل
عقد من العقود ذات الشأن والأهمية لها مقدمات تمهد لها وتهيئ الطريق إلى
إتمامها على خير وجه والخطبة.
والأصل في الخطبة أن تكون من الرجل، وهذا ما جاء في القرآن الكريم
والسنَّة، في قوله تعالى مخاطبًا الرجال: {ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من
خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم} [البقرة: 235] . وقال صلى الله عليه
وسلم: (إذا خطب أحدكم المرأة، فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى
نكاحها، فليفعل) وفي ذلك حفظ لحياء المرأة، ورفع لمكانتها، وصون لكرامتها،
كما أنه أسلم لئلا تخدع المرأة في رجل غير صالح وهي لا تدري . ويمكن للمرأة
في الشرع أن تخطب لنفسها بعد التعرف على التفاصيل والشروط والمسائل
الشرعية في ذلك بشكل دقيق.
ولاشك في أن كل شاب في مجتمعنا يحس بعد إتمام دراسته, وثبات حياته في وظيفة
ما, واستقرار ذهنه, بالإضافة إلى شحن أهله وشحذ همته من قبلهم على الزواج
يجعله كل ذلك محفزا إلى حد كبير إلى التفكير الجدي في الزواج. وحقيقة أن كل
من يجد في نفسه هذا التفكير وذلك الحس بالرغبة في الزواج لابد من التأكد
من أهليته الصحية والنفسية, وقدرته المعنوية والمادية, وطاقته الشخصية,
ونشاطه الفكري والهم من ذلك عليه التعرف على مدى استطاعته, وثقافته في
التعامل مع حياته الزوجية القادمة فلم تكن الأهلية في يوم ما هي المال أو
القوة أو القسوة بل لابد من السمات , والصفات السابق ذكرها وعليه التأكد
بقوة من قدرته على الوفاء بالعهد , والإخلاص في الوعد , والصدق عند القول
والفعل.
وحقيقة إن آلية وطريقة وإمكانية الخطبة أو حتى )الملكة ) تعتبران قضيتين
حساستين جدا ولهما تأثير بشكل سلبي أو ايجابي على أسرنا ومجتمعنا , كما أن
لها ارهاصات , وملابسات , ومعطيات عدة. ومن منطلق أهمية ذلك وجب على الشاب
باعتباره هو الأصل في الخطبة وبصفته هو المنتظر من قبل الفتاة, كما أنه هو
من يذهب إلى بيت ما طارقا بابه طالبا الزواج وجب عليه تمام الجدية , وكمال
العزيمة , وبالغ التأكد من خطوته وخطبته فليس الأمر لعبة , أو تسلية , أو
مغامرة غير محسوبة عواقبها .. لا وألف لا وليست الفتيات عرائس بلاستيكية
يمكن أن ينوي أو يطلب وينسحب بدون سبب واضح أو مسبب منطقي أو مبرر شرعي أو
عذر اجتماعي ليس له الحق في أن يخطب ويرى ويوافق هو وقد يذاع الخبر وبعد ان
تتم الموافقة عليه ويبدأ الجد ينسحب بدون سبب, أو يتراجع بمزاجية, فذلك
كله أثره خصوصا في مسألة (التملك) لا أن تلك القضية أمر مقلق للأهل وللفتاة
وللمجتمع من حوله وحولها فلا يحق له الانسحاب المزاجي أو التراجع الفارغ
بدون مسببات شرعية, أو معنوية, أو اجتماعية, أو غير ذلك مما يقره الدين
والعرف الصحيح , او بعد اكتشاف حال اختلفت قبل الارتباط عن بعده . ولا أعني
هنا أن يجبر الشاب نفسه أو تجبر الشابة نفسها على وضع غير مقبول, ولا يمكن
أن يستمر ولابد أن يكون قرار الفسخ , أو الانسحاب بسببه الشرعي والمنطقي
والمفروض بدون أهواء ليست لها معنى وقبل الوعد أو الاتفاق .
ولا يعقل أن يتنقل الشاب بما أنه هو من يخطب بين أسرة وأسرة فيخطب من هنا
ويترك هنا ويقبل على تلك ويرفض تلك ويرى هذه الفتاة فتعجبه ويكمل إجراءات
الخطبة والملكة ثم فجأة يتراجع وينسحب لأسباب لا تبرر, ولا يحق له أن يؤذي
مشاعر الأسر والفتيات بطريقته تلك فكم من الآثار سيترتب على فعله المزاجي؟
وما التأثيرات والمشاعر والآلام التي ستكون في قلب الفتاة حين يفسخ فجأة ؟
وما ردة فعل الفتاة والأهل عندما تتعرض ابنتهم لخطبة أو ملكة ويكون انسحابا
بدون مبرر ثم خطبة أو ملكة فانسحاب بدون سبب؟ ألن تتعرض إلى وضع نفسي سئ
قد يجعلها تتعقد من مسألة الزواج وتفقد الثقة في كل من سيتقدم لها مستقبلا
فيؤثر ذلك على حياتها وحياة من حولها وقد تكون مضربا للأمثال وللقيل
والقال؟
ختاما لتتقوا الله أيها الشباب الرجال في بنات مجتمعنا فلكم أخوات وسيكون
لكم بنات إن أراد الله ولتحسوا بكبرياء الأنثى واشعروا به , وقدروه ولا
تُلحقوا الضرر بها، أو تؤذوا مشاعرها وأحاسيسها بمبررات واهية أو أمزجة
فارغة ولتنظروا في أنفسكم . ألستم ترفضون وتكرهون وتتحسسون من الرفض أو
السخرية أو الفسخ أو حتى الخلع؟ فكيف تقبلون على شقائق الرجال مالا تقبلون؟
وفكروا مليا وتبينوا عند الاختيار, واستخيروا الله عز وجل, واستشيروا قبل
الإقدام على خطوات جدية غير محسوبة, أو بدون إحساس واختاروا القبول أو
الرفض في وقته المناسب .. وقبل ذلك كله ادعوا الله بالتوفيق والتيسير,
وتأكدوا من أهليتكم للزواج.
المصدر/ جريدة اليوم السعودية
